رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 21 - 2 - الإثنين 19/8/2024
قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تعويذة العشق الأبدي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سمر إبراهيم
الفصل الواحد والعشرون
2
تم النشر يوم الإثنين
19/8/2024
- تقدر تقولي قتلته ليه
نظر إليه مروان بأعين جاحظة وأجاب وهو ينفي برأسه:
- مقتلتوش والله ما قتلته.
- الكاميرات جايباك وانت طالع العمارة انت ورجالتك وكان باين عليك الغضب والبواب شهد إن الأسانسير وقف في الدور اللي فيه شقة القتيل والكاميرات جابتك وانت نازل بعد نص ساعة وماسك في إيدك لابتوب وموبايلات واضح إنها خاصة بالمجني عليه لأننا مالقيناش في شقته أي أجهزة إلكترونية وبعدها بساعة ونص البواب اكتشف الجريمة ومحدش طلع ولا نزل من عنده في الوقت ده تقدر تقولي إيه سبب زيارتك ليه وليه خدت موبايلاته واللابتوب بتاعه؟
صمت ولم يجيب فعقب أدهم بغضب وهو يضرب براحيتيه على سطح المكتب:
- برضه ساكت ومش عايز تتكلم صدقني موقفك كدا مش كويس اعترف وقول اللي حصل يمكن موقفك يتحسن ونعرف دوافعك ده انت شكلك ابن ناس.
لم ينبس بـ بنت شفه ليزداد غضب الآخر وضغط على الزر الموضوع أمامه على المكتب فدخل العسكري الواقف بالخارج ليحدثه أدهم بغضب:
- خده عالحجز على ما يتعرض عالنيابة.
أمسك به العسكري وقبل أن يخرج وجد طرقات على الباب وولج شخص يظهر عليه علامات الوقار وتحدث وهو يمد يده لأدهم ببطاقة التعريف الخاصة به:
- المستشار خالد شريف حسن حاضر مع مروان بيه ممكن حضرتك تفهمني إيه الموضوع بالظبط.
أشار إليه ليجلس على المقعد المقابل لمكتبه وتحدث مفسرًا وهو يشير نحو مروان:
- اتفضل اقعد يا سيادة المستشار، الأستاذ متهم في جريمة قتل والأدلة كلها ضده وهو مش راضي يتكلم ويقول حصل إيه.
أماء الرجل بتفهم وعقب برجاء:
- طب ممكن تسيبنا لواحدنا ١٠ دقايق علشان أفهم منه إيه الموضوع.
حرك رأسه بموافقة وهو ينهض حاملًا علبة سجائره وقداحته وتحدث بجدية:
- اتفضل عشر دقايق بس مش أكتر.
خرج مغلقًا الباب خلفه لينظر خالد نحو مروان محدثًا إياه بعملية اتسم بها رغم سنوات عمله معه إلا إنه لم يتخلى عن عمليته في الحديث قط:
- إيه اللي حصل يا مروان بيه إحكيلي بالتفصيل علشان اقدر أساعدك.
تنهد وأجابه بتوضيح قدر استطاعته فمن المستحيل أن يخبره سبب ذهابه إليه وإن أدى الأمر إلى موته فالموت أهون عليه من أن تكون سمعته وسمعة زوجته علكة في فم الجميع خاصة عائلته:
- مفيش، سوء تفاهم حصل بينا اتخانقنا وسيبته ومشيت كان عايش لما سيبته مفيهوش حاجة شوية إصابات خفيفة مش أكتر.
تنهد براحة بعض الشيء فور سماعه منه بأنه لم يقتله وعقب مستفسرًا:
- طب إيه سبب الخناقة؟
نفى برأسه وهو يعقب برفض قاطع:
- إعفيني يا متر مش هقدر أقولك السبب يكفيني إنك تعرف إني بريء وإني مقتلتوش وتدافع عني على الأساس ده لو مش هتقدر تعمل كدا قولي وأنا أتصرف.
زفر بغضب من حديثه الغير عقلاني والذي سيؤدي به إلى التهلكة وحدثه بهدوء عله يستطيع إقناعه:
- انت عارف كويس يا مروان بيه إني مش مجرد مستشار قانوني للشركة وإني بعتبرك انت ويونس بيه زي أولادي بالظبط لازم تعرف إني علشان أساعدك إنت كمان لازم تساعد نفسك هدافع عنك إزاي وأنا معرفش اللي حصل وطالما انت بريء زي ما بتقول بلاش تئذي نفسك بسكوتك على الاقل إحكيلي وأنا أوعدك إني هبذل كل جهدي علشان أخرجك من القضية.
نظر إيه بثاقبتيه وكأنه يفكر في حديثه ولكنه نطق بما خيب آماله:
- صدقني مش هتفرق حتى لو اتكلمت سبب الخناقة ممكن يثبت التهمة عليا مش العكس الحل الوحيد إن القاتل الحقيقي يظهر مفيش حل تاني غير ده.
تنهد بضيق وهو ينظر في ساعة يده:
- الوقت خلص على العموم أنا هعمل كل اللي اقدر عليه علشان تخرج من هنا وربنا يقدرني على ده.
كاد أن يعقب على حديثه ولكنه وجد الباب يُفتَح ودخل الظابط ومن خلفه العسكري وتحدث وهو يذهب ليجلس على مقعده:
- أظن أنا سيبتك وقت كافي يا سيادة المستشار، ها قدرت تعرف منه إيه اللي حصل؟
نفى برأسه ليستشيط غضبًا من صمته المريب فإن كان بريئًا كما يدعي لما لا يدافع عن نفسه؟ زفرة غاضبة خرجت منه وهو يوجه حديثه بحزم للعسكري:
- خده يبني عالحجز على ما يتعرض عالنيابة.
امتثل العسكري لأمره في الحال وقام بالإمساك بروان لكي يذهب به نحو غرفة الحجز وفور خروجه من الغرفة هرولت إليه وعد التي لم تكف عن البكاء لترتمي في أحضانه وهي تهذي بكلمات غير مرتبة:
- أنا السبب، ياريتني مت، أنا آسفة، انت عملت كدا بجد؟
رفع رأسها ومسح دموعها وهي يحدثها بهدوء:
- ششش، متعيطيش كله هيبقى تمام أنا عايزك تعرفي حاجة واحد بس وتتأكدي منها أنا بريء معملتش حاجة وإن شاء الله الحقيقة هتظهر في أسرع وقت.
نظرت إليه بعيون راجية تتمنى أن يكون حديثه صحيح لتجده يحرك رأسه لأعلى ولأسفل يريد إخبارها بصدق حديثه وقبل أن ينطق وجد العسكري يمسكه بشده ويتحرك به بعيدا عنها وهو يصيح:
- يلا يا خويا مش وقت المحن ده قدامي عالحجز مش ناقص اسمع كلمتين من الباشا.
❈-❈-❈
ظلت تبكي وهي تراه يختفي من أمامها لتقبل عليها عهد وقامت باحتضانها والتمسيد على ظهرها وهي تحدثها بحب:
- إهدي يا حبيبتي إن شاء الله هيخرج بالسلامة أنا متأكدة إنه بريء وربنا هيظهر براءته في أقرب وقت بإذن الله.
- يارب يا عهد يارب.
قالت ذلك دون أن ترفع رأسها عن عناق شقيقتها لا تعلم ما الذي يمكنها عمله لمساعدته ولا تعلم هل من الممكن أن يخرجوه إن اعترفت هي عن نفسها بأنها من ارتكبت الجريمة أم أنهم سيعلمون بأنها تكذب؟ قاربت على فقدان عقلها من كثرة التفكير لتنتبه على صوت أحدهم:
- مدام وعد ممكن أتكلم معاكي شوية؟
رفعت رأسها وهي تنظر إليه بعدم فهم رجل يبدوا أنه في العقد الخامس من عمره تظهر عليه علامات الوقار ليعرفها على نفسه:
- أنا المستشار خالد شريف محامي مروان بيه.
جففت دموعها بيدها وعقبت وهي تحرك رأسها لأعلى ولأسفل:
- ايوة طبعًا حضرتك.
- طب اتفضلوا معايا في العربية هوصلكم ونتكلم في الطريق.
قال ذلك وهو يشير نحو الخارج ليجدها تنظر في أثر مروان فأردف بعملية:
- وقوفنا هنا مش هيفيد صدقيني هو دلوقتي محتاج إننا نثبت براءته مش نقعد هنا حاطين إدينا على خدنا.
أماءت بتفهم وخرجت معه هي وعهد بالفعل وقامت بقص عليه ما حدث بكل صراحة فذلك ليس الوقت المناسب لتخبئ شيء فالأهم عندها الآن هو أن يخرج من تلك التهمة التي من الممكن أن توصله لحبل المشنقة.
تنهد بأسى فور سماعه لما قالته فبالفعل هذا الحديث دليل إدانة وليس العكس فإن علم رجال الشرطة بسبب ذهابه إليه سيقتنعون بما لا يدع محالا للشك بأنه هو من ارتكب تلك الجريمة دفاعًا عن شرفه.
حقًا يشعر بالعجز فالشيء الوحيد الذي يمكنه أن يخرجه من هذه الكارثة هو ظهور القاتل الحقيقي عدا ذلك سيكون كالنفخ في قربة مثقوبة.
نظر إليها ثم إلى الطريق أمامه وحدثها بعملية:
- بصي يا بنتي الكلام اللي قولتيه ده ياريت محدش يعرف بيه دلوقتي نهائي لأنه للأسف ممكن يتاخد دليل إدانة ضده ويثبت التهمة عليه وأنا هحاول بكل الطرق إني أوصل لأي معلومات عن القاتل الحقيقي دي الحاجة الوحيدة اللي ممكن تنقذه دلوقتي غير كدا موقفه سيء جدًا في القضية.
إنهارت من البكاء فور سماعها لحديثه فعقب باستياء:
- اللي بتعمليه ده مالوش أي فايدة بالعكس احنا محتاجين نكون في كامل تركيزنا على ما نعدي الفترة دي على خير.
قطع حديثه صوت هاتفه الذي صدح في المكان وعندما نظر إلى اسم المتصل أجاب بدون تفكير:
- أيوة يا يونس بيه لا مع الأسف الشديد الموضوع ميطمنش أبدًا موقف مروان بيه صعب في القضية.
كانت دقات قلب عهد تقرع كالطبول فور سماعها لإسمه خاصة عندما وجدت ذلك المحامي يتحدث وعلى وجهه ابتسامة بسيطة:
- يعني انت في المطار دلوقتي؟ طيب تمام هستناك في الشركة ونتكلم في كل حاجة.
- أيوة مدام وعد وأختها معايا هروحهم وأروح عالشركة، تمام حاضر.
وجدته يمد يده بالهاتف نحوها:
- اتفضلي يا آنسة يونس بيه عايز يكلمك.
أخذت منه الهاتف وهي تحمحم وحدثته بحرج:
- ألو.
استمعت لصوته القلق:
- ايوة يا عهد انتوا كويسين؟
أجابت باقتضاب
- تمام الحمد لله.
- طب شوفتوا مروان؟
أماءت برأسها وكأنه يراها وهي تجيبه:
- أيوة شوفناه وهما واخدينه عالحجز.
استمعت إلى زفرته قبل أن يعقب قائلًا:
- طب أنا في المطار دلوقتي هطلع الطيارة كمان ربع ساعة كدا وإن شاء الله لما آجي نلاقي حل.
- إن شاء الله خير ربنا يستر.
- يارب، أنا هقفل دلوقتي وأول ما أوصل القاهرة هكلمك.
- ماشي تمام، سلام.
أنهت المكالمة وأعادت الهاتف لصاحبه وما هي إلا بضع دقائق وكانتا وصلتا منزل وعد ومروان ليترجلا من السيارة وهي تمسك بيد شقيقتها التي لا تستطيع السير جيدًا من كثرة بكائها وصعدت معها لا تستطيع أن تتركها بمفردها تخشى أن تفعل في نفسها شيء كما كانت تحاول قبل ذلك.
❈-❈-❈
يجلس خلف مكتبه يدخن لفافة تبغ ويجلس أمامه أحد زملائه ليحدثه وهو يخرج الدخان من فمه:
- ها يا هشام عملت تحريات عن القتيل؟
أجابه برسمية:
- حصل يا أدهم باشا ودا تقرير باللي وصلناله.
مد يده بملف به بعض الورق وهو يستأنف حديثه قائلًا:
- اسمه أحمد النويشي مهندس عنده ٣٠ سنة مطلق وعنده طفلين ولد وبنت مبيشتغلش وحيد امه وأبوه ومعتمد عليهم في الفلوس اعتماد كلي، معروف عنه إنه متعدد العلاقات وهو ده سبب طلاقه، مراته قفشته في شقتهم من كام شهر ومعاه واحدة واطلقت في ساعتها حاول يرجعها أكتر من مرة بس هي رفضت واتخطبت من يومين، امبارح الصبح بقى حصلت مشادة بينه وبين طليقته وخطيبها قدام مدرسة الأولاد وهددته بالقتل وفيه شهود على كدا.
حك ذقنه وهو يضع ما تبقى من لفافة التبغ في المنفضة التي أمامه وتحدث بنزق:
- دي شكلها قضية مش سهلة.
عقد حاحبيه وهو ينظر إليه باستفهام:
- مش سهلة ليه يا فندم هو انت شاكك إن المتهم اللي قبضنا عليه مش هو اللي ارتكب الجريمة.
حرك رأسه للأعلى وهو يعقب:
- دا كلام سابق لأوانه لسة القضية في أولها وانت عارف يا إتش إني مش بتاع تستيف القضية وتلبيسها لأول مشتبه فيه لازم يبقى ضميري مرتاح ١٠٠% وانا بقدم المتهم للمحاكمة وواثق إن هو اللي عملها دا حبل مشنقة مش جنحة ضرب مش عايز أقابل ربنا وأنا في رقبتي دم حد مظلوم.
أماء له الآخر بتفهم ليجده يستأتف حديثه بعملية وهي يخرج لفافة تبغ أخرى من العلبة ويضعها في فمه:
- بص يا إتش أنا عايز تحريات عن طليقته وخطيبها وابعت هاتهوملي هنا نستجوبهم ولو ينفع تقرير مفصل بكل علاقاته النسائية يبقى ياريت، كمان شوف رقم تليفون القتيل وهاتلي بيان بالمكالمات بتاعته من شركة المحمول اللي هو تبعها وعايز تفريغ لكاميرات المراقبة اللي قدام العمارة واللي في المدخل للساعتين اللي ما بين طلوع المتهم واكتشاف الجريمة وخصوصا الكاميرا اللي كاشفة الأسانسير علشان نشوف مين اللي طلع الدور اللي فيه المجني عليه في الوقت ده لحسن الحظ إن الدور مفيهوش الا شقة ولحظة وإلا كنا اتسوحنا، واستعجلي تقرير الطب الشرعي ورفع البصمات خصوصًا البصمات اللي على سلاح الجريمة وطبعًا متنساش تجيبلي البودي جاردات اللي طلعوا معاه للقتيل لو مكنوش مشتركين معاه في الجريمة فهما على الأقل شهود عالواقعة.
أماء له وهو يستقيم ويخبره بعملية:
- تمام يا فندم النهاردة تكون كل حاجة طلبتها على مكتبك وهبعت استدعاء لطليقته وخطيبها يكونوا قدامك بكرا الصبح إن شاء الله.
أنهى حديثه وهو يتجه نحو باب الغرفة ليترك الآخر يفكر في حل تلك القضية المعقدة فبداخله حدْس يخبره بأن هذا المدعو مروان ليس هو القاتل وعليه التحقق من ذلك في أقرب فرصة.