-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 21 - 4 - الإثنين 19/8/2024

  

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


الفصل الواحد والعشرون

4

تم النشر يوم الإثنين

19/8/2024




منهمك في قراءة الأوراق التي أمامه ليجد طرقات على الباب وبعدها ولج زميله وعلى وجهه ابتسامة انتصار فأقبل عليه وهو ممسك بملف ما ليعطيه له ليتعجب الاخر من ابتسامته معقبًا:


- إيه السعادة اللي على وشك دي كسبت الجايزة الكبرى ولا إيه؟


حرك يمينًا ويسارًا وهو يخرج صوت طأطأة من فمه:


- أكتر بكتير الملف ده فيه سجل مكالمات القتيل وكمان فيه فلاشة عليها تفريغ كاميرات المراقبة اللي قدام العمارة واللي في المدخل.


أخذه منه بسرعة وهم بقراءة الأوراق التي أمامه ليرى آخر مكالمة أجراها القتـ ـيل قبل مو ته فرفع نظره مستفهمًا:


- عرفت مين صاحب الرقم؟


اتسعت ابتسامته وهو يحرك رأسه لأعلى ولأسفل وعقب بخبث مصححًا له:


- صاحبة الرقم مش صاحبه، الرقم متسجل بإسم وعد عادل السيد.


عقد حاجباه بعدم فهم ليجد الآخر يكمل بسعادة:


- عارف تطلع مين بقى وعد عادل السيد دي؟


حرك رأسه بنفي ليكمل الآخر بخبث:


- تبقى مرات مروان نور الدين اللي لسة متجوزها مكملش شهرين أظن كدا الرؤيا وضحت.


حك ذقنه بتفكير وهو يعقب:


- تقصد تقول إن كان فيه علاقة بينهم وهي دي سبب الجريمة.


أماء له بموافقة وهو يعقب مشيرًا إلى الأوراق التي أمامه:


- بص لو ركزت هتلاقي سجل المكالمات بينهم كان كتير جدًا في خلال السنة اللي فاتت كانوا بيتكلموا بالساعات فجأة السجل ده وقف قبل جوازها بشهرين ودي نفس المدة اللي القتيل طلق فيها مراته بعدها هي اتجوزت المتهم ومن كام يوم بس رجعت المكالمات تاني بس على خفيف الواضح إن كان فيه بينهم علاقة قبل ما تتجوز والقتيل حب يرجعها تاني جوزها عرف خلص عليه.


أماء له بتفكير لا يعلم ما السبب الذي يجعله غير مطمئن لتلك النتيجة حدسه الذي لا يخيب أبدًا يخبره بأن هذه القضية لم تحل بعد.


قام بالإمساك بالذاكرة الرقمية التي مع الملف وفتح حاسوبه المحمول لوضعها به وقام بتشغيل الفيديو وأخذ يشاهد بتركيز شديد دون ان ينطق فلفت انتباهه عدة أشياء ليشير إلى زميله لينضم إليه في المشاهدة وهو يشير للشاشة التي أمامه:


- بص يا هشام المتهم طلع ومعاه رجالته ونزل بعد نص ساعة تقريبا وماسك معاه لابتوب وتليفونات واضح إنهم بتوع القتيل وزي ما انت شايف بواب العمارة مش موجود.


قام بتسريع تسجيل الفيديو قليلا إلى أن وقف على شيء معين ليستأنف حديثه وهو يشير نحو الشاشة:



- بعدها بشوية بص كدا فيه واحدة أهي طلعت نفس الدور اللي ساكن فيه المجني عليه ونزلت بعد ربع ساعة وعمالة تتلفت حواليها بتوتر بس المشكلة إن مفيش عربية نعرف نجيبها من أرقامها بس ممكن نقدر نوصلها من أرقام التاكسي اللي نزلت منه قدام العمارة كمان شوفلنا بواب العمارة يمكن يتعرف عليها وتكون جت للمجني عليه قبل كدا.


أماء له بموافقة ليستأنف الآخر حديثه قائلًا:


- بعدها بشوية جه الشخص ده وطلع نفس الدور بس ده مقعدش خمس دقايق ونزل علطول بص بيتلفت حواليه بخوف وتوتر إزاي زي ما يكون عمل مصيبة أو شاف مصيبة أنا عايزك تجيبهولي أظن ده أسهل من البنت لأنه زيه زي المتهم كان موقف عربيته قدام العمارة والنمر ظاهرة.


حرك رأسه لأعلى ولأسفل وقام بتدوين رقم لوحة السيارة الأجرة التي نزلت منها المرأة المجهولة وكذلك لوحة السيارة الخاصة بالرجل واستقام ليخرج وهو يخبره بإحباط بعد أن اعتقد أنه قد انتهى من حل القضية ولكن أدهم أبى ذلك كعادته:


- ماشي أنا هتصرف نجيب الراجل الأول أسهل ونشوف حوار الست دي كمان أنا عارف إن مفيش قضية بتعدي من تحت إيدك إلا لما تسحلنا فيها السحلة التمام.


قهقه على حديث صديقه وعقب ممازحُا:


- تموت في الأنتخة أنا عارف، يعني عايز القضية تتقفل من أول مشتبه فيه ولا إيه؟ مش لازم أسحلكم في عشروميت مشتبه فيه على ما نوصل للقاتل الحقيقي.


عقب وهو يبتسم:


- ماشي يا خويا خلينا وراك أما نشوف، وآه أنا جيبلتلك البودي جاردات مستنيين برا.


- طيب دخلهم بسرعة أما نشوف حكايتهم إيه هما كمان مش يمكن يعترفوا وترتاح من السحلة.


رفع يديه للأعلى وهو يعقب بمرح:


- يااارب، يلا أنا هدخهوملك وهبعتلك محمد يكتب أقوالهم في المحضر وأروح أعمل التحريات عن العربيات وآه نسيت أقولك تقرير التشريح هيكون موجود عالصبح بالكتير أنا لسة قافل مع الطب الشرعي قبل ما أجيلك.


أماء له وهو يعقب:


- تمام دا هيسهل علينا كتير علشان نعرف إيه اللي حصل بالظبط.


- يا مسهل يلا أنا هخرج وادخلك العيال اللي برا.


قال ذلك وهو يتجه نحو الباب ليستدعي من بالخارج ليدخل أربعة شباب مفتولي العضلات ظل للحظات يتأملهم دون أن ينبس بـ بنت شفه حتى أتى مساعده لتدوين أقوالهم وفور جلوسه أخبره أدهم بحزم وهو ينظر إلى الأربعة رجال:


- افتحلي يبني المحضر.



 بدأ بأخذ بطاقاتهم الشخصية لتدوين بياناتهم وبعد ذلك سألهم عما حدث في ذلك اليوم فتحدث أحدهم قائلًا:


- اللي حصل يا باشا إن مروان بيه كلمنا امبارح وقالنا إنه عايزنا نستناه قدام بيته الساعة سبعة ونص ضروري وفعلا كنا هناك في الميعاد وهو نزل من البيت وكان باين عليه إنه متنرفز من حاجة ركبنا معاه العربية وروحنا عنوان أول مرة نروحه طلعنا ورن جرس الباب وأول الباب ما اتفتح عينك ما تشوف إلا النور نزل ضرب في صاحب الشقة مخلاش فيه حتى سليمة ومدالوش فرصة يدافع عن نفسه وكان بيشـ تم فيه وهو بيضربه.


قاطعه أدهم باستفهام:


- كان بيشتـ مه بيقوله إيه؟


صمت الرحل للحظات وكأنه يتذكر ما حدث واستأنف قائلًا:


- كان بيقوله بتتشطر عالنسو ان يا وسـ خ وديني لأعلمك الأدب أقسم بالله لو لمحت رقمك على تليفونها تاني لأكون جايب خبرك، وكلام زي كدا يا باشا.


أماء له بتفهم وأشار له بيده إشارة مفادها أن يكمل فهز الرجل رأسه لأعلى ولأسفل وأكمل وهو يزدرد:


- بس يا باشا خلص ضر ب فيه وسابه مرمي عالأرض وقالنا اقلبولي الشقة عاليها واطيها وأي تليفون أو لابتوب او فلاشات هاتوها وعملنا كدا فعلا لقينا لابتوب وتليفونين اتنين وكام فلاشة في الدولاب خدنا دا كله واديناه لمروان بيه وقام تافف عليه قبل ما يمشي وقاله المرادي قرصة ودن بس المرة الجاية مش هيطلع عليك نهار، بس يابيه وخدنا ومشينا روح على بيته واحنا على بيوتنا.


أشعل لفافة تبغ وأخذ منها بعض الأنفاس وهو يسأله:


- يعني أفهم من كدا إنه كان صاحي لما مشيتوا:


عقب بتأكيد:


- أيوة والمصحف يا بيه كان صاحي واسأل زمايلي هو ده اللي حصل.


أكد الباقين على حديث زميلهم فجعلهم يوقعون على أقوالهم وأذن لهم بالإنصراف على أن يظلون متأهبين حتى يأخذ وكيل النائب العام أقوالهم.


زفر دخان لفافة تبغه بشرود يحاول التفكير في حل لهذه القضية فـ فيما يبدوا أن هذا المدعو مروان ليس هو مرتكب هذه الجريمة ولكن الفيصل هنا هو بصمات الأصابع التي فوق أداة الجريمة فإن لم تكن تخصه فذلك دليل قاطع على براءته فمن الواضح أن القاتل استغل حالته بعد تعرضه للضرب على يد المتهم وقام بقتـ له.


❈-❈-❈


أغلقت الهاتف وهي تزفر بغضب فهذه هي المرة العاشرة التي تهاتفه بها وهو لا يجيب لتشعر بأنه لا يريد الرد عليها بسبب ما حدث ومعه كل الحق فصديقه الوحيد سجين الآن وسط معتادي الإجرام بسببها هي وشقيقتها.


أعادت مهاتفته مرة أخرى ليأتيها رده أخيرًا:


- أيوة يا عهد عمالة ترني فيه حاجة.


تلاشت ابتسامتها فور سماعها لرده الفاتر عليها ولكنها تجاهلت ذلك وأجابته وهي تحمحم بحرج:


- لا أبدًا مفيش أنا بس حبيت أطمن عليك وأشوف لو فيه أخبار جديدة في القضية لأن وعد منهاردة جدًا.


عقب بتهكم:


- منهارة؟! على أساس مش هي السبب في كل اللي إحنا فيه دلوقتي؟


صدمت من رده نعم تعطيه العذر ولكنها لم تعهده يعاملها بتلك الطريقة بل ويحكم على شقيقتها ويتحدث عنها بهذا الأسلوب الفج وعند هنا لم تستطع التحكم في ردة فعلها وكأن غِشاوة قد نزلت على قلبها فتقاذفت الكلمات من فمها دون إرادة منها:


- انت بتكلمني كدا ليه؟ وتقصد إيه بأختي السبب؟ هي أختي كانت تقصد إن يحصل كل ده؟ ولا هو بمزاجها إنها تقع تحت إيد واحد خسيس وندل كان هيتسبب في تدمير حياتها لولا ستر ربنا كنت عايزها تعمل إيه لما يرجع يساومها ويبتزها ترضخ لندالته ولا تقول لجوزها علشان يحميها منه وعلى فكرة مروان كان عارف كل حاجة عن أختي قبل ما يتجوزها واختارها بكامل إرادته من غير ما يحكم عليها ولا يتهمها على العموم أنا آسفة عالإزعاج وأوعدك إن ده مش هيتكرر تاني سلام.


لم تنتظر رده وأغلقت الهاتف ليتآكله الندم عما بدر منه تجاهها ولكنها كان يجب عليها أن تعطيه العذر لذلك فصديقه الوحيد في ذلك الموقف بسبب شقيقتها فما عساه أن يفعل حيال ذلك.


زفر بغضب وحاول مهاتفتها أكثر من مرة لكي يوضح لها أنه لم يقصد ذلك ولكن دون جدوى فلم تجب على الهاتف ليزداد غضبه من عنادها ولكنه حاول تنحية ذلك جانبًا الآن فعليه أن ينقذ صديقه أولًا مهما كلفه الأمر وسيعمل على إرضائها لاحقًا.


الصفحة التالية