-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 11 - 2 - الجمعة 2/8/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الحادي عشر

2

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024

ياكش تكون عملالك عمل انت التاني، جتك خيبة انت والاهطل الكبير. 


- طلقنى يا سمير. 

صرخة صدرت من الداخل، اجبرتها لترك الشرفة والذهاب نحو الشجار المحتدم، لتجد شقيقها هذه المرة متجمدًا لوقع المفاجأة، اما دورية والتي كانت ممسكة بهذه المنهارة: 

- صلي ع النبي يا اسراء وبطلي عبط ، انتي اتهبلتي في مخك ولا جرالك ايه بس؟ 


وبرد فعل غير متوقع، دفعتها عنها بعنف وكأنها قد فقدت صوابها: 

- انا برضو اللي اتهبلت؟ ولا ابنك اللي شال من جلده حتة الاحساس،  دا بقى عامل زي الحيطة اللي واقف وراها ، لو جرحتي فيها بالسكين حتى عمرها ما تتكلم ، عشان مش بتحس، لا وعاملي فيها حبيب وبيبكي ع الاطلال،  ياخي اتنيل هو انت تعرف تفكر غير في نفسك ، عامل زي العيل الصغير اللي شالو عنه لعبته الحلوة، قاعد يزن ويفرك، هيموت عشان ترجعله من تاني، ما انت لو كنت تستاهلها بجد مكنتش راحت منك اصلا . 


صدرت الاخيرة بصرخة موجهة نحوه ، فكان الرد منه على الفور بلطمة قوية على وجنتها شهقت على اثرها والدته وشقيقته التي وضعت يدها على فمها بصدمة، والمسكينة التي تلقت اللطمة، من هول ما يحدث معها تجمدت محلها دون اي رد فعل ، تتطلع له بعيناها فقط، حتى دموع مقلتيها توقف سيلها، وكأنها ابت الخنوع او الضعف امامه. 


❈-❈-❈ 


على مائدة الطعام وقد اجتمع جميع افرادها اليوم في تناول وجبة الإفطار مع مجيدة التي اصرت على أبنائها وزوجاتهم مشاركتها اليوم، برغبة منها تود تكرارها كل يوم ، ولكن قليلا ما يحدث، نظرا لانشغالهم الدائم كلٌ فيما يخصه او ما يعمل به: 


- يا خويا انتبه على اكلك، سيب البت تعرف تاكل براحتها. 

هتفت بها نحو ابنها الأصغر والذي عبس بوجهه يهم يالاعتراض ، عكس زوجته التي تلقفت كلماتها بترحيب: 


- قوليلو يا ماما، دا محسسني انى مجوعة ابنه جوا بطني. 

رد هو بدفاعية: 

- بييجي كلامها اوي على هواكي، عشان عارفة انها دايما بتغطي عليكي، لكن تفتكري انتي تعليمات الدكتور لما قالك ان حالتك خاصة، بعد اللي حصل،  واهتمامك بتغذيتك وتغذية الطفل يبقى اهم اولوياتك طول شهور الحمل لااا، عشان خايفة تتتخني ولا شكلك يتبهدل، مع الراحة وعدم الشغل،  انا فاهمك. 

فغرت فاهها باستهجان قائلة بصدمة: 

- نهار اسود عليا وعلى سنيني ، دي كانت جملة وغلطت بيها قدامك الشهر اللي فات يا حسن، لساك فاكرها وشيلهالي ف دماغك؟ 


اشار بسبابته على جانب رأسه بتصميم لها: 

- عمري ما اسهو عن اي جملة خرجت منك يا شهد، انا مركز معاكي اوي، ويلا كلي اللي قدامك بلاش دلع. 


زفرت بيأس منه، امام ضحكات الثلاثة المراقبين لهم، لتعلق والدته: 

- عشان تتعلمي يا خايبة، وتربطي لسانك ده ما يزلف قدامه بأي حاجة يمسكها عليكي،  دا ابني وانا عارفاه زنان . 


تدخل امين هو الاخر: 

- يا عم انت كمان، بتدقق ع البنية الغلباتة،  امال لو معاك  فرقع لوز اللي معايا كنت عملت ايه؟ 


- انا فرقع لوز يا امين؟ 

شهقت بها لينا بصدمة هي الأخرى، لتهادنها مجيدة بتسلية متفكهة: 

- لا يا حبيبتي انتي مش فرقع لوز ولا حاجة،  دا هو اللي مش قادر يفهم لحد دلوقتي انه متجوز اللهلوبة هههه. 


تمتمت بها لتصدح الضحكات، حتى لينا هي الأخرى تبسمت بخجل، حتى اذا هدأت ضحكاتهم، توجهت مجيدة نحو شهد بسؤالها: 


- قوليلي يا شهودة، اخبار العرايس ايه؟ 

اتصلتي باختك واطمنتي عليها ؟ 

اومأت تجيبها بإشراق: 


- الحمد لله ، امنية بتشكر في عصام وبتقول فيه كلام حلو اوي، ربنا يبارك فيه ، انسان اخلاقه عالية اوي . 


- مش صاحب ابني، يبقى لازم تبقى اخلاقه عاليه طبعا. 

قالتها مجيدة بزهو بإشارة نحو امين الذي دفعه الفضول للتساؤل: 

- يعني حالهم كويس ومبسوطين مع بعض يا شهد؟ 

ردت بدهشة : 

- ايوة يا امين، ما هي بتشكر فيه، يعني اكيد مبسوطين. 


- ربنا يديمها عليهم يارب. 

قالها بتمنى من القلب، وبداخله يتردد السؤال: 

- طب ولما هو مبسوط وعال العال، ماله بقى المجنون ده، كان متغير ليه بس؟ 


❈-❈-❈ 

استيقظت من نومها على اثر هزة خفيفة بالفراش اهتز لها جسدها، لتفتح عيناها مجفلة، فتجد وجهه مطلا عليها من علو ، حيث كان متكئًا على مرفقه بجوارها، يبدو وكأنه كان يراقبها منذ فترة. 


لتستدرك وضعها وهذه البرودة الطفيفة التي تلامس بشرتها،  وبرد فعل غريزي شدت عليها الملاءة كي تغطي بها حتى  نصف رقبتها، لتثير على ثغره ابتسامة، مع مخاطبته بجدية يغمرها الارتباك: 

- شكلك صاحي من بدري، طب مصحتنيش ليه؟ 


بلطف شديد دنى يقطف من ثغرها قبلة سريعة، قائلا بتغزل: 

- كان عاجبني ابصلك وانتي نايمة يا ستي، لو حاسس بجوع أكيد كنت هدور ع الاكل ، مش لازم اصحيكي يعني، بس انا بقى شبعان ، وشبعان اوي كمان. 


قالها بمغزى فهمت عليه، من طريقته نحوها، لتغزو السخونة وجنتيها ، وتسبل اهدابها عنه بخجل شديد،  بتذكرها ليلة الامس، ومشاعر العشق التي اكتسحها بها، بعيدًا عن اي افكار سوداء تعكر صفو علاقتهم الزوجية الوليدة، تتمنى لو يدوم ذلك. 


حمحمة بخشونة صدرت منه ليسرق انتباهها بقوله: 

- لا بقولك ايه، احنا من امبارح مخرجناش من اوضتنا، كدة الوقت هيسرقنا وهننسى حتى نتفسح ولا نشوف معالم البلد، قومي يا امنية عشان انا اصلا بتلكك وربنا ع القعاد. 


نهض بالفعل يجبر قدميه على الوقوف بعيدا عن الفراش ، فحاولت هي ايضًا التغلب على كسلها، لتنهض بجذعها بصعوبة وهي تلملم الغطاء حولها، امام نظراته المتفرسة لها، لتخاطبه برجاء: 


- طيب ممكن تكمل انت وتسبقني على ما أقوم أنا وأدخل الحمام،  ممكن؟ 

اهتزت رأسه بنفي غير متوقع، ليسقط فجأة على الفراش بجوارها عائدًا اليها: 


- انا بقول نأجل الخروج شوية، اليوم لسة في بدايته مش هيطير يعني. 

اجفلت بخجل شديد وهي تجده يندس معها اسفل الغطاء الذي جذبه على حين غفلة منها، لتردد بتساؤول: 

- عصام انت اكيد بتهزر.... 

قطعت بشهقة خافتة هذه المرة، قبل ان يوقف هو كل استفسار لها يبتلعه بجوفه، ليأخذها بجولة اخرى من جولات العشق بينهم، ينسى العالم وينسى نفسه في عالمهم الخاص بهما وحدهما، بعيدا عن اي ضغوطات وتأويلات العقل التي لا تنتهي. 


❈-❈-❈ 


وفي مقر عملها الذي دلفت اليه للتو، يتكرر نفس السيناريو الذي يحدث معها من وقت خروجها من المنزل، عمال تعرفهم وآخرين لا تعرفهم، تتركز أبصارهم بها وكأنها المرأة الوحيدة التي تمر امامهم، فتزداد هي توجسًا داخلها: 


- حتى انتو كمان، انا كدة كنت معفنة بجد بقى! 

- بهجة، ايه الحلاوة دي يا بت؟ 

كان هذا صوت رئيستها في القسم السابق والتي هرولت اليها فور ان رأتها، لتتلقف هي لقاءها بها كالنجدة لها؛ 


- ست الريسة، هو انا لدجادي متغيرة؟ 


تقدمت منها لتخطف قبلة من وجنتها قائلة: 

- انتي مش متغيرة يا بت، انتي واخدة وضعك الطبيعي اللي اتخلقتي بيه، حمد الله ع السلامة يا بهجة القمر. 


ابتسامة بضعف لاحت على جانب شفتيها، في رد على تغزل المرأة، والذي رسخ برأسها نفس الفكرة: 

- تشكري يا ريسة دى عينك هي اللي حلوة، بقولك.... انتي هتيجي معايا دلوقتي ع المكان الجديد بتاعي في الشركة هنا، ع الاقل تشجعيني. 


ضحكت صباح ساخرة: 

-،اشجعك على ايه يا منيلة؟ دا مجرد نقل، ثم كمان الاستاذ عبد الفضيل مفيش اغلب منه، راجل كبير ، وقايم بشغل المصنع بقالوا سنين، حركي رجلك واستعيني بالله،  وانا هحصلك بعد شوية كدة مع البنات، اجيبهم ونباركلك ع الموقع الجديد ، عقبالنا يارب، لما نطلع كدة للدورالتالت. 


تبعتها تتمتم بالادعية لتتخذ طريقها نحو الجهة الاخرى الخاصة بدرج الطابق الثاني والمصعد، لتتوقف امام الاخير في انتظاره، حتى اذا هبطت وخرج فردان من الموظفين لتدلف هي سريعًا وقبل ان يصعد بها، تفاجأت يمن ينضم معها وقد كانت تلك المتعجرفة، بنظارتها التي لم تخلعها بعد،  مشغولة في النظر بهاتفها ، فلم تنتبه سوى بعد برهة،  لتقع عينيها على بهجة، فتقيمها بتجهم اثار القشعريرة بقلب المسكينة، والتي حاولت تلطف رغم عدم ارتياحها: 


- صباح الخير يا أنسة لورا. 

خرج الرد من تحت اسنانها: 

- صباح الخير، ما انتي خلاص عرفتي انسانسير الموظفين. 


كتمت بهجة زفرتها لترفع ذقنها للامام باعتزاز في رد لها: 

- مش بقيت موظفة يا فندم، يبقى اكيد الكام دور دول مش هطلعهم على رجلي. 


- اممم. 

زامت بها بنظرة مقللة، ثم قالت بضيق: 

- طب يا سيادة الموظفة الجديدة، حاولي بس تبقي قد الحدث، عشان اللبس اللي لابساه باين من اولها كدة انه بيئة . 


قالتها وانفتح باب المصعد ، لترميها بشبه ابتسامة ساخرة، ثم تخرج من امامها تتمايل بخطواتها بزهو، لتتبعها بهجة ولكن بخطوات متأنية مثقلة، تغمغم بهمس مع ذاتها: 


- روحي يا بعيدة، الهي يسد نفسك زي ما سديتي نفسي من اولها كدة، اووف عليكي دا انتي عقربة......

الصفحة التالية