-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 50- 1 - الأربعاء 28/8/2024

  

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الخمسون

1


تم النشر يوم الأربعاء

28/8/2024



 كان ينظر لعادل بهدوء، وكأنه لم يفجر قنبلة منذ لحظات، هو نفسه يدرك أثرها على نفسه، لكن لم يدرك أن رد عادل سيكون بتلك الصورة،او أنه قد يذكر الماضي بكل ما فيه من ألم..


كأنه يلوم على أحمد ما كان بالأمس،  ولكن هل أدرك عادل أنه أخطأ وخطأ كبير؟ أم أدهم كان يتساءل  لما يريد أن يستفزه  الآن؟ 

بينما أحمد كان يفكر في ذلك الوضع الذي بدأ بـ مزحة سمجة، وأنتهى بشعور ممزوج من الألم والغضب ولمحة من الشك تلوح في عقل أحمد.. 


هل لازال عادل يكن شئ لها؟ ولها هنا تعود على سهام، رغم أنه يدرك جيداً سبب ثورته وغضبه، وقد يجد له عذرا، لأن أحمد ابنه معجب بدانة، ينتظرها كل يوم تمر من امامه بسيارتها، ولأن الديب ليس ساذجاً، فهو يدرك السبب، رغم انه لم يتكلم، إلا أن نظرة التحفز في عين عادل، جعلته يقلب الطاولة فوق رأسه، يخبره أنه يريد نفسه البنت لابنه وكأنهم في صراع


 رغم أنه قال  في البداية أنهم توأم، إلا أن  نظرة الرفض والغضب في عين عادل كانت سبباً، ما أن  مر الوقت وكأنهم أسدين قصر النيل، رفع حاجباً واحد وكأنه ينتظر أن يرد عادل على سؤاله المكون من كلمة واحدة 


_ بمعنى؟


تدخل أدهم ليوقف تطور الأمر وهو يقول: 

_ انت عارف الاجابة كويس يا احمد، عادل مايقصدش اللي بتفكر فيه، بس كلنا عارفين مقدار المعاناة اللي مر بيها وقتها.. 

عادل بنظرة محملة بالرفض الممزوج بالاستفسار قال:

_ نظرة عينك صعبة اوي كانك تتهمني بالخيانة 

_وانت مش خاين؟! 

_ عمري! وانت عارف اي أن كان اللي حصل زمان انتهى، بس فكر لحظة وحط نفسك مكاني، لو ابنك اللي في الميزان هتشتري خاطر حد غيره، حتى لو كان أقرب صديق ليك وخاصة لما تكون شربت نفس الكأس.. 

لم ينتظر رد وهو يكمل 

_ ما اعتقدش عارف ليه لانك وقتها هتحاول تحميه وتدافع عنه حتى لو كان مجرد احساس وانا بقول لك سيبها هي تختار

_ طب ما هي هتختاره

_تقصد ايه؟

_ كلامي واضح، يمكن انت ما تكونش واخد بالك، بس انا واخد بالي من فترة إن احمد معجب بدانة، كام مرة كان بيستنى بعربيته لما تمر من قدامه.. 

نظر له بدهشة وهو يقول:

_ يعني انت عارف

 قاطعه وهو يقول: 

_الموضوع مجرد استفزاز من نظرة عينك اللي بتحمل معاني كثيرة، رغم اني قلت لك في الاول أنهم توأم يعني واحد، وعلى العموم انا عارف انا جاي لمين.

 إنفعل عادل وتراجع في مقعده، وهو يقول:


_ يعني انت بتلاعبني احنا مش كبرنا على لعب العيال ده.

_ انا عمري ما كنت بلعب لعب عيال، بس انت واضح قوي، وانت يا زفت قلت ايه


 نظر له ادهم بصدمة وهو يقول: هو في يقول بعد قولك يا وحش، انا بس كان نفسي اطلع حاجه من اللي عملتها فيا ام رحيم، بس جيتك لحد هنا كبيرة قوي، انا اجيبها لك لحد البيت 


ابتسم له وهو يهز رأسه بأستحسان ويقول: 

_خلاص هنجي لكم النهارده بالليل، زي ما الاصول بتقول وطلباتك انت وست داليدا اوامر 


عادل: طيب وانا 

نظر له احمد بابتسامة وهو يقول:

_ وانت ايه؟ اتكلم نيابة عنك يعني،  طيب يا أدهم اعمل حسابك انهم جايين النهاردة، عشان يخطب دانة لأحمد وطلباتك انت وست دانة أوامر، بس حط في حساباتك انا ابني جاهز يعني خطوبة وكتب كتاب وفرح في خلال شهر..

 نظر له أدهم بصدمة وقال بصوت مرتفع:


_ نــــعم.. شهر ايه يا عيني؟ 

_طول عمري بقول عليك بيئه.

 انهى كلمته ونهض وهو يتحرك إلى الباب وجد عادل يمسك ذراعه، وهو يقول:


_ انت زعلان مني 


نظر له مطولا وعينه تحمل الكثير من الأفكار ولكنه هز رأسه بالنفي


عادل: طب لو تحب ان انا اجل اليوم عشان تاخد راحتك


 ابتسم الوحش وهو يقول: انا كده كده باخد راحتي، لو انت عندك مشكلة براحتك.

_ لا طبعا مفيش مشكلة انا بس مش عايز اضايقك.

_ هتضايقني في ايه؟ انت لو كنت صبرت وأستنيت تسمع انا هقول أيه! كنت عرفت انا كنت هطلبها لمين؟ كنت هطلب دانا لابني احمد.

 انهى الكلام وتحرك، فكل كلمة قد تقال الآن ستحمل معنى اكبر، ذهب إلى القطع وجد الجميع ينتظرو التدريب الذي ستشرف عليه سهام، إلا أنها لم تحضر خلع عنه جاكيت البدلة، ووقف بالباب وهو يقول: 


_جاهزين، طبعا انتم عارفين أن امبارح كنتم بتسخنوا، النهاردة الاختبار الفعلي، اللي هيقول اي ما شوفش وشه هنا تاني.

 شعرو بالصدمة بينما هو كشر عن أنيابه، وهو يقول بصوت هادئ، حاد في نفس الوقت:


_ نبدأ

بعد وقت كانت المعركة حامية، لم يرف له جفن  وهو يوجه بهدوء محمل بطعم الهزيمة لمن أمامه، ان لم يكن بطعم الموت نفسه، بكلمة منه قد تنهي آمالهم واحلامهم في ان يكونوا على نفس الشكل، في يوم من الأيام


 نظر الى ليلى التي تقف متوترة وهدرك ان عينها تنظر لشخص بعينه، أشار له ليقترب وهو يقول:

_وريني أقوى ما عندك لان اقل من كده مش هينفع..


 أما هناك كان عادل لا زال يجلس مع ادهم، وهو يقول: 

_شكلي غلطت

_ بتسأل؟ انت عارف انك غلطت، وهو ما بيتهونش، انت ليه بتفتح في الماضي اصلاً، ما شوفتش الإبتسامة اللي كانت في عينه، وهو بيتكلم كان كأنه قريك.


_ لا يا ادهم ما شوفتش الإبتسامة اللي كانت في عينه، شفت نظره الشك اللي بيبص لي بيها، وكانه بيتهمني بالخيانة، انا عمري ما فكرت فيها من يوم ما بقت مراته، أو حتى من قبل جوازهم، من اول ما قال انها تخصني، بس ده ابني، انت فاهم يعني ايه ابني؟ انت حاسس انا كنت حاسس بايه؟ أيه الوجع والألم اللي حسيت بيه، كان اكبر من ان اي حد يتحمله، فما أقدرش أدوق احمد من نفس الكاس.


 تراجع ادهم في مقعده، لا يدري ماذا عليه ان يقول؟ ان ابنه بالفعل يتذوق نفس الكأس لأن دانا تختار بعقلها وليس قلبها، فذلك اللعين الذي أتى فترة ثم رحل، كان سبب اساسي في تذبذب مشاعرها وتشتت قلبها.. 


أما هناك كانت تشرف على احد المشروعات، تتعامل بجدية اكبر من سنها، تعطي تعليمات تعلم جيدا انها ستطاع، استمعت إلى رنين هاتفها كادت أن تتجاهله فليس وقته الآن. 


إلا أنه رن مرة أخرى رفعته دون ان تنظر لتعرف من على الخط كانت تتكلم بحدة:

_ الو

 ابتسم وهو يستمع الى نبرة الغضب في صوتها، رغم انها حاولت ان تواريها فقال:

_ شكلي اتكلمت في وقت مش مناسب يا باشمهندسة

همست باسمه: احمد.. لا ابدا بس كنت مشغولة في اجتماع عمل مع المهندسين


_ تمام انا بس حبيت اقول لك ان والدي مع والدك في الشركة بيتفق معاه على الميعاد 


_ميعاد لأيه؟ مش فاهمة.

_ مش فاهمه ولا رجعتي في كلامك احنا كان بينا اتفاق.

_ انا ولا انت، الاتفاق كان من اسبوع.

_ انشغلت وكان لازم اكون واثق في قراري 100%.

_ وانت حاليا واثق

_انت شايفة ايه؟ عايزة تقولي حاجة معينة.


_ لا يا احمد مش عايزة اقول حاجة، بس لو رجعت في كلامك مفيش حاجه تلزمك. 


_انا ما برجعش في كلامي وكلمتي واحدة، واتفاقي معاكي كان واضح، ما يخصنيش اللي فات بس اللي جاي بتاعي.

 لانت نبرة صوتها وشعرت بالخجل، وهي تقول:

_ تمام


بينما هناك كان يخرج من الحمام يلف خصره بمنشفة، ويجفف شعره بأخرى، تحرك الى الدريسنج روم بينما هي تتبعه بعينها، وقفت بالباب تراه وهو يرتدي ملابسه، تدرك ان هناك شيء بداخله، ليس هو من خرج في الصباح وهو يشاكسها،...


الصفحة التالية