قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي

الفصل الخمسون

2

تم النشر يوم الأربعاء

28/8/2024

 يقبلها بتلك الطريقة الجامحة ويعدها ان الأتي سيكون أقوى، تحركت لتقف خلفه بعد ان ارتدى بنطال البدلة، ضمتهم من خصره الذي لم يغيره الزمن، وكأنه في الثلاثين من عمره، أو ربما اقل، وليس كما هو الحال في السابع والخمسين، نظر لها من فوق كتفه، وهو يراها تحرك خدها على عضلات ظهره القوية..

 كانها تطالبه بشيء ما، لكنه يعلم جيداً انها لن تعطله في هذه الحالة، فهي تسعى بكل جهد ان تتمم فرحة ابنها لا تريد من الدنيا الا ان يحظى بمن تليق به، وهي من وجهه نظرها ترى ان داليدا أكثر من مناسبة سألته:

_ مالك؟

_ ابدا

 طبعت قبلة خفيفة في منتصف ظهره، وهي تحرك يدها بخفة على صدره القوي، وتسأل للمرة الثانية:

_ مالك؟

_ مفيش، بس ما كنتش لوحدي اللي رايح يخطب، شوفت عادل هناك.

_ وبعدين؟

_ اول ما قلت انهم توام قال لي لا، انا عاوز دانا وابني مش هيعيش اللي أنا عشته..

_ عنده حق..

 التفت من فوق كتفه، ينظر له بحاجب مرفوع ولكن ملامح وجهها لم تتغير، وهي لا زالت تضمك بيديها، لكنها رفعت وجهها ليكون قريبا من وجهه، وهي تقول:

_ تسمعني من غير ما تزعل 

_ ربنا مايجيب زعل، سامعك.. 

_اللي فات مات وكان ماضي منتهى.

_ مش باين! 

_ لا باين، بس اي حد مكانه هيعمل كده، ده ابنه خليني معاك من الأول، واحد متعود ان كل حاجة بياخدها، لكل واحدة طريق فجأة بتقف قدام واحدة بتدي له بالقلم، وبتقول له وقف هنا، مش كل الطرق بتأدي لروما، بقت بالنسبة ليه RISK  تحدي عايز يوصل له باي طريقة وفجاة يظهر لي خلي قلبها يرفرف وعقلها يقف، ويبقى روحها وبعد ما كان قادر يعافر، ويحاول ويتغير وقف زي المكنة اللي فصلت عنها الكهرباء، حتى النفس ما بقاش قادر ياخده، انت لو شفت الموقف من منظوره هو هتحس بيه، مش هتتمناه لابنك، حتى لو هو اخذ وقت وتعالج وقدر يعرف ان إلينا تستحق حبه وتبقى مراته، ولو رجع بيه الزمن هيتجوزها من تاني، هتحسي ان هو مش عايز نفس الرحلة حتى لو المكافاة في النهايه هتكون كويسة، شكلك متضايق..

_ لا اصل انا بس برجع كلامك، بفكر في  اللي بقى روحها ده بقى سهل عليها اوي انها تجرح فيه..

_ لا صعب جدا، بس اللي روحي ده بيصعب عليا منه ان يجرحني، اني اكون اخر من يعلم اني يبقى قلبي يرجف من جوه، ومش عارفة بـ يرجف ليه بشك في كل حاجة ممكن تكون السبب امي تعبانة.. اخواتي عندهم مشاكل، وانا مش عارفة ان ابني بـ يواجه الخطر.. اخرج انفاسه بصوت مرتفع، فهو الرد الوحيد الذي يملكه الآن، حتى لا يتحرك بها الى فراشهم، وينسى ذلك المعاد بينهم أو يفهم عادل أنه لم يأتي لأنه موجود فقال:

_ رغم ان الكلام مش وقته، وأن الملام والعتاب وايديك اللي بتتحرك دي مش وقتها، بس ماشي يا سو، ناخد كلامك على انه زعل وسيادتك زعلانة والوحش محتاج يصالحك، تيجي مكنسل الخطوبه دي..  

ضحكت بصوت مرتفع وهي  تقبل عنقه بقبلات كالهمس وهي تغمز له بمشاسكة وتقول:

_ انا ماليش في الكروته أنا وانت والليل طويل، بس دلوقتي ورانا ميعاد مهم..

 وقد كان اخذت تساعده في ارتداء ملابسه، بينما هو ينظر لما ترتديه بتقييم، وبعد وقت كانون يدخلون الى فيلا ادهم، احمد وسهام سندان امها، وادم ورحيم بحملان الورد والشيكولاتة الفاخرة..

 قابلهم ادهم بحفاوه وترحيب، وكذلك سهر التي ضمت امها بمحبة وهي تقبل يدها، وتساعد سهام بأجلسها 

اما دانه وداليدا كانوا يشعرون بالخجل في غرفتهم، التي لم يخرجوا منها، خاصة ما إن حضر عادل وأحمد ابنه وزوجته اولا، وقف عادل يسلم على احمد، ابتسم له وهو يقول:

_ شكلي أتاخرت شوية 

سلم رحيم على احمد وعلى ايلي وهو يقول:

_ ازيك يا ماما وحشاني أوي

_ حبيب قلبي تسلم لي ما بتسالش لا انت ولا مامي، من حق ازعل منكم، بس النهارده يوم مميز.

 ضمتها سهام وهي تقول: والله مشغوله بس حقك تزعلي، على قد كومك يا إلينا.. 

بعد وقت كان الجميع يجلس في هدوء، بينما الخادمة تقدم واجب الضيافة، احمد يجلس يضع سوق فوق أخرى وينظر إلى أدهم الذي ينظر له باستفسار، وكأنه تحت المجهر..

 احمد: انت عارف احنا جايين ليه؟ ولا احنا هنفضل ساكتين كتير كده

 ادهم: يعني انا اللي المفروض اتكلم حتى لو عارف، وبعدين ده انا عشان خاطرك بعدي حاجات كثير، في ناس هنا نشفت ريقي..

 نظرت له سهام ببراءة وهي تشير إلى نفسها بصدمة، وكأنها تكذب ذلك الافتراء عنها، التفتت إلى أختها وهي تقول:

_ انا عملت كده، ده انا حتى كنت ملاك.

_ آه يا اختي ما انا عارف ما انا كنت هناك بس ماشي متعوضة، اهي لفت الأيام وابنك جه تحت ايدي، واللي عملتيه فيا زمان هعمله النهارده فيه..

_ براحتك، حقك اللي عنده جوهرة لازم يحافظ عليها، وانا كان عندي جوهرة وكان لازم احافظ عليها، من ديب زيك، بس يا ترى هتلحق تحافظ عليها زي ما انا حافظت على سهر سنتين، انا سمعت من احمد انك اتفقت معاه على شهر خطوبة وكتب كتاب ودخلة، اعمل فيهم اللي يريحك 

نظر لها أدهم بصدمة ووجه حديثه لأحمد:  _شوفت مراتك بتعمل ايه؟ بتغيظني! طب مفيش جواز قبل سنة..

 نظر رحيم لامه بصدمة وهو يقول: 

_ عاجبك كده يا مامي. 

_آه  يا رحيم عاجبني، انت بتتكلم ليه سيب كبيرك يتكلم ويرد عليه.

 بينما كبيره لم يرد إلا بنظرة بحاجب مرفوع لادهم، وكانه يقول« انا لا ارجع في كلمة قلتها وكلامي معك كان اتفاق»

أدهم: انت مش سامع هي بتقولي  ايه؟ 

_ تقول برحتها، انا ما برجعش في اتفاق، وانا قلت لك شهر خطوبة وكتب كتاب وفرح.. 

_وهيعيشوا فين؟

_ زي ما انت عايز، هو يقول بس وهي كمان عايزين جناح مستقل، يبقى لهم ليهم جناح مستقل بكل الكماليات اللي ممكن يحتاجوها، عايزين يسكنوا لوحدهم ما عنديش اي مشكلة عايز شقه في مكان راقي، مفيش مشكلة، عايز فيلا نفس الكومباوند ما عنديش مشكلة، لو وصلت اشتري فيلتك واسكنه فيها.

_ ومين قال لك ان عرض فليتي للبيع.

_ ما هو انا مش هسيبك تحط العقدة في المنشار، واقدر اخليك تعرضها للبيع.. وضحكت بصوت مرتفع

_ انت بتهددني

_ اه عندك مانع

_ هو دي خطوبه دي ولا تهديد

_ لو تقدر أرفض نسبي 

_يخرب بيت بجاحتك يا اخي، لو بنتي مش موافقه اكيد هرفض 

_طب اسالها وانا مش ههز طولي لو مش متأكد من موافقتها، يا ابني انا الوقت عندي يساوي ثروة، بلاش اقول لك قد ايه، عشان ما تقولش مغرور..

_ لا يا حبيبي ما انا عارف ان انت مغرور 

كانت سهام تبتسم هي وسهر، بينما إلينا تشعر بالصدمة إلا أن سهام وضحت: 

_هو طبعا بيهزر الموضوع مفيهوش تهديد ولا حاجة، كل الحكاية وما فيها ان هم اثنين صحاب بيشاكسوا بعض، عايز يطلع اللي انا عملته فيه لما خطب سهر، وكل حاجه كانت ممنوع، حتى بعد كتب الكتاب، لما وصلت منه لهنا.. 

اشارت إلى أنفها،  واكملت: 

_ كان بيوصت عمو محمود بينا، وطنط ثريا وانا اسألهم لو عندك جوهرة تسيبها لديب زي ابنك، يقول لي: لا  بس كل الفيلم ده عشان مش قادر يعمل في ابني اللي انا عملته فيه، مع ذلك ادهم اخ ولو رجع بيا الزمن اجوزه لاختي تاني، وانا مطمنة وعارفه انه يحطها في عينيه..

_ تسلمي يا بنت الاصول

نظر لهم أحمد بغضب ممزوج بالغيرة وقال:

_ اجيب ليمون، افضلي مجدي فيه، وهو يشكر فيك وانا اقوم ارمل أختك

 ضحك الموجودين بصخب، بينما هو ينظر لها بغيرة حقيقية وليست مفتعلة، وقتها تكلمت بهدوء وكأنها قطة وديعة: 

_انا قلت حاجة يا وحش 

_مش قادر اخد حقي منك في حاجة..

_ ربنا يخليك يا وحش ويطول عمرك

ادهم: اللهم امين

احمد: نتكلم في الجد احنا جايين نخطب بناتك الاتنين احمد ابني الصغير عايز دانه، ورحيم ابني الكبير عايز داليدا، والشكليات مش بينا، يعني زي ما مراتي قالت لك زمان الشبكة دي هدية، المكان اللي يسكن فيه هي تسكن فيه، سكن في شقه يسكنها فيها سكن في قصر هتكون معاه، المؤخر زي الناس والمهر والحاجات دي شكليات..

 نظرت له سهام بصدمة وهي تقول:

_ بمعنى

_ بمعنى انا مش هدفع له مهر 

فغرت فمها دون رد فما الذي تقوله؟ الا انها لم تدرك فيما يفكر من الأساس، نظر له أدهم وهو يهز راسه بالموافقة بينما عادل لم يدرك ما الذي يعنيه؟ 

احمد: ايه يا جماعة بتبصوا كأني جاي من عالم ثاني المهر يتحط باسم العروسة في البنك وديعة حقها، لان كده كده والدها مش هيجهز كل واحد يفرش شقته او بيته بالطريقه اللي تريحه وترضيه وتليق بيه وبيها، ولا ايه عادل 

_اكيد وانا مع كلام احمد، يعني لو حابه تعيش في جناح معانا داخل القصر، ممكن نوفر لهم اللي هم محتاجينه، سواء كان فيلا او شقة براحتهم الحمد لله احنا مش محتاجين، بأكد كلام احمد لو انت عايز فيلا في نفس الكومباوند، معنديش مشكله ممكن اخلي عمرو خفاجي يبيع فيلته، هو مش بيحتاجها في حاجة والشبكه اكيد هدية والمؤخر اللي هتقولوا عليه مش هتردد في اننا نكتبه، لان كده كده العروسه تستاهل الدنيا احنا جايين على السمعة والسيرة، بغض النظر انها جميله طبع وصورة

 أحمد نظر لـ ادهم الذي يستمع إلى الاثنين دون ان يعرف كيف يرد عليهم وقال: 

_ احنا نقرا الفاتحة مش هنختلف

سهر: ربنا ما يجيب اختلاف، وبعدين انا عارفه ان بناتي هطلعوا من بيتي يدخلوا بيت خالتهم واعمامهم، وكل واحدة فيكم هتكون امي ليها، انا واثقة في حاجة زي دي، وده عندي اهم من اي حاجة ثانية، سوأ عاشوا في نفس البيت او لا، وبعدين انا شايفة مفيش مشكله انهم يكونوا معاكم، انا كده هبقى مطمنة عليهم أكتر 

لينا: يبقى نسألهم ولا احنا مش هـ نشوفهم.. 

سهر: لا ازاى طبعا هيجوا 

أشارت الى محمود ابنها لينادي عليهم.. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة