رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 49 - 1 - الأربعاء 14/8/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل التاسع والأربعون
1
تم النشر يوم الأربعاء
14/8/202
❈-❈-❈
كان يتحرك بسيارته داخل الكمبوند اوقفت سياراتها لتنظر له تلاقت عينيه بها ولكنه كان جامدا، هاتفه اهتز بجانبه، رفعه الى اذنه فاستمع الى لهفتها وهي تقول:
_ حمد لله على السلامة وحشتني.
لم تتلقى منه رد، وهو ينظر لها بلوم ممزوج بالحدة..
_ رحيم انت زعلان مني
_ انت ادره!
_ مش فاهمه
_ لا فاهمه لما أأمنك على حاجه، واطلب منك ان محدش يعرف، يبقى ما تتكلميش فيها بينك وبين نفسك مش تروحي تسألي عني..
_ انا كلمت مامتك، مكنتش اعرف انها ما تعرفش
_واديك عرفت؛ انت عارفه اللي عملتيه ده اترتب عليه ايه؟
ازدردت لعابها في الصمت ترقرقت عيناها بالدموع وهي تنظر له، لا تعرف ماذا عليها ان تفعل؟ هل تتحرك لتهرب من الغضب الممزوج بالحدة في عينيه، ام تنتظر لتستمع الى باقي كلامه المحمل بالتوبيخ..
لكنه شعر بالشفقة أو ربما ادرك انه لم يعطيها المعلومة كاملة، اخبرها انه مضطر ولم يخبرها ان امه لا تعلم، لذا همس:
_ داليدا انا حياتي مختلفة ممكن اتجاوز المرة دي، بس بعد كده مش هيحصل، عارفة ليه؟ لان غلطة زي دي ممكن تدمر الدنيا، ممكن تكون سبب في ان حياتي تنتهي، اذا كان كلامك حقيقي ومشاعرك صادقة يبقى كل اللي يهمك سلامتي، فمش تحطيني في الميزان
_ عمري يا رحيم انت مش عارف انت غالي عندي أد ايه؟
_بس ده مايمنعش اني لسه زعلان منك..
أنهى كلامه وهو يغلق الخط ويتحرك بسيارته إلى داخل فيلتهم، بينما هي ظلت في سيارتها، مترددة هل تذهب خلفه. ام تتحرك الى وجهتها!
اما هناك كانت تفكر في كلامه الذي يحمل نبرة تهديد، وهو يؤكد لها معرفته بكنيتها التي لا يعرفها الجميع، تلاقت عينها بعين زوجها في حوار طويل، وهي تقول:
_ مش فاهمة تقصد ايه؟ ده تهديد ولا عته؟
_ لا فاهمة إنزين انا بقصر عليك الطرق، بقول لك عندي استعداد ادفع اللي انت عايزاه واكثر شوي، مقابل انك تساعديني، وانت مصممة ترفضي، وتأكدي انك مابتعرفي
_ انت شايف ان التهديد في كلامك دي يخوفني، انا اسهل حاجة اقولك اعلى ما في خيلك أركبه، انت مش عارف انت بتتكلم مع مين المفروض اخاف..
_ما أجرأ اني هددك
_بما انك ما تجرأش انك تهددني اصل لو متعرفش أنا مرات مين؟ كان الموضوع ارحم لكن انت عارف كويس.
اغلقت الخط وهي تقترب من زوجها دون أن تهتم بوجود صحبه وهي تضم نفسها له ورجفة خفيفة تسري في عروقها، بينما هو قربها اكثر وهو يقول بصوت واضح
_عيب تبقي مراتي وتخافي، انت سهام الديب! عارفه يعني ايه؟
كانت تنظر له لكنه يرى بقايا الخوف في عينها، لقد كانت مهملة حتى انه استطاع ان يعرف كنيتها، واجهها بلقبها الذي تواريه عن الجميع، لا يعرفه احدا خارج القطاع الا الخاصة المقربين حتى ان اخواتها لا يعرفن..
نبهها مما تفكر فيه، ذلك الاتصال الذي أجراه، وهي تنظر في عينه، بينما هو يقربها، وليذهب غضبه منها الى الجحيم اهم شيء أمانها اتاه الرد من الطرف الاخر لكنه لم ينتظر أن يستمع إليه وهو يقول:
_ انت اتجننت انت مش عارف انت بتكلم مين؟ انت صاحبي اه بس لو حطيتك في دماغي الدنيا مش هتساعنا احنا الاتنين، لعند سو والدنيا بتقف، ازاي جاتلك الجرأة انك تهددها.
_يا اخوي اسمع ما هددت انا بس أبغى اعرف اني اعلم حقيقتها
_وايه يعني لما تعرف؟ على اساس انك عارف المعلومة دي النهارده الصبح..
_لا من زمان
_ ليه النهارده قررت تتكلم
_لاني محتاج لها
_ يبقى مش بالطريقه دي اللي لازم تعرفه كويس ان كلامك معها بالطريقه دي انا بعتبره تهديد، وانك تهدد امنها يبقى وجودك في الدنيا ملوش لازمة، عارف ليه؟ ولا تحب اعرفك؟ احبك اه بس مش اكتر منها، لو اتحطيت في الميزان معاها كفتها تطب، لو الدنيا اتحطت في الميزان معاها كفتها تطي، يبقى موتك عليا اهون بكتير فاهمني
ازدرد لعابه وهو يقول:
_ كل هذا عشان طلبت خدمه انت تدري؟ ليش طلبتها انا ما أثق غير فيها
_وانت تثق في مراتي ليه ان شاء الله؟!
_عينها مليانة، ما يغريها المال تملك منا ما يكفي، يعني انت لو طلبت منها هترفض
نظر في عمق عينيها وكأنه ينتظر الاجابة، هل تخاطر من أجله؟ لقد أجابت على هذا السؤال من قبل، منذ زمن وهي على اتم استعداد أن تنتهي الدنيا ويبقى هو..
فقالت: بس كلامك ما كانش كده، كأنك عايز تخوفني.
_ يا ستي ما اقصد راجل مضغوط وقدري اني عندي مشكلة كبيرة.
سهام: ما حدش قال لك روح شارك شركة امريكية أصحابها ينتمون للكيان المعادي وجاي تقول تعالي الحقيني، عايزني احط حياتي في الخطر علشانك..
_ يعني احمد لو طلب منك هتقولي لا
_ لما احمد يطلب تبقى تعرف الرد
_ هتوافقي اكيد
_ طبعا، بس مفيش وجه مقارنه ده احمد لو طلب روحي مش ساعة على اللاب توب..
_يعني انا كل مشاكلي تتوقف على ساعة واحدة شغل بعطيك فيها مبلغ ما يحلم بيه حد، وانا في هالحالة وانت ترفضي، ارجوك يا احمد كلمها..
نظر لها احمد بحاجب مرفوع كأنه ينتظر ردها لن يقحمها في شيء لا تريده، أشارت إلى ليلى لتحضر لها اللاب توب خاصتها وهي تقول:
_ معاكم بريك نص ساعة ساعه بالكثير، هرجع تاني..
تحركت الى مكتب زوجها تعمل على اللاب توب وهي تقول:
_ مش عشانك عشان نور، انا هخلص وجواسيسك هناك هيقولوا لك ان في مشكلة في السيستم، وانهم مش عارفين يدخلوا عليه، سيادتك هتثور وتنفعل، وتسب الموجودين كلهم، وتقف على ايدهم لحد ما يصلحوا العطل، طبعا مش هيقدروا يصلحوه، وقتها هترفد الشركة بالكامل، وتطالبهم بالتعويض وتحول رؤساء المشروع للتحقيق وو
_ كل هذا..
_ والله لو صعبانين عليك انا رقبتي تصعب. عليا اكثر، يعني انت لو قادر تسيطر على المشروع، معنى كده ان معاك حد قوي، لازم يكون الغلط في السيستم..
_ اللي تشوفيه
_ كل اللي هيتعمل مترتب على أن المعلومة توصلك اوع تسعى ليها، لو مفيش حد كلمك متتكلمش..
_ أمرك..
وقد كان كانت تعمل بسرعة تخترق النظام الكلي للمدينة، لكن ليس من موقعها هذا، بل انتقلت على عدة مواقع عبر الانترنت، حتى ان من يبحث خلف المتتبع، يظنه في امريكا وان استمر في البحث قد يصل الى روسيا، ثم الى بلد أخرى، سلسلة من التنقلات لن توصلهم لها، فهي لن تغامر بحياتها من اجل احد..
نظر احمد لما تفعله بابتسامة وما أن انتهت، حتى قبل جبينها وهو يقول: بيرفكت
اما هناك كان امجد يثور في من حوله انفعاله سمعه كل من في القصر، صوت تلك الكريستالات التي قام بتحطيمها في نوبة الغضب المصطنعة، وهو ينظر لمن حوله بجنون، ويقول:
_وش تقول انت؟ ايش معنى هالكلام! كيف ما قادرين تتحكموا في السيستم؟ انا مشغل معي حيوانات مابتفهم؟ كلكم محولين للتحقيق..
اما هناك كانت تعود مع زوجها الى بيتها بعد ان انتهى التمرين، وهي تتباسط مع البعض، بعد أن رأت أفضل ما عندهم..
في المساء اجتمعوا على مائدة العشاء في صمت، لكن رحيم من بدد الصمت وهو يقول:
_ ايه يا مامي ساكته ليه؟ مش تكلمي سيادته؟
_ أكلمه على ايه؟
_ عاوز اخطب..
ضحك! أحمد بصوت مرتفع وهو يقول:
_ انت عايز تخطب الساعة 10:00 بالليل!
_ لا يعني بس تقنع حضرتك
_مش محتاج أنها تقنعني انا مقتنع بداليدا عجباني، مع انها خسارة فيك
_ اللي تشوفه سيادتك
_ بكرة قبل ما اروح الشركة هفوت على أدهم في شركته اتكلم معاه في الموضوع، واحدد الميعاد على بالليل، نروح نخطب، ولا انت ايه رايك يا حاجة؟
كان يتكلم مع حماته التي ابتسمت له، وهي تقول:
_ هو لو لف الدنيا يلاقي ضفر داليدا
ابتسم لها وهو يقول: انا بقول انها خسارة فيه
سهام: ليه كده رحيم 1000 واحده تتمناه، اي نعم انا مش عايزة ليه غير داليدا بس ما تقوليش كده..
_ قلبي انت يا سو
احمد: كمل كمل وانا مش رايح فى حته بكرة
_ خلاص والله سكت
انتهى الطعام في مرح مع. مشاكسات آدم ووالده لـ رحيم وبعد وقت، كان كل يأوي إلى فراشه، ادعي النوم كعادته منذ أن أتت له الى المكتب تسأل عن رحيم، بينما سهام خرجت من الدريسنج روم ترتدي بيبي دول مثير، تنثر عطرها بسخاء وهي تتحرك إلى الفراش تتقوقع على صدره فهمس دون أن يفتح عينيه...