-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 38 - 1 - الإثنين 19/8/2024

  

   قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والثلاثون

1

تم النشر الإثنين

19/8/2024



"بات الحب معلنا، فستظل رايته هي المنتصرة، مهما تغلبت الظروف، وأجبرتنا سينتصر الحب في النهاية" 

تهد الجمبع براحة وتسأل قاسم بلهفة:

-ينفع أشوفها يا دكتور ؟

رد الطبيب بعملية :

-لا بكره الصبح ان شاء الله تكون فاقت وتقدروا تشوفوها.

امتعض وجه قاسم بحزن مما جعل الطبيب يتحدث بحذر:

-هتدخل تشوفها لكن بلاش تتكلم سيبها ترتاح. 

أومأ قاسم بفرحة :

-أطمن والله ما هتكلم. 

أشار له الطبيب بالدخول بينما غادر الطبيب. 

نظر أدهم الي زوجته براحة وقال:

-الحمد لله كده أطمنا عليها يلا أروحك عشان محدش يحس بحاجة وهرجع أنا تاني. 

حركت رأسها بلا وتحدثت بهدوء :

-لأ يا أدهم هخليني معاك هما لازم يعرفوا والحمد لله هي عدت مرحلة الخطر من رأي نقولهم أفضل. 

رمقها بحيرة لكن أيدها أحمد في قرارها :

-وأنا رأي من رأي مدام تمارا الأفضل يعرفوا لان أكيد هيحاولوا يكلموا أسما ووقتها هيعرفوا يبقي يعرفوا منكم أفضل. 

تنهد أدهم بقلة حيلة وقال :

-حاضر يا أحمد هبلغهم رغم أنى مش عارف هعمل كده أزي الصراحة تحس المصايب كلها بتيجي مرة واحدة. 

ربت أحمد علي ظهره برفق وعقب :

-خير يا أدهم بإذن الله لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. 

تطلع له أدهم بأمل وقال :

-يارب يا أحمد أنا بجد  خايف علي ماما مش هتستحمل أي زعل. 

تحدث أحمد موضحا:

-ولا زعل ولا حاجة خير بإذن الله أسر ورجع وأسما بقت بخير وربنا يطمنا على البنت بإذن الله .

اقتربت منهم وفاء بفضول وتسألت:

-أيه ده هو أسر رجع ؟ أمتي وأزاي؟ و مراته معاه ؟ أبوك وأمك رد فعلهم أيه ؟ الصراحة أنا لو منهم مكنتش دخلته البيت تاني بعد الي حصل .

تحمحم أحمد بإحراج وقال:

-ماما حبيبتي روحى أرتاحى يا حبيبتي دى مشاكل عائلية ملناش فيها. 

زفرت بحنق وقالت:

-طيب ماشى رغم أننا أهل وعائلة واحدة على فكرة. 

رد أدهم بمجاملة:

-أكيد طبعا يا هانم. 

غادرت وفاء وذهبت تجلس جوار زوجها بغيظ شديد بينما تحدث أحمد معتذرا:

-أسف يا أدهم حقك عليا. 

أومأ أدهم بتفهم وقال :

-ولا أسف ولا حاجة مفيش تستدعى الاعتذار كفاية تعبك معانا الفترة  الي فاتت أنا مهما أقول وأعمل مش هقدر أوفيك حقك والله. 

رمقه أحمد معاتبا وقال:

-عيب عليك أحنا أخوات. 

ربت على كتفه بحنان وقال :

-تعيش يا أحمد ربنا يزيد المحبة. 

❈-❈-❈

خطى داخل الغرفة بخطوات هزيلة وهو يحدق فى جسد زوجته المزجى على الفراش بحالة مزرية بدون شعور سالت الدموع من عيناه واقترب منه وخر راكعاً جوارها الفراش واحتضن يدها بين كفيه يقبلها بأسى:

-أه يا عمرى أه كنت خايف أخسرك يا قلبى وحشتينى أوى يا أسما مكنتش هقدر أستحمل يحصل ليكى حاجة أو تبعدى عنى يا قلبى أسما أنا بحبك يا عمر قاسم وحياته أنتي تحويشة العمر كلها عايزة تسبينى وتمشي أنا مقدرش علي فراقك يا قلبي أجمدي يا أسما وفوقى عشان أنا وعليا الصغيرة تعرفى أنا مشوفتهاش لسه ؟ ومش ناوى أشوفها غير لما أنتى تفوقى بالسلامة وتقفى على رجلك ونشوفها سوا ايه إلى نزلك بس من فوق ؟ إيه الي صحاكى من النوم ويا ترى صحيتى ليه ووقعتى ازاي ؟ سمعتى كلامى أنا وأحمد طيب لو سمعتيه أيه إلي زعلك منه بس. 

تنهد بآلم ونهض مقبلا جبينها وآلقى عليها نظرة أخيرة وغادر خارج الغرفة وتهاوى على أقرب مقعد. 

اقترب منه أحمد وتسأل بحذر:

-خير يا قاسم ؟ أسما كويسة ؟

أغمض عيناه متألماً :

-مش عارف يا أحمد مش عارف هى مش حاسة بيا أصلا من الأساس أنا مخنوق أوى يا أحمد أنا عايزها تفوق عايز أخدها فى حضنى أسمع صوتها مش قادر يا أحمد مش قادر أشوفها كده. 

ربت أحمد علي كتفه برفق :

-أطمئن خير أن شاء الله يا حبيبي. 

استرسل بتوضيح :

-أحنا هنروح نطمئن علي البنت هتيجى معانا ؟

حرك رأسه بلا :

-لا. 

قطب أحمد جبينه بحيرة وتسأل :

-لأ ليه ؟

رد قاسم بإقتضاب:

-مش هشوفها غير لما أسما تقوم بالسلامة.

تنهد أحمد بقلة حيلة وقال :

-تمام يا حبيبي شوية وراجعين. 

أومأ قاسم بلامبالاة. 

❈-❈-❈

أما الحائط الزجاجى لحضانة الأطفال يقف الجميع بإستثناء قاسم يشاهدون الصغيرة من خلف الزجاج. 

شهقت تمارا بصدمة:

-دى صغننة أوى ؟ دى أصغر من كف إيدى؟

عقب أحمد :

-فعلا متنسيش أنها أتولدت فى الشهر السابع يعنى طبيعي يبقي حجمها صغير كده. 

تطلع لها أدهم بحنان وقال :

-بتفكرنى بعمر وهو صغير. 

لمعت عيناه بحب والتفت الي زوجته هامسا بحب:

-أنا نفسى في بنوتة أوى يا تمارا البنت حبيبة أبوها. 

رفعت حاجبيها بإستهجان وردت بهمس مماثل:

-والله ولما البنت تبقي حبيبة أبوها أنا بقي أبقي حبيبة مين! 

غمز بخفة وعقب :

-تبقى حبيبة جوزك. 

قطع وصلة غزلهم صوت وفاء. 

انتبه الجميع لها بفم مشدوه:

-ما شاء الله شكلى بالظبط شايف يا نور الدين فوفا الصغيرة شكلي أزاي نفس البوق ونفس العين ونفس المناخير بس عى مناخيرها أكبر من مناخيرى شوية حبيبة نانا شكلى الخالق الناطق أكيد أسما بتحبنى أوى عشان البيبي يبقي طالع قمر شكلي كده .

بدل الجميع نظراتهم تارة بينها وتارة على الرضيعة تعجباً من حديثها فالصغيرة لا يظهر لها ملامح من الأساس وجهها صغير بشدة وملامحها كذلك لم تظهر بعد.

تحدث زوجها متهكما:

-شبهك أيه يا أم أحمد صلى علي النبي هي البنت ظهر لها ملامح من الأساس ومناخير مين إلي أكبر من مناخيرك إذا كان البنت كلها أد مناخيرك أصلا! 

كبت الجميع ضحكاتهم بصعوبة بينما شهقت وفاء بصدمة وهى تشير إلى نفسها بعدم تصديق :

-نعم نعم قصدك أيه ؟ أني مش بشوف أصلا ؟ ولا قصدك أنا مناخيري كبيرة وبعدين خد هنا أيه أم أحمد دى ألفاظك بقت سوفاچ أوى. 

رمقها بإزدراء وقال:

-لا سوفاچ ولا سيدوفاج وبعدين البنت مش هتطلع شبه أبوها وأمها وهتطلع شبهك أنتي بالعقل كده ومالها أم أحمد مش عجباكي في ايه مش ابنك أسمه أحمد. 

زفرت بحنق وقالت:

-أنا نازلة الكافتيريا أشرب حاجة. 

غادرت بغيظ شديد بينما هز نورالدين رأسه بيأس من حديث زوجته و عنجهيتها. 

التفت الي الشباب وتحدث بلطف:

-معلش يا ولاد أظن بقيتوا عارفين وفاء وطبعها.

تحدثت تمارا بمجاملة:

-محصلش حاجة يا عمو وبعدين طنط دمها خفيف ما شاء الله. 

نظر لها نور الدين بنصف عين وقال:

-لا يا شيخة ؟ والله أنتي الي دمك خفيف يلا هروح أحصلها وأنتوا أرجعوا لقاسم. 

أوماء أحمد بإيجاب وعقب:

-تمام يا بابا روح أنت وياريت تاخدها وتروح عشان ترتاح وأنا هنا مع قاسم والصبح لما أسما تفوق بإذن الله.

تنهد أحمد وقال :

-ماشي يا حبيبي بعد إذنكم با ولاد سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

ردد الجميع :

-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

❈-❈-❈

ألتفت أدهم حوله يبحث عن شيء ما فتسأل أحمد بحيرة:

-بتدور على أيه يا أدهم ؟

عقب أدهم قائلا:

-بدور علي دكتور الأطفال الي هنا نطمئن علي البنت. 

أيده أحمد :

-والله عندك حق. 

ألتفت حوله هو الآخر وسأل إحدى الممرضات بالممر فأخبرتهم عن مكان تواجده .

اتجه الثلاثة له وتسأل أحمد عن حالة الطفلة. 

الطبيب بعملية:

-حاليا هي علي تتفس اصطناعي واخدت حقنة اكتمال الرئة أسبوعين بإذن الله وتبقي أفضل. 

تسأل أدهم بفضول :

-يعني مش هتخرج مع والدتها ؟

حرك الطبيب رأسه نافيا وعقب:

-لا طبعاً مش قبل اكتمال الرئة ونتأكد أنها بدأت تتنفس بشكل طبيعي والأم هتفضل جنبها هنا عشان ترضعها الرضاعة الطبيعية مهمة جداً عشان البنت في الوقت الحالي تلامس جلد الطفلة مع الأم ده يحسن من حالتها. 

استمعوا الي حديث الطبيب وبعدها غادروا الي قاسم.



الصفحة التالية