-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 3 - 2 الأحد 25/8/2024

   قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري


الفصل الثالث

2


تم النشر يوم الأحد

25/8/2024

❈-❈-❈

نزلت بقدمين مرتعشتين ووقت تنظر أمامها للمخزن الذي سيخزن بذاكرتها كأسوأ مكان في تاريخها ولم تستمع له عندما هتف:

-ادخلي يا ملك.


دفعها عندما وجدها شاردة بهذا الشكل وفور دلوفها وجدت أخيها يجلس على مقعد خشبي مربوط بالعديد من الحبال فرصخت فورا:

-يووووسف.


هرعت ناحيته واحتضنته وهو بمكانه فصاح بها فورا:

-انتي ايه اللي جابك؟ أنا مش مفهمك هتعملي ايه كويس؟ ايه اللي جابك؟


وقفت تحرك رأسها وآثار البكاء لا تزال على وجهها:

-انا كنت هموت من قلقي عليك واللي حسيته في الساعه اللي فاتت وافتكرت انك موت. 


بكت بانهيار وهي تتابع:

-أنا مليش غيرك وكنت هموت من القهر والحمد لله أنك بخير.


صر على أسنانه ونظر لرشوان بنظرات نارية فضحك الأخير:

-بلاش البصات دي يا يوسف أنت مش ادها.


صرخ به الأول:

-انت عايز ايه مني؟ مشيها من هنا وأعمل فيا اللي أنت عايزه.


رفع رشوان كتفيه رافضا:

-والله أنا عامل حساب العشرة واني مربيك على ايدي ومحبتش اوجع امك واخواتك عليك بس أنت مش راضي تلايمها معايا.


هنا تدخلت ملك:

-أنت عايز منه ايه يا معلم؟


رد غير عابئ بصراخ يوسف:

-انا قدمت له حلين عشان يحل بيهم رقبته بس هو منشف دماغه وإلا ليموت شهيد الغرام وأنا مش هاين عليا اموته بصراحه، فآدي الجمل وآدي الجمال وانتي اللي جيتيلي برجلك.


اتسعت حدقتي يوسف وصرخ به:

-اللي معرفتش تعمله زمان مش هنولهولك دلوقتي يا معلم، بقى بعد ما كنت عايز تتجوز امي جاي دلوقتي وتحط عينك على اختي اللي من دور عيالك؟ مين فينا بقى اللي خان الأمانه وحط عينه على اللي مش من حقه؟


جلس رشوان أمامه بأريحية واستأنف حديثه:

-أنا طالب شرع ربنا يا يوسف وأنا راجل مقتدر و...


صرخت ملك بعدم فهم:

-انتو بتتكلمو عن ايه؟ مين ده اللي كان طالب ايد امي وهي اصلا على ذمة بابا متطلقتش منه، ولا عشان ماهو سابنا يبقى...


قاطعها رشوان واقفا أمامها ومفسرا:

-أبوكي مات يا ملك من زمن الزمن وأمك واخوكي خبو عليكم عشان كنتو لسه عيال صغيره، بس أنا عندي تعرفي إنه مات وهو بيجري على لقمة عيشه عشانكم أحسن ما تفكريه ندل وسابكم.


ترقرقت عينيها بالعبرات وهو يتابع:

-أنا ياما قولت لأمك تعرفكم الحقيقة على الأقل تقدر تقدم ع معاش ولا تتجوز بس...


صرخ يوسف يسبه سبة نابية:

-أنت يا *** عايزها تتجوز واحد شبهك عنده بدل الحرمه 3؟ 


اتسعت حدقتي ملك ورشوان يضحك بهيسترية:

-اخوكي ده عامل شبه الفار السكران اللي راح شربله كاسين وفضل يقف قدام الأسد ويقول في واحد هيطلع م** أمه انهارده، بس لما الأسد وقفله عملها على نفسه.


ابتلعت ريقها عندما صاح أخيها مجددا ولكن الآخر أمر أحد رجاله بتكميم فمه:

-عاملي صداع من امبارح يرضيكي كده.


ضحك ضحكة سمجة فهتفت بصوت يهتز رعبا:

-طلباتك ايه يا معلم؟


رد يبتسم لها بسمة واسعة:

-انا عرضت عليه يشتغل معايا ويبقى الراجل بتاعي بس هو رافض مش عارف ليه مع انه شغال في التهريب، فرقت ايه بقى دخان عن حشيش عن بودره؟


ردت وقد قاربت قدميها على خيانتها والسقوط معها أرضا:

-الفرق إن المخدرات مفيهاش هزار وحكمها اعدام انما التهريب...


قاطعتها ضحكاته العالية والتفت له يرمقه بنظرة جامدة:

-الاستاذ ده وقت ما كان مع بنتي انا كنت بقابل كبارات البلد بالبدلة الرسمي، ناس تقيلة اوي في البلد وهم اللي بيسهلو الشغل ده وبيطلع لهم حسنتهم برده ومش من مصلحتهم إن التجارة دي تتضرب خصوصا وفي بينا نسب، ما انتي عارفه اخوات ورد وشقايقها متجوزين ابن رجل الاعمال كامل السيوفي وبناتي من مراتي التانية متجوزين ولاد اللوا هاشم الصواف ولولا بقية البنات سنهم لسه مجاش كان زماني مجوزهم لابن قاضي وابن محامي عام وابن حد في مجلس الرياسه وده عشان مركزي يفضل زي ما هو وأفضل أنا نمرة واحد في الشغلانه.


اقترب منها ونظر لها بنظرات تفحصية:

-أنا بعد كل ده ومليش راجل اتسند عليه، بناتي متجوزين جوازات كل الناس بتحسدني عليها ومع ذلك مش حاسس بأي واحد فيهم انه ينفع يحل محل ابني عشان كده انا عرضت عليه يشتغل معايا وهو رفض.


تكلمت بعد أن استجمعت شجاعة زائفة لا تناسب عمرها:

-وبعدين؟ هتقتله؟


نفى بحركة من رأسه:

-ﻷ، عرضت عليه احل رقبته واتجوزك أهو يمكن انتي اللي تجبيلي العيل اللي نفسي فيه!


تسلحت بشجاعة زائفة وهتفت معترضة:

-بس أنت متجوز 3 يا معلم.


ضحك غير مهتم لحديثها:

-ومطلق زيهم وعندي بدل البنت 7 بنات ونفسي في ولد يشيل اسمي قولتي ايه؟


استمعت لصراخات أخيها المكتومة والتي فهمت معضهما وهو يطلب منها عدم الموافقة بل والمغادرة بعيدا ففهمه رشوان هو الآخر وهتف يحفزها:

-آه صحيح لو حاطه أملك على المعلم ابراهيم أبو شامة تبقى بتضيعي وقتك، الفلوس والبضاعة والمكسب بتاعها معايا.


ضحك ضحكة عاليه وهو يضيف:

-اصل إبراهيم ده صبي من صبياني وميقدرش يعمل حاجه من ورايا وبموافقتي وإلا نهايته تبقى وحشه اوي، ولما اخوكي افتكر انه ذكي وراح يعمل معاه شغل من ورايا جه وقالي وأنا اللي سمحت له يشتغل معاه، قولت في عقل بالي وماله يا معلم لما الواد يكبر يمكن لما القرش يجري في ايده يفهم إن ملوش غيري، بس طلع خاين وبيعمل القرش ده عشان يلعب على بنتي.


سحب نفسا عميقا وطرده بتمهل وعقب:

-عارفه مشكلتكم ايه انتي واخوكي وامك؟ انكم مشوفتوش غير رشوان الدخاخني ابو جلابيه وصاحب صاحبه وجاركم في الحارة، متعرفوش مين هو المعلم رشوان الدخاخني اكبر تاجر بودره فيكي يا بلد.


ارتعشت شفتيها وهي لا تجد ما تجيبه وتابع هو تباهيه بنفسه:

-حريمي الاتنين كل واحده عايشه في ڤيلا اللي في كفر عبده واللي في المندرة، هي بس ام ورد اللي غاويه الحارة ومش عايزه تسيبها.


تحدثت أخيرا بصوت مرتعش:

-لو وافقت هتسيب اخويا وتديله الأمان؟


أومأ فأضافت:

-وترجعله فلوسه كلها!


أومأ مضيفا:

-وعليهم مهرك يا عروسه، مليون جنيه.


التفتت تنظر ﻷخيها وسألته وعينيها مرتكزة على ملامح أخيها الغاضبة:

-ولو رفضت؟


ضحك وأخرج سلاحه موجها فوهته ناحية أخيها:

-هخلص عليه وقتي وقدام عنيكي عشان فرصة انه يشتغل معايا كمان مبقتش متاحه بعد اللي حصل.


وجدت نفسها حُشرت بركن ضيق ففكرت وفكرت وهداها عقلها أخيرا لتجيبه:

-انا موافقه يا معلم بس عندي شروط.


غمز لها هاتفا:

-أوامر مش شروط.


ابتعلت غصتها بداخلها وهي تتذكر أن غدا هو موعد عقد قران من احبته طوال عمرها ولم يفارق ذهنها وقلبها مدة السبعة عشر عاما التي عاشتها منذ أن كانت رضيعة؛ فتكلمت بداخل نفسها:

-انا كده كده ميته من بعدك يا حسن.


تنفست عميقا ونطقت أخيرا:

-اول شرط هو الأمان ﻷخويا طبعا زي ما اتفقنا.


رد بايجاز:

-موافق.


تابعت شروطها:

-ومفيش لا كتب كتاب ولا جواز إلا لما أخلص السنه دي.


غمز لها مؤكدا:

-موافق بس انتي عارفه انك مش هتعرفي تهربي مني لا أنتي ولا عيلتك كلها لو روحتو بلاد الواء الواء، يعني عقلك ميصورلكيش إنك ممكن تضحكي على المعلم رشوان وتكسبي وقت لحد ما تهربي.


ردت عليه بثقة زائفة:

-متخافش يا معلم أنا مكنتش بفكر في كده اصلا.


هز رأسه مستحسنا فهتفت مجددا:

-طبعا هتدفع شبكه ومهر وڤيلا، أنا مش اقل من نسوانك.


ضحك وأومأ:

-موافق.


فكرت قليلا وهي تحاول الخروج من تلك الزيجة القسرية بأكبر المكاسب التي قد تعتبرها مقابلا لتضحيتها:

-ويوسف وورد يتجوزوا.


رد فورا:

-ﻷ، جوازه من بنتي مشروط بشغله معايا غير كده ﻷ.


ترجته بملامحها الصغيرة فابتسم معلقا:

-أنا مش عارف هقدر ارفضلك طلب ازاي بملامح الأرنوب الصغير ده؟


تصنعت البسمة فبادلها إياها وسألته:

-يعني موافق؟


رفض بحركة رأسه:

-جوازه مربوط بشغله يا ملك بس كل شروطك نافده إلا ده، اشرطي وشوفي بنفسك.


لم تجد ما تساومه به سوى دلالها الذي تستخدمه ﻷول مرة:

-انا وورد أصحاب وبعد جوازنا هبقى ضرة امها وعلاقتنا ببعض هتبوظ وأنا مليش غيرها، لكن لما تبقى مرات اخويا ساعتها هنفضل زي ما احنا، عشان خاطري وافق.


ضحك بانهيار وداعب انفها:

-برده لأ يا يبقى دراعي اليمين وجوز بنتي يا يرجع عامل عندي وملوش غير مرتبه وده عشان خاطرك بس.


أومأت وتكلمت بقوة وثقة:

-طبعا أمي واخويا هيعيشوا معايا في البيت اللي هتجبهولي وأنت كده كده هتقسم الايام زي ما أنت عامل دلوقتي ففي غيابك مش عايزه اعيش لوحدي.


رد متنهدا وكأنه عدى لألف ميل:

-موافق يا ملك، كل طلباتك أوامر ولو افتكرتي اي طلبات تانيه بعدين بلغيني بيها ونافذه في الحال.


تنفست الصعداء ووقفت قبالته ترجوه بملامحها الرقيقة:

-طيب فكه بقى.


أخرج مديته من جيب جلبابه ونطرها ففتحت على الفور وانحنى ليقطع الحبال وابتعد، فوقف يوسف بغضب ولكنها اقتربت منه تحتضنه بلهفة ولم تمهله الفرصة للاعتراض وكتمت فمه تؤكد له:

-كل حاجه هتبقى تمام، بس يلا بينا دلوقتي أحسن امي قلقانه عليك أوي.


هما بالخروج فهتف رشوان يسألها:

-طيب مش ممكن نقرو فاتحه حتى ونربطو الكلام مع امك!


التفتت وأومأت له:

-حاضر هبلغها بس فوت بكره عشان كتب كتاب حسن وسهر وامي هتبقى مشغوله مع ام حسن في التجهيزات ويوم الجمعه هستناك بعد الصلاه تيجي وتطلني من امي.


الصفحة التالية