-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 3 - 3 الأحد 25/8/2024

   قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري


الفصل الثالث

3


تم النشر يوم الأحد

25/8/2024

جلس بجوار أخيه يراجع الحسابات بعد انتهائهما من العمل الكثيف لليوم، تنهد حسن وهو يقوم بتقسيم النقود التي أمامه:

-خد دول فلوس نقلة بكره ومعاهم فلوس البضاعة وحاول تنزل قبل الفجر بشويه عشان تلحق تخلص وترجعلي في السريع انا مش هبقى فاضي بكره.


ربت حسين على ظهره:

-ماشي يا عريس مع انك المفروض تاخد أجازه بكره ونقفلو المحل وأهل الحاره كلهم عارفين إنه كتب كتابك ومحدش هيزعل.


ضحك بخفة معقبا:

-يا بني بكره الكل هيبقى مشغول وأغلب الناس بتاكل سمك يوم الخميس والجمعه فأنت بقى عايز تقفل الرزق بتاعنا، طيب والسمك اللي هنجيبوه ده نعملو بيه ايه؟ نبيتوه في التلاجات لما يبوظ!


لم يعقب عليه أخيه فأكمل الأول:

-دول أجرة العمال بتاعة انهارده وبكره وأبقى روق عليهم شويه عشان يسلمو الطلبات بدري يعني آخركم 3 العصر عشان نلحقوا نجهزو.


وافقه فتابع:

-المهم خلينا نخلصوا عشان أطلع ارتاحلي كام ساعه.


وافقه وهم بالوقوف فناداه حسن:

-حسين، بقولك صحيح.


التفت له شقيقه فسأله الأول:

-أنت موافق على حكاية خطوبتك من ملك دي؟ مش كنت مصاحب بنت كده بقالك فتره.


أومأ وعاد ليجلس بجواره:

-والله يا أبو على بنات اليومين دول مبقوش ينفعو يفتحو بيوت، كل بنت من دول عايزه فسح وخروج ومفيش مانع من مسكة ايد ولا بوسه، ولا، ولا، طالما بتصرف وتجيب هدايا يبقى أنت تمام وأنا مش عايز واحده اقلق منها لما اسيبها في البيت لوحدها، وأمك ادرى مني بردك، وملك بنت حلال ومتربيه وسطينا.


ارتبك حسن وتلعثم قليلا وهو يخاطبه:

-بس ملك ب...


صمت مجبرا عندما أكمل له أخيه جملته:

-بتحبك مش كده؟


أومأ فضحك حسين ساخرا:

-أنا وأنت والحارة كلها عارفه ومع ذلك قلبك لا حن عليها ولا حتى فكرت ترجعها عن اللي في دماغها وأنا بقولك في دماغها مش في قلبها عشان السن ده كل يوم بحال.


أكد حديثه:

-بالظبط، كل يوم بحال فأنا بقى لو كنت اتكلمت معاها كان ممكن حالتها النفسية تبقى وحشه وغير كده لو اتخطبتو ما هي ممكن متحبكش أو مشاعرها تتغير من يوم وليله ما هو السن ده كده.


ربت حسين على كتف أخيه:

-اخوك مدقدق ويعرف يوقع اللي قدامه وأخليها دايبه في غرامي، وأنا فاهم إن حبها ليك ده حب طفوله يعني مش زيك أنت وسهر.


زفر بأنفاس غاضبة:

-أنت متأكد؟ أنا مش عايز ندخلو في الحوار ده ونقعو بعدها في المحظور.


غمز له أخيه:

-متخافش، هي بس الخطوبه تتعمل وفسحتين على هديتين والدنيا تمشي.


هز رأسه موافقا بعد أن أخرج تنهيدة طويلة ولم يمر الكثير من الوقت حتى انتبه لكل من والدته وشقيقته ومعهما خطيبته يحملون الكثير والكثير من الحقائب والمشتريات فهرع ناحيتهن صارخا:

-ايه كل ده يا امه، وشيلينه على قلبكم ليه؟


حمل بعضا مما تحمله والدته والتفت لتلك التي اختفت ملامحها خلف علبة كرتونية كبيرة فترك ما بيده وحملها عنها وهو يتسائل:

-طيب ما اخدتوش تاكسي ليه بس؟


ردت والدته بضيق:

-اخدنا طبعا بس مرضيش يدخلنا الحاره ابن *** ونزلنا بره.


وقبل أن يعلق عليها صرخت مجددا:

-انت هتفضل تحقق معانا واختك ظهرها اتقسم من الشيل وعيلها على كتفها، ده غير رجلي اللي اتكسرت من اللف.


حمل عن اخته الحقائب:

-حقك عليا يا حبيبه عقبال ما اتعبلك وانتي بتفرحي بابنك كده.


ابتسمت تربت على كتفه:

-الف مبروك يا حسن.


اقترب حسين مبتسما لهن وتحدث ﻷخيه:

-خد حاجة خطيبتك انت طلعها وأنا هبعت معاهم كام عيل من المحل بالشيل دي كلها لحد البيت.


وافقه فهتف يستدعي صبيانه هافتا بصيغة آمرة:

-أجري انت وهو وصلو الحجه للبيت ومتعوقوش، تردولي هوا عشان نخلصو تنظيف.


تحرك الجميع وأولهم حسن الذي حمل الصندوق الكرتوني ودلف به بناية خطيبته وتركه أسفل الدرج وبسرعة سحبها ليسند ظهرها بالحائط وحاوطها بذراعيه يسألها بصوت مداعب ومتغزل:

-هم الحلوين بيحلو زياده ولا ايه؟


دفعته في صدره:

-لو حد شافنا هتبقى فضيحه بجلاجل يا أبو علي.


غمز لها هامسا:

-ده بكره كتب كتابنا.


كتمت ضحكتها وعقبت:

-ما دي المصيبه لو أبويا شافك هيلغي كل حاجه اصلا، يلا طلعني وبطل قلة ادب.


ابتسم واقترب بوجهه ناحيتها وسألها:

-ألا هو ايه اللي انتي شرياه ده؟


أجابته غامزة:

-ميكروويڤ.


رفع حاجبه متعجبا وسألها:

-وده لازمته ايه؟


أجابته بعد أن أخرجت تنهيدة طويلة:

-بيسخن الأكل.


اقترب منها أكثر وأكثر حتى بات شبه ملتصقا بها وسألها:

-هو انتي ناويه تأكليني أكل بايت يا بت انتي عشان تسخنيه في البتاع ده؟


ردت فورا متذمرة:

-ماهو بيعمل حاجات كتير يعني مش بيسخن بس، هو انت اتضايقت اني اشتريته.


غمز نافيا:

-لا يا حبيبتي تتهني بيه يارب.


حاول الاقتراب بوجهه أكثر فدفعته بقوة:

-ابعد بقى هنتقفش.


ضحك عاليا فكتمت صوته براحتها ولطمت بالأخرى على وجهها:

-يا لهوي عليا وعلى سنيني، أنت مصر تفضحنا.


نفى وانحنى يهمس بصوت عاشق:

-اديني بوسه هنا وأنا اسيبك.


أشار لوجنته فهمست رافضة:

-عيب كده يا حسن.


تنهد هامسا هو الآخر:

-ربنا يقرب البعيد لأحسن أنا خلاص مش قادر.


ابتسمت وهيأت نفسها لتقبيل وجنته وهي تخبره:

-متزعلش يا ابو على، هانت.


وضعت شفتيها على وجنته وقبل أن تقبله التفت بسرعه فتلامست شفتيها بخاصته ولكنها ابتعدت على الفور بعد أن دفعت إياه بغلظة وسبته متذمرة:

-يا قليل الأدب يا عديم الرباية والله لأقول ﻷبويا وشوف بقى هيعمل معاك ايه.


صعدت درجتين فأمسكها فورا وترجاها:

-اهون عليكي؟ حبيبك أنا.


عضت جانب شفتها السفلى مبتسمة بسمة اوقدت نيرانه:

-لا متهونش يا ابو علي بس احترم نفسك بقى.


وافقها وحمل الصندوق وصعد معها لمنزلها وترك ما بيده أمام الباب ونزل سريعا تاركا إياها في حالة فرحة وإنتشاء من عشقه بها.


❈-❈-❈


استدعتها من شرفة منزلها بصوتها الجهوري:

-يا أم يوسف، انتي يا وليه.


نظرت لها الأخرى من النافذة الملاصقة لمنزلها:

-ايوه يا حبيبتي رجعتو خلاص؟


أومأت تشير لها بالقدوم:

-يلا تعالي خلينا نلحقو نخلصو ورانا هم ما يتلم.


نظرت بساعة الحائط قلقة ومتخوفة وهي ترد:

-حاضر يا ام حسن بس استني ربعايه كده ياختي العيال يرجعوا احطلهم ياكلو...


قاطعتها متذمرة:

-هم صغيرين يا وليه، بقولك مش هنلحقو نخلصو، انجزي وتبقى اسم النبي حارسها ملك تجهز لاخواتها الأكل.


وافقتها وأغلقت النافذة وهي تمسك هاتفها:

-اتأخرتو ليه كده؟ لولا إن يوسف كلمني وطمني إنه عدى على اخته في المدرسه كان زماني بضرب اخماس في أسداس.


هاتفتها فأجابت فورا:

-أيوه يا ماما.


ردت الأخرى فورا:

-انتي فين يا ملك انتي واخوكي؟ يلا يا بنتي عايزه اروح اساعد خالتك أم حسن.


تنهدت بحزن وأومات:

-حاضر يا ماما، روحي انتي، كده كده يوسف عنده شغل وانا قاعده مع ورد شويه وهجيلك.


وافقتها وأغلقت معها وتوجهت لمنزل جارتها وفور دلوفها لمدخله أخرجت زغرودة فرحة وعالية استقبلتها مثيلتها بأخرى وهي تضع البخور بالإناء الفخاري وتديره بأرجاء المنزل هاتفه بتضرع:

-ربنا يجعلها ليلة حلوة عليك يا حسن يا ابني ويريح بالك يارب.


جلست بجوارها تجهز الأطعمة المختلفة التي ستقدم غدا وابنتها تلف أكياس الحلوى بشريط من الساتان، وكل منهن مشغولة بعمل حتى فتحت والدة حسن الحديث أخيراً:

-عقبال ما نفرحو بملك يارب.


ابتسمت لها الأخرى:

-في حياتك يا ام حسن وانتي اللي تجهزيها من كله ياختي.


ضحكت الأخرى برقاعة لا تناسب سنها:

-ايوه ده أنا احسن ايد تجهز عروسه في الناحية كلها لولا بس حسن اللي منعني من الشغل من ساعة ما دخل الجامعة.


هزت رأسها تتابع حديثها:

-هيتجنن ويكتب الكتاب تقوليش هيتجوز السفيرة عزيزة، والنبي أن لو عليا كنت اخدتله ملك اهي متربيه على ايدي بس هقول ايه في ابني.


انتابت والدة يوسف غصة فهي تعلم حقيقة مشاعر ابنتها تجاهه ولكنها تفاجئت بها تضيف:

-بس برده ملك مش هتطلع بره، إن شاء الله نخلصو بكره من كتب الكتاب ويوم الجمعه نكونو بنقرو فتحتها على حسين.


لمعت عينيها متفاجئة وهتفت:

-حسين! ايه اللي جاب الفكرة دي في بالك بس؟


ردت كذبا حتى تخلق جوا يجعلها توافق دون تفكير:

-الواد عايزها ياختي ومكلمني بدل المره 10 وانا اقوله لسه صغيره وفي المدرسة بس جالي امبارح بقى وقعد جنبي ومسابنيش إلا لما وعدته اني هخطباله صباحيه كتب كتاب أخوه.


هل ترفض الآن وتخبرها أن ابنتها عاشقة لابنها نعم ولكن ليس هذا من تتحدث عنه بل الآخر الذي لا يراها ولا يشعر بها؟ وكل هذا وحبيبة تنظر لكذب والدتها بتعجب فكيف لها أن تتقن كذبها بكل تلك الحرفية:

-ده يا حبيبي مش بيفكر غير فيها وكل ما اقفلها في وشه يروح زعلان مني وبعدها يرجع يكلمني ويتحايل عليا، يرضيكي تكسري بخاطره يا ام يوسف ألا بقى لو البت عينها على جدع تاني.


نفت على الفور حتى لا تخرج سمعة سيئة على ابنتها قد تجعلها تخسر سوق الزواج إلى الأبد:

-لا أم حسن اخص عليكي ملك كده بردك؟


أومأت لها:

-منا عارفه ياختي أومال انا موافقه عليها ليه؟ وبستنى اليوم اللي اجوزها فيه لابني بفارغ الصبر.


تنهدت الأخيرة وهي تجيبها:

-اللي رايده ربنا يكون.


سألتها بلهفة:

-يعني نعملو حسابنا ونيجو الجمعة؟


رفضت بحركة رأسها:

-طيب اشور أخوها وابعت لخالها وبعدها نردو عليكم.


دفعتها الأخرى بغلظة:

-انتي هتعمليهم عليا انا يا وليه هو احنا أغراب عن بعض؟ خالها وبينا وبينه شارعين يا ختي وأخوها وصاحب حسين الروح بالروح يبقى مفاضلش غير رأي عروستنا الحلوه وهي كل الحكاية ايه غير قراية فاتحه لبعد الامتحانات.


حاولت الهروب فصرخت بها الأولى:

-ايوووه عليكي يا وليه يا رمه، انتي مستخصرة تعزمينا على حاجه ساقعه واحنا هنجيبو معانا الجاتوه.


ردت معقبة:

-مش القصد بس...


قاطعتها الأولى:

-لا قصد ولا مقصدش، ولو على رأي ملك فسيبهالي بنتي حبيبتي ياختي أنا هفاتحها لما تيجي وهتشوفي انها هتسمع كلامي.


أومأت موافقة فصدحت منها زغرودة عالية بنفس توقيت دخول نجليها فابتسم حسن:

-ياااه، أول مرة اسمع امي بتزرغطلي!


ضحك عالياً فتابعت هي زغرودتها وفور انتهائها عقبت عليه:

-ده انا بزغرط لفرحتي بقراية فاتحة ملك وحسين يا اخويا مش ليك.


اتسعت بسمة المعني وهتف بفرحة:

-بجد يا امه كلمتيها ووافقت؟


ردت والدتها:

-هي كلمتني أنا يا حبيبي وقولت لها ربنا يقدم اللي فيه الخير.


اقترب وقبل راحة والدته وبعدها راحة من اعتبرها حماته:

-على بركة الله.


ابتسمت والدته تشير له:

-شايفه ملهوف ازاي عليها؟


كل هذه وحسن واقفا بمكانه ينظر لهم بشرود فسألته أخته:

-مالك يا حسن؟


انتبه أخيرا ونفى سريعا:

-لا ابدا بالي مشغول ببكره بس.


ربتت على كتفه:

-طيب يا عريس ادخل استحمي وناملك شويه عشان بكره وراك يوم طويل.


دلف غرفته بعد انتهاؤه من الاستحمام ووقف أمام المرآة ينظر لنفسه وحدثها دون إصدار أي صوت:

-صاحب بالين كداب يا حسن وسهر لو شمت خبر باللي أنت حاسه ده عمرها ما هتسامحك ابدا.


مسح براحته قطرات المياه التي انسابت على وجهه ولحيته واستمع لصوت عقله:

-ولو ملك وافقت تبقى زوجة تانية فسهر عمرها ما هتوافق أبدا، فهل أنت بقى تقدر تعيش من غير سهر؟


نفى وكأنه يجيب تساؤله ورد دون إصدار أي صوت:

-بس مينفعش تتجوز أخويا يا جدعان أنا كده هتحط في امتحان كبيير اوي قدام نفسي.


انتبه لأخيه الذي يتشارك معه الغرفة فهتف ممتعضا:

-انت هتفضل نايم في اوضتي لحد امتي يا جدع انت؟


ضحك الآخر:

-لحد يا تتجوز يا اتجوز يا تغير لون اوضة حبيبة البمبى المسخسخ ده.


شاطر أخاه الضحك وجلس على حافة الفراش فاعتدل الآخر يرمقه بنظرات فضولية فما كان إلا أن تكلم حسن أخيرا:

-بلاش ملك يا حسين.


ضحك الآخر وعض على شفته:

-ماشي بس اقنع امك انت بقى.


رمقه بنظرة حادة فلم يهتم بها وعلق:

-انت اخويا الكبير وأنا فاهمك كويس وعارف مشاعرك اللي بتحاول تدفنها جواك.


صرخ به بحدة:

-ولما انت لماح اوي كده وافقت امك ع الهبل اللي عايزه تعملو ليه؟


أجابه بجديه لا تتناسب مع شخصيته المستهترة:

-عشان لو مكنتش انا هيبقى اي حد طالما فرطت فيها.


رد وهو يحاول إخفاء غصته:

-انا مفرطتش فيها بس مينفعش، أنا بحب سهر ومش فاهم ليه أحس بملك كده ليه؟


ربت أخيه على كتفه وهمس:

-اطمن، ملك مستحيل توافق عليا.


ضحك ساخرا:

-وافرض امك اقنعتها وهي من قهرتها وافقت وخلاص.


انتفض حسين بفروغ صبر:

-طيب انت عايزني اعمل ايه دلوقتي؟ اروح اقول لامك فشكلي الحكاية بعد ما فاتحت امها!


صاح به ولكنه انتبه أن والدتها لا تزال بالخارج:

-من الأول طالما عارف اللي فيها مكنتش قبلت.


رد معقبا:

-والله أنا كنت بحاول احركك وبدليل اني قولت لامك متتكلمش إلا بعد كتب الكتاب وافتكرتك هتتنحرر وتعمل حاجه عشانها، بس امك استعجلت وكلمتهم فأنت بقى شايف إن ملك تستاهل تتكسف الكسفه دي ويتقال إن حسين اللعبي هو اللي رجع في كلامه؟


أغلق عينيه فاقترب منه أخيه مربتا على كتفه:

-اطمن، ملك مش شايفه غيرك ومستحيل تقبل بيا.

الصفحة التالية