-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 5 - االإثنين 5/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والثلاثون

5

تم النشر يوم الإثنين

5/8/2024



ابتسم لها زوجها ابتسامته الخلابة يناغشها


= خلاص يا حبيبتي سيطري على غيرتك شويه احنا في الشارع، وبعدين خلي عندك ثقه فيا و بنفسك مين دي اللي ابصلها بس وأنتٍ جنبي .. ده كفايه عليا جنانك.


احمرت عيناها وقلبها يدق بقوة غضبًا من تلك الفتاة الشابة التي كانت تحاول مغازلة زوجها بشكل غير صريح، فردت بحنق متقد بالغضب


= نعم انا اغير من السلعوه دي؟؟ دي كلها سيليكون يا بابا و المكياج اللي هي حاطه مداري بلاوي.. هي فيها بس غير صوت مسرسع ومايص زيها.


انفجر معاذ ضاحكًا من غيرة زوجته المفضوحة عليه وطريقتها، فجزت علي أسنانها وهي تقول بنبرة حادة 


= امشي وانت ساكت وما تضحكش! قال أغير قال


في الاعلي بعد وقت لاحق، خرج معاذ من المرحاض ليجد زوجته بتلك الهيئة الفاتنة التي خطفت أنفاسه، رمى المنشفة على الفراش ثم اقترب يجلس بعيد بهدوء زائف و عيناه تجول عليها يراقبها عن بعد وهي أيضًا بل وتتعمد أن تسترعي انتباهه بحركاتها الملهبة له بدلال، و هو رغم أنه لا يكف عن التهام كل تفصيله من تفاصيلها إلا أنه لا يجرؤ أن يفصح ذلك... فيخشى أن ترفضه بطريقة غير مباشرة او تلمح بان العلاقه ستتم كما تريد باحتياجها أيضاً.


اقتربت منه هي حتى أصبحت أمامه مُباشرةً 

وتغنجت بكتفها لترمي شعرها الطويل على ظهرها للخلف وهي تردد بدلع مثير 


= احلى حاجه امك عملتها النهارده انها خلت مالك يبات عندهم.


هز رأسه علي الفور بقلق منها وهو يسخر هاتفا بتهكم 


= اه ما انا خدت بالي انتٍ اما صدقتي مسكتي في الكلمه وسبتيه عندها، مع انك ما كنتيش طايقاها ولا راضيه تعملي حاجه هناك.. لكن 

اول ما قالتلك خلي مالك؟ الحب نزل مره واحده وقلتلها خليه ما هو مش هيبات عند حد غريب برده، لكن انا فهمتها على طول انتٍ ناويه على حاجه مش كده؟ عاوزه تستفردي بيا؟؟. 


أحاطت بعنقه بدلال وهو أحاط خصرها ضاممًا إياها لصدره بقوة بتلقائيه وهو يسمعها تمزح


= صح ناويه استفرد بيك.. وهسقيك حاجه اصفره واتغرغر بيك.


حادت بنظراتها فجاه لتقبض علي تلابيب قميصة وأطبقت عليه بقوة وهي تضيف بسخط وغيرة 


= ولا هو حلو بس للهانم اللي تحت تتدلع و تتمايص عليك وتتفرج على الصور اياها؟؟؟ وهتيجي لحد عندي وحرام !؟. 


تطالع فيها بأعين متسعة فقرّبت وجهها منه دافنة إياه في عنقه تشتم عطره بتلذذ، تعجب من فعلتها وتحولها الغريبة تلك، قبل أن يتسائل بريبة


= في ايه انتٍ تتحولي فجاه كده ليه؟ ذي بتوع لحوم البشر انتٍ ناويه تاكليني ولا إيه!! 

ما تهدي شفتني قربتلها ما هي اللي لازقه! وبعدين انتٍ هتعايريني ولا ايه كمان.


هدد ملامحها وتحولت مره أخرى وأحاطت عنقه بذراعها ثم همست بنعومة 


= اعيرك بس ايه، يا روحي احنا ستر وغطاء على بعض، بس ما تحرقش دمي ولخص في حوارك عشان انت فاهم انا عاوزه ايه 


تعبيراته امتلأت بالرهبة وهو يتساءل بصوت مرتجف 


= وإيه اللي فتح عنيك عليا النهاردة ؟! ما انتٍ بقيلك كام يوم مكبره دماغك مني.. صحيح ما بعدتيش أوي ولسه بتهتمي بيا لكن في المساله دي بالذات بعدتي


طبعت بسمة قبله عميقة على ذقنه القريب من وجهها لتهمس بكلمات عميقة لروحه


= انا عمري ما بعت لكن كنت محتاجه وقت أفكر ولقيت أن الناس كلها أخطاء! فليه انا اقف على الواحده طالما بايدي اغير ؟!. 


هز رأسه بالايجاب وهو يقول بصوت حزين


= صح كلنا اخطاء لكن في إللي بيدروها


أخفضت يدها لوجهه بأصابعها الناعمة كنعومة الحرير وهي ترد بصوت جاد 


= مبيدرهاش غير الضعيف يا معاذ؟ وانا وانت اعترفنا عشان كده مش ضعفاً .


عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول بشرود


= يعني أنا كده مش ضعيف؟! ولا كنت بداري غلطتي.


نفت برأسها وهي تقول بإصرار جاد 


= كنت! بتداري ايام ما كنت ضعيف.. إنما دلوقتي بقيت كل حاجه على المكشوف، يبقى نصلح الخطأ ده.. ونقرب!!. 


ليتابع تحديقه الشارد في الفراغ مفكرًا بتأنٍ في اقتراحها ربما حقًا الحل معها، و بتردد وضعت يدها على كتفه فسمح لها أن تربت عليه وتمنحه الدعم مستشعرا الدفء يسرى بجسده من ملامستها وكأنها تطرد الأحمال المثقلة بالأوزار التي تسللت إلى أعماقه فجأة.. وقد كان وبدأ في الاستسلام الى مطلبها ولاول مره ينفذ لها احتياجها في العلاقه الزوجيه.


في البداية شعر بجسده يتصلب، و لاحت أمام عينيه خيالات متقطعة لتلك السيدة عندما كانت تتحدث معه بذلك الإغراء و بخيالات أخرى من ذهابه الى تلك الاماكن ورؤيه ما يفعلون مع اصدقائه بكل جرأة.. أغمض عيناه بشدة ودون سابق إنذار كان يجتاحها بعاطفة بعنف وهي تبادله عشقه العاصف بجنون مماثل 


فلم تغلق الانوار.. أو تكتم تأوهاتها وتصمت عن كلامها كما كان يأمرها سابقا.. او تخلع ملابسها في الظلام أو ترتدي شيء حشم بتلك الاوقات بالأخص، فصراحه كل شيء كان يرفضه سابق فعلته اليوم . 


لكن الغريب أنها كانت تصر تفعل ذلك بثبات واراده كبير من داخلها؟ رغم ذلك الشعور كان علي العكس تماماً من قبل! لكن ربما ذلك يحدث بسبب عوده معاذ إليها من جديد وأمر عمله المفاجاه! وذلك جعلها تستغني عن الإعجاب بالآخرين والامر الذي كانت تشمئز من نفسها كلما شعرت به.. لكن الآن اكتفت بالتطلع بزوجها أخيراً دون النظر إلي الآخرين وتبحث عن ماذا ينقصها في زوجها بهم.


ضمها إليه محاصرًا إياها بذراعيه وقبل جبهتها في محاولة منه ليثبت لها أنه يشعر بكل العواطف التي سكنته، لكن جاء ما يعكر صفوه و بدأت تظهر بعقله أطياف مشاهد لتلك الفاشحه وأصدقاءه، وتلك النقطه التي كانت تثير تقززه وبنفس الوقت تحرك غرائزه كذكر ليتمنى أن ينالها.. لكن كما اقتربت بسمة و فعلت شيء مقارب للماضي يشعر بالصعوبة في الاستمرار رغم مقاومته وسرعان ما نهض بخطوات مسرعه تجاهها المرحاض ليفرغ ما بجوفه وهو يشعر بالاشمئزاز والقرف .


غسل وجهه جيد قبل خروجه ليراها تقف امامه في انتظاره بقلق، تحرك بارهاق واحراج لكنها اندفعت نحوه تتوسل له برجاء ورقة


= معاذ انت رايح فين استنى ارجوك.


اضطربت ملامحه وأغمض عينيه هاتفا بارهارق


= بسمة حاسس بالقرف من نفسي.. أرجوكِ ما تضغطيش عليا، لو قربت اللي حصل هيتكرر تاني؟ مش عاوز اخلي مراتي تحس اني بتصرف معاها زي فتيات الليل 


اقترب منه دون أن تحيد بعينيها عنه وامسكت بيده بحنان ودعم هادرة برقة ونعومة


= احنا لسه في البدايه طبيعي يحصل كده! وانا عارفه ان ده هيحصل ومش زعلانه لان بقيت افهم دلوقتي اسبابه؟ بس في نفس الوقت ده بيعتمد عليك لازم تغير مفاهيمك 

وتدخل جوه عقلك ان انا حلالك مش واحده من اللي كنت تعرفها زمان. 


حدق فيها بذهول مرفرف بعينيه كأنه يتأكد

من قولها، والذي يجعل قلبه يخفق بجنون داخل أضلعه لكن سرعان ما تحولت ملامحه ومالت للصدمة والجدية 


= افهم من كده انك عاوزه ده يتكرر بينا تاني وما حسيتيش بالقرف مني .


أخذ الأمر منها لحظات قبل أن تقول بصوت أجش عميق وهي تضع عينيها في عينيه مباشرة


= ايوه طبعا وعمري ما هشمئز من جوزي، معاذ انت لازم تقوم وتحارب وانا هفضل معاك..

عشان ما ينفعش تنجذب للحرام! وتقرف من الحلال .


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع! في الطريق وقف منذر امام محطه وقود لاملاء السياره بنزين، بينما كان هناك شخص يمر جانبه منحه نظرة سريعة من عينيه قبل أن يشتت نظراته عنه لكن بسرعه حدق فيه مجددًا، وتقدم منه يهتف بابتسامة واسعه


=ازيك يا منذر تصدق ما عرفتكش شكلك اتغير خالص انت مش فاكرني ولا ايه؟ انا جارك يوسف.. السيده زينب.!! 


نفخ بإنزعاج من تكرر المقابلات بتلك الفتره

مع اشخاص من الماضي، لكنه ابتسم بمجامله و رحب بمقابلته الخاطفة باختصار، ثم فرك مقدمة رأسه قائلاً باقتضاب


=اه طبعا فاكرك وفاكر كل اهل السيده زينب فرصه سعيده، معلش مضطر بس استاذن عشان عندي شغل ومستعجل



الصفحة التالية