-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 16 - 2 - الأربعاء 21/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس عشر

2

تم النشر يوم الأربعاء

21/8/2024


في الصباح الباكر ، استيقظ خميس وزوجته على اصوات الجلبة والدبدبة المتواصلة فوق رأسهم، حتى اجبرته لينهض عن فراشه ويسبقها في استكشاف الامر:


- يا ساتر يارب، هو البيت حصل فيه زلزال ولا ايه؟

نهضت هي الأخرى تلحق به:

- روح يا خويا شوف، ليكون نسايبك جم يلموا عفش بنتهم، وابنك الأهبل ما صدق، ما انا عارفاه دا احب ما عنده. 


سرى بداخله القلق بعد سماعه ما تفوهت به، لينهرها بحنق:

- اعوذ بالله منك ومن لسانك، دا فال يطلع منك كدة على بداية اليوم؟

وقبل ان تردف متهكمة ردا له، انتبهت لوقوف ابنتها في مدخل المنزل، حيث الباب المفتوح على آخره،  وكأنها تراقب عرضا ما، ليباغتها والدها بتساؤله:


- ايه يا بت اللي موقفك كدة ع الباب ، وايه الناس اللى طالعة نازلة دى... يا نهار اسود...


قطع في الأخيرة وقد انتبه لبعض الأثاث الذي يحمله الرجال ليردف لزوجته بفزع:

- يا بوز الفقر يا درية، دا فالك طلع صح، والعفش اللي نازل ده عفش ابنك. 

هتفت به ابنته تصحح له:

- مش عفش ابنك يابا ، انت مخدتش بالك انه قديم؟ دا عفش ولاد اخوك، اصلهم معزلين هيسيبو البيت، دا اللي عرفٌه سامر اخويا لما سأل الراجل صاحب عربية النقل. 


- انتي بتتكلمي جد يا بت؟ 

صدرت من درية بفرحة لم تخفيها،  ليعقب زوجها الذي لم يعنيه الامر بانتباه:

- طب هو اخوكي فين دلوقتي؟

رفعت سبابتها للأعلى مرددة:

- اخويا لما عرف طلع لهم على فوق،  ومن ساعتها منزلش ، الله اعلم بيعمل ايه؟ ان كان بيشيلهم العفش ولا يترجاهم ما يبعدوش. 


قالت الأخيرة بسخرية جعلت ناقوس الخطر يطرق بعقل درية والتي تمتمت بهلع:

- نهار اسود ليكون التاني كمان معاهم،  دا اهبل وممكن يعملنا فضايح. 


رددت سامية بتقليل:

- ياما التاني نومه تقيل، والخبط تحته، مش زينا كان فوق راسنا ، خلانا صحينا من احلاها نومة. 

- برضو انا لازم اروح اتأكد بنفسي. 


قالتها لتسحب سلسلة المفاتيح على الطاولة القريبة من الباب الخارجي، وتتحرك قدميها للخروج مغمغمة:

- لازم اعمل حسابي قبل ما يحس. 

هتف زوجها من خلفها :

- رايحة فين يا ولية ؟


التفت اليه قائلة بأمر:

- متشغلش نفسك، انت روح للواد التاني ، جره من قفاه وخليه ينزل ، مش ناقصين عمايله هو كمان. 


قالتها واستدارت تصعد الدرج ذاهبة نحو شقة ابنها في الطابق الأعلى، كي تتأكد من عدم خروجه بأغلاقها عليه من الخارج بنسخة المفتاح التي تملكها. 


اما خميس والذي توقف لحظات بتردد، لم يملك في الاخير الا ان يطيعها، رغم كم الاسئلة التي تدور بعقله ، عن سبب مغادرة ابناء اخيه، والي اين سيذهبون؟


❈-❈-❈ 


- انا اللي عايز اعرفه دلوقتي، انتي ازاي يا بهجة ما بلغتيناش؟ حتى لو فيه مشاكل ما بينا، احنا برضو مهما كان عيلتك، مش اغراب عنك، دا الغريب بيتعمله حساب لما يبقى جارك،  في ايه يا بهجة؟


كانت هذه نبذة من وصلة الانفعال التي يتفوه بها الابن الاصغر سامر، نتيجة الصدمة التي استيقظ عليها من دقائق، بمعرفته بمغادرتهم المنزل هكذا وبدون استئذان او حتى إنذار مسبق.


بهجة والتي لم تقاطعه ولو مرة واحدة،  تركته يفرغ ما بخلده،  ليأتي ردها ببرود وتحكم تحسد عليه في ظل انشغالها بمتابعة العمال التي ترفع اثاث المنزل، واستعداد اشقائها للخروج:


-  قرايب ولا جيران يا سامر مش فارقة، احنا ربنا وفقنا في حتة كويسة وهننقل لها، انت ايه اللي مزعلك بقى؟


- كل ده وايه اللي مزعلني؟ دا انتي قلبك حجر يا شيخة. 

كان صوته عالي لدرجة لفتت انتباه الرجال العاملين على نقل الأثاث،  حتى اصابها الحرج ، فتدخل شقيقها والذي خرج من الغرفة بحقيبة كبيرة تحمل ملابسه، لينوب عنها في الرد عليه:


- فيه ايه يا عمنا؟ اللي يسمعك يفتكر ان ليك حق علينا، ما نعزل ولا نهاجر حتى، انتو مالكم بينا، ولا احنا ملزمين كمان نقدملكم تقرير بخطواتنا؟ 


وكأنه وجد وجهته وما سيفرغ به غضبه،  ثار متوجهًا بغضبه نحوه:

- انت كمان بقى ليك صوت يا ايهاب، جاي تبجح في وشي على اساس انك راجل وليك كلمة، مش اختك هي اللي ممشياك وانت عامل في ايدها زي الدلدول. 


- احترم نفسك انا مقبلش. 

هتفت بها هي ردا له، وقد اثار غضبها بحق،  اما ايهاب والذي استفزه الامر من الداخل فقد ابى ان يعطيه غايته، ليقابل سبته بابتسامة هادئة يردد ببرود كاد ان يجلط الأخر:


- اه يا سيدي انا دلدول اختي ومش مكسوف منها، لا دا انا كمان فخور بيها، سيبتلك انت الشخصية والمرجلة لابوك واخوك..... يا بن درية.


- يا بن ال.....  وكمان بتغلط في امي .

تمتم بها بحماقة فاقدا السيطرة على نفسه ، ليتقدم نحوه يبتغي الهجوم عليه، ولكن سبقه احد العمال،  ليمسك به قبل ان يصل اليه، موجها كلماته بما يشبه التوبيخ:

- صلي ع النبي يا عمنا، هو انت حد جه ناحيتك،  الناس معزلة وسيبنهالكم خالص ، ايه اللي يزعل في كدة؟


سمع منه ليصيح به كالثور الهائج، يحاول الافلات منه، وقد احتجزه الرجل بين ذراعيه:

- وانت مالك انت كمان؟ اوعي سيبني، اوعى سيبني بقولك.


- ايه في ايه؟ ايه اللي بيحصل هنا؟

كان هذا صوت خميس الذي اتي ليجفل على هذا الوضع،  ليأتي الرد من ابنة اخيه، وندبة في القلب تشعر بألمها كلما رأته امامها في كل المواقف التي مرت بها بسببه:

- خد ابنك يا عمي ، وخليه يلم اذاه عننا، احنا ماشين وسايبينها مخضرة، سيبنا حقنا عند ربنا هو مخلص الحقوق، يبقى ياريت بقى تكفونا الشر الاذية لحد كدا.


هو ليس بالغبي حتى لا يعي بسهام كلماتها التي وجهتها له مباشرة قبل شكوتها من ابنه،  والذي كان بحالة من الهياج، جعلته يهذي نحوه:

- مشي كلمتك عليها ومتخليهاش تمشي، انت عمهم وكلمتك فوق رأسهم دي الأصول، يا اما تصالحهم وتديهم حقهم في ورث ابوهم في الوكالة.....


- يا ابن الكلب.

عند هذه النقطة ولم يقوى خميس على الاستماع اكثر من ذلك، لينقض عليه يتناوله من الرجل بقوة ويسحبه معه الى الخارج عنوة،  قبل ان يفضحه بغباءه، متابعًا له بالسباب والتوبيخ:

- طب ناس بيعزلوا،  انت مالك بيهم يا قليل الادب والتربية، عايزهم يقولو خميس معرفش يربي، خلي عيال عمك يشوفوا مصلحتهم فين وبلاش تقف في طريقهم ولا هي بلطجة وخلاص.


❈-❈-❈ 


فزعت درية وهي تشاهد ابنها يجره والده بعنف هابطًا  الدرج للأسفل وسط مقاومة من الاخر،  حتى خشت ان يأذيه، لتنتظر حتى ولج به داخل المنزل، لتغلق بابه عليهم وتستشكف الأمر:


- اوعى سيبني، انت جارر في ايدك بهيمة، انا سيبتك تمسكني عشان بس مقلش منك قدام ولاد اخوك والاغراب.


دفعه خميس بقوة يوقعه على الارض، مرددًا بفحيح:

- تقل من مين يا ابن الكلب؟ هو انت خليت فيها احترام اصلا؟ 


دنى يتناول سكينة صغيرة من طبق الفواكه،  ليردف بتهديد ووعيد:

- انا هاين عليا دلوقتي افتح كرشك بالسكينة دي عشان اخلص منك ومن قرفك.


الصفحة التالية