-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 8 - 1 - الخميس 22/8/2024

  

   قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الثامن

1


تم النشر يوم الخميس

22/8/2024 




استمع إلى حديث والده عبر الهاتف باهتمام ثم أغلق الخط وناول الهاتف لصديقه الذي جلس بجواره فوق الرمال يهتف باهتمام: هنعمل ايه في المصيبة دي يا رائف؟


ابتسم رائف بسخرية ولم يعقب

 فاستطرد رحيم: الواطـ ي الحقـ ير ما توقعتش انه يعمل كده بعد كل المصايب اللي عملها رايح يبلغ عنك الشرطة ويعمل فيك محضر!


 استنشق هواء الليل العليل ثم أخرجه بهدوء مجيبا إياه بجدية: ما يبقاش وليد لو ما عملش كده لازم يستغل الموقف اسوأ استغلال عموما يعني ما تقلقش انا مش سهل برضو بس انت ركز معايا كويس اوي في اللي هقوله لك وهنفزه بالحرف الواحد. 


تساءل رحيم بسرعة: ما تقولش ان احنا هنرجع القاهرة دلوقتي.


 ايوة طبعا هنرجع يلا قوم بسرعة نجهز شنطنا وهقول لك هنعمل ايه بالظبط.


 اومأ له رحيم ثم هب واقفا يجذب رائف من يده متجهين إلى الشاليه وبداخل كل منهما الكثير والكثير

 فرائف يفكر في رد كيد غريمة والسخرية منه 

بينما رحيم يفكر في كل المصائب التي وقعت على رأس صديقه في الآونة الأخيرة ويتمنى من الله أن يخلصه منها قريبا.


❈-❈-❈


وصل إلى المشفى وبداخله راحة نوعا ما فبموافقة تلك الفتاة على خطته أزالت جزءا كبيرا عن كاهله.


 استقبلته شقيقته بتساؤل: ايه اللي حصل ده يا حسن ورائف فين وازاي يعمل حاجة زي دي؟


 أجابها بهدوء: مش عارف انت عارفة رائف ووليد بينهم مصانع الحداد وهو قال لي ان هو هيتصرف خلاص يحل بقى هو وخلينا احنا في مصيبتنا المهم قولي لي؟


 تطلعت إليه باهتمام فأبصرته يتلفت يمينا ويسارا فتحت فيها لتتساءل إلا أنه قاطعها بتساؤل: فين ماجد ونهال؟


 أجابته وهي تشير على تلك الغرفة التي تقبع بها ابنة عمها: نهال نايمة وماجد مريح جنبها على الكرسي.


 أومأ لها ثم جذبها بهدوء ليجلسا فوق أحد المقاعد المتراصة في المشفى هامسا في أذنها: كويس ان هما نايمين المهم عايزك تسمعيني كويس

 انا قررت اسفر سيلا لأمريكا عشان تتحسن بسرعة لأن الدكتور قال إن حالتها صعبة.


 شهقت هيام ثم وضعت يدها على فمها وترقرت عينيها بالدموع.

 فتابع حسن: انا عايزك تجمدي كده طول عمرك كونتي قوية يا هيام لدرجة اننا بنحسك امنا مش اختنا عشان كده حبيت اشيلك الحمل معايا

 ما اخبيش عليكي سيلا فعلا حالتها صعبة عشان كده لازم تسافر ومش عايز ماجد ونهال يعرفوا حاجة غير لما سيلا تكون سافرت عشان كده عايزك تفضلي هنا لحد الصبح عشان لو صحوا تحاولي تشغليهم 

انا هتابع كل حاجة بنفسي لغاية الطيارة ما تطلع وانا مزبط لها كل حاجة هناك فهماني؟


 أومأت له بالموافقة ودموعها ما زالت تنساب فوق وجنتيها

 فمد يده يزيل دمعة مردفا في حنو: وبعدين بقى مش قلنا عايزينك تكوني قوية عشان اخوكي ومراته

 يلا انا هقوم بقى عشان يا دوبك نجهز كل حاجة الطيارة معدها قرب.


 ربط فوق رأسها ثم هب واقفا متجها إلى غرفة الطبيب

 تتابعه هيام بعينيها وهي تدعو الله بداخلها أن يمرر تلك الأزمة على خير.


❈-❈-❈


شفت الولية العقربة يا حاج ياما كان نفسي اقوم واجيبها من شعرها وامسح بيها بلاط الشقة شايف يا اخويا الولية وتناكتها.


 تبسم الحاج ربيع ثم غمغم بهدوء معلش يا فاطمة لازم نستحمل عشان خاطر بنتنا واضح كده انها عايزة الواد عشان كده عايزك تستحمليها هي جمدة شويتين بس شكلها طيب.


 برمت فاطمة شفـ تيها بعدم رضا مغمغمة بصوت مرتفع: طيب والنبي ده انت اللي طيب يا حاج ربنا يستر على البت ندى اللي هتعيش في وسطيهم.


 أجابها زوجها بجدية: ما تقلقيش على بنتك بنتك هتبقى في شقتها لوحدها.


 لا يا اخويا ما هي شقتها فوقيهم يعني…


 قاطعها بهدوء: حتى لو هتعيش في نفس البيت هي هتبقى في حالها وهم هيبقوا في حالهم  ما تنكديش على بتك في يوم زي ده يا ام فضل. 


اومأت له بعدم اقتناع.

 فتساءل الحاج ربيع: ليه ليلى ما جتش النهاردة مش المفروض تقف جنب اختها في مناسبة زي دي!


 غامت عينيها بسحابة حزن ثم أجابته: ابوها الله ينكد عليه ضربها كان وشها متبهدل خالص ندى قالت لي كده عشان كده ما عرفتش تيجي.


 أطرق الرجل رأسه بحزن ثم غمغم بشفقة: كنت اتمنى البنت دي ما تكونش اختهم والله ما كنت سبتها أبدا وكنت جوزتها لفضل عشان تخلص من الذ ل والعـ ذاب اللي هي فيه ده معقولة حد يبقى عنده بنت زي القمر زي ليلى ويعمل فيها كده منه لله مختار المخدرات لحست دماغه عمره ما كان كده.


 تحدثت السيدة فاطمة بغضب: هو مين ده اللي عمره ما كان كده لا يا اخويا ما كان بيضـ رب المرحومة سهام الله يرحمها وكان مكرهها في عيشتها منه لله موتها ناقصة عمر.


 استغفر الله العظيم ايه اللي انت بتقوليه ده بس يا فاطمة هو حد بيموت ناقص عمرده نصيبها انا اقصد يعني قبل ما يتجوز سهام كان شاب هادي وفي حاله وعمره ما كان عدواني كده ما اعرفش ايه اللي حصل له! 


ما انت قلتها يا اخويا المخدرات لحست دماغه قوم قوم خلينا ننام لنا ساعتين عشان نلحق صلاة الفجر.


❈-❈-❈


أما عند فضل فكان يشعر بالحزن الشديد 

على الرغم من سعادته بخطبة شقيقته إلا أنه كان حزينا جدا على حاله فلطالما تمنى بأن يتزوج بمن يحب

 ليلى تلك الفتاة الجميلة الخلوقة التي تربت في كنفهم لطالما اعجبته.

 زفر بقوة ثم هتف بحزن: يا ريتك ما كنتي اختي انا اصلا مش حاسس انك اختي…


 بتر باقي حديثه لاعنا نفسه مغمغما بحدة: استغفر الله العظيم ايه اللي انا بقوله ده سامحني يا رب بس غصب عني ما هي الغلطة مش غلطتي غلطة اهالينا ازاي ما يقولولناش اننا راضـ عين على بعض ويسيبونا نتعلق ونحب يلا قدر الله وما شاء فعل.


❈-❈-❈


 وعلى الجانب الآخر عند ندى كانت تشعر بسعادة لا مثيل لها تقفز هنا وهناك وابتسامتها تملأ وجهها بالكامل فاليوم اصبحت لهم ألم يقولوا أن الفاتحة نصف كتاب

 امسكت بهاتفها عازما على التحدث مع شقيقتها فشعرت بالحنق عندما استمعت إلى 

الرسالة المسجلة تخبرها بأن الهاتف مغلق.

 ألقت الهاتف فوق الفـ راش ثم أصطحت على ظهرها وهي تحدق بالسقف وابتسامة بلهاء تزين شفـ تيها


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي استيقظت بإعياء فهي لم تنم جيدا بالأمس قضت ليلتها بين الكوابيس والبكاء تحاملت على نفسها واستقامت واقفة لتبدأ يومها وما هي إلا دقائق حتى انتهت من ارتداء ثيابها

 اتجهت للخارج فابصرت جدتها تجلس أمام التلفاز وعندما أبصرتها أشاحت بوجهها بعيدا عنها.

 لم تتعجب ولم تحزن فهذا ليس غريبا عليها

 اتجهت إلى المطبخ وشرعت في إعداد وجبة الفطور وهي تفكر في مصيرها القادم وماذا سيحدث معها

 وعلى حين غرة باغتها والدها بتساؤل: عملتي ايه يا مقصوفة الرقبة؟


 استدارت إليه بعد أن تركت ما بيدها: حاضر انا كلمته واتفقت معاه على كل حاجة وبلغته اني موافقة.


 أشرق وجه السيد مختار بابتسامة واسعة ثم تحدث بهدوء: أهو كده أول مرة تعملي حاجة عدلة في حياتك فهميني بقى قلتي له ايه وقال لك ايه؟


 تنهدت بألم ثم أجابته بخفوت: قلت له اني موافقة فبلغني انه هيشوفني النهاردة وانا هخلص اللي ورايا واروح أخد ازن من صاحب الصيدلية واكلمه في التليفون اشوف هقابله فين بالظبط. 


قاطعها والدها بلهفة: صيدلية ايه يا فقرية يا بت الفقرية هنبقى من اصحاب الملايين وانت بتدوري على الصيدلية مش بقول لك طول عمرك فقرية زي امك الله يجحمها

 عموما يعني رجلي على رجلك يلا بسرعة خلصي الفطار عشان ننزل سوا. 


كادت أن تصرخ في وجهه إلا أنها تراجعت فهي غير مستعدة للضرب والإهانة اليوم يكفيها ما تعانيه بداخلها.


 تأملها بشماتة ثم دلف للخارج تاركا إياها تتخبط في أفكارها ومشاعرها


الصفحة التالية