-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 30- 1 - الإثنين 5/8/2024

  

   قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثلاثون

1

تم النشر الإثنين

5/8/2024




"عندما يطيل الفراق تزداد فرحة اللقاء بعد الغياب"

غادر أحمد وعائلته بينما صعدت أسما إلي غرفة والدتها وظلت في أحضانها طوال الليل وكل منهم مستيقظة يخشون أن يغفوا وبعدها يستيقظوا علي أنه حلما جميلا لا غير.

طرق الباب ودلفت أسيل وهتفت بحيرة:

-أنتوا لسه صاحين؟ 

ابتسمت أسما بخجل وقالت:

-أيوة.

اقتربت من والدتها وقبلت جبينها بحب وهتفت معاتبة:

-أنتي تعبانة يا ماما ولازم تنامي وترتاحي يا قلبي عشان تبقي كويسة وفايقة وأسما أهيه نايمة في حضنك ومش هتمشي.

تدخلت أسما في الحوار بشجن:

-تعرفي أني أنا كمان خايفة أنام ويطلع حلم في الآخر.

جلست أسيل علي طرف الفراش وتحدث برفق:

-لأ حقيقة يا أسما حقيقة مش حلم وبعدين أنتي ناسية إنك حامل ؟ يعني أنتي كمان لازم تنامي عشان ترتاحي.

أتسعت عين عليا بفرحة وهي تنظر إلي أسما بترقب ابتسمت بخفة وعقبت:

-أيوة يا ماما أنا حامل.

ضمتها عليا بيدها السليمة بحب فتحدثت أسما بحماس:

-وبإذن الله لو جبت بنت هسميها عليا علي اسمك.

انتبهت أسما إلي شئ وتسألت بخجل:

-هو بابا فين ؟

ردت أسيل موضحة:

-بابا نام في اوضة تانية عشان تاخدوا راحتكم.

أومات أسما بتفهم وعقبت:

-تمام.

انتبهت أسيل إلي شئ وتسألت:

-صحيح أنتي جعانة ؟ تحبي تأكلي حاجة ؟ أو أجيب ليكي عصير أو لبن ؟

عضت أسما علي شفتيها بخجل وردت:

-أحم ممكن سندوتش أي حاجة لو مش هتعبك ؟

ابتسمت أسيل وداعبتها مازحة:

-أه هتتعبيني أوي الصراحة أنا كنت نازلة أعمل ليا أنا وتقي بيتزا البيض وعصير هعمل حسابك معانا بس ياريت ماما تنام بقي عشان السهر ده غلط عليها وأنتي كمان تأكلي وتنامي أوك.

ردت أسما بإمتنان:

-حاضر.

نهضت أسيل مقبلة رأس والدتها وغادرت الغرفة بينما عادت أسما لأحضان والدتها من جديد وحل منهم مستمتعة بسحر اللحظة واللقاء بعد الغياب.

❈-❈-❈


أغلقت أسيل باب الغرفة وجدت أدهم يقف في إنتظارها في الخارجية.

تسأل بقلق:

-ماما كويسة صح ؟

أومأت بإيجاب وردت:

-أيوة كويسة الحمد لله هما الأتنين صاحين لسه .

تنهد براحة وعقب:

-طيب سألتيها محتاجة حاجة ولا لأ ؟

حركت رأسها بإيجاب وقالت:

-أيوة هنزل أعملها أكل معايا أنا وتقي تأكل معايا ؟

رمقها ساخراً وعقب:

-طيب دي حامل وجعانة وحقها تأكل جنابك هتأكلي أيه الساعة أتنين بالليل؟

ردت بعفوية:

-بيتزا بالبيض.

هز رأسه بيأس وعقب:

-بيتزا بالبيض ماشي يا أسيل ألف هنا يلا تصبحي علي خير.

تسألت بفضول:

-وأنت من أهله تحب تأكل معانا؟

زفر بحنق:

-بقولك تصبحي علي خير يعني هنام يا قلبي ألف هنا ليكم سلام.

تركها وغادر متجهاً إلي غرفته بينما هي هزت كتفيها باللامبالاة وهبطت إلي الأسفل تعد الطعام.

فتح باب غرفته بحذر وجد زوجته مستيقظة بالفعل أغلق الباب واقترب منها متسائلاً:

-صاحية ليه يا حبيبي ؟

ردت بنوم:

-حسيت بيك لما خرجت كنت فين ؟

جلس جوارها وتنهد بهدوء:

-روحت لأسيل خلتها تروح تطمئن علي ماما وعلي أسما.

أومأت بتفهم وتسألت:

-طيب هما كويسين ؟

حرك رأسه لاعلي وأسفل بإيجاب:

-أيوة كويسين لسه صاحين لغاية دلوقتى.

ابتسمت بتفهم وعقبت:

-طبيعي يا أدهم مستغرب ليه ؟ النهاردة الروح أترديت فيهم هما الأتنين خالتوا إلي فضلت عايشة علي أمل بنتها إلي اتحرمت منها من سنين ترجع ليها رجعت لحضنها من تاني وأسما إلي عاشت طول عمرها في ملجأ فجأة لقت أهلها طبيعي يكونوا خايفين ده حلم ويصحوا منه.

تنهد براحة:

-عندك حق.

ضيقت عيناها بحيرة وتسألت:

-مالك يا أدهم في حاجة مضيقاك ؟

زم حاجبيه بضجر وقال:

-أيوة أسر يا تمارا ماما عايزة تشوفه حتي لو مش قادرة تقول ده بس أنا شايفها في عينها.

زفرت بحنق وعقبت:

-وده هيحصل أزاي يا أدهم؟ أسر مش هيجي طول ما الحية دي معاه هيفضل بعيد عنا وغير كمان هو وعمو من وقت إلي حصل وما بينهم ما صنع الحداد رجوع أسر هنا مش سهل.

آخذت نفس عميق واسترسلت بإيضاح:

-بس يمكن إلي يهون علي خالتو شوية أن أسما رجعت ليها من تاني وأكيد هيجي وقت أسر يفوق من الغيبوبة ويرجع.

صمت قليلاً مفكرة وتسألت:

-صحيح يا أدهم مش أخوها لوي قال أنه مستعد يكلم أسر ويقوله عن كل حاجة ؟ طيب ما تتواصل معاه وتحاول تديله فلوس ويعمل ده أيه رأيك ؟

ابتسم ساخراً وعقب:

-فكرت في ده بس مع الأسف خلاص لؤي فص ملح وداب شاب الشقة إلي كان عايش فيها وتختفي فكرت في فكرتك اول ما ماما فاقت لكن مع الأسف ملوش أثر.

مطت شفتيها بحيرة وتسألت:

-غريبة راح فين ده؟

رد بشرود:

-أكيد بيدبر مصيبة لحد ومش بعيد تكون في أخته.

❈-❈-❈

في الصباح في منزل نور الدين يترأس السفرة وعلي يمينه جلست وفاء منكسة الرأس تتهرب بعينيها من أبناءها.

نظر أحمد الي شقيقه بحيرة مما يرتديه وتسأل:

-أنت مش رايح الشغل ولا ايه ؟

رد قاسم باختصار:

-لأ هروح لأسما عشان موضوع التحاليل ده مش هسيبها لوحدها.

أومأ أحمد بتفهم:

-ده الصح.

تدخل نور الدين في الحوار قائلاً:

-أسما هتفضل عند أهلها وقت أد ايه ؟

ألتفت إلي والدته معاتبا وعقب:

-المفروض أني أجبها معايا بس أتمني أنت وماما تعملوها كويس هي طلعت بنت ناس أهيه ولا أي يا ماما.

رفعت رأسها وتحدثت معاتبة:

-عارفة أني غلط يا قاسم بس أنا كنت بدور علي مصلحتك يمكن أنت مش فاهم ده أنت مش مجرد بتتجوز واحدة والسلام لا إلي هتتجوزها دي هتبقي مراتك وأم أولادك ايد في ايد وضهر وضهر فيه مثل قديم بيتقال حاسب قبل ما تناسب يا أبني حاسب قبل ما تناسب يمكن تصرفي غلط وهي كويسة فعلاً بس بردوا أنا أم عايزة لولادي الأفضل.

تنهد قاسم بقلة حيلة وعقب:

-عارفة يا أمي بس أنا اخترت أسما وحبيتها ومكنش فيها أي عيب من الأساس غير أنها اتربت في دار أيتام وأنا أصلا مش معترف أن ده عيب ومع الاسف معاملة حضرتك كانت هتوصلنا أني أخسر مراتي وأبني للأبد ويمكن لولا تدخل أدهم كن الأساس كانت تختار أهلها إلي اتحرمت منهم طول عمرها.

❈-❈-❈

حدبت أحمد بنظرة ساخطة وصاحت:

-وأنا كنت أعرف منين أن أخوك الكبير العاقل قايل ليهم بنعاملها أزاي.

صمتت قليلاً وعقبت ساخرة:

-صحيح مخوفتش بعد ما تحكي الكلام ده أنهم يرفضوا جوازك من أسيل وده كان هيحصل فعلاً امبارح.

ترك الطعام من يده وأسترسل موضحاً:

-هو لما شاف أسما سأل عن أهلها وعنها وكان معجب بيها فعلاً فقولت ياريت بابا وماما يتقبلوها زي حضرتك لكن أنا مش عيل صغير أطلع أسرار بيتنا يا أمي هو أكيد أستنتج المعاملة دي.

ردت بغيظ:

-بردوا مكنتش تتكلم وطلعنا أشرار أنا كده مش هعرف أرفع عيني في وش حد بعد عملتك دي أصلا يا محترم ولا هيبقي ليا شخصية.

قلب عينيه بضجر وعقب:

-أرفعي رأسك عمليهم بحب وحنان كأنهم بناتك أبني معاهم الحب وشيلي الكره من قلبك يا أمي.

هتفت بإستياء:

-كره أنا كرهت مين فيا ؟ أنت إلي كرهتهم فيا وكمان إلي حصل امبارح.

تسأل قاسم متهكما:

-وأيه إلي حصل امبارح يا أمي ؟ أسما اكتر واحدة أتأذيت وأتوجعت يا أمي قالت مش مسمحاكي وانك في مقام أمها تعمل أيه تاني ؟ ده أنتي المفروض كنتي تقومي تاخديها بالحضن والله تطيبي بخاطرها.

صاح نور الدين بنفاذ صبر:

-خلاص بقي كل واحد يخليه في أكله إلي حصل حصل والموضوع أنتهي المهم دلوقتي نقفل الماضي للأبد.


الصفحة التالية