-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 35 - 1 - الثلاثاء 13/8/2024

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والثلاثون

1

تم النشر الثلاثاء

13/8/2024



كلما كبر الخطأ، كلما زاد معه الندم، البشر بطبعهم خطأون وليس الخطأ أن أخطأ ولكن الخطأ الأكبر إنك تعلم ذلك وتتمادى في الخطأ وقتها يكون هذا الخطأ بالفعل. 

كان يجلس برفقة  شقيقه الأكبر لمعرفة أين كان باليومين السابقين وهو لا يصدق ما يستمع له من حديث شقيقه هل من يتحدث عنه هو اسر نفسه صديقه القديم وشقيق زوجته.

انتفض قاسم من مقعده مرددا بعدم استيعاب:

-مش معقول أسر ده كله يحصل ليه؟ طيب ليه مقولتش كنت جيت ليكم ؟

رد أحمد بتوضيح:

-أدهم  كان حابب محدش يعرف حاجة ويقلقهم غير أن العلاقة بينهم متوترة أصلا. 

أومأ بإيجاب وعقب:

-فهمت طيب هو كويس؟

حرك رأسه بإيجاب:

-ايوة كويس ورجع لأهله الحمد لله. 

ردد قاسم:

-الحمد لله.

نظر لشقيقه بتردد وتسأل:

-طيب أسما المرفوض أعرفها ولا لأ ؟

حك أحمد ذقنه بحيرة وقال:

-مش عارف يا قاسم بس أنا شايف ان ده شئ خاص بيهم وهما الي يعرفوها واهي راحة بكرة أكيد هيعرفوها هما بمعرفتهم وياريت بلاش تروح الشغل وتفضل جنب مراتك.

أومأ بإيجاب:

-تمام بس أنت بلغت بابا وماما بالموضوع ده ولا ناوي تعمل أيه ؟

حرك رأسه يمين ويسار نافيا وعقب:

-لأ أسما لما تعرف تعرفهم هي بطريقتها أحنا ملناش دخل دي مشاكل عائلية ملناش دعوة بيها.

تسأل قاسم بفضول:

-هى أسيل كانت تعرف إنك كنت مع أسر؟

حرك رأسه بلا وعقب :

-لا طبعاً ومكنتش هقول ليها من الأساس بس أدهم بلغها وأتكلمنا بس طبعا متطرأناش لحاجة عن موضوع أسر عن حالته وبس. 

تنهد قاسم وقال:

-بس إلى أنا مش فاهمه أزاي أسر يوصل نفسه لكده ؟

صمت قليلا وأكمل بشرود:

-هو أنا كان ممكن أكون مكانه وأسما تطلع مش كويسة وإلي حصل معاه يحصل معايا؟

قطب أحمد جبينه بعدم فهم وتسأل:

-قصدك أيه مش فاهم يا قاسم ؟

رد قاسم موضحا:

-يعني أنا وأسر نفس الوضع هو حب بنت ملهاش أصل من فضل وأنا حبيت بنت ملهاش أصل من فصل هو أتخلي عن وعائلته عشانها وأنا أتخليت عن عائلتى عشانها يعنى أنا كان ممكن أكون مكانه ولا أكون ليه بابا تعب قبل كده بسبب الجوازة دي وكان ممكن يروح فيها طيب لو كان مات فعلا بقدر الله كنت هبقي أنا السبب في موته أو يحصل ليه زي ما حصل لمدام عليا عارف يا أحمد أنا ندمان أوي أني أتجوزت أسما وعديت أهلى عشانها في يوم من الأيام دى أكبر غلطة عملتها فى حياتى.

❈-❈-❈


تملمت على الفراش وشعرت ببرودته جوارها فتحت عيناها بقلق واعتدلت بضعف وهي تنظر في أرجاء الغرفة بحثا عن زوجها لكن لا أثر له.

نهضت بوهن وأرتدت اسدالها وغادرت الغرفة متجهة الى الأسفل بحثا عنه.

استرقت السمع إلى أصوات تأتى من غرفة المكتب اتجهت صوبها واقتربت من الباب ورفعت يدها كي تطرق الباب ولكنها أستمعت لما جعل جسدها يتخشب تماما وتظل يدها معلقة.

"يعني أنا وأسر نفس الوضع هو حب بنت ملهاش أصل من فضل وأنا حبيت بنت ملهاش أصل من فصل هو أتخلي عن وعائلته عشانها وأنا أتخليت عن عائلتى عشانها يعنى أنا كان ممكن أكون مكانه ولا أكون ليه بابا تعب قبل كده بسبب الجوازة دي وكان ممكن يروح فيها طيب لو كان مات فعلا بقدر الله كنت هبقي أنا السبب في موته أو يحصل ليه زي ما حصل لمدام عليا عارف يا أحمد أنا ندمان أوي أنس أتجوز أسما وعديت أهلى عشانها في يوم من الأيام دى أكبر غلطة عملتها فى حياتى"

تراجعت الي الخلف بصدمة وهى تحرك رأسها يميناً ويساراً بعدم استيعاب هل زوجها نادما على زيجته منها ؟ ألم تطلب منه مرارا وتكرارا تركها والعودة إلي أهله وطلب الغفران ؟ الأن هي المخطئة والشريرة بروايته ؟

حسناً ستنسحب من حياته إلي الأبد،  ركضت سريعة وهي تضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها والدموع تسيل من مقلتيها. 

اتجهت الي الدرج وهى تصعد بسرعة حتى أنها لم تنتبه الي طرف اسدالها الذى دهست عليه بالخطأ مما جعلها تفقد توازنها وتتراخي قدمها من علي الدرج، لم تدري بنفسها سوى وهي تسقط ويتدحرج جسدها من على الدرج بقوة آخر ما تذكرته هو صراخها بقوة وهي تضم جنينها بحماية وبعدها لم تتذكر شئ.


بينما في الداخل أكمل قاسم حديثه موضحاً:

-كان لازم أفضل وراهم لغاية ما أثبت ليهم أن أسما فعلا بنت كويسة وأتجوزها برضاهم وقتها مكنش هيحصل كل ده.

قطع حديثهم صرخة مدوية جعلت الإثنين ينتفضوا بفزع ويركضوا الي الخارج. 

وما أن فتحوا باب المكتب وغادروا حتي تصمنم الإثنين بصدمة من هول ما رأوا. 

"أسما تسقط أسفل الدرج وحولها بركة من الدماء"

آول من فاق من صدمته هو أحمد الذى ركض تجاهها بلهفة وهو يصيح بشقيقه أن يقترب لحمل زوجته.

❈-❈-❈

لم يرق له جفن ظل مستيقظا يتقلب علي فراشه فقد جافاه النوم ومن أين سيأتي النوم ووالدته الحبيبة لازالت علي قيد الحياة ويفصله عنها عدة خطوات ولا يجرأ أن يحكوا خطوة واحدة تجاهها.

هو أخطأ بحقها وحق والده وعائلته أجمع ويأسفاه خطأ لا يغتفر، لا يدري ماذا سيفعل والديه هل سيقومون بالصفح عنه أم أنه سيظل مذنبا في نظرهم.

لا يود الأن سوى أن يذهب الي والدته ووالده يقبل قدمهم وأيديهم ورأسهم المهم لديه أن يسامحاه.

نظر الي الساعة المجاورة له وجدها تخطت الواحدة صباحا من المؤكد أن والديه يغطون في ثبات عميق لما لا ينهض ويلقى عليهم نظرة من بعيد ليشبع عيونه منهم ويريح قلبه لو قليلا.

نهض من علي الفراش بتردد وحذر شديدة وهو يضع يده علي الضلع المكسور ويأن بآلم، اعتدل بحذر واستقام في وقفته وتحرك تجاه باب الغرفة وهو يقدم قدم ويؤخر الآخرى لا يدري ما يفعله صواب أم خطأ يخشى أن يحدث مكروه لوالدته مجددا أو يعنفه والده ولكن مهما قالوا أو فعلوا لن يجف له جفن قبل أن يسامحوه ويكتسب ثقتهم من جديد رغم أن هذا صعب ومستحيل لكنه أخطأ وعليه أن يصلح خطأه بيده مهما كلفه الأمر.

❈-❈-❈

بينما فى غرفة سراج وعليا مازالوا مستيقظين هما الآخرين كل منهم شاردا في ملكوت خاص به.

حدق سراج في زوجته بإشفاق وقال:

-هتفضلي صاحية كده كتير يا عليا؟ الساعة عدت واحدة الصبح.

هتفت بصوت واهن ومتقطع:

-م.ش جا.ي لي.ا ن.وم.

ابتسم بهدوء وعقب:

-مش جاي ليكي نوم ولا مستنية أسر  عشان تشوفيه؟

أتسعت عيناها بصدمة:

-عر.فت من.ين ؟

داعبها قائلا :

-عيب عليكي يا لولو أنا حافظك أكتر من نفسك يا عمرى.

تسالت بحذر:

-هت.سا.محه؟

زفر بضيق وقال:

-رغم كل الي عمله يا عليا هسامحه عارفة ليه ؟

تطلعت له بحيرة فأسترسل هو بإيضاج:

-الشئ الوحيد الي يشفع ليه عندي يخليني أسامحه هو إنك لسه عايشة يا عليا ورجعتي لحضنى من تانى.

ابتسمت بحب وألقت رأسها علي صدره فضمها هو بترحاب مربتا علي ظهرها برفق.

تسالت بضعف:

-تف.تكر هي.جي ؟

تنهد بهدوء وعقب:

-لو هو أسر أبني إلي نعرفه هيجي يا عليا مش هيقدر ينام وهو مزعلك.

تطلعت له بأمل وأنصبت أعينهم علي باب الغرفة بترقب فى إنتظار مجئ أسر فى أى لحظة فإذا كان هو أسر ولدهم بالفعل لن يمر الليل سوى وهو هنا.


الصفحة التالية