-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 2 - االإثنين 5/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر يوم الإثنين

5/8/2024


أخرجت ضحي الليمون من البراد قطعته قطع

وجاءت لتعصره وجدت منذر يدخل المطبخ ويفتح البراد ويخرج زجاجة الماء وبعدما انتهى من الشرب وجدها تقف وتمسك بيدها الليمون وتنظر اليه دون ان تعيره اي اهتمام فقال بهدوء 


= بتعملي ايه الساعه قربت على اتناشر


نظرت ضحي الى يدها وأكملت عصير الليمون

فاقترب منها منذر وقال مرة أخرى بخفوت


= طب أساعدك في حاجه ؟


أومأت برأسها نافية فتنهد منذر بصوت مسموع وهو يكمل على مضض


= ماشي هتنامي فين انهارده؟ هتتلككي زي امبارح ان بنتك كانت سخنه شويه وعاوزه تكوني جنبها مع انها الحمد لله بقت كويسه.. والمربيه و والدتك هنا كمان.


لم تعیره ضحي اهتمام فقال بحده وانزعاج 


= خلاص براحتك اعملي اللي عاوزاه بس خليكي فاكره انتٍ اللي بتبعدي اهو.


لم تلتفت اليه أيضآ فاقترب منها وأمسك

رأسها وقبلها بحنو ثم قال بتنهيده مطوله


= تصبحي على خير يا حبيبتي.


ارتعشت ضحي ثم أبتعدت عنه قليلاً وهي تضع الليمون في الخلاط وتضيف له الماء البارد وشغلت الخلاط حتى يغطي الصوت على دقات قلبها المفضوحه، و عندما انتهت وقبل أن تتحرك تفاجأت بقطع الأنوار في الفيلا.


ارتعدت واستدارت متوجهة نحو الإدراج تبحث عن شموع، لكن سرعان ما انتفضت بهلع حين شعرت باحد خلفها، فبسرعة أقترب اكثر هامسا 


= ششش اهدي... ده أنا منذر! 


فتحت عينها بارتياح و ضغطت على شفتها السفلى مانعة شهقتها المذعورة من الخروج لتخبئ وجهها بصدره الضخم! تبحث عن الأمان رغم ما فعله، ابتعدت عنه وهي ترتعد بخوف لمسته فكانت دافئ وخافت من ضعفها نحوه! حملت شتات نفسها وتحركت تمشي بصعوبة وسط الظلام كانت تعلم بأنه خلفها ويعلم بأنها تعلم وكلاهما يتجاهلان الامر .


وقبل أن تصعد إلى الاعلي وتذهب لغرفه ابنتها، كان يخطو خطوتين ويسحبها لحضنه اجل احتضنها من الخلف! كان الانفاس ساخنه ليهبط حتى يصل لاذنها باثاً لها انفاسه الحارقة مسبباً لها رعشة جسدية...بينما هي بالكاد يصل طولها اسفل صدره قصيرة بأكتفاف ناعمة، كلتا يديه يحاوطانها وشفتيه هامساً برجاء ودود


= مش هتعرفي تمشي في الضلمه لوحدك! عشان ما تتخبطيش استني نطلع سوا فوق الاوضه.


تنفست باضطراب كان الوضع اكثر من متوتر و 

مريب وهو يحاوط جسد انثوي وليس أي جسد بلا زوجته وحبيبته، بينما صوته يرتجف

لذلك! رائحتها تغلغلت لرئتيه فغميت بصيرته!

لكن قطعت كل ذلك عندما ابتعدت هاتفه بصرامة


= ما تتعبش نفسك انا هتصرف اهتم بنفسك أفضل، وبعدين طريقي غير طريقك .


قبضة مؤلمة اعتصرت قلبه وهو يسمع تلك الكلمه منها.. ثم أسرعت ترحل من امامه وهو قد غضب بشده من كلماتها المتعمده، وعنادها في البعد عنه كأنها بتلك الطريقة تعاقبه وهي المخطئه من الأساس.. من وجهه نظره.


❈-❈-❈


نظرته اوجعتها وهو يظن طول الوقت أنها لم تعد تحبه او تشمئز وتنفر منه بسبب فارق العمر بينهما،والذي اصبح ملفت للانظار حولهما فكل ما يصادفون غرباء جدد يعتقدونها بانها أبنته التي ابتعدت عنه أو شقيقها الكبير.. لا تنكر رغم اسلوبه الغاضب والشك الذي اصبح يستخدمه معها مؤخراً الا انها أحيانا تتعاطف معه وتشفق عليه.. فبالنهايه معه الحق ان يشعر تلك الاحاسيس والخوف والتوتر و الحرج من نظرات الجميع حولهما.. 


بينما الأمر لم يتوقف فيما حدث بالسابق، فايضا منذ يومين قد سكنت سيده جديده في العماره معهم ومرت عليها وطلبت منها الخلاط لأنها تحتاجه لإعداد الغداء بسرعه قبل عوده زوجها، ولم ترفض ديمة بالطبع ورحبت بذلك وعندما عادت لتعيده إليها، فتح لها آدم واعتقدت أنه والدها وأخبرته دون قصد


= مساء الخير معلش كنت استلفت الخلاط ده من بنتك الصبح عشان الخلاط بتاعي باظ ممكن توديهلها وتشكرها. 


كانت ديمة تقف بالخلف واستمعت الى حديثها 

وارتجفت شفتيها تنظر له بقلق عندما تجهمت ملامح وبدا يصيح ويخلق اي شجار بغضب حتى يخرج ما فيه بها كعادته 


= واحنا مالنا بالناس اللي حوالينا بتديهم حاجتنا ليه ما احنا طول عمرنا في حالنا مالنا ومالهم؟ شفتني عمري طلبت من حد منهم حاجه؟؟ ما لكيش دعوه بالناس احنا مش ضامنينهم.. اول واخر مره اشوف ليكي علاقه بحد في العماره هنا. 


التمعت عيناها بآلم تخفي دموعها عنه فقد حاولت معه مرارا وتكرار ان تفهمه الامر لكن دائما يسمع الى هواجسه وافكاره... افاقت من شرودها وهو يسحب يدها ويضمها اليه بأسف 


= ديمة ما تعيطيش حقك عليا انا اسف، بس عشان خاطري افهميني انا بخاف عليكي حتى من نفسي.. بلاش تقربي من حد سواء نعرفه ولا لا؟ خلينا كده احنا الاتنين مع بعض بس هو انتٍ مش مرتاحه معايا كده، ليه عاوزه تدخلي حياتنا ناس أغراب .


فتحت عيناها تنظر اليه وهي تتحسس ملامحه هاتفه بحزن 


=هو لما يكون ليا صديقه واحده ولا اتنين حتى كده بدخلهم حياتي! انا فعلا ما ليش غيرك يا ادم بس للاسف بحس انك بقيت بتستغل ده عشان عارف ان انت مهما تعمل مش هقدر اسيبك واروح لحد.. لان انا زيك عنيت من الوحده .


أخرج زفرة طويله حملت جميع أوجاعه ليغمض عيناه يحارب ذكرياته وماضيه مرددا 


= ما تفهميش الموضوع كده بس العالم اللي بره مش دايما كويس حتى لو محدش قرب منك ممكن غصب عنك العالم المصطنع ده يخليكي تاخدي قرار غلط ومش صح! صدقني نفضل لحالنا احسن.. وماشي مش هيفرق معايا لو عاوزه تخرجي ساعه ولا ساعتين تقابلي بسمه بس ملكيش دعوه بالناس بتوع الجامعه دول ولا حتى جيرانا هنا اتفقنا .


هزت رأسها بالايجاب وتحدثت بفهم مشاعره


=انا مش عاوزه اكتر من كده بس انت اللي مش عاوز تفهمني.. مهما اشوف واسمع هفضل جنبك ومش هندم ان انا اتجوزتك في يوم! 


تنهد بعدم اقتناع وإضاءة في عقله فكره قد استخدمها مؤخراً ومضطر الى استخدامها مره اخرى حتى تنطفي تلك الهواجس والقلق داخله، اقترب منها بأعين تفيض القهر والحسرة وحدهم كانوا ينهشوا روحة قائلا بصوت ثقيل


= اه لو تعرفي بحبك قد ايه، وبقيت متعلق بيكي لدرجه الجنون.. وبغير عليكي من الكل حتى ولادنا رغم انهم الرابط الوحيد اللي بينا  

واللي هيقدر يخلينا نتماسك ونحارب اي حاجه تحصل تأثر على علاقتنا .


استغربت حديثه الأخير بان اطفالهم هما السبب الوحيد لاستمرار زواجهما، اقتربت منه تدفن رأسها بصدره تتمسح به مرددة بحب 


=ولادنا بس اللي مخليني متماسكه بيك لا طبعا حبنا كمان .


لم بجيبها وعاد يحتضنها من جديد ليبتسم بوهن وهو يغمرها بين ذراعيه بقبلات متفرقة


= وحياه غلاوتك عندي لا تسامحيني على اي حاجه بعملها معاك بقصد ولا من غير قصد.. انا بحبك فعلا.. وبخاف من البعد والفراق!؟. 


ارتفعت عيني ديمة نحوه ترمقه بخجل وهي تشعر بيديه تُداعب وجنتيها وشفته لتهتف 


= وانت اكثر.. بحبك ونفسي تصدق ده.


تمادى معها أكثر يغمرها بحبه وعشقه وبعد أن كانت دموعها تغرق وجهها، أصبحت الإبتسامة تشق شفتيها بأتساع وصوت ضحكاتها تتعالا ولأول مره ترى آدم كالطفل الصغير أمامها وبين أحضانها.


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين..


أغمضت عينيها بيأس وهي تتذكر حالتها مع زوجها وخلافهما الذي لم ينتهِ حتى الآن. كانت تنفث زفرة سـ.ـاخنة تخرج من بين شفتيها مع تخيلاتها المريرة بسبب تجاهله لها الذي كان يعكس ما كانت تفعله، اعتدلت في وضعها الراقد و وضعت يدها فوق قلبها الذي ينبض بقوة، فهي تشتاق إليه بشدة ولم يأتِ حتى ذلك الوقت.


وما يحزنها أكثر أن عيد ميلادها اليوم وهو لم يتذكره، لكن والدتها تذكرته وأصرت عليها أن تخرج معها لتغيير مزاجها المعتكر.. وبعد مرور بعض الوقت، خرجت معها بالفعل عندما يأست من عودته أو اعتذاره.. بدت جميلة في ثيابها البيضاء وأخذت تنظر في المرآة الجانبية لها بتأنٍ، ثم استغربت من حديث والدتها للسائق وسألتها من أين تعرف ذلك المكان، لكنها لم ترد عليها و لم تفهم ما يدور في رأسها وتنهدت وسألتها مرة أخرى، وكانت الحيرة واضحة عليها


= طب احنا رايحين فين؟ 


ابتسمت كوثر قليلاً وهي تخبرها


= هتعرفي دلوقتي.. خلاص وصلنا .


دخلت ذلك المطعم الذي ارشادتها به والدتها دون حماس ولكن المفاجأة كان أمامها منذر 

وبعض اصدقاءه في العمل يقفون يصيحون بفرحه، وهو يقف جانبهم مبتسماً ينظر إلى ملامحها التي اخذت تتغير شيئاً فشئ.. ثم اقترب منها يرمقها بنظرات متيمة للغاية و امسكاً بأناملها بأطراف أصابعه وأردف بنبرة رومانسية هادئة 


= كل سنة وانتٍ في حضني ياحبيب عمري.



الصفحة التالية