رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 3 - االإثنين 5/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والثلاثون
3
تم النشر يوم الإثنين
5/8/2024
نظرت إلى والدتها علي الفور بصدمة وهي ابتسمت تشجعها، وهتفت مُتسائله بدهشه
= الحفله ديه عشاني انا.. افتكرتك نسيت انتوا جهزتوا الحاجات دي امتى .
أخفض منذر رأسه تجاهها يحتضنها مُقبلاً جبينها وهو يردد بمكر
= ما اقدرش انسى حاجه تخصك، انا بس اللي كنت عامل فيها ناسي انا ووالدتك عشان نعمل لك المفاجاه دي .
اتسعت عينا ضحي بعدم تصديق، وهو كان يتمناه أن تعرف أن حبها يجري بعروقه مجرى الدم، بل عشقه عنيف بدرجة تخطت انفجار فوهة البركان.. فاقترب يهمس في أذنها كلماته بأنفاس حارقه وبصوته الدافئ
= عجبك العيد ميلاد؟
هزت رأسها بالايجاب بحب وهي تحاول استيعاب الامر حتى الان، بينما تعلقت
نظراتهما بإبتسامة متسائلاً مجدداً
= لسه زعلانه مني؟
حاوطت خصره تهز رأسها بالنفي ثم ضمها لأحضانه اكثر وهو يسمعها تهمس
= بس بتعب لما بتبعد عني
رفعت رأسها تنظر لعيناه واضافت قائله بصوت هادئ
= وأنت لسه زعلان مني مش كده
تطلع فيها بعينان تهیم عشقا بجمال عيناها،
يلامس وجنتيها بحنان قبل أن يهتف مبتسماً
= تفتكري لو زعلان كنت عملتلك العيد ميلاد، ولا اتنازلت للمره إللي مش عارف عددها وانا اللي بدأت الصلح، كل ده عشان مش بعرف اكون بعيد عن حضنك فترة طويلة..
ابتسمت كوثر ابتسامة مشرقة وهي تراقبهم من بعيد براحه، وبدات تدعي لهم بالحال الصالح وان لا تصيبهم العين اليوم.
بدأ جسدهم بالتمايل على أنغام الأغنية الهادئة مع زخات المطر ترتطم بالنافذه مضيفةً
نغمة موسيقية أخرى على موسيقى العزف بينما أعينهما لا تكتفي بالنظر والشغف والتمرد كان جزءا من رقصتهما... ثم توقف عن الحركة بعد أن أشار للفرقة الموسيقية لكي تهديء من عزفها وأرخى ذراعه عن خصرها وتراجع مبتعداً خطوة وهو يمد يده نحوها واخذها ليجلسون.
توترت بشكل ملفت للأنظار من حضورها وسط الجميع وزاد احمرار وجهها حتى بات ككتلة ملتهبة من الحرج، لكنها هتفت بشك
=هي الناس اللي حوالينا دي؟ كلهم صحابك في الشغل مش كده لكن مش من ضمنهم يعني رغد
نظر لها بجمود قبل أن يرد ساخرًا
=ضحي هو انا اباني قدامك انسان سخيف ولا بحاول استفزك عشان اجيبها وانا عارف انها سبب خصامنا.. مش هتبقى حلوه يعني! ده غير انها مجرد جزء من شغلي مش من حياتنا عشان اعزمها على مناسبه زي دي
تسمرت في مكانها بخجل من نفسها وشعرت أنه محق وأخفضت نظراتها قائلة بتوتر
=تمام ما كنتش اقصد، بس ملاحظه في ناس عماله تصورنا هي الصور دي هتنزل في المجله زي ما صورك معاها نزلت .
عقد حاجيبة باستغراب ورد عليها منذر بجدية وهو يشير بيده
=لا يا حبيبتي دول مصورين عادي، عشان يعني تبقى للذكرى.. بس هو انتٍ عاوزه صورنا تنزل ؟؟
أسبلت عيناها نحوه متحرجة وحاولت تبتسم تدريجيًا وهي ترد بلا اهتمام مصطنع
= لا عادي براحتك مش مهم
مرر يده على كتفها و ظهرها بحنان ليشعرها بوجوده معها هامس بحزم
= لا مهم هنزل الصور على صفحتي بالفيس بوك طالما مضايقك كده ان صورنا تنزل وهي معايا وانتٍ لا.. وانا ما يرضينيش زعلك.!
تنفست الصعداء لموافقته، وهي غير مصدقه أنه فعل كل ذلك لأجلها... أخرج يده من جيبه، و وضعها على يدها ليمررها بثبات خلال أصابعها قائلاً بهدوء
= تعالي بقي عشان نطفي الشمع وتتمنى امنيه
❈-❈-❈
سارت ديمة بين طرق مدينه الغردقه جواره وهي لا تصدق انه من اقترح عليها هذا السفر بعدما وجدها تجلس حزينة في غرفتها ولا تفعل شيء غير المذاكره والاهتمام باطفالها، هتفت بابتسامة مشرقة
= الجو جميل اوي يا آدم، بجد انا مبسوطه ان احنا سافرنا لوحدنا نقضي يومين حلوين! عرفت بقى ان انا طلباتي بسيطه اهو انا راضيه على السفريه دي وممكن اقعد قصدها شهر ما اطلبش حاجه.
التف نحوها ينظر لعينيها التي تشع سعاده وقال بهدوء
= المهم بقيتي كويسه دلوقتي، وبعدين لا يا حبيبتي اطلبي اللي انتٍ عاوزاه براحتك طالما في حدود اتفقنا وده حقك عليا وانا كل ما الاقي نفسي فاضي هنعمل كده.
أومأت برأسها والسعاده تملئ قلبها من اهتمامه حتى لو كان بسيطاً، ثم مال عليها وهو يردف بمكر
= بقول لك ايه ما تيجي نطلع فوق بقى شويه
اصلك وحشتيني أوي.
أخفضت عينيها بخجل وسعادة وهي تهز رأسها وسارت معه نحو غرفه الفندق.
❈-❈-❈
عند عودتهم الى الفيلا وقفت ضحي قبالته تفرك يداها وهي تفكر بشيء حتى تكافئ على كل ما فعله معها اليوم، ولكن في النهايه حسمت الأمر بتلك القبلة ويستحق ان تعطيه كل جميل بقلبها الذي أعاد بريقه ثانية وأصبح ينبض بأسمه، قبلته بحب
وبعدما كانت كالغريقة في أفكارها والحالة التي وصلت إليها منذ اخر لقاء بينهم وهي تشعر بانها كانت باتت وحيدة كلياً، شريدة في بلاد غريبة عنها وأنه عندما يعود لم يهتم لامرها ابدأ وقد مل، لكنه فاجئها حقا اليوم.. لذلك أرادت تكافؤ ولم تجد منه سوى عزفه الأثير على خاصتها يبادلها ويخبرها بأنها تتغلغل بداخل روحه، وليس ليلة هي التي تحكي عشقه لها..
استلقى منذر بأنفاس لاهثة يضم حبيبته لصدره بحنان بالغ وهو مبتسماً بانه تصالح مع زوجته وقد عادت الحياه من جديد بينهما هادئ، فهي نعمة في حياته ولم يستطيع الإبتعاد عنها وكل يوم يتاكد من ذلك، لذا لا يفهم لما طول الوقت اصبحت مشتته وغير واثقه به.. بينما لم تكن ضحي بأفضل منه حال فلم تخفي سعادتها بعوده الحياه بينهما من جديد.. أحاطت خصرة جيد ثم وضعت يدها الأخري فوق صدره وهمست بتردد
= منذر هو انت رْهقت مني؟
طالعها بعشق فقرب وجهها منه يقبلها بتلذذ، وبعدها هتف مرددًا باستفسار
= رْهقت ؟! من ايه بالضبط يا ضحي ؟!
ربتت ضحي على صدره قائلة بنبرة متأثرة
= أقصد يعني.. مش اوقات بتحس انك بقيت في مكنه كبيره وتستحق واحده افضل! بتفهم في شغلك والمجتمع اللي بقيت فيه وتناسبك وتشرفك قدامهم، ومن ناحيه تانيه زهقت من مشاكلي ودوشتي! أو ما بتقعدش مع نفسك كدة و تقول ايه التدبيسة دي؟! ما انا حواليا بنات كتير احسن منها دلوقتي ومكمل معايا عشان اوليندا بس.. او بتحاول ترد ليا الجيميل واللي عملته معاك زمان، ولولا الحاجتين دول كان زمانك طلقتني او شفت غيري
سألها منذر بعد أن تفهم الأمر وقد انعقد ما بين حاجبيه يرد بلهجة شديدة الجدية
= يااه كل ده بتقعدي تفكري فيه، تمام عاوزاني بقى اقول لك الحقيقه.. لا طبعا ما رْهقتش و عمري ما هفكر اسيبك ولا ادور على واحده غيرك، وشيلي من دماغك فكره ان اللي حواليا ممكن بيوم ياثروا عليا ويخلوني ابص لغيرك لان بكل بساطه مفيش احسن ولا أفضل منك يا ضحى.. بس ممكن اكون تعبت شويه لاني بقيت احس بينا مشاكل كثير واحنا زمان ما كناش كده كنا بنحل قبل ما المشكله تكبر بس مش عارفين نوصل للموضوع لده دلوقتي.. بس مع ذلك بحاول اكون زوج واب كويس بس مش عارف.
رمقته بنظرة استغرابٍ من عينيها فقالت موضحة له بحبها المعتاد
= انت ليه بتقول كدا؟ انا عمري في حياتي ما كنت اتخيل اب او اتمني زوج وحبيب غيرك
أصابعه تحركت بين أناملها، منحها نظرة عميقة قبل أن ينطق عما يجيش بين جنبات صدره
= عشان المشاكل اللي احنا فيها ومش عارف العيب من ايه فاكره زمان حياتنا كانت عامله ازاي؟ او يمكن عشان ما اتوقعتش ان احنا في يوم ممكن نوصل للمستوى ده.. كنت فاكر لما كبرت ونجحت خلاص كده عمري ما هواجه اي مشاكل تاني.. بس اكتشفت او بحس ان كل ما بكبر بتبعدي عني مش عارف ليه
أربكها الحديث عن حياتهما الجديدة وجاهدت لتحافظ على ملامحها جادة حين ردت
=بص هو مفيش حاجه اسمها المشاكل هتنتهي ولا تخلص من حياتنا! وعلى فكره ده طبيعي احنا داخلين على عالم جديد واحنا نفسنا بنتغير مش العالم اللي حوالينا بس.. بس انا كمان مش مبسوطه بالمشاكل اللي بقت بينا ومش هقول لك ان انت السبب بس ولا هفتح في القديم واجيب سيره رغد دي.. لان ده ممكن يكون كله جزء وانا اللي مش عارفه اتعامل .
اقتضب مرددًا بصراحه وذراعه يلتف حول خصرها الممتلئ
= تمام وانا كمان هقول لك يمكن معاكي حق في المواضيع دي وانا اللي مش شايف ولا عارف اتعامل! بس على رايك برده ولا المشاكل عمرها هتخلص ولا احنا هنفضل زي ما احنا وما نتغيرش مع اللي حوالينا.. بس عارفه رغم كل ده وأنه صعب بس حلو اوي انا بحب بيتنا بيكي وببنتنا وبمشاكلنا.
تنهد بصوت قوي وهو يضيف بلهجة شبه محذرة من حدقتيه
= بس يعني بعد كل خناقه بينا بكون متضايق ان انتٍ مش فاهماني وطول الوقت بقيتي تشكي في ان ممكن ابص لغيرك.. مع اني ده مش حقيقي وبيضايقني ان انتٍ مش واثقه في حبي ليكي؟ ازاي يا ضحى بتفكري ان بعد كل اللي ما بينا بكل بساطه كده اتنازل عنك انتٍ لولا وجودك في حياتي ما كنتش وصلت لده اصلا و عمري ما هنكر ده!! انتٍ ليكي فضل كبير عليا ومساعدتك طول الوقت جنبي و عملتي إللي مستحيل واحده غيرك ممكن تعمله.. كل ده بيضايقني ان انتٍ مش واثقه فيا ولا فاهمه اللي بحاول اوصلهلك طول الوقت
بس لما بقعد مع نفسي بقول على قد ما انا تعبان بس أنا مبسوط و عمري ما حسيت ان ندمان اني خدت الخطوه دي من زمان وارتبطت بيكي..
أشعرها حرصه على الحافظ علي زواجهما بالقليل من الارتياح، ومع هذا عاد القلق ليستبد بها، فاجابت وهي ترمش بعينيها
= انا كمان بتضايق من كل خناقة بينا وبحس انها خلاص ممكن تكون لحظه النهايه ونبعد، و برده بعدي عنك حاجه كبيره أوي في حياتي مش عاوزها تحصل عشان انا بحبك بجد.. و بحاول والله كل مره اقول امسك اعصابي واكبر دماغي وبعمل كده بس في وقت مش بقدر.. عارف لدرجه اني بستغرب هو احنا ضحى ومنذر بتوع زمان نفسهم؟ طب ليه بنقول كلام لبعض وحش اوي ونضايق بعض .
وضع يده الأخرى أسفل ذقنها، داعب بشرتها بإبهامه، هاتفا لها بلهجته الصارمة مع نظرة عشق
= ضحى انا عمري ما بحاول اتخيل حياتي من غيرك مجرد تخيل بس مش بقدر!! و مش عاوز فما بالك ان اسيبك؟ انتٍ حاجه كبيره أوي في حياتي افهمي ده ومهما اي واحده تحاول توصل لك غير ده انتٍ اللي المفروض توقفيها وتقوليلها لا.. منذر ما يقدرش يستغنى عني وانا واثقه في حبه ليا.
هزت رأسها مرددة بإيماءة خفيفة من رأسها، وهي تحاول الابتسام له
= انا عارفه وكنت زمان بقول لنفسي كده هو بيحبني وده واضح جدا من افعاله وكلامه وكل حاجه بيعملها عشاني.. بس التغير اللي حصل بقيت بقول لنفسي ممكن يتاثر باللي حواليه ويفكر يبعد او يندم انه ارتبط بيا.