-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 35 - 4 - االإثنين 5/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والثلاثون

4

تم النشر يوم الإثنين

5/8/2024



تحدث بصوت عاشق وهو متطلعًا إليها بنظراته الهائمة


= ضحي اوعي تكوني متخيلة ان انا ندمان.. انا لو رجع بيا الزمن من تاني في حاجات كتير في حياتي هغيرها ومش هختارها ولا هتنازل زي ما كنت بعمل زمان، بس هختارك انتٍ بالذات ومش هغيرك. 


ظهرت تلك الابتسامة الرقيقة التي ازدانت بها شفتاها، ثم دنت منه مستطردة حوارها معه، بربكةٍ لطيفة في نبرتها


= مبسوطه ان احنا بنتكلم و متفاهمين كده.. هو ليه مش بعد كل مشكله ما نبقاش كده او حتى نتخانق بالطريقه دي و نتناقش 


اقترب يلثم رقبتها وهو يشعر بذلك الشعور الذي يطوق قلبه كما تفعل يداه مع خصرها  ليزداد قربا منها وانفه ينهل من رائحتها كضرير يتلقش الطريق بحذر، ثم تحدث هامسا 


= انا كمان مبسوط ان احنا هاديين ووصلنا للدرجه دي، بس هنعمل ايه بقى كل مرحله وليها تغييرها و المفروض ان احنا اللي نتغير كمان.


أنهى كلماته بقبلة هناك على كتفها وبلا أي

حاجة للحديث كانت فقط تحتضنه بقوة تُشي

بحاجتها الحقيقية لوجوده بالقرب منها، لأن

هناك خوفاً صغيراً يُعشش بداخلها من أي

محاولة لأبعادِهُم عن بعضهما، لكن لم تستطيع إخفاء ضيقها من تلك الكلمه التي اصبح يرددها طوال الوقت "كل مرحله ولها تغييرها بحياتهم" ورغم ذلك لم تعلق واكتفت الى ذلك الحد.


❈-❈-❈


ذهب آدم مع ديمة الى حفله تبع الفندق بعد إصرار كبير منها، و كما توقعها حفله شبابيه و كان يمرحون هنا وهناك بسعاده دون تعب او توقف، وتلك الامور تجعله بتوجس أن ربما زوجته تشعر انها خاسرة و لا تناسب رجل كبير كزوج لها وهي مازالت شابة في الجامعة تذاكر دروسها وليس امرأة كامله، وتليق بادم الذي كسر سن الاربعين .


لذلك اينما كانت تتحرك كان يتحرك معها و يلتصق بذراعها، قضمت شفتيها بمقت تنظر إليه هاتفه بملامح قاتمة


= وبعدين يا آدم مش هطير ولا اهرب يا حبيبي.. ما تبعد شويه خليني حتى اعرف اكل الجاتوه.. ولا شكلك عينك فيه اصلا عشان كده لازق جانبي مش حبا فيا .


أبتسم آدم بهدوء رغم عنه لكن لم يبتعد إنما قرب الطبق منه وجعلها تتناول من يده، وهكذا تصرف بالذكاء حتى لا تلاحظ أمره او تتضايق مني غيرته وتصرفاته الغريبه، غمز إليها بطرف عينه قائلاً بحب 


= بس ايه ده.. كريمة بتاكل كريمه.


ضحكت عليه ثم عندما انتهت من تناول الحلوى مطت شفتيها تنظر لاحمر الشفاه الذي تضعه في الحقيبه و اخرجته من حقيبتها لتضع على شفتها، الغضب كان يتصاعد داخله ولكنه كان يهدء هاتفا بإعجاب غير مزيف


= بتعملي ايه بس؟ والله قمر من غير حاجه وبعدين انا كنت بتعمد اكلك فوق شفايفك عشان تمسحيه وانتٍ بتاكلي تقومي تحطي غيره.


تراقص قلبها تخفي ابتسامتها وهي تنظر اليه مستنكره


= وانا اقول ليه بتاكلني والحنيه اللي نزلت مره واحده دي اتاريها ليها سبب مش هتبطل غيرتك دي.


ازدرد ريقه يرمقها بملامح شغوفه فسيكون كاذباً لو قال انه سيتجاهل غيرته بيوم تجاه التي حفرت في أعماق قلبه


= بطلي تحلوي وانا ابطل اغير.


نفضت ذراعه عنها برفق تثير مقته بنظراتها وحركاتها وهي تضحك بشقاوه، نظر حوله على الفور بقلق وضيق شديد يري هل ينظر اليها احد غيره ام لا! لكن لم يعرف إذا يوجد من ينظر عليها ام لا؟ لذلك وجد الحل بان يرحلوا افضل، اجتذبها من خصرها يُحاوطها والحنق يغمره وحاول عدم اظاهره قائلاً رغبة 


= ما نيجي بقى نطلع فوق انا دماغي صدعت.. و كمان عشان اعرف استفرد بيكي كويس واكلك بذمه. 


❈-❈-❈


في احد الانديه الشهيره، كانت رغد تتفقد صفحة منذر وتشاهد صوره بإعجاب كبير عبر هاتفها لتجد بالصدفة صور له مع زوجته! وهم باوضاع حميميه ظاهرة بينهما وعشق كبير، و ما زاد غضبها اكثر التعليقات التي تدعم لهما بالحياه الدائمه وانهم مناسبين الى بعض، صاحت بانزعاج


=لا بقى البنت دي لزقه! و سحريله فعلا مش معقول! 


نظرت إليها لطيفة صديقتها بغرابة وتساءلت


=في ايه مالك؟ ايه اللي مضايقك أوي كده


شعرت بالحقد والغيرة من ضحي وكأن منذر من حقها هي والأخري تفعل تلك الأفعال لتجعلها تغار منها وتلفت الانتباه له نحوها، فقالت بوجه مكفهر


=اللي اسمها ضحى دي مرات منذر اللي بيشتغل معانا في الشركه، ست غريبه كده و بتغير علي جوزها جدآ مني ومتاكده ان هي اللي اقنعته أنه ينزل صورهم على فيسبوك.. 

شوفي لازقه فيه ازاي؟ قال يعني بتغيظني هي كده.. وشكله كده كان عيد ميلادها 


سألتها الأخري بحاجبين معقودين بشكلٍ لافت


=مش فاهمه يعني فين المشكله؟ ما تلزق فيه براحتها ما انتٍ قلتي مراته وبعدين مين قال لك يعني ان هي اللي قالتله ينزل صورهم على صفحته ما يمكن هو وبعدين ما ينزلها براحته ده صفحته وهو حر فيها. 


ابتسمت بسخرية وزادت نبرتها قوة وهي تتحدث بغرور وكبرياء 


=ما انتٍ اصلك ما تعرفهاش كل ما تشوفني لازم يحصل تصادم بيني وبينها، ست غيوره بطريقه فظيعه و مش عارفه على ايه دي ولا حلوه ولا فيها اي حاجه مميزه.. مش عارفه منذر ده كان عقله فين لما ارتبط بواحده زيها

بصي كده عليها ولا مهتميه بنفسها ولا بجسمها 

وملامحها اقل من العادي.


كانت كمن يجلس على مقعد مشتعل بالجمرات بجوارها وهي تتابع صور منذر و زوجته بحقد ظاهر فنظرت لها صديقتها بتعجب وهي تسألها بتوجس 


=رغد هو انتٍ كويسه؟ 


استاءت من سؤالها وهي ما زالت تتفحص صورهما، فصاحت بنقم صريح


=ايه لازمه السؤال ده، انا بكلمك في موضوع ثاني شفتيني اشتكيتلك من حاجه ولا قلت لك تعبانه.. اصلا قبل عيد الميلاد ده بفتره كان واضح انه متضايق وهي السبب على طول 

منكده عليه، بس هو السبب على طول بيجري يصالحها ويطلع نفسه اللي غلطان وكده بيخليها تسوا فيها وتفكر نفسها حاجه و المصيبه الأكبر بيقول لك بيحبها طب دي تتحب على ايه... هو في ايه مالك متنحه كده ليه


ارتفع حاجبيها بالاعلي بذهول وصدمه وأجابت بجدية صريحة 


=عشان مستغرباكٍ او مصدومه انتٍ مش شايفه نفسك وانتٍ بتتكلمي عنها ايه كم الحقد اللي جواكي ده تجاهها ما تزعليش مني بس انا حاسكٍ مش طبيعيه بجد؟ جربي كده حتى تفكري في كل كلمه انتٍ قلتيها هتخافي على نفسك! مالك ومالهم يا حبيبتي اتنين متجوزين وما لناش دخل بيهم وحشه ولا حلوه بقى ليها ولجوزها، وبعدين في كلام قلتي ما يصحش برده يا رغد انتٍ مالك نازله 

سلخ وتنمر في البنت كده ليه على فكره هي جميله مش وحشه مع ان ده مش موضوعنا ولا يخصنا. 


نظرت لها من طرف عينها مرددة بتبرم ساخط


=في إيه انتٍ التانيه انا بتكلم على مصلحته  واحنا اصدقاء اصلا.. انتٍ فهمتي ايه أنا بتكلم عشان مظهره في الشركه عندنا كمان.. عادي يعني


بدا على وجهها قلقٍ أكبر من حقدها الظاهر ضد زوجه منذر ولما قالته عنها، وألحت بتذمرٍ


= لا مش عادي ولا حاجه كلامك يخوف وانا ابتديت اشك اني في مشاعر ناحيتك تجاه منذر والكلام اللي انتٍ قلتيه على مراته ده من غيرتك عليه! رغد فوقي ده واحد متجوز و بيحب مراته ومش شايفك اصلا وكل الحاجات اللي انتٍ ذكرتيها عنها دي من حقها تغير عليه و تعمل ما بدلها معاه.. لكن انتٍ اللي مش من حقك تقولي عليها كده.


هبت رغد من مكانها واقفة بجمود فلم يعجبها الحديث معها، مرددة بوجوم


= انا ما حدش هيعرفني اقول إيه وما اقولش  ده.. رايي وانا حره فيه وانا شايفاها ما تستحقوش وأن منذر يستحق الافضل منها! وانا مش هقعد معاكي تاني ولا هتكلم طالما كلامي بيتفاهم غلط .


❈-❈-❈


لم تتحدث بسمة و معاذ مرة أخرى عن هذا الموضوع منذ الليلة التي صرح فيها لها بكل شيء ولم يعد يجبرها على تلك الأفعال.. و أخبرته بأنها لا تقبل هذه الحياة وأنه يجب أن يعترف بحاجاتها وأن يحاولوا التغيير بهذا الموضوع أيضًا. وهو التزم الصمت معها على الرغم من المشاحنات والأحاسيس الكامنة بينهما.


ومع ذلك، لم يتوقف معاذ عن زيارة أسرته تقريبًا كل يوم. حتى حاول مساعدتهم ماليًا على الرغم من قصوره، ولكنهم رفضوا ذلك تمامًا لأن والده كان يعلم جيدًا أنه يعاني الآن من فكرة العمل وأن يتحمل المسؤولية بعد تلك الفترة الطويلة لذلك، لم يرغب في إضافة عبئ آخر عليه، واكتفى بالشعور بالذنب وهو يدعو له بالحال الصالح وكانت بسمة تذهب معه من حين لآخر، عندما بدأ شاهين يتعامل معها بلطف ولم يلومها على تلك الأمور السابقة، وذلك أزاح بينهما كثيرًا.


بينما في طريقهم للعوده تفاجات بسمه بفتاه تقف امام زوجها، ثم ابتسمت ابتسامة واسعه وهي تردد برقة بالغة 


= ازيك يا معاذ عامل ايه عرفت ان انت بقيت تشتغل سواق ولا اللي اسمها اوبرا دي فكنت عاوزاك توصلني يوم الخميس لمشوار مهم.. قلت مش هلاقي احسن منك اطمن وانا معاه.


مسح علي وجهه بتململ يحاول إخفاء ضيقه وامتعاضه ثم رسم ابتسامه باردة و أجاب بلهجته الجافة 


= تمام شوفي امتى عاوزه تروحي مشوارك وابقى قوليلي وانا لو فاضي هوصلك.


اتسعت عينا بسمة بذهول وهي تناظر تلك

الشاب الجميلة بضيق، فهزت الفتاة رأسها باعتراض وهي تقول بصوت ناعم


= لا ما تقولش كده ازعل منك لازم اليوم ده تكون فاضي انا بصراحه ما بامنش لاي سواق 

وانا واثقه فيك، ومش بعيد بعد كده كل مشاويري انت اللي هتوصلني ليها .. اتفقنا.


زفر حانقًا كي لا يفقد ما تبقى من صبره مع التعامل مع الزبائن بعمله فاجاب بالموافقه، ثم 

رحلت أخيرا تلك الشابة، بينما لم تستطع بسمة كتم غيرتها أكثر فقالت متسائلة من بين أسنانها


= هي البنت المايصه دي تعرفك منين؟ ومالها مصره أوي كده ان انت بالذات توصلها مشوارها؟؟ جايبه الثقه دي منين فيك ولا يكونش في سابق معرفه بينكم وانا ما اعرفش 


هز رأسه بعدم مبالاة وهو يقول بصوت هادئ


= ولا اعرفها ولا نيله امها كانت جارتنا زمان مش اكتر..وبعدين ما كانت قدامك ما سالتهاش ليه مصممة اوصلها، ما جايز فعلا تكون خايفه حد غريب يوصلها والايام دي الدنيا ما بقتش امان فعلا.


توقفت خطوه وقد انفلتت أعصابها فقابلت وجهه بغضب لتهدر فيه آمرة


= ده على اساس انها كانت شايفاني وعلى عامله ليا اعتبار بقول لك ايه البت دي ولا ليكٍ علاقه بيها ولا هتوصلها تغور الفلوس من وشها مش من قله الزباين يعني!


الصفحة التالية