-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الختام - 1 - الأربعاء 21/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الختام

1

تم النشر الأربعاء

21/8/2024 



أرغب بك حبا وعشقا  وجنونا 

وقصة لا نهاية لها 

احبك بعين تعشق النظر إليك 

احبك بلسان لا يكتفي 

من الغزل بك ..

بين نبضي وروحي أكتبك حبا 

يملا واقعي

أحبك.. كشمس تشرق في حياتي لأول مره

أحبك.. للحد الذي أعلم فيه جيداً أن شجرة حبك في قلبي لن تذبل ولن تموت

وأنها ستثمر زهراً أبيض

يحمل رائحتك في قلبي..

لم يكذب حدسي حين أخبرني أنك حب العمر

وأنك قصة الحياة وسحرها

حين أخبرني أن أمالي تحققت

وأن ما وراء الابواب أصبح داخل

القلب وأن العتمة أصبحت نوراً..

  لأنَّك نبتة الروح

و أقحوانة القلب ،

أهديكي قلبي يا كلي 


فبداخلي أنتِي ..

مُقيمة بقلبي كزهرةٍ عتيقة بِجَوفِ كتاب

كصباح يشرق لأول مرة

ك عُمر يبتدئ بقصيدة ولا ينتهي

كتبتُك بسطر مُمتد لا فاصلةٌ

تفصلُني عنك

ولانقطةٌ أَنتهي بها..

لا زلت أعزف على أوتار حبك..

فدعيني أشدو مع وتر العشق

تراتيل جنوني بكِ..


يا ساااااادة :

وشَهَدَ شاهدٌ من نبضها 

انه هو  من

راودها بالأمس عن شوقه والحنين 

وأنها هي

من شرّعت له أبواب قلبها قائلة : 

ادخله بسلام لتكون اول وآخر الساكنين


تململ بنومه، بسبب تسلل أشعة الشمس الى الغرفة،  فتح عيناه يمسح على وجهه،  يستغفر ربه ليزول شيطانه.. التفت الى جميلته التي تغفو كالملاك، اتكأ مستندًا على ذراعيه،  يتفحص ملامح وجهها الخلاب ابتسامة تجلت بكلامه،  وتضخم قلبه كلما تذكر ليلة أمس ..رفع خصلاتها من فوق وجهها، ليتشرب ملامحها الندية لقلبه المشتعل بالغرام 


مرر انامله يداعب وجنتيها ثم انحنى يطبع قبلة مطولة على وجنتيها

فتحت الجميلة عيناها تغمغم بصوتها النائم ..

-ماما سبيني أنام كمان شوية

همس بجوار أذنها 

-صباح الخير ياروحي ، فتحت عيناها تقفز من فوق فراشها

-ياااه إنت  جيت هنا ازاي..نهض يجذبها يضع كفيه على فمها ..

-بس يامجنونة، إيه نسيتي امبارح كان فرحنا ..نزلت ببصرها إلى كفيه الموضوع على فمه واقترابه منها بذاك الشكل، خاصة حينما وجدت نفسها شبه عارية، جحظت عيناها ، تميل بجسدها تجذب ذاك المفرش لتستر به نفسها عندما وجدت نظراته على جسدها ...لف ذراعيه حول جسدها يضمها لأحضانه واردف بصوته الأجش وهو يغرز رأسه بخصلاتها 

بدّاري ايه ياحبيبة جواد، تفتكري بعد اللي حصل بينا حد يقدر يبعدك عن حضني ..ارتجف جسدها تهمس بتقطع حينما لفحت أنفاسه الحارة عنقها 

-جواد إبعد بقى..تمدد يجذبها لأحضانه يطوق ذراعيه حولها ..

روح جواد ياهنايا، رفع ذقنها بأنامله ليقابل عيناها السوداوية ..

-صباحية مباركة ياهنايا، مش المفروض دا يتقال..

دفنت رأسها بصدره هاربة من نظراته، ملس على خصلاتها بحنان قائلًا:

تعرفي ياهنا، أول مرة احس بطعم الحياة، أول مرة أحس إن الحياة حلوة ،

اعتدلت تنظر لمقلتيه بتفحص متسائلة:

-حقيقي ياجواد، يعني انت سعيد بجوازنا  ولا ندمان ..

انكمشت ملامحه باعتراض تجلى بعيناه ليردف ،إيه اللي بتقوليه دا ، معقولة ياهنا ..دا إحساسك بعد الليلة الحلوة اللي قضناها مع بعض ،

خايفة..قالتها مرتجفة ، ليعتدل بفراشه والصدمة قفزت من عيناه .

-إنتِ ندمانة على جوازنا ياهنا ؟!


هزت رأسها بعنف، وحاوطت عنقه تبكي قائلة :

أنا بحبك قوي بس كنت خايفة إنك تندم علشان ضغطت عليك بمشاعري، أخرجها من أحضانه ومازالت الصدمة تتجلى على أعضاء جسده !!ليه عيل ومش عارف مشاعري كويس، هنا إنتِ عارفة بينا قد إيه، بينا اكتر من عشر سنين، يعني أعرف أتحكم في مشاعري ، مش مجرد إنك تقولي كلمتين أتجوزك ، دنى من وجهها وغرز عيناه بعيناها ..

-أنا بحبك ياهنا، ومش بحبك بس لا بعشقك، وبعشق كل حاجة فيكي 


ابتسمت ترفع يديها لتحضن وجهه قائلة 

-أنا كمان بحبك قوي ياجواد، كنت عايزة أطمن قلبي إنك بتحبني .

دنى إلى أن اختلطت أنفاسهما يهمس بأنفاسه الحارة 

"بعشقك يابنت عمي"..هنا صمتت الألسنة عن أي حديث ولم يتبقَّسوى لغة العاشقين، لغة لن يفهمها سوى المغرومين .


بمنزل صهيب ..

يتوقف أمام مرآة الزينة ينثر عطره الرجولي الجذاب ، انتهى مما يفعله ثم ارتدى ساعته وتحرك للخارج ..قابلته نهى التي دلفت للتو من منزل جواد 

-صباح الخير حبيبي ..

-صباح الخير ياست الكل 

تمعنت النظر  إليه مبتسمة ، ثم اقتربت تحتضن ذراعه متجهة إلى غرفة المعيشة 

-ياترى الشياكة دي كلها لمين .

توقف ينظر لوالدته بابتسامة عريضة 

-أنا طول الوقت شيك، حضرتك مش واخدة بالك .

خطت إلى الأريكة تجذبه من ذراعيه ثم هتفت على الخادمة :

جهزي فطار الباشمهندس يابنتي 

-حاضر ياهانم قالتها تلك الفتاة وتحركت بعدما رمقت فارس بنظرة اعجاب..حاوطت نهى ذراعيه 

-قولي بقى حبيبي ، البنت الحلوة اللي كانت واقفة مع جنى دي ، هي نفسها اللي كلمت باباك عليها .

التمعت عيناه بالسعادة يهز رأسه 

-ايه رأيك فيها ..ملست على وجهه بحنان أموي: 

إبني الغالي كبرت إمتى حبيبي وبقيت راجل بتحب .

قهقه بصوته الرجولي، يحتضن كف والدته يقبلها ..كبرت امبارح ياماما، حضرتك ادتيني دوا الصبح ، بالليل لقيت نفسي شاب يافع الطول .

لكمته بصدره بخفة تضحك على كلماته 

-بتتريق على أمك يافارس ,

هز رأسه ومازالت ابتسامته تزين وجهه 

-ماهو حضرتك اللي نستيني في وسط الزحمة، علشان كدا مفكرة إني  لسه صغير ..

ربتت على ظهره وأردفت بإبتسامتها 

-باباك وافق حبيبي نروح نخطبهالك بعد عمك مايسأل عنها، وهو فعلا بيدور عليها 

قاطعهم دلوف صهيب يدقق النظر بينهما ..ياترى الأم بتعمل إيه مع مدللها ..احتضنت كف فارس وهمهمت بنبرة حانية ،

كنا بنتكلم على العروسة، إيه رأيك نروح نخطبها بكرة.

استدار صهيب بنظراته متسائلًا:

-هي مش الشركة إجازة ، متشيك وعلى فين العزم ..

نهض متجهاً إلى مائدة الطعام 

-رايح مع عز اسكندرية، فيه مهندس ديكور عندنا ميعاد علشان بيتي ياحج .


رفع صهيب حاحبه ساخرًا:

بيتك!! والله كبرت يابن صهيب وبقالك بيت، على العموم مااتصلتش بيه يجي ليه، علشان يعاين البيت .

جلس يتناول طعامه بهدوء، ثم أردف 

-لا دا مش للبيت هنا، اشتريت شاليه صغير في الساحل وعايزه يستلمه، وبما إنه داخلين على الشتا، هيكون كويس يظبطه قبل الصيف، علشان يشتغل براحته، عايزه يعمله من أول وجديد، كأنه لسة مستلمه .

أومأ له صهيب متفهماً،ثم نهض قائلا

-كلم جوان وخليها تاخدلنا ميعاد مع عمها، عمك سأل عن الناس ولاقاهم كويسين .

-حبيبي يابابا متحرمش منك، بس خلّيالموضوع لما جنى وجاسر يرجعوا من السفر، جاسر كان قايل تلات ايام ويرجع 

أومأ له وتحرك للأعلى .

-نهى هنام ساعتين مالحقتش أنام ، 

-شوية وهلحقك أنا كمان، أنا قومت علشان أشوف كنان ولين .

توقف على الدرج مستديراً إليها 

-جنى اتصلت ولا لأ ،اتصلت من ساعتين وطمنتها

-تمام حبيبتي ، هطلع متتأخريش

استدارت بجسدها الى فارس ..

-ليه شاليه الساحل حبيبي ؟

نصب عوده وتوقف يرتشف قهوته 

-عادي ياماما ، عز اقترح وأنا وافقت 

جمع أشيائه وتحرك للخارج 


بمنتصف البحر وخاصةً بذاك اليخت فتحت الجميلة عيناها ، ترفع ذراع زوجها بهدوء للتحرر من قبضته ..تراجعت على الفراش تنظر بساعة هاتفها ، مررت أناملها على وجهه ثم انحنت تطبع قبلة على وجنتيه..فتح عيناه هاتفاً بصوته المحبوح : صباح الخير حبيبتي..وضعت رأسها على كتفه صباح الحب حبيبي ، ياله قوم ياكسلان الساعة اتنين 

جذبها لأحضانه ، 

إيه  يعني إنشالله يكون خمسة حتى !!

ردت بامتعاض تلكمه بصدره ،

أوس إحنا  هنفضل نايمين، قوم ياله عايزة أنزل البحر، إنت مش وعدتني هننزل البحر في الإجازة دي ..


داعب أنفها بإبهامه مبتسماً :

حاضر ننزل البحر ، وكمان نعدي على البوص الكبير حمايا العزيز ونبات هناك الليلة .

قفزت تصفق بيديها ثم انحنت تقبله ،

جذب رأسها يثبتها بكفيه يلتقط ثغرها في قبلة جامحة، ثم رفعها بين ذراعيه متحركا للأعلى ليتجول بها برحلة بحرية .


مساءً بقصر المنشاوي ..

جلس الجميع بجوٍ من المرح يمزحون على أفعال بيجاد ، قاطعهم ريان متسائلًا :  

مسفرتش ليه ؟ مكنتش بتقول هتسافر مع العروسة .

ارتشف عصيره يطالع والده 

بكرة إن شاءالله ، اتجه بنظره لغنى وأردف  : غنى طلبت نبات هنا ونسافر الصبح من هنا ..ضمها ريان يطبع قبلة أعلى رأسها 

حبيبة عمها غنى دي ..

-ميرسي ياعمو، أنا  كمان بحب حضرتك جدا وبعتبرك بمقام بابا، ومن حقك علينا يكون فيه أيام لأحفادك هنا .


حمحم بيجاد يشير بعينيه إلى والده : 

ريان باشا حضرتك حاضن مراتي، مش واخد بالك .

رمقه ريان بنظرةٍ مردفًا باستهحان

-مراتك إيه يالا ، ناسي انها بنتي قبل ماتكون مراتك ..توقف معترضاً يجذب كفيها ، قومي يابنتي مش لاقية غير ريان المنشاوي وتقعدي جنبه ..


توقفت ياسمينا متجهة إلى والدها 

-حبيبي أنا اللي هقعد في حضنك، سيبك منه .


ضمها والدها إلى صدره ثم أردف معاتباً أوس : ينفع كدا شهرين متجوش ،

حقك تزعل والله ياعمو، أعذرني كان عندي ضغط شغل، غير الفرح وحضرتك عارف ..

ربت على كتفه قائلاً : 

عارف يابني ربنا يوفقك ..نصب ريان عوده يبسط كفيه لابنته 

هتمشَّى شوية مع ياسمينا، ملحقناش نقعد مع بعض في الفرح .


توقفت نغم خلف بيجاد الذي نهض قائلا:

إحنا هنطلع نرتاح شوية علشان عندنا سفر الصبح .


بعد يومين ..

بإحدى الجزر المشهور لقضاء شهر العسل ، كان يتوسد ساقيها بصدره العاري على إحدى الشواطى يحتضن كفيها ؛ إيه رأيك حبيبي في المكان ..انحنت تضع جبينها فوق جبينه ،

جواد أنا مبسوطة أوي  ، إيه  السعادة اللي أنا عايشاها دي ؟!!


رفع عيناه ولف ذراعيه حول رأسها ..

هنا ، أنا كمان سعيد ومبسوط بحياتنا، بتمنى نفضل كدا طول العمر .


لثمت ثغره وابتسمت تهمس له :

بحبك قوي ياجواد قوي ..اعتدل يجلس بمقابلتها، ثم جذب رأسها يضمها لأحضانه ؛ جواد مدقش السعادة إلا  على إيدك ياهنون، بعشقك بجنون ..تمسحت بصدره تهمس بشغفها لعاشق روحها :

عايزاك تحبني كتير قوي قوي ، نصب عوده وانحنى يحملها بين ساعديه 

..لازم أختم  اعترافي بروحي وتتأكدي قد إيه إن جواد معشقش بجد غير هنا 

دفنت رأسها تضحك بخجل من كلماته التي تعرف مدى معناها ..


بمدينة العشاق باريس هنا الحال يختلف على أبطالنا ، تتحرك تلك الجميلة تحتضن ذراع زوجها يتجولون بالأماكن المشهور بهذه البلدة، بحالةٍ من الهيام والعشق، وصلوا إلى إحدى النوادي الليلة التي تقام بها أشهر  الحفلات بنجومها المشهورين ..دلف للداخل وهو يطوق خصرها ليصل إلى مكانهم الذي حجزه 

جلست ببداية الأمر بمقابلته ، ولكنه رفع كفيه ليحركها لتجلس بأحضانه ..


ضمها بقوة لأحضانه ،

أول مرة آجي فرنسا على فكرة، مبحبهاش ..لفت برأسها لتنظر لعيناه القريبة التي تخلب عقلها : بس أنا بحبها جداً ومن وقت ماحسيت بحبي ليك ماتمنتش غير إنه  أقعد  هنا زي دلوقتي كدا ..

تجول بنظراته بالمكان ، كان المكان هادئ ومنظم يطلُّ على البحر ، دفن رأسه بحجابها يهمس بأنفاسه الحارة

حبيتها ياروحي علشان انتِ بتحبيها، أي حاجة بتتعلق بيكي لازم أحبها  .


أغمضت عيناها منتشية بهمساته كفتاة تتعرف على حبيبها لأول مرة ؛ تقاذفت دقات قلبها بصخب حينما تابع حديثه: جنى بحبك أكتر  من اليوم اللي قبله، بحس إني  ماسك السما بإيدي لما تكوني في حضني ، ولما أسمع  من شفايفك اللي هي بالنسبالي إكسير  الحياة ، إسمي  وانتِ بتقوليلي بحبك ياجاسر ..جنى هو أنا هموت علشان كدا حاسس بكل لحظة بحضنك ؟!!

دفعته تنهض من مكانها وارتجف جسدها مع انسياب عبراتها التي فشلت بالسيطرة على توقفها ؛ عايزة أروح ياله ..قالتها واستدارت متحركة مع عبراتها التي تسبق خطواتها وهي تأن بأنينٍ كالنيران كلما تذكرت كلماتهِ التي كالسيف على العنق ..


جذبها بقوةٍ لأحضانه، حاوطت خصره وارتفعت شهقاتها تردف بصوتٍ متقطع 

: يارب أموت قبلك ياجاسر، يارب أموت  علشان ماتوجعش بفراقك يابن عمي ،عندي الموت أهون من بعدك عني .


عصرها بأحضانه حتى شعرت بتدخل عظامها ببعضهما ؛ بعد الشر عنك ياروح جاسر ، أخرجها من أحضانه ، يزيل عبراتها بإبهامه بحنان ، ثم انحنى ليحتحز  شفتيها التي ترتجف من بكاؤها حتى سلب أنفاسها ..ثم تراجع يجذب كفيها متجهين إلى ذاك المنزل الصغير الذي يستقرون به بفترة إجازاتهم .


بأحدى الشاليهات تجلس أمام المدفأة  بأحضانه وهو يمرر كفيه على احشائها ،

لولو لسة زعلانة مني، أمسكت كوبه الذي يحتضنه ثم ارتشفت منه ؛

لو زعلانة مش هكون في حضنك دلوقتي ياياسين، رفعت رأسها ونظرت لعيناه 

ليه خلتها تقرب منك ياياسين، ازاي وافقت على كدا ؛

جذبها لأحضانه متذكراً ذاك اليوم ثم أردف :

عاليا معرفش الموضوع جه ازاي صدقيني، انا كنت خارج من مكتب جاسر لقيتها دخلت بسرعة وبتقولي لازم نتكلم ..قربت منها وبسألها 

انتي عايزة مني ايه ، لقيتها قربت وزي ماشوفتي كدا ، والله دي لحظة من الصدمة معرفتش أعمل إيه  ، صدمتي شلتني ..


يعني متأثرتش ياياسين ؟!

اتأثر!! قالها بامتعاض ثم احتضن كفيها يرفعهما ويلثمهما قائلا:

عاليا من قبلماأقابلك ولا احبك موضوع ليليان دا اتحرق، وسواء اتجوزتك ولا لأ مستحيل يجمعنا طريق واحد ، أنا دلوقتي بحبك إنتِ، بعشق عاليا لعاليا، يارب تكوني مقتنعة بكدا ..


توقف يسحب كفيها ،تعالي نخرج نتعشى برة ..أومأت له وهي تتجه لغرفتها لتبديل ثيابها ..


مرت الأيام  سريعاً إلى أن جاء اليوم الموعود ، المقرر به عقد  قران فارس على معشوقته ؛

أمام منزلها كانت تقام حفلة تضم المقربون من الأهل والاحباب ، جلست النساء تنتظر صوت الشيخ بالمسجد وهو يعلنهما زوجاً وزوجة ..أطلقت أصوات الزغاريط ، وقامت البنات بالرقص لتهنئ العروس على طريقتها الخاصة ..استمرت الحفلة لوقت ٍليس بالقليل والجميع بحالةٍ من السعادة ،

نهض جواد من مكانه يشير إلى عز حينما فقد تنفسه ..هرول عز إلى

عمه ، مالك وشك مخطوف..سحبه إلى السيارة يهمس بتقطع :

روحني حبيبي قبل ماحد ياخد باله ..

استند عليه يتحرك بصعوبة وألما حاد يفتك بصدره .


على إحدى الطاولات كان يجلس يحمل ابنته ويداعبها ، اقتربت نهى منهما 

هاتها حبيبي وقوم مع مراتك علشان تباركوا لفارس..طبع قبلة على وجنتيها ثم توقف يضعها بأحضان نهى ، تلفت حوله يبحث عن والده بعيناه، وجد والدته تجلس بجوار والدة جوان ، تجول ببصره سريعا ، لمحه من مسافةٍ بعيدة وهو يتحرك بجوار عز بصعوبة ، ابتسمت جنى تحتضن ذراعيه 

جاسر: اعمل حسابك لازم نعمل حفلة عيد ميلادك يوم الخميس الجاي ومش هتنازل مهما تعترض ..ترك ذراعها وتحرك مهرولا ، حينما دار جسده ليسنده عز وهو ينزل بجسده بترنح جسد عمه، ضمه عز إلى صدره ليهرول جاسر إليه ودقات عنيفة تصخب بضلوعه ..

-با..با ..أردف بها جاسر بتقطع وهو ينزل بجسده إلى مستوى والده ..حاول جواد يحرك كفيه على كف ابنه الذي وجد الرعب بملامحه ؛

بابا جذبه بقوة من بين ذراع عز .. حبيبي إيه  اللي حصل، رفع نظره إلى عز الذي انسابت عبراته يهرب من نظرات جاسر..وصلت جنى إليهما بعدما وجدت هرولة زوجها للخارج ؛


جذب جاسر عز بقوة يصرخ به 

ابويا ماله ياعز ؟!

توقف عز متجها إلى السيارة ليحضرها هروبا من جاسر ، رفع رأس والده الذي شعر بفقده وعيه ..ملس على وجهه وصرخ باسم والدته التي تجلس بالحديقة ..كان ياسين يقف بجوار فارس وأوسويمزحون ، بينما جواد حازم يقف بجوار زوجته يحمل بيديه كوباً من القهوة يمازحها 

بشرب قهوة أهو  ، ولما أروح كمان هشربلك قهوة، علشان أسهر  للصبح ؛

ركلته بهدوء  ليجذبها من خصرها يقهقه بصوت مرتفع ،مما جعل الجميع يطالعونهم بابتسامة ..


نظر إليهم معتذراً، ثم نزل برأسه بمستواها:

معذورين حبيبتي ميعرفوش شقاوة الصغنن، بسط كفيه ليجذبها ولكنه توقف حينما استمع الى صرخات جاسر..هوى الكوب من يديه يتمتم باسم خاله وهرول للخارج مع هرولة الجميع إلى الخارج ..

توقفت غزل تنظر لتحرك أبنائها بسرعة  باتجاه جاسر، رجفة أصابت جسدها وهي تتطلع إلى زحمة الناس التي يلتفون حول شخصٍ ما ..أنزلت كنان بهدوءٍ تتحرك بأنفاسٍ متقطعة، وصلت إليها نهى ،

غزل إيه  اللي بيحصل، وليه جاسر بيصرخ كدا ..بعيون زائغة مشتتة تتطلع إلى نهى وكأنها لم تستمع إلى حديثها ..وصلت إلى تجمع أولادها ، دفعتهم بكفيها المرتجفة ، ولسانٍ منعقد تريد الصراخ قبل الحديث ، هوى قلبها وهي ترى جاسر يحتضن والده يضمه إلى صدره بوصول عز يصرخ بهم :

جاسر لازم نوديه المستشفى، قوم ياله مش وقت بكى ..

تائهة تنظر لهم بعجز من عيناها عن ماذا يتحدثون، وعن أي شيٍ يهتفون، لقد أصيبت أذنيَّ بالصمم ، أم أن عشقي لزوجي جعلني لم أعد أستمع  سوى اسمه ؟!!

انحنى أوس بجوار ياسين ليرفع والده بمساعدة جاسر وعز ..توقفت كالمشلولة والرؤية تتلاشى أمامها مع ضعف جسدها، وصل صهيب إليها يحاوط جسدها ، حينما رأى ترنح جسدها 

غزل فوقي ..عيناها تحاصر أبنائها وهم يحملون زوجها، ماذا حدث ولماذا ؟هل زوجها بخيرٍ أمأصابه شيئاً ؟!!

رفعت عيناها المشتتة تهمس بتقطع 

إيه اللي بي..حصل يا صه..يب ؟!

تحرك وقلبه يتزايد نبضه وهو يرى أخيه ؛ولكنه عاجز لم تعد لديه القدرة على التماسك، شعر بوجود خطبٍ ما حينما شاهد صراخ عز، كان يشك أن هناك مايخفيه عن والده ، ولكنه لم يكن يعتقد أن مايخفيه هو مايصيب أخيه ..

وصل حازم إلى غزل بعدما تحركت سيارة عز بالمغادرة متجهة إلى المشفى .

حاوط جسدها المترنح من أحضان صهيب ، كانت تتحرك كالذي فقد الحياة وكل ما يتجلى على ملامحها نظراتها التي توحي بأنها لا تشعر بشيء ..

غزل حبيبتي سمعاني ..فتح باب السيارة يساعدها بالصعود،يهتف بصوت كالرعد على مليكة..

مش عايز صوت، اركبي جنبها، اللي أسمع  صوتها هضربها 

قالها حازم الذي على دراية بما يصير،

تلفت حوله يبحث عن ربى فأشار إلى فارس ؛

بنت عمك فين ؟ دورلي عليها ، وهاتها والحقنا ..

عند ربى كانت تجلس بالأعلى تحتسي مشروباً من النعناع يهدئ من آلام جسدها ؛ويشعرها بالاسترخاء 

ربتت والدة جوان على كتفها

بقيتي كويسة حبيبتي؟..هزت رأسها تحاول تنظيم أنفاسها :

الحمد لله ، آسفة ياطنط تعبتك معايا، قلبي بس مخطوف شوية، معرفش ممكن يكون من الحمل !!

تبسمت المرأة الحنون :

ربنا يكملك على خير يابنتي .

متشكرة..قطع حديثهم دلوف جوان وعلى ملامحها الذعر، تطالع ربى بنظراتٍ حزينة 

أشارت والدتها :

حبيبتي تعالي جنبها ، وأنا هنزل للناس زمانهم قلقوا ..فركت كفيها ونظراتها على ربى التي قامت بنزع حجابها ؛

معرفش حاسة إني بختنق، لا أنا هنزل تحت يمكن أشم  شوية هوا، أو أتمشى  شوية ..

قاطعهم دلوف فارس 

ربى ..قالها فارس بلهفة وهو يدلف للداخل ؛

ياله حبيبتي لازم نمشي ..

اتجهت بنظرها إلى جوان تتطلع بتساؤل يقفز من عينيها، ظناً أنهما اختلفا فأردفت :

لا يافارس، أنا  هنزل لعز وانت خليك مع خطيبتك، قالتها وهي تضع حجابها فوق رأسها بعشوائية، تجذب هاتفها .

أشار فارس لجوان بمساعدتها ، فاقتربت منها ؛

تعالي أساعدك في لف الحجاب ..

هزت راسها بالرفض ؛

لا ياقلبي أنا هنزل كدا ، كدا كدا هنزل على العربية على طول، كل اللي تحت أخواتي  مفيش حد غريب، عمك وابن عمك عند الرجالة كمان ..

حاوط فارس أكتافها وتحرك بها للخارج ،تعالي حبيبتي لازم نروح مشوار مع بعض..الكل مشي مبقاش غيرنا أنا وإنتِ توقفت مذهولة تطالعه بأعين متسعة؛ 

عز مشي إزاي  وسابني ..تسائلت والدة

جوان :

ليه مشيوا هما زعلوا ولا إيه..قالتها واستدارت إلى  ابنتها بتساؤل ..

تحركت ربى دون حديث بعدما تسلل الرعب إلى قلبها عن ماحدث .

بعد قليل ترجلت من السيارة، تهرول للداخل بجسدها الثقيل ، تبكي تبحث عن أي أحد من إخوانها، هرول فارس يشير إلى جوان :

إقفلي العربية والحقينا، خايف عليها ..أومأت تساعد والدتها بالترجل .

وصل إليها فارس يضمها من أكتافها مع ارتفاع شهقاتها 

-بابا ..أنا عايزة بابا يافارس ..

روبي حبيبتي ممكن تهدي، متنسيش إنك  حامل ..بكت بشهقات 

عمك كويس يافارس صح ؟!قولي  حصل له إيه ؟..

ابتلع ريقه بصعوبة وهو عاجز عن الرد

من أمام غرفة الفحص، توقف الجميع على أعصاب كالصفيح الساخن، وكأن بداخل كلاً منهما بركان من نيران ..

وصلت ربى تبحث بالوجوه عن والدتها أو أحد من إخوانها .

تحركت كالطفلة التي تتعلم السير، تنظر بوجوه الجميع بضياع كطفلةٍ يتيمة تبحث عن والديها ..

اتجه إليها حازم الذي توقف على باب الغرفة ينتظر أحدهم بالخروج للأطمئنان ؛ حبيبتي ارتاحي، رفعت عيناها المرتجفة ،عمو حازم فين اخواتي وماما ..بابا فين؟ضمها وتحرك إلى المقعد يجذبها ويساعدها بالجلوس، يشير إلى جنى وتقى : 

خليكم مع بنت عمكم ، خطت بسرعة تدفع الباب وتهرول للداخل بعدما عجز الجميع عن منعها ؛ 

دلفت بساقين مرتعشة وجدت والدتها تجلس بجوار والدها ،تحتضن كفيه وتضع رأسها بجانب رأسه، وهناك من الأطباء من يفحصه وآخر  ينظر بإحدى  الصور التي تم تصويرها وأمامه أبنائه  

ياسين، أوس، جاسر..أشار الطبيب معتذراً ..

للأسف الحالة صعبة وكان من الأفضل إجراء عملية من فترة طويلة ؛القلب حالياً  ضعيف ومش هيتحمل منقدرش 

نجازف ..تحركت كالمجنونة، تجذب الإشاعات وتصرخ بالطبيب

اسكت ..تعرف تسكت، لكمة جاسر بقوة :

اتصل بدكتور بابا بسرعة، إنت إزايتسلم حالة بابا لدكتور جاهل !..

ضمها ياسين للسيطرة على نوبتها الجنونية ولكنه لم يستطع ، نهض عز من جوار غزل واتجه إليها ..

حاوط جسدها يخرج بها من الغرفة ، وهي تصرخ بأصواتٍ توجع القلوب 

إبعد ياعز، الدكتور دا غبي مش فاهم حاجة أنا أبويا هيعيش ، ضمها بقوة محاولاً السيطرة عليها ورغم حملها وإرهاقها إلا أنه فقد السيطرة عليها بسبب حالتها ..دفعته بقوة تبكي متجهة إلى إخوتها  إلى أن تدخل فارس يجذبها بمساعدته ..صاحت باسم جاسر

جاسر : أبوك  لو حصله حاجة إنت المسؤول  قدامي، اتصل بدكتوره، الدكتور دا غبي ..جاااااسر 

وقعت عيناها على جسد والدها، لتصيح باسمه :

بابا ..بااااااباااا..قالتها مع إغلاق الباب .


وصلت جنى إليها بالطبيبة ..حقنتها الطبيبة بمهدئ خاص بحالتها ومازالت على حالتها من البكاء الهستيري

خلال ساعات قليلة تجمع الجميع بالمشفى التي يوجد بها جواد ، وشاع خبراً بوقوعه بإحدى الحفلات بسبب وعكةٍ صحية ...وصل بيجاد إلى القاهرة بصحبة زوجته بعد اتصال والده الذي أصبح ملازماً للجميع  كأنه أخ ..قام ريان المنشاوي بعمل اتصالاته لأكبر أساتذة  جراحة القلب بالعالم ..إلى أن توصل لأحدهم وإرسال طائرة ابنه الخاصة لاحضاره خلال ساعات، مع تجهيز كافة الاشاعات والتحاليل المرتبطة بحالة جواد الذي ذهب بغيبوبة ، ضاع بسببها الكثير من أحبائه ولم يعد لأحد التماسك، سواءً  كبيراً كان أو صغير ، ارتسم الحزن على الجميع ، وساد الصمت المريب مع الظلام الحالك لحيالألفي، بعد الضحكات التي كانت تصدح بذاك المكان، أصبحت المشفى تجمع مهول من الجميع ، لما لا وذاك الرجل الخلوق لديه الكثير من الأعمال الخيرية..امتلأت  المشفى من رجال الشرطة التي حاصرت المكان ، فأسد  الداخلية ذات يومٍ ،الآن  مسجى على فراشه كالذي ينتظر لفظ أنفاسه الأخيرة ..

هنا صيحات وهناك شهقات لم تخلُ وأعصابٍأوشكت على الانفجار .

دلف الطبيب الألماني وتم الفحص الكامل، وإعادة الكثير من الصور لحالة القلب بجميع حالته ..خرج يتحدث 

إلى ريان مع توقف الجميع ..أشار صهيب بيديه لتوقف الجميع :مفيش حد يتحرك من مكانه..خطى جاسر إلى الطبيب منتظراً حديثه بقلب ينتفض بالرعب مع وقوف عز بجواره .

كنت أريد  إخباركم  بالأخبار الحسنة، ولكن متأسف، فحالة المريض تبدو سيئة للغاية ..هزة عنيفة أصابت الجميع، حينما ظنوا بطاقة أمل مع ذاك الطبيب ..تابع الطبيب حديثه بلكنته الألمانية: هناك الكثير من تلك العمليات نسبة النجاح بها ضئيلة حسب تحمل المريض، وهناك ..أوقفه ياسين :

لا أريد المزيد، أريد  أن أعرف هل سيشفى أبي ؟ 

هز رأسه بأسى : أتمنى ذلك .. ولكن النسبة ضئيلة، أود أن تطمئن قلوبكم ولكن لن أبالغ بذلك .. 

أومأ ريان متفهماً ينظر إلى صهيب :

لو العميلة نسبة النجاح أكتر  من 20 اعملها يادكتور، مش كدا ياصهيب .

تطلع صهيب بعجزٍ إلى جاسر الذي هوى على مقعده ،وهو يشعر بنيرانٍ جحيمية تلهب صدره، عجز عن التفكير؛ عجز عن اتخاذ أي قرار ..تذكر حديث والده، ألهذا  كان يوصيه على إخوته..وزع نظراته على أوس وياسين بعجز..جلس أوس بجانبه 

جاسر بابا دخل غيبوبة، ولابد من العملية، كدا كدا هو تعبان، لازم نرمي حمولنا على ربنا، واللي بأيدنا نعمله 

تراجع بجسده مطبق الجفنين، كيف له أن يختار شهادة وفاة والده، هو الآن يخير بين حياة والده والنتيجة واحدة أمام عيناه، مسح على وجهه بعنف كاد أن يقتلع جلده ..ربت سيف على كتفه

جاسر ياله مفيش وقت للتفكير، باباك لازم يعمل العميلة، وبما إنك  الكبير لازم تقوى وتحضره للعملي


الصفحة التالية