-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الختام - 2 - الأربعاء 21/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الختام

2

تم النشر الأربعاء

21/8/2024 



وزع نظراته بين ياسين وأوس بعقل عاجز ..نهض ياسين حينما فقد السيطرة واتجه للأسفل ..بينما أوس ربت  على ظهره : أبوك  جابنا للدنيا علشان اللحظة دي ياجاسر، ياسين خايف عليه  هو مصدوم ولما يقعد ويفكر هيقول يعمل العملية .

ماما !!

أكيد  بتهزر !! أردف بها عز بصياح 

مامتك مش حاسة بحاجة ، ومهما تتكلم معاها  مش هتفيدك، قوم وأقوى  كدا، جه الوقت اللي تظهر فيه إنك ابن جواد ، جاسر بص على إخواتك  البنات اللي منهارين ومحدش قادر عليهم ..

مرت ساعات وخضع جواد للعملية، أما غزل فقدت وعيها ولم يعد لديها قدرة على المقاومة، حينما استمعت إلى حديث الطبيب..

ساعات خلف ساعات والقلوب بهلع  ، هناك من توجه للواحد القهار بالصلاة والدعاء، وهناك من أمسك  آيات الذكر الحكيم يتلوها ليشعر قلبه بالاطمئنان .

وهناك من جلس يبكي على ذكريات تحملها الآلاف من المعاني ...جلست جنى بجوار جاسر، جذبت كفيها 

جاسر!! رفع عيناه إليها ..

عندي يقين بالله إن عمو هيفوق، عارفة إن ربنا دايماً رحيم بينا، وإن شاءالله هيقوم بالسلامة .

أومأ لها دون حديث، وتراجع بجسده وأغمض عيناه وحديث والده يخرق سمعه..

عند ياسين بتلك الغرفة يضع رأسه على ساق زوجته مع دموع عيناه ..

مسدت على رأسه مع بكاءها، كيف لها أن تهون عليه وهي التي ضاق قلبها حزناً علىذاك الرجل الذي اعتبرته يوماً من الأيام أباً روحياً لها ..

بجوار تلك الغرفة تحتضن ركبتيها تنظر في اللاشئ ،دموع فقط تنساب بقوة، هل سيعاقبها ربها ويحرمها من والدها للمرة الثانية، شهقة خلف شهقة تدعو بسريرتها ..

"ربي إنه  أغلى خلقك فلا تحرمني من حنانه"

"ربي إن والدي يتألم فلا أحد سواك منقذه، اللهم اسكب في جسد أبي نهراً من الراحة يسري في أوردته، ربي أرح ثم هوّن ثم اشفِ كل نفسٍ لا يعلم بوجعها إلا أنت يا أرحم الراحمين ..اللهم أنت الشافي المعافي، أسالك أن تزيل عن جسد أبي المرض والألم، اللهم واجعله صابرا على البلاء ..

دلف للداخل وكأنه يخطو على بلور متناثر، جلس بجوارها وحاوطها بذراعيه 

غنى حبيبتي ، بابا هيقوم بالسلامة ، مش عايز يأسك دا ..

رفعت عيناها وابتسمت من خلال دموعها ..بيجاد بابا هيعيش ، عارف ليه ، علشان أنا بحبه قوي قوي، وربنا بيحبني كمان علشان كدا مش هيحرمني منه، أصل اتحرمت منه كتير، وعارفة ومتأكدة إن ربنا رحيم بعباده، طيب لما هو رحيم مستحيل يوجعني كدا..صح يابيجاد؟!ربنا بيحبني علشان كدا هيرجع بابا ، ماهو اللي تتجوز واحد زيك واللي يكون عندها عيلة زيي يبقى ربنا بيحبها ..

ضمها بقوة لصدره وانسابت عبراته :

أيوه حبيبتي ربنا بيحبك ومتأكد أنه هيكون رحيم بينا ياغنى .

بالجانب الآخر فتحت عيناها تتأمل تلك الغرفة المطلية باللون الابيض ، نظرت للذي يحتضن كفيها ويبكي بصمت ..هبت من نومها تهمس باسم والدها ..بابا، عايزة اروح لبابا ..أوقفها عز بعدما وجدها تسحب الكونالا من كفيها 

ضمها بين ذراعيه يهمس لها : بابا في العناية حبيبتي ، عمل العملية ولسة منتظرين أنه يفوق .

رفعت نظرها إليه : هيفوق يابن عمي صح ؟ مش عمك هيفوق ياعز 

قبل رأسها وأجهش ببكائه ،هيفوق ياروحي إن شاءالله يفوق .

مرت ساعات أخرى والحال كما هو عليه ..دلف لوالدته التي تجلس تنظر من الشرفة دون حديث، دلف خلفه صهيب وجلس بمقابلته .. ماما هتفضلي كدا ، قومي ارتاحي حبيبتي ، ليه مش عايزة تاخدي مهدئ

-تحدثت وهي تنظر للخارج : أبوك  بيتوجع بقاله شهور ياجاسر وانا محستش بيه، عرف يخبي عليا، أنا إزاي محستش  بجوزي، إزاي كنت بنام جنبه وهو بيتوجع ..استدارت برأسها تنظر إلى ابنها ..في عز وجعه قسيت عليه ولومته أنه خبى عليا إنك  عايش !!ابتسمت مع لآلئ عيناها التي انفرطت كالنجوم ..

طول عمره أهم  حاجة عنده غزل، غزل وبس، أهم  حاجة غزل ماتتوجعش، أهم  حاجة غزل تنام وتبقى كويسة، أهم  حاجة غزل تكون سعيدةوتضحك..اقتربت من ابنها وغرزت عيناها بأعين ابنها ..

أنا مستهلش أبوك ياجاسر، النهاردة بس عرفت إني مستهلوش، كان يستاهل واحدة أحسن  مني ، الست اللي متحسش بجوزها في وجعه متسهلهوش .

رفع كفيها يقبلها :حبيبتي ياماما متقوليش كدا، انتِ كمان بتحبيه ..ابتسامة ساخرة تنظر إلى صهيب : 

قول لابن اخوك مين جواد الألفي ياصهيب..نهضت من مكانها قائلة

بس لازم أعاتبه وأعاتبه قوي كمان، عارفة أنه هيفوق، ولما يفوق هيشوف غزل تانية خالص ..

ربت صهيب على ذراعها : غزل ماتزعليش منه، ادعيله ولما يفوق عاتبيه براحتك ..تحركت للخارج ورغم ثباتها إلا أنها هشة، ستسقط إذا أصابتها  بعض الرياح ..

خرجت وجدت هناك حالة من الهرج، وبكاء مليكة بأحضان حازم، ذهبت ببصرها الى تلك الغرفة التي يوجد بها الأطباء يحاولون إنعاش قلبه ..هرولت للداخل وكأن  مشهد الثلاثون عاما يتكرر أمام عيناها، صاحت تصرخ بالأطباء وأمسكت جهاز ضربات القلب لانعاشه بعدما توقف، مرة بعد مرة الى ان انتعش قلبه ليرجع نبضه مرة أخرى ..دقائق عصيبة على الجميع مع الانهيار الحاد ، ابتسمت بعيونها ثم انحنت تضع جبينها على خاصته ..

غزل مالهاش غير جواد اللي هو اخوها وأبوها و ابنها وكل حاجة في الدنيا، سمعني ياجواد..من غيرك يتيمة حبيبي ، أنا فعلاً يتيمة، ياله ارجع لطفلتك ياحبيب غزل ..رفعت ماسك تنفسه ولم تكترث للأطباء الذين بالغرفة وقبلته قبلة مطولة كأنها قبلة الحياة تهمس له :

أنا ادتلك نبض قلبك وأنتِ اديني حياة غزل ياكل غزل ..همست بها بإذنه ، لتتحرك للخارج منه إلى المسجد تركع لربها وتتضرع، تبكي بدماء قلبها، لقد أطبقت الدنيا عليها حتى منعت تنفسها ..مرت أيام و أسابيع والحال كما هو عليه..إلى أن فقد الأطباء الأمل في إيقاظه ، فتوجه أحدهم إلى جاسر 

أنا آسف ياجاسر، بس الحالة زي ماهي يابني وأبوك  شكله كدا ودَّعنا، الأحسن  نشيل الأجهزة من عليه ..

نظر للطبيب بصدمة ،ثم اتجه بنظره الى ياسين الذي هب فزعا يهز رأسه كالمجنون : لا لا ..صرخ بها يهرول إلى غرفة أبيه دفع الباب بقوة كطفلٍ يدخل إلى غسل والده ، وصل إلى فراشه يجثو أمامه : بابا سامعني، أنا متاكد إنك  سامعني صح يابابا ؟.. أنا عيل آه عيل ومحتاج لحنانك ، أنا  لسة مشبعتش منك يابابا ؛

ينفع تسيب ابنك العيل ، طيب خدني في حضنك لحد مااشبع ..

دلف راكان إليه بعد علمه بما صرح إليه الطبيب معارضا حديثه : طول مافي نفس ممنوع أي جهاز يتشال يادكتور، قالها وتحرك خلف ياسين ..

رفعه من جوار والده وأخرجه يهزه بعنف 

فوق يالا، أومال سبت للبنات إيه  ..خرج كالمجنون متجهاً لسيارته لحقته عاليا التي تتألم على وضعه ، فمنذ مرض والده ولم يخرج من تلك المشفى .


الصفحة التالية