-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الختام - 3 - الأربعاء 21/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الختام

3

تم النشر الأربعاء

21/8/2024 



تحرك جاسر إلى الغرفة ، ونيران تحرق أحشائه ، يشعر وكأن أحدهم يطوقه بنيران من حديد، دلف للداخل ينظر إلى جسد والده ، كاتماً تلك الصرخة التي توغلت صدره حتى يشعر بكم الآلام التي تصيب صدره، تمنى أن ينتزع ربه روحه ، ولم يشعر بكم الآهات من بعد والده .

جلس بجواره على الأرضية يحتضن كفيه وانسابت عبراته ..

وصيتني وارتحت ياحج جواد، هنت عليك ترميني بالنار كدا، طيب استنى شوية ؛تعلمني إزاي  أكونزي جواد الألفي ولا مستخسر فيا شوية التعليم ..

وضع رأسه على ذراعه 

بابا ربى وغنى هيموتوا عليك، بلاش أقولك ماما عاملة إيه، لأنك أكيد حاسس بيها، اعتدل ينظر إلى والده ..

طلعت غالي قوي قوي ياجواد ياألفي، من غيرك بقيت زي الطفل اليتيم اللي من غير هدوم، اتعريت يابابا، ماهو حضرتك مالبستنيش كويس، وحضنتي وقولتلي فوق ياجاسر أبوك  بكرى مش موجود، لااا ؛ كل اللي قولته خلي بالك من إخواتك، اقترب يهمس لوالده 

-طيب وصيت مين عاليا ياحج جواد 

أزال عبراته بدخول عز إليه ، أوجعه قلبه على حالته، فانحنى يجذبه ..


..توقف   ينظر إلى جسد والده المسجى، الذي لا حول له ولا قوة، خطى بخطوات ثقيلة، وأحس بضلوعه وكأنها تنكسر ضلعاً ضلعاً لتصدر صوت أنين  دون رحمة ..هوى أمام فراشه يحتوي كف والده المغروز بالإبر وتساقطت عبراته كزخات المطر ..

شهقة خرجت من أعماق قلبه المتألم ليهتف ببكاء :

بابا حبيبي ، إبنك بيضيع يابابا، أنا  ضعيف من غيرك، يرضيك تسيبني كدا، وضع رأسه بجواره وبكاه كأنه لم يبكي من قبل 

بقيت زي الطير اللي جنحاته اتكسرت، اتكسرت يابابا، كلنا بنموت من غيرك، علشان خاطر ربنا افتح عيونك، الحياة من غيرك وحشة قوي قوي ..دلف عز إليه يرفعه من جوار والده :

حبيبي قوم ياله، مينفعش كدا، أومال البنات تعمل إيه ..

بوجه مرسوم بالألم وقلبٍ مثقوب بعلامات الموت ، وروحٍ تأن بأنين محترق كوتر آلةٍ عتيقة أشار إلى عز  ، ووجه غارقاً بدموع الحزن :

أبويا ياعز، دا أبويا  وروحي وكل حياتي، دا جواد الألفي، عارف يعني إيه جواد الألفي ..ضمه عز الذي انسابت عبراته، ورفعه من فوق الأرضية بدلوف ريان المنشاوي إليهم ..

رفعه ريان من فوق الأرضية :

إيه ياولاد جواد، مالكم بالضعف دا، اجمد ياجاسر ، علشان أخواتك وأمك

خرج جاسر بمساندة عز وريان ..توقفت غزل تنظر إلى صهيب الذي جلس بعيداً عن الجميع، يبكي بصمت، فكلما تذكر حديث الطبيب يعض على يديه ألماً .. نهض من مكانه ورسم ابتسامةٍ  حزينةٍ :

مفيش ياغزل، توجه الطبيب إلى صهيب :

لسة عند رأيي ياباشهمندس ..

-رأي إيه ؟! 

أجابها صهيب مفيش، توجه الطبيب للحديث ولكن قاطعه صهيب 

-بعدين يادكتور، واعمل زي ماراكان البنداري قالك .

صهيب إيه  اللي بيحصل بالظبط محدش بيرد علينا ليه ؟!

ربت على كتفها، محاولا تهدئتها ولكن كيف له ذلك ، وقلبه عبارة عن جمرةٍ نارية ..صمت يضمها من أكتافها :

غزل مش عايز انهيارك دلوقتي لو سمحتي، فين غزل الألفي، أنا  النهاردة عايزك غزل اللي رباها جواد مش اللي حبت جواد..لمح خروج بيجاد يجذب جاسر من غرفة العناية ..شعربانسحاب الأرض تحت اقدامه، بينما توقفت غزل تنظر إلى ابنها بجمود ثم اتجهت تنظر حولها كاليتيمة التي تبحث عن والديها ...هزت رأسها بعنف وتحركت إلى أن وصلت إلى وقوف جاسر وبيجاد 

-ايه اللي بيحصل ..رفعت عيناها إلى ابنها الذي هرب من نظرات والدته يضغط على كف بيجاد حتى لا ينفجر بالبكاء أمامها، اليوم لابد له من القوة ..اليوم سيثبت للجميع أنه ابن جواد الألفي كما رباه والده 

-لازم نشيل الأجهزة ، شهرين ومفيش استجابة ..

لحظات كفيلة إلى انهيار غزل وهي تهجم على ابنها بصرخاتٍ كالرعد ، وهو يضمها لأحضانه :

الدكتور دا بيقول ايه، إنت مش عايز تتكلم ليه ؟! دفعته بقوة وتحركت إلى داخل الغرفة ..وصلت إليه جسدٍ بلا روح ، جلست بجواره ومررت أناملها على وجهه بالكامل ..ابتسامة عذبة تنزل برأسها تقبل جبينه ثم احتضنت كفيه تقبله :

إنت وعدتني ياجواد، فين وعدك لغزالتك..ياله حبيبي افتح عيونك

هموت من غيرك..

وضعت جبينها فوق خاصته وانسابت عبراتها لتنساب فوق وجهه تهمس بأنين خافت : هستناك هنا حتى لو مية سنة ياأبو جاسر،..ظلت لبعض الوقت ثم خرجت إلى الطبيب : مش عايزة حد يدخل لجوزي، أنا  هستلم حالته، بما إن حضرتك معملتش العملية يبقى مالكش دخل بيه 

استمرت عدة أيام إلى أن جاء اليوم لتضع   ربى مولودتها الجديدة ..بكت بأحضان زوجها بعدما استمعت إلى صوت صهيب وهو يؤذن لطفلتها ، تذكرت والدها الحنون..ربت عز على ظهرها : ربى وبعدين حبيبتي مش قولنا كله لربنا ..بلاش تعملي كدا علشان بنتك ياحبيبتي 

  أيام تلو أيام والحال كما هو عليه، خرجت غزل متجهة إلى المجمع الخيري ، دلفت للداخل متجهة إلى غرفتها التي أغلقت منذ سنوات ..وقامت بمهاتفة المسؤول عن توزيع العمليات : 

عايزة النهاردة كل الحجز بتاع العمليات يكون قدامي

ارتبك الرجل قائلاً :

للأسف يادكتورة عندنا عجز في الأجهزة الطبيبة، ومقدرناش نطلب من الباشمهندس عز بعد اللي حصل 

أي حاجة محتاجها هات أمضي عليها، عايزة اجتماع لكل الأطباء بالمشفى

بعد عدة ساعات توقفت بجوار صديقتها التي حاولت منعها : غزل ممكن تتعبي بالعملية

اتجهت بنظرها إليها : يبقى قدرها ، بس مش هسيب الطفلة دي تتعذب علشان دكتور أهم  حاجة عنده إجازاته، الدكتور دا ممنوع يدخل المستشفى بعد كدا ..أشارت إليها بالتقدم 

-بعدين إنتِ معايا وواثقة فيكي ، إنشاءالله العملية هتنجح والبنت ترجع لأهلها ..

بعد عدة ساعات انتهت العملية التي تم بها استئصال جزء من الكبد ، جلست بغرفتها تحمد الله على ما فعلته اليوم،


بالمشفى عند جواد ..

رفرف أهدابه  على عدة مرات يهمس اسمها، ابتسمت الممرضة تدعو الطبيب إلى التوجه لغرفته ...بعد عدة ساعات انتهى من فحصه الشامل مع فرحة سعيدة على وجوه الجميع ..


غفى مرة أخرى بعد سؤاله عن محبوبة دربه ..أجابه صهيب : شوية وتيجي، قالت وراها مشوار مهم .

خرج البعض ..

مرت أكثر من ست ساعات وهي بعيدة عن المشفى ، عادت بقلبها الذي شعرت بآلامه دعت ربها أن يصيبها الله بذبحة صدرية حتى تتخلص من جميع ما تشعر به، فلم يعد لديها رغبة في الحياة دون حبيب دربها ..

دلفت كالعادة ، ولكنها لم تجد أحدًا أمام الغرفة كعادتهم، تذكرت خروج  عز وربى بالصباح الباكر بسبب مولودتها .

خرجت جنى من الغرفة صدفة مع فتح غزل لباب الغرفة، توقفت تنظر إليها 

جنى ، فين الباقي؟ صهيب وبيجاد فين ؟..قبلتها جنى تضمها وضحكاتها تعلو بالمكان ..

-عمو جواد فاق ياست الكل ، عمو جواد فاق وجاسر حاول يتصل بيكي ،بس فونك مقفول .

دفعت الباب سريعاً ودلفت للداخل ..توقف تنظر إلى فراشه تهمس بكلمات الحمد لله .

كحبات اللؤلؤ تختفي عبراتها خلف أهدابها، طالعته بعينيها الساحرة التي لمعت بتلك اللآلئ..خطت إليه وعيناها تعانق عيناه، وابتسامة من عينيها قبل شفتيها ، ناهيك عن تحولها إلى فتاة تبلغ من العمر عشرون ربيعاً.

خرج الجميع عند دلوفها ولم يتبق سواها بتلك الغرفة، ومعشوق دربها 

أفلتت ضحكة مع لألئ عيناها، تريد أن تصرخ وتضحك وتتراقص بنفس الوقت، لقد عجز العقل بما تشعر به، رغم قرب المسافة بينهما إلا أنها شعرت بأنها أميال من الكيلومترات ..تضحك مرة وتبكي مرة حتى ارتفعت شهقاتها بالبكاء..

ود لو استطاع لينهض من فوق فراشه ،ليضمها لصدره حتى تذوب  ضلوعها بين ذراعيه ..ارتجفت ساقيها ولم تعد على حملها ، توقفت تهمس اسمه مع انسياب عبراتها التي انسابت بغزارة ، كزخات المطر تخفي وجهها ..ياالله ماهذا الشعور الذي يتملكني !..هل يشعر بما أشعر به 

أشار بكفيه إليها، ولكنها توقفت تعانقه بنظراتها، تريد أن تشبع من النظر إليه كطفل غاب  عن والديه لأعوام 

همس اسمها مع التعمق برماديتها لتهرول إليه مع بكاءها الذي اوجع قلبه، ورغم تعبه الا أنه ضمها إلى صدره ؛مغمض العينين كأن روحه عادت إليه الآن ولا يختلف الأمر لديها، دفنت رأسها بعنقه تسحب رائحته كأنها تستمد أنفاسها التي منعت عنها ، مسد بذراعه  الحر على ظهرها بصوته المرهق ، هنا فاقت من لحظة اشتياقها تبتعد عنه متألمة عند انقطاع أنفاسها مرة أخرى ، 

أشار إليها لتضع رأسها على ساقيه 

لا تريد شيئًا سوى التنعم بأحضانه

دنت تهمس إليه :

استعد يابن الألفي لأني مش هتنازل عن قتلك فيا الشهور دي، هعرف اخد حقي منك كويس ..

ابتسم يهز رأسه وأغمض عيناه  هامسًا لها : من إمتى وأنتِ بتتنازلي عن حقك فيا ..لمست خاصته تلمس وجنتيه

حسابك عسير أوي  معايا ياجواد، ومش هزار ابداً، هعرفك إزاي تبقى مريض وتخبي على غزالتك، بس الحق مش عليك بس، الحق على قلبي اللي محسش بيك، من إمتى  وقلبي بقى قاسي كدا ياجواد، لازم أعالجه .. شكله عايز علاج ياأبو جاسر

أغمض عيناه وهمس مابين النوم واليقظة : سلامة قلبك ياقلب جواد.

قالها وذهب بنومه مرة أخرى لتحتضن كفيه تقبله تحمد الله ، على كرمه 


مرت الأيام وحالة جواد بالتحسن ولا تغيب  مشاكسة بيجاد وعز إليه أثناء مرضه ومكثوه بالمشفى ..


مكث جواد مايقارب الشهرين بالمشفى، وذلك بناء عن تعليمات غزل، 


ذات صباح فتح عيناه وجدها تغفو بجوار على المقعد، اعتدل يهز كتفها بهدوء ، غزل ..فتحت رماديتها لتهب فزعة 

-حبيبي فيه حاجة ، مالك فيه حاجة بتوجعك ...!!

أشار بكفيه مع ابتسامة بعينيه التي ذبلت كثير بسبب مرضه 

نهضت مقتربة منه ، أشار إليها بالصعود على الفراش ..رفضت في بادئ الأمر إلا أنه أصر قائلا:

-تعالي في حضني شوية وحشتيني ..صعت لتجلس بجواره ..حاوطه بذراعيه كالطائر الذي يحاوط وليده بأجنحته 

ضم رأسها لأحضانه واطبق مغمض العينين

-كنت خايف مقومش ياغزل علشانك ، رفعت رأسها تضع ابهامها على شفتيه 

-اسكت ياجواد، بلاش توجع قلبي أكتر ماهو موجوع ..انا عايزة أفقد الذاكرة علشان مافتكرش مريت بأيه ..انت مش جوزي بس ، انت الحياة لغزل 


فرد جسده مع ذراعه يشير إليها بعينيه 

-نامي في حضني أنا بقيت كويس، عايز ارجع بيتنا ياغزل، بلاش القعدة دي 

وضعت رأسها على ذراعه تهمهم بإرهاق 

-بكرة حبيبي ، لازم اعملك شيك كامل علشان قلبي يرتاح 


بعد فترة ولجت ربى وهي تحمل ابنتها ، طرقت الباب وفتحته تنظر إلى والدتها التي تغفو بأحضان والدها، تراجعت متجهة للخارج ولكنها توقفت على صوت جواد 

-تعالي حبيبة بابي ...تحركت وابتسامة عذبة مع عيونا لامعة ، إلى أن وصلت إليه ، انحنت تقبل جبينه 

-عامل ايه النهاردة ياحبيبي 

رفع كفها يقبله

-أنا كويس ياحبيبتي ، أشار الى ابنتها 

نزلي رنيم هنا عايز ابوسها 

-هتتعبك ياحبيبي 

نزلي البنت ياروبي ..وضعت على ذراعه الاخر، ليرفعها إلى وجهه يقبلها 

-الله اكبر ربنا يباركلك فيها ياحبيبتي 


دلف ياسين مبتسما 

-ياصباح الانوار على جواد باشا الألفي 

-صباح الخير حبيبي..جذب المقعد ينظر إلى والدته الغافية 

-جاسر هيجي كمان شوية علشان ياخد ماما، لازم تبات في البيت، الإرهاق دا غلط عليها ، وانا هبات مع حضرتك ، حاول تقنعها 

-هقنعها بحاجة احسن ، المهم مراتك هتولد امتى 

-بعد اسبوعين إن شاءالله 

-لو جابت ولد سميه ادهم ياياسين، شوفت ، جالى رؤية بكدا ياحبيبي 

ابتسم قائلا 

-طيب لو بنت 

اتجه بنظره الى والدته قائلا:

-كنت ناوي أسمي جواد يابابا، لكن بدل حضرتك عايز ادهم على خير الله ، بس لو جابت بنت هسميها غزل ومش عايز اعتراض 

مسدت ربى على خصلات ابنتها 

-تقوم بالسلامة ياحبيبي وعلى العموم الطفل بيكون مقدرله كل حاجة


الصفحة التالية