-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 19 - الأربعاء 14/8/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل التاسع عشر

تم النشر الأربعاء

14/8/2024  




ألقت نهال القلم  والاجندة الخاصة ب المحاضرات جانباً ثم قالت في نفاذ صبر:


ـ منيب مش عايز تقولي مالك؟ بقالك فترة سرحان وزعلان، أنت مداري عليا اي بالظبط؟ 



نظر لها منيب بعض الوقت فكر قليل ثم قال:


ـ مافيش يا نهال، هو بس  الامتحانات اللي قربت اللي خلت دماغي مشغولة، بس هو دا كل الموضوع٠


نهال نظرت له في قلق عارم ثم قالت:


ـ امتحانات!؟ امتحانات اي؟ يعني انت عايز تقول إن سبب الهم الكبير اللي أنت فيه  أنك قلقان ؟ قلقان من قبل ما نمتحن ب شهر؟ يا منيب أنا مش طفلة صغيرة علشان أعدى العذر دا، بالعموم لو في حاجة انت محرج  تقولها علشان ارتباطنا يعني، أنا ممكن افهم كل حاجة المشاعر بتتغير والحسابات كمان ممكن تتعدل، وأنا كبيرة كفاية اني افهم٠

منيب نظر لها في إهتمام وهو يحاول أن يستوعب كلماتها ثم قال:

  ـ المشاعر ناحيتك  متغيرتش يا نهال، الحسابات ايوا اتغيرت، يعني في شوية لخبطة كدا مضيقاني ومش عايز اشيلك الهم من دلوقت٠


سادت لحظات صمت بين كل منهم قبل أن تعقب نهال:

ـ يعني اي مش أشيل الهم من دلوقت؟ يعني اشوفك متضايق و هاكون أنا سعيدة؟و  حسابات اي اللي اتغيرت؟

أنا زي ما أنا كتاب مفتوح قدامك مافيش اسرار ولا ألغاز، لازم أنت كمان تفهمني في أي!؟ 



شرد منيب لحظات، فكر أن يبحث عن حجة ما حتى لا يخبرها عن ماذا يدور في عقله ولكنه أمام إصرار نهال وانتظارها لأن يعترف لها بما يحمله من هم قال في  لهجة تنم عن  استسلام و اعتراف مشبع بهم وحيرة  :


ـ كان مفروض ليا اختبار من اسبوع تقريباً في الشركة اللي فيها أبو سوسن، الاختبار اللي هاخد بعده شهادة التقدير والتميز، اللي هتخلى الوظيفة مضمونة بعد الجامعة، أنا فوجئت بأبو سوسن جه البيت قبلها، قعد معايا شوية وسألني عن خططي ل بكرة اي؟ يعني شوية اسئلة كدا وبعدها قال أنه موافق اخطل سوسن قبل الامتحانات وبعد كدا ممكن نتجوز، أنا بهدوء وبذوق عرفته أن سوسن اخت ليا، وأنا فعلاً مرتبط بانسانة تانية٠


نظر منيب إلى نهال في ود صادق ومحبة حقيقة ثم قال:

ـ قال لي  أن كل وقفته جنبي وتدخله علشان افوز بالوظيفة دي علشان بنته، هو اللي رشحني ليهم، وهو اللي بيدي التقييم النهائي, وهو اللي سامح ليا اني اتدرب، لأن كان بيعدني أن أكون جوز بنته، وأن كدا أنا اللي خالفت ظنونه، وهو عمل كل اللي عليه بس أنا اللي رفضت كل حاجة برفضي ل سوسن٠



شعرت نهال ببعض الحزن فقالت وهي تحاول أن تفكر في كل كلمات منيب:


ـ يعني مكنش في كلام صريح  عن الموضوع دا قبل ما اكون موجودة في حياتك؟ 

منيب هز رأسه علامة النفي وتابع:

ـ لو هو حكم على علاقة الإخوة أنها حب يبقى دي مشكلته هو، أنا كان في حدود وتحفظ كبير بيني وبين سوسن في التعامل٠


نهال وهي تنظر له في حيرة:

ـ وأنت زعلان علشان::

استدرك منيب وهو يقطع كلمات نهال:


ـ لا يا نهال مش زعلان علشان الوظيفة اللي راحت، بعد كلمات أبو سوسن دي دي مكنتش وظيفة دا كان عقد احتكار زوج، اشتريتك بفلوسي وملزم تنفذ اوامري علشان  منحة الوظيفة والإ::::

صمت منيب لحظة ثم قال:

 ـالوضع المهين مش هقبل بيه، حتى لو مش حبك هو المانع الحقيقي والأساسي  أن ميبقاش في مشاعر ناحية سوسن، بس انا كرامتي فوق أي شيء واعلى من اي تنازلات٠



ابتسمت نهال ثم قالت في هدوء:

ـ أنا من اول اول ما قربت منك وعرفت شخصيتك وأنا عارفة أن اختياري ليك صح يا منيب، طيب ليه الهم والحزن دا كله؟ أنا شايفة أن الصورة وضحت اوي ليهم، انت زعلان علشان خسرت الجيران؟ 


منيب أكد في لهجة اعتراض:

ـ بالعكس أنا مخسرتش ابو سوسن، لسه التعامل موجود والكلمة الطيبة بنا احنا الاتنين والبيت لسه مفتوح  للجار، سوسن هي اللي اعتزلت التعامل معاي، ودي حاجة أنا شايفه مريحة لكل  واحد فينا، أنا بفكر فيك انت يا نهال؟ 


اعترضت نهال في دلال وهي ترفع خصلة من شعرها:

ـ هو التفكير فيا هم كبير اوي كدا؟ 


نظر لها منيب في حنان وقال:

ـ لازم أشيل هم أن حد تاني ممكن ياخدك مني، بفكر في الأيام للي جاية، بفكر في بعد التخرج، الوظيفة اللي تخليني أقف على أرض ثابته،  تخليني اجي البيت وأكلم والدك  واخطبك وأنا أد المسئولية يا نهال٠


ابتسمت نهال وقالت:

ـ محدش هياخدني منك يا منيب، أنا هستني ولو الف سنة انتظار مش هيغيروني ولا همل أو اعترض انك اتاخرت أو اقولك لازم تيجي حالاً وتوضح موقفك لأن أنا اكتر وحدة  تفهم وتقدر، انت كرامتك فوق أي اعتبار وأنا هفضل احافظ لك على كرامتك لاخر يوم في عمري ودا وعد مني يا منيب٠


لمعت عيون منيب، بعد كلمات نهال، شعر بطاقة قوية تجتاح كيانه، طاقة تعطيه أمل يشع داخله فيسمح ل طاقات النور أن تزيح بقوة الزنزانة الفولاذية التي يضيق بها صدره، زنزانة الهموم والغم، التي أحاطت بقلبه من كثرت التفكير في الغد وما يحمله ومن يريدها قلبه وكيف يحافظ عليها، فقال في هدوء:

ـ أنا بس قلقان من نظرت الأم والأب يا نهال، أنت هتستني منيب وأنت عارفة منيب هترفضي دا ودا لأنك واثقة فيا، بس والدك و والدتك هيقولوا لك  الرفض سبب اي؟ في حد في دماغك؟ طيب هو فين؟ ومش عايز يجي ليه؟ مافيش حاجة اسمها ظروف؟ هتفضلي تستني لامتا؟ 


وأنا لما اجي وادخل البيت لازم أكون واقف على رجلي، واقف بمعنى واقف معايا حق شبكة ومصاريف وحق  فرش  البيت اللي هنعيش فيه، يعني لازم أكون شغال على الأقل تلات سنين، انت هتقدري تفهمي أنا متأخر ليه؟ بس هما هيفهوا ويقدروا ولا خوفهم عليك هيكون

 سبب  في فراقنا؟ خايف بعدي عنك  يخلو ضغطهم عليك يغير وجهه نظرك، قلقان من اللي بعد كدا أنك أنت نفسك تقبلي في لحظة ضغط عليك   فهمتيني يا نهال؟  


استنكرت نهال افكار منيب فقالت وهي تعقد حاجبيها من الدهشة:

ـ يعني أنا هلاقي عذر ليك هو خوفك على اللي بينا، هو دا بس اللي هعذرك فيه، بس لازم تفهم يا منيب أن اختياري ليك معناه اختيار رفيق القلب والعقل، اللي كياني كله ليلاقي سلام نفسي معاه، مافيش حد غيرك هيخليني سعيدة في حياتي، واي اختيار غيرك هو التعاسة، أنا اخترتك يا منيب اختيار ظروفك كمان والرضا بيها واختيار 

الصعب قبل السهل معاك، وأوعدك  الف وعد أن مافيش حد يخليني اتخلى عنك أو  ابعد الإ الموت٠


اهازيج من فرح أحاطت قلب منيب فهمس في حنان وقد استقرت أفكاره على مرفأ الأمان، بعد أن هدأت عواصف القلق والخوف من بعاد نهال عنه:


ـ كدا أنا ضمنت زوجة المستقبل، أدور من دلوقت على وظيفة تليق بيها٠



❈-❈-❈


طرقت ود باب غرفة المكتب الخاص ب الدكتورة كارولين في هدوء جم، وهي تفكر أن تعود مرة ثانية إلى ساحة الجامعة، ولكنها شعرت بحماقتها وضعف تفكيرها، هل رغبة الدكتورة كارولين في الحديث معها سوياً يدعو إلى  الخوف؟ وبخت ود ذاتها سراً من طريقة تفكيرها الذي يتسم بالجبن والسذاجة، الدكتورة كارولين ذاتها من اقرب الأشخاص إلى الطلبة جميعاً في الأفكار والحماس لهم، الدكتورة ذاتها تنظر إلى ود نظرت المعلم الذي يتباهي  ب تلميذه في كل مكان، ما سبب هذا الخوف؟ أنه يعود بلا شك إلى نظرت دكتور آسر لها، فلم يخفى على ود أن آسر قد ذكر اسمها سراً إلى كارولين إذن هناك أمر ما يخصها 

هو سبب هذا الأمر، هذا ما جعل الأمر به ازعاج إلى عقلها، وهي على يقين أن دكتورة كارولين تريدها من أجل هذا، ود لا تستسيغ آسر ، تجده متعجرف ومغرور ويفتقر  إلى الذوق العام التي يجب أن تكون في الإنسان السوي والمتواضع 


قطع افكار ود  وجذبها من شرودها صوت كارولين وهي تهتف في ثقة كبيرة:


ـ أدخل٠


دلفت ود إلى المكتب في خطوات بطيئة، كانت كارولين تقف خلف النافذة تراقب بعض النباتات، اقتربت من ود وعلى وجهها ابتسامة ود كبير:

ـ أهلا ب  الفنانة المتميزة اللي أعمالها بهرت الأجانب ٠


ابتسمت ود ولم تعقب في حين جلست كارولين خلف مكتبها وأشارت ل ود أن نجلس وقالت في لهجة  حماس:


ـ عندي ليك فرصة شغل حلوة اوي٠

 تساءلت ود في صوت أقرب منه إلى الرفض:

ـ شغل!؟ ايوا يا دكتورة بس انا لسه في دراسة وتركيزي كله في الدراسة  و مافيش وقت٠



هتفت كارولين وهي تقنع ود في هدوء:


ـ شغل بعد ما تخلصي امتحانات، فرصة شغل  العرض جاي لك بدري شوي، ايوا أنا فكرت أن دا هيكون ردك، ودا كمان كان    رأي وتفكيري كدا بردوا،  قلت  له مش  وقت مناسب، بس هو أصر أن يكون في خلفية عن الفكرة من دلوقت، علشان يكون افكارك كلها محددة لل الشركة وبس  ٠


همست ود في تساؤل وحيرة وهي تعيد كلمات الدكتورة كارولين:

ـ قلت له!؟


هزت كارولين رأسها علامة الموافقة وهي تؤكد الأمر:


ـ دكتور آسر، العرض جاي من الد كتور آسر، بصراحة هو خد القرار وصمم ان يتعرض عليك في الوقت دا،  هو عنده شركة جرافيك كبيرة اوي مميزة ومشهورة هنا، شركته غنيه عن التعريف،

 وفي بعض من شغله مع اجانب برا، يعني الشركة نوعاً ما ليها ارتباطات اجنبيه، وأنت شغلك عمل ضجة في المعرض ، وهو شاف أن وجودك في الشركة بعد ما تتخرجي، هيضيف ليه وليك ول الشركة كمان، ود اكيد بعد التخرج هتفكري تعملي اي؟ والشركة ملك آسر هتوفر لك حاجات كتير ، شهرة،  مال، وضع مستقل، علشان هو مهتم. بالافلام التسجيلة وافلام  الكارتون، هيكون ليك وضع مختلف، اكيد وجهه نظر آسر انك تتعاملي مع الأجانب مباشر  لأنهم معجبين بيك، ليك عندهم بصمة تقدير، والشركة وضعها ممتاز في كل النواحي، يعني الفرصة دي من دهب، أمان للمستقبل٠


صمت طال بين الاثنين، ابتسمت كارولين وقالت:


ـ على فكرة أنا كمان بشتغل مع دكتور آسر، بشتغل من فترة، من قبل ما يسافر برا، الشركة من فترة وهي على أرض مصر، شركة آ س ايجيبت، هي شركة لها تقل في الجرافيك وليها تعاملات كتير كلها ناجحة والشركة كمان علامة تجارية وفنيه ممتازة من كل النواحي،  ولو في دماغك اي قلق أو خوف من أسلوب دكتور آسر معاك، يعني أنا فاهمة أنك حساسة شوية 

من طريقته  لانه عملي وحاد في أوقات وجاف جداً  في التعامل مع اي شخص جديد عليه، يعني أنا فاهمة آسر  لاني بتعامل معاه، لو هو دا اللي هيخليك  ترفضي،  متقلقيش انا ممكن أخلي التعامل يبقى معاي أنا و بس وآسر مش هيرفض لانه عايز مصلحة الشركة ف الاول والآخر، وأنا هعرف اقنعه بدا٠


فكرت ود قليل ولكنها لم ترسو على قرار فقالت بعد وقت قصير:

ـ العرض مفاجأة ليا، مفاجأة مش متوقعة،  وبصراحة مش عارفة افكر بطريقة سلسلة، حاسة أن الوقت مش مناسب أن حتى انشغل بحاجة زي دي، حاسة أن كل تركيزي لازم يكون في الامتحانات اللي قربت اوي، ومش قادرة أحدد أو افكر المفروض اي القرار  اللي لازم اخده، لاني حاسة أن الخطوة دي مش وقتها، لسه في خطوة قبلها، زي اللي طالع سلم دور دور، مش معقول ينط للآخر وبعدين يرجع ينزل ل تحت،  ٠


نظرت كارولين لها في عمق ثم قالت:

ـ علشان الأمر مفاجئ ومش متوقع، وأنت مش عايزة تتخلى عن التفوق  زي كل سنة،  يمكن هو دا السبب، بس تعرفي دي حاجة تحسب ليك أنا معجبة بيك بجد يا ود، أهدافك محددة، عندك طريق بتمشي فيه مش عايزة تنشغلي عنه دقيقة، دا شيء يسعدنا احنا، بالعموم أنا عايزاك تركزي كويس اوي في فترة امتحاناتك اللي قربت اوي،  بعد الامتحانات وبعد ما ابارك ليك على النجاح  والنتيجة  اللي هتبهر الكل كالعادة، هيكون لينا قعدة تانية، خلاص اتفقنا؟


  نهضت ود من المقعد وقالت وهي تسير إلى الخارج:

ـ أتفقنا يا دكتورة كارولين٠ 



كادت ود أن تفتح باب المكتب وتنصرف، غير أن صوت الدكتورة كارولين أوقفها قائلاً:


ـ ود٠


نظرت ود إلى الخلف، في حين قالت كارولين وهي تبتسم:

ـ  انت فاضل ليك شهور على التخرج، شهرين تقريباً،  والمرحلة اللي بعد كدا هي دخول مجال العمل، ونجاحك الدراسي لازم يكمله نجاحك العملي،  أنا عايزاك تفهمي أن المرحلة اللي بعد كدا مختلفة، مرحلة مش فيها تعامل دراسي محدد، محاضرات وقاعات، لا دي حاجة مختلفة، عمل يكون مجال بزنس ملهوش قلب بس له عقل عقل كله ارقام،  مش فيها  مجاملات، ومش فيها بردوا اختباء،  على أد كفاءتك تستمري، وعلى أد تفهمك للناس تنجحي، وعلى أد ادارة الازمات تصعدي،  لازم نتعامل مع البشر  كل البشر مختلف الطبقات، ومختلف العقول، لان احنا مش لوحدنا في الكون، كل البشر اللي طباعنا زي طباعه، واللي طباعنا مختلفة عنه، لاني مؤمنة أن وجودنا في حيات بعض مترتب له من الله، علشان حكمة هو عارفاها،  في ناس ممكن طبعها يتغير لما نتعامل معاها، ممكن احنا نضيف ليها، حتى لو هي الأقوى، اكيد  هنضيف ليها، وأكيد  هي كمان تضيف لينا، احنا نضيف ليها مع الوقت  لين في التعامل، تقبل النظرة التانية للأمور، وهي ممكن تضيف لينا خبرة في مجالات تانية، مجال الشغل مش هيكون زي مجال الدراسة، أنا عايزاك بعد الامتحانات اي كان قرارك تعرفي أن عالم الشغل مختلف عن سنوات الدراسة فهمتي ؟

هزت ود رأسها علامة الموافقة مما دفع الدكتورة كارولين أن تعقب في لهجة تحمل تشجيع وحماس وإشادة أيضاً:


ـ عايزة تقدير السنة دي امتياز  مع مرتبة الشرف زي السنين اللي فاتت٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة