-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 12 - 2 - الإثنين 5/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني عشر

2

تم النشر يوم الإثنين

5/8/2024


ممكن افهم يا عصام ايه اللي قلبك كدة وخلاك تهجم ع الراجل وهتموته في ايدك من غير سبب .

.هتفت بها فور دخولها خلفه غرفة الفندق الخاصة بهم، بعد فترة طويلة من الصمت، طوال طريق عودتهم، لتفاجأ به ينقض عليها قابضًا على ذراعها يهدر بوحشية اهتز لها جسدها من الخوف:


- انتي تخرصي خالص يا أمنية، عشان لولا نظرة الحيوان السافلة ده ليكي، مكنتش انا خرجت عن شعوري ولا حصلت الفضيحة دي على الشط، انا بقيت قدام الناس الظابط المفتري على خلق الله وانتي السبب، انتي السبب يا امنية. 


ارتجفت بصدمة وعدم استيعاب، تترقرق بعينيها الدموع:

- انا يا عصام، طب ايه ذنبي؟ ما انا كنت معاك في البحر وهدومي حشمة عن اي واحدة هناك، انت نفسك معترضتش عليها. 


صاح بها يدفعها بيده:

- عشان مكنتش واخد بالي، كل حاجة كانت في عيني تمام التمام لحد ما شوفت نظرته عليكي، والهدوم اللي لزقت من المية والهوا فصلت جسمك ، عقلي طار مني ،  ان حد يبص لملكي ولا يلمسه انا ببقى عايز اصور قتيل  


- يلمسه!

تمتمت بها بضعف تبتلغ الغصة التي مررت حلقها، لقد عرفت الاَن وتأكدت ان هجومه بهذه الشراسة على هذا الشاب، لم يكن سوى غضب مكبوت ينفس عنه، وقد رأى بهذا المتعوس صورة الفاسد سبب كل ما يحدث معها الاَن. 


لتشيح بوجهه عنه، بل وتعطيه ظهرها، لتزرف الدموع بصمت ، مما زاد من جذوة غضبه ليهدر حاسمًا، احنا من النهاردة نلم هدومنا، انا كرهت القعدة هنا ومش قاعد فيها، جهزي نفسك.


صرخ بالاخيرة ليدلف نحو المرحاض يتركها تسقط على الفراش تندب حظها وتغرق في موجة من البكاء الحارق ، لماذا تعطيها الدنيا السعادة مغموسة بألاَم الماضي؟ لماذا لم يكن هو نصيبها من البداية؟ لماذ؟


❈-❈-❈ 


اصدر القاضي حكمه بما توفر لديه من اوراق وبراهين، هذا ما بيده وما يتم الحكم على اساسه، لا يعلم ان خلف حكمه تضيع في بعض الاحيان حقوق وتطمس على اثره حقائق،  بفضل شياطين من الإنس تجيد تزوير الدلائل بل وقلبها ناحية المظلوم ، يعميها حب المال فتتخذ من المهنة دفاع لمن يدفع،  وليس لمن يستحق. 


هذا ما تم في الجلسة حينما قلب هذا المحامي الفاسد الموازين وجعل القضية لا تزيد عن خصومة وشجار ، فلا يوجد من يثبت حقيقة القتل قديما،  ولا شهادة محققة عن الخطف، سوى كلام الخصم. وهذا ما لعب عليه بدقة متناهية ، ولكن مهما طال الزمن او قصر حق الله اَت لا محالة .


لتصدح اصوات الزغاريد وتعج القاعة بالصخب فور انتهاء الجلسة:


- مبروك يا ابراهيم،  ربنا ظهر الحق يا قلب امك .

تفوهت بها سميرة تمسك بالسياج الحديدي للقفص المحبوس بداخله، وفمها هي وعدد من النساء والرجال من أقاربها والمعارف لا يكفون عن الصيحات بحيا العدل بحيا العدل 


ليعقب اليها ابراهيم والذي صار يضحك بعدم سيطرة مع تهاني الرجال ومباركتهم له :


- الله يبارك فيكي ياما يا غالية،  فينه ابويا يعرف ان الحق ظهر،  وانه كان ظالمني، وربنا ما هفوتها له دي،  


- يا خويا خلي قلبك ابيض،  كفاية اهو نفعنا بفلوسه وخلاص،  انت عايز ايه اكتر من كدة 

قالتها سميرة بتباسط ليتدخل معها المحامي المغوار بزهو:

- اه يا ست سميرة،  واديكي عرفتي ان الفلوس مترمتش في الارض ، طلعتلك ابنك براءة من حنك السبع ، عشان تعرفي اني قد الكلمة اللي باقوله. 


تمتمت له هي بامتنان ليضيف عليها ابراهيم بفرح :

- ايوة انت عمنا وسيد الكل، انا مش هسيبك ابدا، مدام بتعرف تجيبها كدة.


سمع المذكور ، يزداد انتشاءًا بكلماته اما هو فغمغم بداخله:

- ومدام بقى ليا ضهر طول ما الفلوس موجودة، اعمل انا اللي على كيفي بقى، 


❈-❈-❈


داخل الشرفة الواسعة، وقد كانت جالسة بالقرب منها تراقب اندماجها على جهاز اللوح اللاليكتروني،  حيث كانت تحرك اصبعها على الشاشة، تحارب بالبطل الرئيسي في تلك اللعبة في محاوله منها لأن تهزم  الاشرار، بعد ان تعلمتها من شقيقتها عائشة، والتي زاد تعلقها بها ، حتى تجعلها تصر على الذهاب اليها كالاطفال ، كما حدث منذ ايام حينما جعلت الدادة نبوية تهاتفها اثناء العمل وتطلب منها الذهاب معها ضروري الى عائشة بعدما نفذت طاقتها من الحاحها. 


تنهدت بقنوط تربع ذراعيها مستسلمة لنسمات الهواء العليلة والتي كانت تطير حجابها كل لحظات وهي تحاول السيطرة عليه ، حتى وقعت عينيها في الأسفل،

نحو موكب السيارات التي توقفت امامها، وهو يترجل من احداهما، وابصاره في الأعلى نحوها، وكأنه يعرف انها في انتظاره، وقد تعودت عليه هذه الايام ، يأتي في ميعاد محدد بعد استلامها لنوبة عملها، 


تلتقي عينيها به ، رغم محاولاتها الحثيثة للهروب منه، لا تريد الاستسلام لهذه المشاعر التي اصبحت تجتاحها بوجوده، لقد اغلقت على باب قلبها بمفتاح صديء منذ سنوات عديدة، منذ فسخ خطبتها بابن عمها الذي لم تعرف معه معنى الحب من الأساس،  لا بل قبل ذلك،   منذ مراهقتها ومشاعر الاعجاب العادية من الفتيات نحو الشباب ، ابدا لم تصل لهذه المرحلة ودقات القلب التي اصبحت تعزف الحانًا له هذه الايام، 


لا يجب ولا يصح،  ولكن لا تستطيع منع نفسها عن التفكير به، ولا عن افعاله التي تبدو مكشوفة في بغض الاحيان،  مثلما حدث منذ يومين 


حينما التسعت يدها من كوب الشاي الذي كانت تعده لتفسها في المطبخ، وانفلت من يدها ليقع على الرخامة ومنه ما وصل لظهر يدها، فصدح صوت صرخة منها كرد فعل طبيعي منها، في غياب العاملين في المطبخ بذهابهم لمنازلهم على موعد التاسعة.


وقبل ان تستقيم بجسدها جيدا وجدته امامها بلهفة يسألها:

- بهجة ايه اللي حصل؟ حرقتي نفسك ازاي بس؟

صدر سؤاله الاَخير بعدما انتبه لحرق يدها،


- الشاي، الشاي انكب عليا 

تمتمت بها كإجابه ، فلم  ينتظر ثانية بعدها، ، ليتناول يدها على الفور  فيقربها نحو صنبور الماء ، 

- ااه اه، خلاص خلاص،  خلاص يا فندم. 

رمقها بنظرة لن تنساها، ليظل ممسكا بها حتى هدأت قليلًا، ثم اغلق الصنبور، وتحرك بها ، ليجلسها على احد المقاعد  المرتصة نحو الطاولة الصغيرة بالمطبخ،  يخاطبها بحنو غريب عنه:


- معلش استحملي شوية.

اومات باستجابة رغم اتجاف يدها بالوجع، فذهب من جوارها، ليأتي لها ببعض الاسعافات بعد لحظات قليلة،  يضعهم على الطاولة، ثم يجلس هو الاخر مقابلا لها، يجفلها بتناول يدها مرة اخرى دون استئذان، لتلجمها الدهشة عن الاستفسار، بعدما باشر في اسعاف يدها بتجفيفها من الماء برقة متناقية، يطمأنها بنبرته الدافئة، يشير على احدى علب العلاج:


- الكريم دا سحري ، انا جايبة معايا من رحلتي في السويد ، عايزك بس تتحملي الخطفة الاولى .


- يعني ايه؟

ما كانت تتفوه بها حتى باغتها بوضع كمية على موضع الحرق صرخت على اثرها، حتى كادت عيناها ان تدمع.


- اااه ااه اااه دا بيحرق ..... دا بيحرق اوي.

حاولت جذب يدها ولكنه تشبث بها يهادنها:

- معلش.... اتحملي هي ثواني بس يا بهجة.


امام اصرارها اضطرت ان تتحمل هذه الثواني،  والتي لم تدوم كثيرا كما قال، وقد اصبح الالم يخف تدريجيا،  حتى سكنت مقاومتها ، ليلاحقها بسؤاله:


- هدأ الالم دلوقتي صح ..

اومأت بهز رأسها دون ان تتمكن من الرد، فتابع بباقي الاسعافات ليلفها بالشاش الطبي بلطف مبالغ فيه، يبثها الامان بقوله:


- من هنا للصبح ان شاء الله مش هتحسي بأي حاجة، حمد لله ان حرق خفيف،  وانتي اكيد حمولة يا بهجة ولا ايه؟


ابتعلت رمقها امام هذا القرب، والذي لم تشعر به سوى الاَن، يدها المحتجزة بين كفيه، رغم انتهائه من مهمته،

وهج بندقيتيه اللتان تحدقان بها ، بطريقة عجيبة تأسر من أمامها،  

- ما هذا الذي يحدث؟

- وما ذلك الشيء الذي تتأثر به جميع حواسها حتى تشعر به داخل معدتها؟

لقد صار الوضع اكثر من تحملها ، لتحاول نزع يدها بخفة منه ، ولكنه ابى متابعًا حديثه:


- لو حاسة بألم حقيقي قولي متتكسفيش، مش معنى ان بشكرلك في العلاج يبقى لازم اكون انا على حق.


- لاا يا فندم، انت فعلا والله على حق، 

رددت بها بارتباك، لتتمكن هذه المرة من نزعها منه مستطردة


- وانا لازم امشي دلوقتي.... اه 

صدر تأوه منها مرة أخرى، لتتطلع له باستفسار اثار تسليته:

- الحركة العنيفة هي اللي خليتك تتألمي يا بهجة مش الكريم.

اطرقت بحرج، لتثبت يدها عن الحركة هذه المرة بحرص،  فتابع موجهًا لها بالامر :


- هتروحي النهاردة مع عم علي من غير تقاش، هجيبلك في الطريق معاه شوية ادوية من الصيدلية ، تساهم اكتر في الشفا بإذن الله. 

حينما ظلت صامتة اردف بتشديد:

- سمعتي انا بقولك ايه يا بهجة ولا نعيد تاني؟


اومأت بحرج متزايد ، تريد الهرب من سطوته ، تريد الافلات بقلبها من شيء لا تريده، نعم لا تريده، 


❈-❈-❈ 


وفي ناحية اخرى


بعد عودته من العمل وسماعه الخبر المشؤوم،  لم يطق الانتظار حتى موعده الرسمي ليقود سيارته ، ويأتي اليها على عجالة كي يطمئن عليها، ليتوقف الاَن على مدخل الغرفة ، يتهامس عن حالتها مع والدته:


- هي كدة على وضعها من ساعة ما سمعت الخبر؟..

ردت مجيدة بأسى:

- اه يا كبد امها، انا حاولت معاها، ولينا كمان في التليفون مسيبهاش كل شوية تتصل، حتى امين كمان وعدها انه هيفتح لها ملف القضية من تاني ومش هيسكت غير لما يرجعه السجن ابن امه ده، بس هي مفيش فايدة. 


تمتم ردا لها بغيظ شديد:

- ابن ال...... كانت ناقصاه هي..... خلاص يا ماما روحي شوفي انتي ايه اللي وراكي. 

ربتت مجيدة على كتفه بدعم ، ثم تركته يدلف الى زوجته، كي يهون عليها مصابها:


- شهد. 


الصفحة التالية