-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 16 - 1 - الأربعاء 21/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس عشر

1

تم النشر يوم الأربعاء

21/8/2024


ربما كان الإبتعاد هو اسلم الحلول، فنيران القرب التي تتلاعب بها، لا تستبعد في يوما من ان تحرقك، فلا تجد منها مفرا او منفذا للهروب منها.


بنت الجنوب 


❈-❈-❈ 


الفصل السادس عشر


- شوفي يا ختي اللي كنا بنقول عليه عاقل وراسي، صحيح، ياما تحت السواهي دواهي.

تمتمت دورية بالكلمات اثناء تطلعها بالهاتف، توجهها نحو ابنتها المشغولة بوضع قناع البشرة على وجهها امام المراَة، ليدفعها الفضول عما تتحدث عنه والدتها بالسؤال:


- تقصدي مين ياما؟

مصمصمت بشفتيها دورية لترفع امام عينيها شاشة الهاتف، تجيبها بتهكم صريح:

- على الغالي ابن عمتك يا غالية، البت الصعيدية اللي اتجوزها لحست عقله باينها، شوفي واتأكدي بعينك، عشات تعرفي ان العيب فيكي انتي يا خايبة .


اقتربت على الفور تتناول منها الهاتف، لتصدم بصورة ابن عمتها الانيق دائمًا بهيئته الرسمية او حتى في المنزل، وهو الآن بملابس البحر،  يضحك بملأ فاه على الشاطيء والرمال في المدينة الساحلية المشهورة ، 


وبغل يفوق الوصف صارت تمرر الشاشة على باقي الصور، لترى الأفعال البلهاء التي يفعلها هذا المعروف برزانته المبالغ فيها، اصبح الاَن مع هذه الفتاة وكأنه طفل صغير 


فتعقب والدتها بغيظ:

- شوفتي يا ختي اللي كنتي مموتة نفسك عليه، وبقالك سنين بترسمي من غير فايدة ، اهي جات عصفورة من الصعيد الجواني لطشته منك، ياريت بقى تتنيلي وتصحي نفسك، 


انتفضت تدفع الهاتف على التخت جوارها بغيظ متعاظم هاتفة ردًا لها:

- وايه هو بقى ان شاء الله اللي اصحى لنفسي ليه؟ اكيد قصدك الدهل ابن صاحب جوزك، لأ ياما، الواد البرشامجي دا الا بقبله ولا بطيقه،  يعني اصرفي نظر. 


عقبت دورية بنفاذ صبر منها:

- خلاص في داهية سيبك منه، خدي العريس اللي جابته خالتك، اهو جيرانها وعارفاه بقالها سنين،  لا ليه في البرشام ولا النسوان 


- ولا في اي حاجة.

صاحت بها باستهزاء لتردف بعدم تقبل:

- دا ديكي النهار كنت عند خالتي، سمعت امه وهي بتهزقه،  وهو مردش بكلمة، هو انا ناقصة كمان اخدلي واحد شخشيخة، دا ايه القرف ده؟


نهضت دورية عن التخت تكز على اسنانها بغيظ تخاطبها:

- يعني مش عاجبك المطيع المؤدب،  ولا عاجبك اللي مقطع السمكة وديلها، نقعد بقى نحط ايدنا على خدنا نستنى اللي يدخل مزاجك، ياختي جاتك نيلة، ما ترضي بأي حد بقى، بدل ما تقعدي في قرابيزي، وساعتها لا تبقي طولتي لا عنب الشام ولا بلح اليمن 


دفعتها في الاخيرة بقبضة على كتفها من الخلف،  لتتحرك وتترك لها الغرفة. 

فتغمغم سامية بحقد:

- يعني ما بقاش قدامي غير البرشامجي ولا دلدول امه، وشادي اللي كنت حاطة املي عليه ، خطفته غراب البين صبا، ماشي يا صبا. 


❈-❈-❈ 


- انتي بتتكلمي جد يا بهجة؟ احنا فعلا بقى لينا بيت تاني وهنعزل فيه؟

كان هذا رد عائشة والتي هتفت مهللة به تسبق اشقائها،  بعدما اجتمعت بهم بهجة لتخبرهم بأمر المنزل الجديد ، بعد اختلاقها قصة من بنات عقلها، كي تقنعهم بالأمر، رغم الصعوبة التي تواجهها في الحبكة.


- ايوة يا بنتي امال انا بتكلم في ايه بقالي ساعة؟ كام مرة هشرحها يا عائشة؟


تدخل ايهاب بعدم استيعاب هو الاخر رغم فرحته:

- اعذريها يا بهجة، لما انا نفسي لحد الاَن مش قادر اصدق،  معقولة مكافأة التعويض اللي مستنينها من المصلحة اللي كان شغال فيها بابا وبقالنا سنين بنسعى عليها في المحاكم، اتقبلت فجأة،  وانتي صرفتيها ولحقتي تجيبي البيت؟ طب ليه مفرحتناش من ساعتها، ع الاقل كنا ساعدناكي في البحث او هيصنا وعملنا هوليلة.


ابتعلت ريقها بتوتر تجاهد اخفاءه في تبريرها له:

- ما هو مكانش ينفع يا ايهاب، انا كنت عايزة اعملها مفاجأه،  وبصراحة مكنتش ضامنة ان اصرف الفلوس منهم بجد بعد ما كسبت القضية، وبرضوا كنت خايفة لعمي ولا مرات عمي يشموا خبر دول ما اضمنش رد فعلهم،  


- يعني كان هيعملوا ايه؟ هو لا منهم ولا كفاية شرهم. 

رددت بها جنات باستهجان، ليأتي الرد. من شقيقها الاصغر بتهكم ساخر:


- الكلام دا على اي حد غير عمك يا حبيبتي، دا مش بعيد يقولنا نصيبي من ورث اخويا، ولا يطلع علينا ديون من شراكة الوكالة عشان ندفعها.. والله ما مستبعد منه.


اومات بهجة رأسها بموافقة، وغصة مؤلمة مررت حلقها فحديثه بالفعل حقيقي :

- انت هتقولي،  ما هو حصل فعلا لما جيت اطالب بحقنا في الوكالة، وطلعلي ديون على ابويا بالفعل، الله يرحمه بقى، كان طيب زيادة اوي عن اللزوم..


رددت خلفها جنات بلهفة:

- الله يرحمه، بس احنا كدة عايزين نشوف البيت ده ونشوف ايه اللي ناقصه. 

تبسمت شقيقتها الكبرى تخبرها بمرح:

- انتي مش هتشوفيه بس، دا احنا من بكرة هنبقى فيه، انا أتفقت مع عربية نقل كبيرة هتيجي من الفجر ، تسحب كل العفش وتروح معانا ع البيت ، انا مش هستنى دقيقة تاني جمب عمك ولا مرات عمك ولا حتى عيالهم.


- الله اكبر عليكي يا بيبة 

صرخت بها عائشة بابتهاج جعل الحماسة تدب بقلب الباقين ، لتجفلها بهجة بإخراج الهاتف:

- طب شوفي الصور اللي لقطها منه بالمرة عشان تعرفي اللي احنا هنسكن فيه.


وقبل ان تصل عائشة كانت جنات وشقيقها اخذين وضعهم ملتصقين بها ، ليسبقوها بالمشاهدة،  فصرخت تقفز وسطهم:

- وربنا ما انتو شايفين حاجة قبلي .

التقفتها بهجة لتضعها بحجرها بتدليل لها وكأنه في الثانية من عمرها وليست طفلة كبيرة على ان تحملها:


- اقعدي يا باشا، هو احنا عندنا كام عائشة بس.

ضحكت لها، ثم تحولت الاصوات لشهقات متتالية مع مشاهدة كل صورة، معبرين عن اعجابهم ، وتساؤلات مختلفة عن الموقع واشياء اخرى تخصهم. 


❈-❈-❈ 


حين أتى ميعاد النوم، ووضعت رأسها على الوسادة،  بعدما انتهت من تجهيز الحقائب والاشياء الضرورية المطلوبة لها ولأشقاءها الذين كانت تملأهم الحماسة ، حتى لم يخطر على بالهم التركيز في بعض التفاصيل عن القصة التي حكت بها، تدفعهم الفرحة والذهاب للسكن بعيدا عن اذية اقرب الأشخاص اليهم، 


إذن لما تخبرهم وتعكر صفو فرحتهم؟ لما يعرفوا بالثمن الذي سوف تدفعه مقابل تأمين مستقبلهم؟

حتى لو انكشف الامر بعد ذلك لن تندم مهما حدث، يكفيها العوض بهم، يكفيها غلق باب قلبها امام كل غازي يُذهب عنها الراحة، هي فقدت الثقة قبل ذلك في صنف الرجال، والاَن فقدت المعنى من هذا الشيء التافه الذي يدعى بالحب، مدام قلب القاسي لم يهتز لعشقها، إذن...... لكن هو حقا لم يهتز بعشقها،؟

اجابة لا تريد البحث فيها ولا ان تشغل عقلها بها، ما دامت الحياة في نظره؛ هي بيع وشراء..... وقد تقدم لها بالثمن وهي قبلت.....


- ماشي يا رياض يا حكيم ، ماشي

تمتمت بالاخيرة داخل عقلها، قبل ان يغلبها الإرهاق وتستسلم للنعاس. 


❈-❈-❈ 


اما عنه فقد كان في حالة من النشاط الغير عادي،  حتى انه ظل في صالة الالعاب يتمرن على الأجهزة ويشعل مشغل الموسيقى بالصوت العالي، يدندن خلف الاغاني بمرح. 


يجتاحه شيء واحد ، وهو السعادة لقرب الوصال اليها، علُه يستريح بعد ذلك ، بعدما سيطرت على تفكيره واشعلت مشاعر افتقدها منذ سنوات طويلة.


لم يندم على قرش دفعه لها، هو الكريم مع الجميع،  فما باله مع امرأة مثلها ، تستحق ما هو اكثر وأغلى .

نعم تستحق وأكثر،  ولكن هذا اقصى ما يمكن ان يقدمه لها، ربما لو كانت في حالة اجتماعية مختلفة،  لكان اختلف وضعها معه.


الصفحة التالية