-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 20 - 1 - الإثنين 30/9/2024

  

  قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل العشرون

1

تم النشر يوم الإثنين

30/9/2024




نحن في عالمين، كالكواكب البعيدة

أنت في ظلك، و أنا في ضوء الربيع

كلما ناديتك، تبتعد أكثر

و كلما اقتربت، يغمرني الشوق العميق


أرى في عينيك عواصف مظلمة

تأسر الأحلام و تقتل الأمنيات

بينما أعيش في حياتي الوردية

أنت محاط بسكون الذكريات


أحاول أن ألتقط خيوط الأمل

لكنها تتلاشى كسراب في الليل

ماذا عساي أن أفعل لأسقط الحواجز؟

أم أن الفراق قدرٌ لا مفر منه، محتم. 


❈-❈-❈


شاحنتان يسيران في طريق موحد 

كلتاهما يحملن بداخلهن بضاعه ثمنها يتخطى ملايين الدولارات، 

سائق كلا منهما يعلم جيدًا ما هى وجهته، 

قطعوا العديد من الكيلومترات حتى جحظت عيناهما بالصدمة و الحيرة عندما قطع طريقهما بعض رجال الشرطة 

سب احد السائقان في سره ثم ارسل رسالة لـ هيل من هاتفه يخبره به انه وقع في فخ الشرطة.. 


اقترب منه احد الشرطيين ثم طرق على زجاج الشاحنة بهدوء

ليزفر السائق بضيق ثم ضغط على زر فتح الزجاج ليعمل له و يدلف الهواء في الشاحنة بطلاقة


تحدث الشرطي و هو ينظر الى الشاحنة بتفحص

_ماذا تحمل تلك الشاحنة؟ 


ابتلع السائق لعابه بصعوبة لكنه حاول جاهدًا الا يظهر مدى توتره 

_انها شحنة من العاب الاطفال سيدي، تم ارسالها من شركة *** مستهدفة المياتم الخاصة بالاطفال.


_اين ترخيص تلك الشاحنة؟ 


اعطاه السائق بطاقة تثبت ملكيته لتلك الشاحنة 

ف تناولها الشرطي و لم يمر سوا لحظات و امر الشرطيون الاخرون بفحص السيارة 

ف شحب وجه السائق بشدة فغمغم بتلعثم

_ماذا يحدث، 

هل يوجد امر ما؟ 


اومأ له الشرطي بتأكيد

_اتانا بلاغ بقدوم شحنات هائلة من المخدرات و ستمر من هنا، 

ف نحن لا نفعل إلا إجراءات روتينية حتى نستطيع القبض عليهم. 


بدأ السائق يحرك قدمه بتوتر و هو يضع يده على سلاحه الناري حتى يكون متأهب لأي هجوم عليهما


في تلك الاثناء


اقترب الشرطيان من الشاحنة ثم خلعوا الغطاء الذي يخفي البضاعة خلفه

و بالفعل لم يجدوا سوا العديد من العاب الاطفال


ذهب شرطي منهما بعدما تأكد من عدم وجود اي شئ غير معتاد

و لكن الآخر شعر بعدم الارتياح و اقترب مجددًا ليبدأ في البحث تحت تلك الالعاب حتى كاد ان يصل الى البضاعة الحقيقية 

و لكن ما اوقفه هو الصوت الذي اتى من هاتفه اللاسلكي 

و لم يكن المتحدث سوا احد الشرطيون الذي يخبرهم بأنهم وجدوا ذلك المجرم بالفعل. 

لذا لم يفعل شئ سوا ان يضع الغطاء حيث مكانه المعتاد


تنهد السائق براحة و هو يستئنف طريقه و من خلفه الشاحنة الاخرى


و بعد ان قطعا مسافة طويلة 

وصلا اخيرًا الى الميناء

ترجل السائقان من الشاحنتان ثم توقفا في انتظار قدوم المستلم و سيدهما الذي لم يكن سوا هيل الذي اتى من خلفهما بالعديد من السيارات الذي محملة ب رجاله 

اقترب هيل بغضب من السائقان

_تبًا لكما، كاد ان يتم كشف امركما ايها الحمقى. 


اجابه احدهما و هو مطأطأ رأسه

_اعفو عنا سيدي رجاء، لقد اتينا العديد من المرات هنا و لم نرى اي شرطة من قبل. 


ابتسم هيل بمراوغة و هو يربت على ظهره 

_لا تقلقا لقد حليت الامر و ارسلت لهم طُعم. 

تمتم كلماته ثم التفت و قد تغيرت ملامحه بالكامل

ف بدلًا من ابتسامته المزيفة ظهر ملامح الشر على وجهه و قد اوضح ما سيفعله بهما بعد قليل 


و لم تمر بعدها سوا بعض الدقائق و اتت شاحنة من طريق آخر 

و من بعدها الكثير من السيارات المصطبغة باللون الاسود القاتم 

ليترجل منها الكثير من الرجال ايضًا و من بينهم رجل في بداية العقد السادس من عمره يرتدي نظارة سوداء تمنع اشاعه الشمس من اختراق عيناه


اقترب من هيل ثم صافحه بابتسامة مميتة ثم غمغم بهدوء 

_انتظرت سنوات طوال لفعل صفقة مثل تلك. 


بادله هيل المصافحة ثم عقب على حديثه

_بالنهاية نحن بها الآن، 

سأرى المال اولًا. 


اومأ له الرجل بالموافقة ثم ذهب هيل و فتح الشاحنة ليرى اموال طائلة تملئ الشاحنة و اكثر

ابتسم بطمع و هو يأخذ رزمة من المال و يتفحصها ليتأكد من عدم تزييفها 

ثم عاد مجددًا ليقف امام الرجل 

_حسنًا، 

هل تأكدت من صحة البضاعة؟ 


ظل الرجل على ابتسامته

_انا اثق بك هيل و اعلم انك لن تفعل شئ كهذا. 


هز هيل رأسه و كاد ان يذهب لولا ان الرجل استئنف حديثه قائلًا

_هيل، انها اموال كثيرة للغاية، لا تثق بأحد من رجالك و تدعه يقود الشاحنة، 

يمكنه الهرب بسهولة. 


شعر هيل بالحيرة ف اكمل الآخر

_انا لا اريد السيطرة عليك، 

لكنني انصحك فحسب. 

تمتم كلماته ثم ذهب و من خلفه جميع السيارات الخاصة به


اقترب احد رجال هيل

_هل نذهب سيدي؟ 


هز هيل رأسه و هو يتجه نحو الشاحنة 

_اجل، لكنني انا الذي سيقود الشاحنة. 


بالفعل ركب هيل في مكان السائق وحده و الطمع ينبثق من عيناه

تحركت الشاحنة و ما ان نظر بجانبه حتى وجد بضعة متفجرات و بها عد تنازلي

جحظ هيل عيناه من الصدمة و هو يحاول إيقاف الشاحنة و الترجل منها 

_تبًا.. 


منذ عدة اشهر


بعدما انتهت صوفيا من تضميد جرح فرناندو غمغمت و هى تزفر بعمق

_لحسن حظه الرصاصة النارية لم تصيب قلبه و لكن ما زال يجب نقله للمشفى لأنه فقد الكثير من الدماء. 


قوص لوسيفر جبينه باستنكار

_لماذا لا يفيق اذن؟ 


اجابته بضيق

_لقد قلت منذ قليل بأنه فقد الكثير من الدماء و حالته ما زالت معرضة للخطر. 


تدخل كاسياس في حديثهما

_حسنًا اذن سأخذه للمشفى و سأتولى امر كل شئ. 


نظر لوسيفر نحو كاسياس بفخر و قد شعر اخيرًا بأنه لم يعد وحيدًا بعد الآن. 


❈-❈-❈


كانوا يجلسون حوله و نظراتهم تكاد تثقبه

و هو ما زال حانق و لكن في ذات الوقت لا يقوي على النظر داخل عيناهم

تحدث مانويل بغضب

_ايها الاحمق هل تركت الجميع و اصبت اخي. 


قهقه ريكاردو بسخرية

_لا استعجب فأنتما من ام واحده، 

كلاكما تمتلكون تلك الحماقة التي تجعلكما تقولون الشئ و تفعلون طباقه. 


نهض مانويل و لكمه في وجهه حتى ادمت شفتيه ف ابعده لورينسو و البرتوا على الفور

_اهدأ مانويل، لا شئ مما تفعله سيفيد فرناندو، 

دعنا نذهب له فالمشفى حتى نطمئن عليه. 


صاح مانويل في لورينسو بعنف و هو يحاول الافلات حتى ينقض على ريكاردو

_دعني لورينسو دعوني و شأني. 


ثم وجه حديثه له بقسوة

_لقد عشت بالشوارع طوال سنواتك حتى اصبحت تشبه المشردين، غاب عقلك و اصبحت ابله، 

اتظننا حمقى مثلك و لا نعلم لماذا اطلقت على فرناندو! 


ابتعد عنه البرتوا بعدما القى تلك الكلمات في الوسط مغمغمًا

_لقد عشت بالشوارع ايضًا يا اخي بعدما توفت عائلتي بالتبني، 

لا تتحدث هكذا لأنك وحدك من عشت في القصور و المنازل الضخمة منذ طفولتك، 

لكنك لم ترى معاناة اي منا ابدًا. 


شعر مانويل بالندم لحديثه هذا ف غادر مسرعًا. 


❈-❈-❈


كانت تجلس تشاهد التلفاز بملل بعدما ادت فريضتها و تناولت الفطور وحدها 

و ذلك لأن ابيها ابىٰ ان يستيقظ باكرًا كعادته و طلب منها ان تتركه ينام لبعض الوقت الاضافي.. 


و لم تمضي سوا لحظات و شعرت بشئ ما يصطدم بالارضية 

في البداية ظنت بأنها موسيقى تصويرية من احد مشاهد المسلسل لكن ربها الهمها حينها ان تنهض و تطمئن على ابيها


و بالفعل طرقت الباب عدة مرات لكن لم يستجيب لها ف اضطررت ان تفتح الباب ببطئ حتى تشبع فضولها

و ما ان فتحته حتى رأت ابيها ملقي على الارضية بإهمال و مغشي عليه 

ركضت صوبه بهلع و قلبها يكاد ان يخرج من محجره من شدة خوفها عليه

_عبده، اصحى يا عبده مالك يا حبيبي. 


وضعت رأسه على رجلها و هى تعانقه و عيناها تزرف الدموع بلا توقف

_فوق يا بابا ارجوك. 


❈-❈-❈


ارتدى القناع الخاص به حتى يتوارى عن الانظار و دلف حينها إلى منزل ابنته 

طرق الباب قبل دلوفه و ما ان فتحت له حتى عانقته و هى تبكي بشدة و تشهق 

_اهدئي عزيزتي اهدئي. 


اتى فاليريو من الخلف ثم عانق ساقه اولًا نسبة لطوله القصير 

ف حمله اليساندرو بحنان 

_هل احزنت امك يا صغير؟ 


هز فاليريو رأسه بالنفي ثم همس له في اذنيه

_ابي هو من احزنها يا جدي، رجاء لا تضربه و انا سأتحدث معه و سأقول له الا يحزنها مجددًا. 


ابتسم اليساندرو بمهاودة ثم انزله على الارض

_حسنًا يا صغيري، دعنا نلعب الغميضة سويًا، 

تخبأ و سأبحث عنك. 


اومأ له فاليريو ثم ركض بطفولة، 

ليشاهده اليساندرو يغادر الردهة ثم جلس بجانب ابنته التي كانت غارقة في احزانها

_ما بكِ عزيزتي. 


_لقد قلت لك يا ابي ماذا حدث. 


رفع اليساندرو حاجبه باستنكار و هو يغمغم بتساؤل

_هل هنري..؟ 


هزت رأسها بتأكيد و هى تبكي بحرقة

_لماذا لماذا، هنري لم يريد شئ سوا ان يحقق ذاته، 

لم يأذي احد ابدًا، كان لطيف للغاية و الجميع يعلم بذلك. 


قبل جبهتها و هو يحاول تهدأتها

_فابيولا انظري لي، 

اعدكِ بأن هذا الامر لن يمر مرور الكِرام يا عزيزتي، 

من تسبب في هذا سيدفع الثمن، 

اي احد له صلة بالقاتل سيقتل ايضا، 

لن ادع اي احد يشعر بالراحة منذ اليوم، 

فقط لا تزرفي دموع مجددًا ف انتِ تدفعينني لحرق العالم بأكمله لأجلك. 


ظلت على حالها هذا تبكي و تبكي و كأن قلبها يحترق، 

و اليساندرو ايضًا، ذلك الجبل الشامخ الذي يهابه الجميع، يقتل الاطفال و النساء و الرجال و الشيوخ دون ان يشعر بالذنب او الشفقة تجاههم، 

الآن هو عاجز عن إسعاد ابنته، 

يمتلك قوة كبيره و اموال طائلة و سلطة هائلة، 

لكن عزيزته حزينة و لا يستطيع ان يفعل لها شئ. 


ف اكتفى بأن يربت على ظهرها دون ان يتفوه بأي كلمه اخرى


الصفحة التالية