-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 20 - 3 - الأربعاء 4/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العشرون

3

تم النشر يوم الأربعاء

4/9/2024

سيبي اللي في ايدك وتعاليلي حالا  من الباب الخلفي للمصنع،  انا مستنيكي في العربية.


انهى المكالمة لينهض، فيتناول اشياءه كعلاقة المفاتيح والهاتف والنظارة، وسحب اقدامه للخروج على الفور حتى اذا مر بمديرة مكتبه خاطبها:


- لورا انا خارج دلوقتي، أجلي أي حاجة لغاية ما ارجع بعد شوية او بكرة.

لاحقته بسؤالها قبل ان يذهب:


- طب والملفات المهمة والمطلوبة وضروري البت فيها، دا كمان يتأجل؟

مط شفتيه بابتسامة ليس لها معني:

- عادي يا لورا ابعتيلي ع الايميل، وانا هشوف اللي يستاهل الاستعجال .


- طب ما تقولي انت رايح فين عشان افهم .


صدر السؤال منها فور ان اعطاها ظهره للمغادرة،  ليتوقف ويلتف اليها بهدوء لا يخلو من تحذير:


- اروح مطرح ما انا عايز، انت تسألي ليه يا لورا؟

ابتلعت رمقها بحرج شديد لتبرر:

حضرتك انا بسأل بس عشان الشغل مش عشان......


قطعت مجبرة بعدما اماء لها بكف يده في الهواء، بحزم ينهاها:

- انا مش هكرر كلامي، في حاجة مهمة تبلغيني، بعد كدة  مفيش داعي لأي اسئلة تاني، سلام. 


❈-❈-❈


اذعنت لتنفيذ الأمر، برغم حنقها المبالغ فيه من فعله، وما قد يتسبب به من حرج لها امام زملائها في المكتب، كي تخرج في هذا الوقت المبكر عن ميعاد الانصراف .


اقتربت من السيارة المصطفة في نفس المكان الذي وصفه لها، لتفتح الباب الامامي فتنضم للجلوس بجواره، متمتمة بضجر:


- ها ايه الأمر المهم بقى عشان تستدعيني في نص يوم العمل ؟ وتخليني انزل على ملا وشي كدة عشان اقابلك؟


اجابها بتنهيدة حارة وراسه تقترب منها:

- وحشتيني.

ارتدت بجذعها للخلف شاهقة بإجفال ، حينما انتبهت،  لما كاد ان يقوم به، وقد اوشك على تقبيلها، لولا انها انتبهت على اخر لحظة ، لتبتعد سريعًا ويلتصق ظهرها بنافذة السيارة بزعر قائلة:


- انت كنت هتعمل ايه؟

ضحك بتسلية لرؤيتها على تلك الهيئة، يجيبها مرددًا:

- بقولك وحشتيني يا بهجة، يعني عادي جدا اقربلك واعبر عن اشتياقي بطريقتي..


- يا سلام، يعني وحشتك تقوم تبوسني في العربية وفي نص النهار، كدة عادي. 


هتفت بها معترضة، ليباغتها الاخر مرددًا:

- عندك حق طبعا، احنا لينا بيت يلمنا .

بذهول شديد، طالعته يدير محرك السيارة، حتى كاد ان يسير بها، لتنهاه بغضب:


-تروح بيا على بيتنا ازاي يعني؟ انا لسة دوامي مخلصش، عايز رئيس المكتب يقول عليا ايه؟


- عنه ما انتهى، ما انا كمان ورايا شغل، نروح وبعدين نشوف اللي ورانا. 

- وشكلي قدام الراجل، هيقول عليا ايه؟


صاحت بها علُه يستوعب ، ولكنه فاجئها كالعادة بقوله:.

- يقول اللي يقوله بقى، يعني انا اكون سايب شغل بملايين يا بهجة، وانتي جاية تسأليني على منظرك قدام عبد الفضيل! اما انتي غريبة والله.


- غريبة.


❈-❈-❈


الساعة الاَن تعدت الحادية عشر، لكن لابأس،  فقد استقيظ اليوم باكرا الى حد ما عن باقي الايام السابقة، ليتحمم ويرتدي ملابسه سريعًا، ينثر عليه العطر بكثافة،  متجاهلا صوت الهاتف الذي يدوي منذ ساعات ، ولكنه غير مهتم ، ولن يهتم، فلن يشغله الاَن سوى شيء واحد، بعدما عرف مساء الأمس من سائق السيارة النقل التي اقلت الاثاث بعنوانها،  


سوف يصلح خطأ الماضي،  سوف يظهر لها الاَن تغيرا شاملا بشخصيته،  لن يصير بعد الاَن الجبان الذي لم يقوى على الوقوف امام اهله لاستعادة حقها، ف ليتحدى اباه وجبروت والدته والجميع،  لقد فعلت خيرا بابتعادها،  ليأخذ فرصته كاملة الاَن، ولا يعكر صفوه التدخل من احدهم، وما فشل فيه سابقُا، لن يتكرر بعد اليوم. 


اغلق باب شقته ليهبط الدرج بحماس يملؤه، حركات رشيقة تنم على سعادته بما قادم نحوه، القى بنظرة سريعة على المنزل الخالي، يتنهد باشتياق،  ثم توجه بأبصاره للأسفل، ليصعق برؤية ما جعله يرتد بجسده للخلف قليلًا،  ولكنه سرعان ما تماسك ، ليجسر نفسه ويتصرف بطبيعية،  رغم القلق الذي اصبح يسري بداخله، مع انتباهه لهذا التجهم الذي يعلو ملامح والديه، حتى الملعونان اشقاءه، تبًا، وكأنهم واقفين في انتظاره، 


وفي الأسفل صاح خميس بستقبله بابتسامة ساخرة:

- اهلا اهلا بالباشا اللي صحي بدري النهاردة ، ومستناش للعصر يأدن عليه زي كل يوم، تكونش يا خويا قلبك حاسس.


عبس سمير بتوجس يرد على  توبيخ ابيه:

- قلبي حاسس بإيه؟ وانتوا ايه واقفين بربطه المعلم كلكم كدة ليه؟ اللي يشوفكم يقول في مصيبة حصلت.


جاء الرد هذه المرة من والدته،  التي زجرته بحدة:

- انت بتقول فيها، ما هو انت بتناحتك دي والبلالة اللي عايش فيها، هتحصل المصيبة بجد، انت ما بترودش على تليفونك ليه من الصبح يا زفت انت؟ لزمته ايه في ايدك دا من اساسه؟


القى بنظرة سريعة نحو الهاتف بعدم اهتمام قائلا:

- كنت عامله صامت ومكنش ليا مزاج ارد على حد ، ايه اللي حصل بقى؟ 


- اللي حصل هو ان ابنك ممكن يموت لو ملحقناهوش .

بصقت بها  شقيقته الصغرى بصورة اجفلته ، ليتولي سامر التوضيح:

- مراتك حصل معاها ولادة مبكرة، والولد تعبان جدا، اهلها كانوا بيتصلوا عليك عشان تحضر معاهم، ولما يأسو منك اتصلوا على ابوك، ابنك لازم تلحقه لا تحصل معاه مضاعفات لا قدر الله وميتحملش. 


بدت ملامح الصدمة جليا عليه،  حتى تشوش بحيرة، ما بين الذهاب الى الوجهة التي كان يقصدها، وما بين طفله المريض، ولكن حيرته لم تستمر كثيرا، فقد حسم خميس الامر يهدر به:

- انت لسة هتفكر يا خويا، اتحرك يلا خلينا نروح نشوفهم، ع الاقل نوري وشنا اللي اسود من عمايلك، وانت يا سامر اتولى شغل الوكالة النهاردة لحد ما نرجعلك.


❈-❈-❈


- بتعملي ايه يا بهجة؟

هتف بها عقب خروجه من المرحاض، حينما وقعت عينيه عليها ترتدي ملابسها على عجالة امام المراَة، فالتفت نحوه بإجفال تجيبه وبيدها تلف الحجاب حول رأسها :


- يعني هكون بعمل ايه؟ بلبس طبعا عشان امشي .


سمع منها ليزفر بضيق متوجها نحوها، ينزع عنها الحجاب بيده قائلا بضيق:

- وكنتي ناوية بقى تمشي من غير ما تقولي، ولا حتى تنتظريني على ما اخرج من الحمام؟ 


طالعته بأعين متسائلة، تخطف النظرات نحو الحجاب الذي كان ممسكا به، ثم القاه من يده ليسحبها اليه بعد ذلك يردف بنبرة تحولت للدفء:


- دا احنا حتى ملحقناش لسة نقعد ساعة على بعضها.


قالها ثم صار يمسد بأنامله على جانب وجهها ويزيح شعرها للخلف، بنعومة تثبط من عزيمتها، حتى خرج صوتها برجاء:


- ارجوك بقى،  انا مينفعش النهاردة كمان اتأخر على نجوان هانم، غيبت عنها كتير الايام اللي فاتت.


اقترب يدفن انفه بين خصلات شعرها الكثيف، يتمتم بوله، وهو يستنشق عبيرها:

- طب اعملك ايه؟ وانا ما صدقت الاقيكي بين ايديا،  مش قادر اسيبك ولا ابعد عنك يا بهجة، عايز اليوم كله ابقى في حضنك وبس، شوفي بقى حظي ، وانا معاكي في نفس المبنى،  وميفرقش عننا غير حاجة بسيطة،  ومع ذلك مش قادر اطولك،  ولا احتى اجيلك مكانك في مكتبك واطل عليكي واكلمك، 

مكنتش اعرف ان شغلك جمبي هيتعبني بالشكل ده،  يا ريتني ما وافقت على الشغل من اساسه بعد ما اتجوزتك.


ابتعدت برأسها تتمعن النظر بوجهه  لتستشف صدق حديثه، 

هذا الرجل سيفقدها عقلها بالفعل، ان لم يكف عن هذه الرقة المبالغ فيها، وإظهار اللهفة وتلك المشاعر التي يبثها لها في لحظات الوصال.


أم ان هذا امر طبيعي، وهي الوحيدة التي ليس لديها من الخبرة ما يجعلها تتقبل ذلك، وتبادله اياه، حتى لو كان الزواج بغرض ال....


نفضت رأسها لتستعيد بأسها واضعة النقط على الأحرف:


- انا لو بطلت شغل من عندك ، يبقى هبطل من كله والتفت للمحل بالمرة، الشغل دلوقتي هو الحجة اللي بخرج من خلالها عشان اقابلك على ما......


- ما تكمليش بقى. 

قاطعها بنزق يشدد من احتضانها، مرددًا بضجر:

- هو انتي حرام تعدي اللحظة من غير ما تفكريني، سيبيلي عواطفك ولو لدقايق، عشان خاطري يا بهجة، عشان خاطري.


ماذا تفعل؟ ومن اين تجد القوة لرفض ذاك البحر الهائج من المشاعر، حتى وهي تقاوم بكل قوتها، تغلبها امواجه العاتية، فتبتلعها بداخلها على غير ارادتها.


بعد قليل 

نزل بها للطابق الأول. وما زال يضمها اليه بذراعه، يغمرها بدفئه ورائحة عطره المميزة، غير عابئًا بالوقت الذي يؤرقها هي، ولكنها تصبر نفسها، حتى لا تزعجه بالتذكير المستمر كما اوضح.


- انا كنت عايز اخرج بيكي نتغدى في اي حتة برا النهاردة........

الصفحة التالية