4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 25 - 2 - الأحد 22/9/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الخامس والعشرون
2
تم النشر يوم الأحد
22/9/2024
كان هذا قولها، ليضيف هو بعروق منتفضة، ضاغطًا بصعوبة على الا ينفجر:
- ع العموم احنا اسفين يا بهيرة هانم لو أزعجناكي، انا جاي اساسا عشان اخد والدتي، وهنمشي على طول، ياللا يا ماما .
نهضت نجوان استجابة له، لتشرع بالذهاب مع بهجة التي مازالت تلفها الصدمة، ف أتى قول الأخرى تلطف مع الوحيد الذي يهمها امره:
- رياض...... أكيد انت عارف بغلاوتك عندي، بس لازم تقدر موقفي يا حبيبي، ما هو مش معقول كل من هب ودب نسيبه يدخل حياتنا وياخد علينا، دي آخرها كانت استنت في الجنينة.......
- كفاية يا بهيرة هانم.
صرخ بها، يقاطعها بحدة ، ليأتي دور بهجة هذه المرة، في رد على عدائية المرأة نحوها:
- اسفة يا هانم لو وسخت لك القصر المعظم، وليكي عليا بيتك ده مخطهوش تاني .
- حقيقي انتي انسانة بشعة وعمرك ما هتتغيري؟
كان هذا رد نجوان ، لتقابلها الأخرى بابتسامة مقيتة تذكرها بجرحها القديم دون ذرة رحمة.
- وانتي عايزة تكرري قصة نريمان من تاني .
تردد الاسم بأسماعها ، لتهتز بوقفتها وكأن مطرقة ضربت رأسها، بمشهد جعل الاثنان يتوجسان خيفة عليها ومنها ايضا، حتى ثارت، تنوي الهجوم عليها وبصوت كالصراخ :
- وانتي معندكيش قلب، وعايزة الكل يبقى زيك، عشان ملقتيش اللي يحبك يا بهيرة، حتى جوزك.....
كانت تتقدم نحوها بهياج، وكأنها تريد الانقضاض عليها ، لولا بهجة وولدها الذان شكلا حاجزًا امامها، يمنعاها من الاقتراب منها، وهي تواصل:
- جوزك يا بهيرة اللي اتلخبط ما بينا في اول زيارة لبيتنا واهله مكلمينه عنك، لما شافني انا كان عايز يغير رأيه..... ومن يوميها وانتي بتكرهيني يا بهيرة عشان عمره ما حبك...... فضلتي دايمًا حطاني السبب، مع انك لو حاولتي وكنتي انسانة طبيعية زينا كان اكيد حبك، لكن انتي انسانة متكبرة، فضلتي تعامليه من برجلك العاجي لحد ما طق ومات منك......
قطعت حينما رأت تأثير الكلمات عليها، وقد تغضنت ملامح الأخرى بأسى، حتى ارتعشت ثغرها الذي تزمه كخط رفيع، وغامت العينين القاستين بدموع نادرة، لتشفق هي وترتخي ذراعيها فتردف بحزن وأسف:
- وجعتك صح، عشان تجربي وتدوقي من نفس الكاس يمكن تحسي زي بقية البشر ...... مع اني منظش....
تقطعت الكلمات الاخيرة لتصمت بعدها وتقع مغشي عليها بين ذراعي ابنها الذي لحق بها قبل ان تصل الى الارض ، فصرخت بهجة بجزع:
- نجوان هانم .
❈-❈-❈
طرق على باب غرفتها، بعدما استأذن من والديها الذان تقبلا الأمر بترحيب تام، ليأتي الاَن دوره، ويدفع الباب بخفة بعدما سمع صوتها الناعم تناديه بإسمه:
- ادخل يا شادي .
دلف اليها ليجدها تنهض عن سجادة الصلاة، تضع المصحف الكبير على حامله، فتوقف هو يتأملها، وقد اضفى الاسدال بألوانه الزاهية بهاءًا على البشرة التي اصبح يعود اليها لونها الطبيعي، وينقشع عنها اللون الباهت،
مطرقة رأسها بخجل، ترفض رفع ابصارها نحوه، بعدما عاد اليها وعيها وعرفت من احاديث والدتها الأشياء التي كانت تقوم بها على غير ارادتها.
كم ود ضمها الاَن بين ذراعيه بقوة، حتى يسمع بصوت طقطقة العظام بين يديه، علٌه يخفف شيئًا من شوقه اليها، ولكن لابد من الصبر.
- عاملة ايه النهاردة يا صبا؟
سأل وأقدامه تخطو للأقتراب منها على تردد، لتأتي إجابتها بصوت خفيض:
- الحمد لله، يوم عن يوم، بتحسن اكتر.
ابتلغ يستجدي من الله الثبات امام رقتها وجمال هيئتها تلك ، مواصلا حديث روتيني:
- ااه لسة ماشية على تعليمات الشيخ، وبتنفذيها؟
اجابته بحماس هذه المرة:
- ايوة والله، وكمان مداومة على قراءة القرآن على طول، مش بس ع السور اللي نبه عليها الشيخ، انا كل ما ازود احس بارتياح اكتر .
سألها بقلق :
- طب ووجع البطن لسة برضوا ولالا
- لا الحمد لله
تمتمت بها سريعًا لتردف:
- لدرجة احيانا مش بصدج نفسي وانا باكل وبشرب طبيعي، وبنام طبيعي وبصحى طبيعي، الحاجات دي كلها كنت محرومة منها ، بس الحمد لله.
ردد خلفها بارتياح متعاظم وعيناه للسماء:
- الحمد لله، الحمد لله.
تطلعت اليه بتساؤول، اثار فضوله للإستفسار :
- ايه بتبصيلي كدة ليه؟
ردت تجيبه بحرج؛
- اصلك متكلمتش ولا جولت تعالي يا صبا..... يعني عشان ارجع بيتي.
اسعده عبارتها الاخيرة، وهي تخبره بها بنبرة عادية، دون قصد منها، ليجيب ابتسامة شملها الاضطراب:
- انتي مش محتاجه دعوة يا صبا للرجوع لبيتك، انا بس سايبك تخفي من غير ضغط، دا غير اني قاصد ااجل رجعتك
- زي ما نبهت ان محدش يجيب سيرة عن العمل واني ربنا نجاني لما انفك عني
قالتها بفراستها التي يعلمها عنها ، والتي لطالما اثارت اعجابه بها، ليوضح لها عن السبب الحقيقي:
- كدة احسن يا صبا، عشان اقدر اكشف اللي عملها، ما لو انا اهملت او سكت عن حقي، هيكررها تاني، وانا لا يمكن اكرر غلطتي..
❈-❈-❈
دلف الى داخل الوكالة التي كانت هادئة الحركة فيها في هذا الوقت من الصباح الباكر، عائدًا من سفرته بعد اسبوع لم يكمله رغم تخطيطه المسبق في اخذ إجازة شهر عسل كامل او ع الاقل اسبوعين، وسوف يختلق الحجج في تبرير غيابه بعد ذلك ، ولكن ما حدث.....
- ايه ده انت وصلت يا بابا، حمد ع السلامة، انت رجعت امتى من سفرك؟
خرج السؤال من ابنه سامر بعدما انتبه الى وجوده، اثناء ما كان يراجع على عدد من دفاتر البيع والصرف
فجاء رد خميس بصوت كالغمغمة:
- ركبتي عربيتي خمسة الصبح يا خويا، عشان اوصل على ميعادي، ما انا عارف الهم اللي مستنيني
تعجب سامر من هذه اللهجة المتذمرة، ولكنه تغاضى، وانزاح بجسده عن مقعد المكتب، ليجلس خميس محله، وانتقل هو للكرسي المقابل للمكتب يتحدث بفضول:
- وعلى كدة بقى خلصت كل الطلبيات اللي كنا عايزينها مع التجار؟
- طلبيات ايه؟
هم ان يتمتم بها، لكن سرعان ما استفاق متذكرًا، السبب الذي تحجج للسفر من اجله الى خارج المحافظة:
- ااا طبعا خلصت واتفقت وكلها كام يوم وتوصل العربيات ع المخازن.
- طب كويس، بس انت قولت ان احتمال تتأخر لأسبوعين لو شبط فيك قريبك يقعدك عنده.
قالها سامر غافلا عن وجه والده الذي احتقن بالغيظ لتذكيره بالخيبة التي وجد نفسه عالقًا بها، لينفجر به بعدم احتمال:
- يا خويا قولت ولا زفت، ما هو كان مجرد افتراض، لكن انا حسيت نفسي مش مرتاح، مقبلتش ابلط عند الناس ، فهمت بقى؟ قوم ياللا شوف شغلك ولا رص البضائع، دماغي قد كدة مش حمل كلام منك، قوم ياللا .
اجفل سامر من صيحته، لينهض على الفور، مذعنًا لأمره، رغم تعجبه من هذا الغضب الغير مبرر، ليرجع في الاخير ان الإجهاد الجسدي هو السبب.
اما عن خميس، ازدادت ملامحه بؤسًا، يستعيد برأسه ما صار في الايام الماضية.
منذ بداية زواجه، وبعد ان دفع المهر الباهظ، وتم عقد قرانه على تلك الجميلة والتي كاد ان يطير من السعادة، يستعجل الوقت الى لحظة امتلاكها بعد خروج الجميع من الغرفة، رجل الدين واعمامها عيد وسعيد وزوجاتهم، فلم يتبقى سوى هو وهي.
(( حبيبتي يا صفصف، هاتي بوسة من الخدود اللي عاملة زي التفاح بالقشطة دي.
افلتت تبعد عن متنازل يديه تردد بدلال:
- لااا مينفعش.
- لأ ليه بس؟ انتي هتغلبيني من أولها؟
ردد بها باعتراض يهم بالمحاولة مرة أخرى ، ولكنها اوقفته تلوح بكفيها امامه وبضحكة صاخبة بميوعة:
- يا راجل اهدى شوية....... امي هتدخل علينا وهيبقى منظرك مسخرة.....
سمع منها ليتجمد محله يعترض:
- وامك تدخل ليه ان شاء الله؟ هي ممشيتش مع عمك عيد وسعيد ولا ناوية تدخل معانا ؟
شقهة بمرح صدرت منها لتغمغم ردا على وقاحته::
- يا نيلك راجل، دا كلام برضو.
تحولت للجديد تردف وهي تنهض لتتجه نحو باب الغرفة:
- لسة الليلة قدامنا طويلة اعقل واتقل كدة، امي هتعرفك ع الولاد وهتنزل تاخدهم للدور التحتاني على طول ، عشان يخلالنا الجو
عادت اليه ابتسامته، ليتابعها بأدب تنادي على والدتها كي تأتي :
- هاتي الولاد وتعالي ياما، عشان يسلموا على عمو.
التفت في الاخيرة نحوه بابتسامة مغوة جعلته يسبهل في التطلع اليها حتى دلفت والدتها اولا تمسك طفلين صغيرين في عمر الثالثة والخامسة، فتح لهم ذراعيه فور رؤيتهم: