-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 6 - 3 الجمعة 6/9/2024

   قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري


الفصل السادس

3


تم النشر يوم الجمعة

6/9/2024

قوست فمها ترمقه بنظرات باردة:

-ده الراجل اللي معندوش دم كان واقف امبارح واحنا بنلمو فلوس المستشفى ومرضاش حتى يطلع 5 جني يديها لممرضة ولا يجيبلك علبه عصير، راجل رمه وبخيل بخل اليهود.


أمسك الفرشاة وقام بتصفيف شعره ووضع عطره وهو يستمع لتذمرها:

-3 سنين خطوبه إلا ما فكر يعزمنا مره على غدوه ولا بوء شاي، ولولا انك بتروح تزورها بالخناق كان منعك خالص تدخل البيت، ولا هي اللي عايزه كل حاجه ومن أغلى الاسعار كأنك قاعد على بنك.


وقف مستندا على المقعد ومتذمرا:

-احنا مش هنخلصو من موال كل يوم ده؟ بقت مراتي يا امه خلاص ممنوش فايده الكلام ده.


رفعت جانب شفتها العليا بامتعاض:

-بقت مراتك خلاص وكأنك مش شايف طمعها فيك هي وابوها! الله يسامحك... لو كنت بس فكرت شويه واخدت ملك ولو بكلمه من امها ولا اخوها مكانش المعلم رشوان طمع فيها لنفسه.


زفرت بضيق عندما رأت احمرار حدقتيه:

-يلا ممنوش فايده الكلام على قولك، البت ضاعت خلاص.


أشاح وجهه عنها حتى لا ترى مدى تأثره بحديثها وقبل أن تزيدها عليه استمعا لطرقات على الباب ففتحت لتجدها سهر واقفة تبتسم لهما:

-أمي رايحه توصل سالي لبيتها عشان جوزها اتصل بيها واستغيبها وكانت عايزه تسلم عليك قبل ما تمشي.


هز راسه وتحرك ببطئ فهرعت لتسنده وخرج يصافحهما:

-ازيك يا حماتي وانتي يا سالي.


ربتت  الأولى على يده:

-حمد الله على سلامتك يا بني، كته ضربه في ايده البعيد منه لله.


هز رأسه متمتما:

-حقي هاخده بس مش دلوقتي.


صرخت سهر بنفس اللحظة:

-ﻷ، بقولك ايه انت تبعد عنه خالص انا مش مستغنيه عنك.


لتعقب سالي عليها:

-ده راجل شراني يا حسن وروحك في ايده على رأي ابويا لو خلى أهل الحارة يقاطعوك مش هتشتغل.


لتعلق عليها والدتها:

-ولا لو فكر ياخد منك المحل.


صدح صوت والدته:

-محل ايه اللي ياخده ياختي ده ايجار قديم، ميقدرش ياخده.


ضحكت ساخرة:

-يقدر يا ام حسن فبلاش فاتحة الصدر دي، ولا ﻷجل خاطر ملك هتضحي بابنك؟


لمعت عيني والدته على الفور وهي تضرب صدرها بخضة:

-اضحي بيه! يا لهوي.


تابعت نظيرتها موضحة:

-ما وقفتكم ليه ملهاش معنى تاني غير انكم بتناطحوه، وطبعا المعلم رشوان مش ممكن يسكت على كده والدليل المحل انهارده مشتغلش ب3 مليم.


تعجب مقوسا حاجبيه:

-محل ايه اللي مشتغلش ده؟


ردت توضح:

-المحل بتاعك يا بني، السمك مرطرط لدلوقتي، ده يوم الجمعه ده كنت بفضل واقفه في البلكونه اشوف الزحمه اللي عليك وقبل الصلاه ما تخلص بتكون مشطب البضاعة كلها، شوف بقى دلوقت الساعه كام والسمك زي ما هو.


نهض مسرعا لغرفته فستأذنت برفقة ابنتها:

-هروح أوصل سالي وارجعلكم، بس امانه ما تقولي للحاج انور اني سبت البت هنا لوحدها.


وافقتها ودلفت خلف ابنتها بعد أن ودعت ضيوفها لتجده يصيح باخيه:

-يعني ايه مبعتش؟


رد حسين غاضبا:

-مفيش مخلوق هوب ناحية المحل يا حسن هعمل ايه طيب؟


سأله متوجسا:

-طيب والسمك؟


أجابه الآخر بغل:

-مرمي قدامي، اللي كان صاحي منه مات والباقي ريحته قربت تطلع.


أغلق بوجهه وهو يصيح:

-ده ايه خراب البيوت ده بس يا ربي!


دلفت سهر وراؤه تربت على كتفه:

-فداك يا حسن، بلاش تتعصب عشان الجرح.


التفت ناظرا لها بعيون غاضبة:

-فدايا 20 الف جنيه؟ نقلة السمك بتاعة انهاردة مكلفاني 20 الف يا سهر واصلا سالفهم.


هتفت والدته بصوت مرتفع استمعوا له جميعا:

-الستات اقدام واعتاب.


هنا صاحت سهر متذمرة:

-سامع امك يا حسن؟ هو أنا السبب في اللي حصل ولا الست ملك؟


صرخت بها:

-بت انتي، ملكيش دعوه بملك انا بقولك اهو.


صاح بهما معا:

-بااااس، انا مش عايز شغل الحريم ده يا جدعان انا بيتي بيتخرب.


استمع لصوتها الآتي من نافذة غرفة أخيها وتطل على نافذة غرفته وهي تناديه:

-حسن.


نظر لها فورا فهتفت بدون مقدمات:

-محلوله إن شاء الله، لما المعلم ييجي انهارده هتكلم معاه، أنت ملكش ذنب في اللي حصل.


ظل ينظر لها نظرات تحسر وحزن فقطع عليه نظراته صوت سهر:

-كتر خيرك يا ملك، معلش هقفل الشباك احسن حسن لسه مستحمي وممكن يستهوى.


أغلقت النافذة على الفور وتذمرت وهي تصر على أسنانها:

-قال يعني هي اللي هتجيب التايهه، مش هي اُس البلاوي دي كلها.


رمقها بنظرة باردة فقوست فمها:

-انا عارفه إنها غاليه عليك، بس المثل بيقول يا روح ما بعدك روح والسبب في اللي حصل اخوها اللي عمل عملته وساكت على اللي بيحصل وسايبك انت تقف في وش المدفع.


جلس على الفراش بعد أن جهزته له والدته:

ريح بقى يا بني عشان الجرح يلم على ما اعملك شوربة الخضار تقوي جسمك.


أراح جسده فدثرته وخرجت للمطبخ فاقتربت منه سهر وجلست بجواره على حافة الفراش تمسك راحته وتخلل أناملها بخاصته فابتسم يحاول مجاراتها بما تفعله ولكن عقله ظل مشغول بتلك التي ضحت بنفسها ﻷجل أخيها:

-سرحان في ايه يا ابو علي؟


ابتسم بسمة مصطنعة:

-ابدا يا حبيبتي، بفكر في السمك اللي باظ ده هجيب فلوسه منين.


انحنت تقبل وجنته وهمست:

-ربنا هيحلها إن شاء الله.


نظر بلمحة منه لباب الغرفة وسألها:

-امي فين؟


ردت غامزة:

-في المطبخ.


سأل من جديد:

-وحبيبة؟


أجابته تهمس بإثارة:

-بتنشر الغسيل.


عضت على جانب شفتها بشكل أثاره فابتلع ريقه وسألها:

-ايه الحكاية؟ اعدلي كده أمي واختي بره.


هزت كتفيها بدلال زائد:

-هو انا عملت حاجه؟


ضحك مبتلعا ريقه:

-آه عملتي وكده هضعف، ده انا كنت هموت امبارح من غير ما اغتسل بعد اللي حصل بينا ولسه يادوب عرفت استحمى دلوقت.


رفعت حاجبها توبخه:

-بطل كلام قليل الأدب.


تعجب من توبيخها المصطنع:

-بقى كلامي قليل الأدب وأفعالك هي المؤدبه؟


امتعض وجهها فهمت بالوقوف ولكنه سحبها بقوة ساعده فارتمت جالسة:

-بت، بطلي الشغل ده انتي هتعمليهم عليا ده انا عاجنك وفاهمك كويس، من امتى بتعملي الحركات دي ها؟


ردت تهز كتف واحد بإغراء:

-الله مش بقيت جوزي ولا عيب؟


بلل شفتيه نافيا:

-ﻷ طبعا مش عيب، وبما اني جوزك فقربي كده شويه.


سحبها بقوة لتقترب منه أكثر فهمست تتدلل عليه بصوت انثوي:

-أمك هتدخل علينا.


ابتلع ريقه وأشار لشفتيه:

-طيب هاتي بوسه بسرعه قبل ما تطب علينا.


انحنت تقبله قبلة رقيقة ولكنه ابدا لن يرض بتلك القبلة فاستلمها هو وعمقها أكثر وأكثر حتى تاهت هي بعذب طعهما المسكر وابتعدت عنه بعد أن اجتاحتها مشاعر تجربها لأول مرة، أو ربما لثاني مرة وأغلقت عينيها تحلم بإتمام ما بدئاه:

-بحبك يا سهر.


ردت مبتسمة:

-وانا بموت فيك يا ابو علي، امتى ربنا يجمعنا في بيت واحد بقى؟


ضحك عاليا وغمز لها:

-شكلها عجبتك قلة الادب.


اجتاح وجهها حمرة الخجل وأطرقت رأسها فاقترب منها هامسا:

-مكيوفه من ايه ده احنا لسه بنقول يا هادي وبكره تدوقي حلاوة الحب على ايديا يا روح قلبي.


هم بتقبيلها ولكن جاءت أصوات الزغاريد العالية والآتية من المنزل المقابل لتقطع عليه وصلة الرومانسية ليحل محلها التجهم والضيق.

❈-❈-❈


استقبلتهم بوجه بشوش ووالدتها تقف بجوارها وكل من خالها وأخيها يصافحان الرجال فتركت ورد الجمع وهرعت تحتضن صديقتها ورفيقتها تربت على ظهرها:

-ملك يا حبيبتي.


أشار لهم خالها بالدخول:

-اتفضلوا يا جماعه البيت نور، نورت يا معلم.


التفت يرمق زوجاته وبناته بنظرات مفهومة فأطلقت كل واحدة منهن زغرودة عالية وكأنهن بذلك يعبرن عن فرحتهن بزواج زوجهن.


جلس بأقرب أريكة لا تكشف باقي البيت ولكن نافذتها تطل على الشارع فيستطيع المارة رؤيته بوضوح، وجلس خالها بجواره فربت الأول على فخذه بشكل استعراضي:

-ازيك يا شاكر وازي عيالك؟


رد عليه باحترام زائد:

-كلهم بيبوسوا ايدك يا معلم، عايشين في خيرك.


عاد للتربيت على فخذه:

-عيب الكلام ده إحنا أهل يا راجل.


الصفحة التالية