-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 8 - 1 الأربعاء 18/9/2024

قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الثامن

1


تم النشر يوم الأربعاء

18/9/2024

❈-❈-❈

عندما تتخذ القرار الصحيح لا تبالي لقلبك...

تألم يوم، شهر بقرار عقلي صحيح أفضل من أن تتألم طيلة حياتك بقرار خاطئ من قلبك.

مارتن لوثر كينج


أخرج دفعة من الدخان الحارق زافرا إياها خارج رئتيه فأحاط دخان أرجيلته الكثيف من حوله لينهي آخر دفعة دخان بها ووقف تاركا محله ومتوجها لسيارته التي قادها لبيته الثالث ودلف بعد أن فتح باب ڤيلته بالمفتاح ليستمع ﻷصوات طفلتيه تلعبان معا وفور أن انتبهتا لوجوده صرختا بفرح وهرعتا ناحيته:

-باااابي.


انحنى مستندا على ركبيته واحتضنهما وقبلهما قبل كثيرة مبتسما:

-حبايبي.


وقف معتدلا بعد أن خرجت زوجته الثالثة تبتسم له فابتسم بدوره وتحدث متحركا صوبها:

-رضيتي عني ولا ايه؟


ظلت بسمتها مرسومة على وجهها وهي تجيبه:

-وانا ليا مين غيرك.


ابتسم هو الآخر وسحبها من خصرها بقوة فارتطمت بصدره وتسائل والحيرة جلية على ملامحه:

-يا ترى مخططالي ايه في دماغك؟


رمقته بنظرة مندهشة ودفعته بعيدا عنها بامتعاض واستدارت توليه ظهرها:

-كمان! بعد كل اللي عملته ده وقلقان مني يا رشوان أكون بخطط لحاجه، بجد الله يسامحك.


أدارها لتواجهه وتكلم وهو رافعا حاجبه الأيسر:

-ماهو اللي يشوفك ويشوف عمايلك يوم الجمعه اللي فاتت ميقولش إن دي ماهيتاب ابدا.


زفرت أنفاسها وأطرقت رأسها تحاول كتم غضبها:

-انا آه مضايقه طبعا انك هتتجوز عليا ومش قابله الموضوع بس عارفه إن طالما حطيت حاجه في دماغك هتعملها، يبقى ايه لازمة الخناق! وأول القصيده بانت أهي لما مجتيلش طول الاسبوع ولا فكرت تسأل عليا ولا على بناتك.


زم شفتيه بفروغ صبر وأمسكها من ذراعها ووقف أمامها يسألها بحيرة:

-ايه المشكلة لما أتجوز رابع؟ ما انتي متجوزاني وأنا على ذمتي اتنين.


ردت بعد أن تعلقت بعنقه تتدلل عليه:

-آه بس انا كنت الأخيره ومتجوزتش عليا خالص، حتى اللي طلقتهم كانو قبل مني وكنت مفكرة أني مميزه وحاجه تانيه عندك بس طلعت زيي زيهم.


قبلها من وجنتها وترك خصرها ممسكا براحتيها يقبل كل واحدة على حدى ورفع رأسه ينظر لها متغزلا بها:

-انتي عارفه أنك واخده الحته اللي في الشمال لوحدك ومحدش مشاركك فيها وجوازتي لها أسباب.


حدقت به بتركيز تتسائل:

-اسباب ايه؟


أجابها زافرا بقوة ومبتعدا عنها دالفا لغرفته:

-مش لازم كل حاجه تعرفيها يا ماهي، أنا عمري ما حسستك إن في زوجه تانيه في حياتي ولا هتحسي بده في الوضع الجديد، فبلاش تعملي مشاكل وزعل بينا من مفيش.


تبعته للداخل واضعة ذراعيها بخصرها متذمرة:

-يا سلام! ازاي مش هحس بتغيير؟ طيب أنت كنت الأول بتيجي عندي يومين وساعات تلاته واربعة كمان لما بتحب تريح راسك من البيت الاولاني بمشاكله وزهقه، التقسيمة كانت إن كل واحده فينا لها يومين والجمعة كنت بتقضيه معايا، بعد جوازك تقدر تقولي تقسيمتك هتكون ايه؟


غمز لها مبتسما باتساع فاهه وجلس على طرف الفراش يستعد لتغيير ملابسه بأخرى بيتيه:

-التقسيمه زي ما هي يا روحي، ليكي يومين برده بس الجمعه هو اللي هيكون لها.


جلست بجواره تتلمس كتفه كالقطة التي تداعب رفيقها وتكلمت بصوت حنون ومتوسل:

-ايه لازمة الجوازة دي بس؟ ومتقنعنيش عشان الخلفة، عيله أد بناتك يا رشوان عاجبك فيها ايه بس؟


لم يعقب عليها ووقف بعد ارتداؤه لملابسه البيتية وسألها غير عابئ بحالتها المتضايقة:

-مش هتعشيني؟


هزت رأسها بفروغ صبر وأومأت تؤكد له:

-طبعا، هنزل أحضرلك الأكل.


دلفت المطبخ لتجهيز الطعام ولكنها أمسكت جوالها وهاتفت والدها الذي أجابها فورا:

-حبيبة بابي.


امتعض وجهها وردت بحزن:

-ايوه يا بابي، أنت متكلمتش مع رشوان في موضوع جوازته دي زي ما قولتلك؟


ارتبك الآخر ورد متهربا:

-مجتش فرصة يا ماهي، معلش حبيبتي أنتي عارفه عقلي مشغول اليومين دول بالصفقة اللي جايه ونسيت خالص.


زفرت بضيق وتحركت تخرج الأواني لتضع الطعام بها وهي لا تزال تحدثه:

-مشغول ولا خايف يبوظلك الصفقة؟ يا بابي حرام عليك بجد اللي أنت عامله فيا ده هو انا مش بنتك.


تعجب وسألها فورا:

-ايه الكلام ده؟


تنهدت واختنق صوتها بالبكاء وهي توضح له:

-غصبت عليا في الأول أتجوز واحد لا هو من سني ولا من المجتمع بتاعي ولا تعليمه زيي وكمان متجوز اتنين ومطلق 3.


سحبت أنفاسها بداخلها وطردتها بزفرة قوية:

-ولا خوفت أنه يرميني زي ما عمل مع الباقي ولا فكرت هعيش معاه إزاي وأنا مش بحبه، كل تفكيرك كان إزاي الشغل اللي بينكم يكبر ويبقى مضمون، ومع ذلك سكت وقبلت عشانك...


قاطعها محتدا:

-انتي محسساني اني رميتك في النار، يا بنتي ده انتي بتموتي فيه وتقريبا قاطعتي كل صحباتك اللي علقوا على فرق المستوى عشانه.


نهجت بأنفاس حزينة تعقب:

-آه، منكرش اني حبيته بس جوايا وجع كل ما بحس اني خانه من تلات خانات هو بيبدل فيهم وكنت صابره وساكته عشان أنا الوحيدة اللي متجوزش عليها بالرغم من كل السنين اللي عدت دي، بس ده رايح يتجوز عيله أد ورد بنته يا بابي يعني ممكن جدا تاكل بعقله حلاوة وتخل....


قاطعها صوته من الخلف وهو يتكلم وآثار الضحك والسخرية بادية على صوته:

-متخلقش لسه اللي يقدر ياكل عقلي ولا يضحك عليا يا ماهي، انا رشوان الدخاخني مش عيل برياله هيضحك عليه.


التفتت بخضة وابتلعت ريقها خوفا من غضبة وبطشه فمد راحته يشير لها لتعطيه الهاتف فناولته إياه فوضعه على أذنه وبدأ حديثه دون اكتراث لما سمعه منذ قليل:

-ازيك يا صفوت.


رد الآخر:

-الحمد لله يا رشوان أنت عامل ايه؟


التفت يرمق زوجته بنظرات حادة:

-الحمد لله، خلصت كل حاجه وكلمت الناس بره؟


أجابه مؤكدا:

-كله خلاص وعليك أنت بس تدخل الحاجه مع شحنة السجاير اللي جايه.


لاحت نصف ابتسامة باهتة على شفتيه وهو يتحرك لخارج المطبخ ويكمل حديثه:

-متقلقش، أنا بس اللي مش فاهمه هو ليه وازاي الحاجه دي مطلوب مني أدخلها مصر؟ هو مش كنا بنعمل المستحيل عشان نطلعها؟


رد صفوت ضاحكا:

-احنا ملناش دعوه يا رشوان، الزبون يطلب نطلعها بره مصر بنطلع، طلب نرجعها يبقى ترجع من غير اسئلة ولا وجع دماغ.


جلس رشوان على المائدة وزوجته تضع أمامه أطباق الطعام وهو يشاكسها بدغدغة خصرها كلما اقتربت منه لترك الأطباق من يدها وتابع حديثه:

-عموما أنا مجهز كل حاجه على الاستلام في المينا بس مجرد ما اسلمك الحاجه هاخد نصيبي ومليش دعوه بعد كده بأي عوء.


ضحك صفوت عاليا:

-ربنا ما يجيب عوء.


هز رأسه وتكلم وهو يتناول الطعام:

-هجيلك الاسبوع ده عشان اشتري الشبكه من عندك، جهزلي شوية حاجات رقيقة كده تليق ع العروسة وعايز هديه لبنتك من الموديلات الجديدة اللي نزلتها من كام يوم.


التفت يسألها:

-كان أي موديل عاجبك؟


ردت تخبره بالوصف الصحيح للقطعة الماسية واستمع والدها لها فعلق:

-تمام تعالى أنت بس ومتشيلش هم حاجه.


أغلق معه والتفت ينظر لتلك الجالسة بجواره تطعم صغيرتيها وتكلم فوراً بحدة عكس تلك المشاكسات التي أمطرها بها منذ قليل:

-لو اشتكتيني ﻷبوكي تاني مش هيحصل كويس، ده تاني تحذير والتالته تابته.


رمقها بنظرة جامدة فابتعلت ريقها بتخوف وأطرقت رأسها تتحاشى النظر له فأكمل هو تناول طعامه دون التحدث بأي أمر آخر.

الصفحة التالية