-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 8 - 3 الأربعاء 18/9/2024

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الثامن

3


تم النشر يوم الأربعاء

18/9/2024


استيقظ بنشاط بعد أن قضى ليلته برفقة زوجته المدللة ينعم بدفئ جسدها ونعومته وتنعم هي بحلاوة عشقه حتى وإن كان مقسما بينها وبين زوجاته الأخريات.


اعتدل بجسده ينظر لها بشهوة بالرغم من قضائهما لليلتهما معا فابتسم يحدث نفسه:

-ده الحباية بتاعة امبارح مفعولها لسه مكمل لدلوقت، حلو ده.


انحنى يقبل عنقها فتململت بحضنه:

-صباح الخير.


عض على شفته واقتنص شفتيها بقبلة جامحة:

-صباح العسل والحلويات.


ابعدته فورا وبلهفة:

-البنات والباص هنتأخرو.


ضحك عاليا وسحبها فارتمت على الفراش مجدداً وهمس بداخل أذنها:

-انهارده الجمعه يا ماهي.


تنهدت بارتياح وتعلقت بعنقه تتغزل به:

-آخ منك انت، نسيتني اسمي.


قبلها مجددا وهم بها فتجاوبت معه على الفور حتى ارتويا فوقف تاركا إياها تلهث ودلف المرحاض ليغتسل وخرج يرتدي ملابسه والتي اختار أن تكون عصرية عكس ما يرتديه دائما من جلباب طويل.


هندم نفسه وشعره ووضع عطره فتعجبت منه وهي تعلم أنه لا يرتدي تلك الملابس إلا بحالات خاصة، حتى انها ببداية زواجهما طلبت منه تغيير نمط ملابسه ومن وقتها بدأ هو بارتداء تلك الملابس العصرية ﻷجلها فقط، ولكن عندما يعود لعمله او يذهب ﻷحدى زوجتيه يعود لارتداء جلبابه المريح الذي تعود عليه:

-متشيك كده ورايح فين؟


التفت بعد أن نثر عطره على جسده بغزارة:

-مش قولتلك الجمعة بعد كده بتاع مين.


اعتدلت تحكم ملائة الفراش على جسدها ورمقته بنظرة ممتعضة:

-الكلام ده بعد الجواز مش قبله يا رشوان، أنت رايح لها انهارده؟


ضحك واقترب منها يداعب أسفل ذقنها:

-حلو شغل الغيره والضراير ده، كنتي بتعمليه على ناهد وجايه تعمليه دلوقتي على ملك!


تحركت ووقفت أمامه تنهج بأنفاسها الحزينة وتتمتم:

-يا ريتني ما حبيتك.


انتبه لها ولمعت عينيه بدهشة وهي تتابع:

-مكنتش هتوجع كده لما تتجوز عليا.


بكت رغما عنها فاقترب منها وحاول احتضانها ولكنها ابتعدت عنه رافضة محاولته فلم ييأس وسحبها من خصرها محكما ذراعيه عليها فظلت تنتفض وتبعده عنها:

-بطل بقى وابعد، أنا بجد هموت مقهوره منك.


قبلها من تجويف عنقها وهمس بشبق:

-بعد الشر عليكي يا روحي إنشالله أنا.


أخرجت شفتها السفلى ممتعضة بشكل طفولي فابتسم واستمع لتذمرها:

-طيب ريح قلبي وقولي سبب إصرارك ع الجوازه دي؟


تركها وحك رأسه وتنهد بفروغ صبر:

-مش لازم كل حاجه تعرفيها يا ماهيتاب، أنتي ملكيش عندي غير أنك متحسيش بأي نقص أو تغيير وغير كده مش عايز كلام ومشاكل في الحوار ده.


تركها وتحرك للخارج وقاد سيارته باتجاه الحارة ولكنه وقف قبل كل شيئ عند أحد المحلات المخصصة لبيع الحلويات ودلف يسأل الموظفة:

-عندكم حلويات شيك كده تنفع لمناسبة؟


أومأت توضح:

-في كل حاجه يا فندم وفي كمان نظام البوكيهات.


لم يفهم مقصدها فوضحت ببسمة لبقة:

-حضرتك بتختار نوع حلو زي مثلا كب كيك وبنلفه زي بوكيه الورد.


أعجبته الفكرة فأختار نوعا من الحلوى:

-طيب عايز ده ولفيه لفه كويسه وابعتيه للعنوان ده الساعه 4 العصر.


عاد لسيارته وقادها حتى دلف الحارة ووقف يصفها أمام محل الأسماك الخاص بحسن وترجل متحركا صوبه فوجده جالسا وأمامه كمية قليلة من الأسماك، نظر للطاولة وزم شفتيه للأمام وألقى سلاما عابرا:

-السلام عليكم.


رد عليه السلام ووقف قبالته ينتظر منه أن يبادر بالحديث:

-مالك فرشتك فاضيه ليه كده؟ أنت شطبت ولا ايه؟


تنفس حسن بحدة:

-يعني حاجه زي كده.


هز رشوان رأسه ونظر بساعته وكأنه ينتظر شيئا ما وما هي إلا لحظات حتى دلفت سيارة نصف نقل تحمل الكثير والكثير من الأسماك بأنواعها فنظر حسن له بتيه وهو لا يعلم ما هذا حتى أنه لم ينتبه للسائق والعامل الذي معه وهما ينزلا طاولات السمك ويناولاها لأخيه الذي فرح كثير بهذا الخير.


ظل ينظر لرشوان ولما يرتديه ولرائحته التي زكمت أنفه وهو شبه متأكد أن كل هذا التأنق ما هو إلا من أجلها هي:

-نزل السمك ده كله يا حسن واشتغل، والدين بتاعك اللي عند المعلمين بتوع المعدية كله اتسد.


هكذا نطق رشوان وحسن لا زال يتنفس بحدة:

-وياريت تجهزلي أكلة سمك محترمة كده حط فيها جمبري واستاكوزا وكل الأصناف اللي بتحبها ملك، أنت أكيد عارفها.


تشنجت تعابيره الممتعضة فابتسم رشوان لردة فعله ولكنه ظل يثير حنقه وغضبه اكثر:

-بعد ما تخلصهم وديهم البيت عند الجماعة، اقصد بيت يوسف مش جماعتي التانين.


أكمل حديثه باستثارة لأعصابه:

-وحمد الله على سلامتك، ابقى خد بالك من نفسك يا حسن وبلاش تلعب بالسلاح احسن يطول منه ويعورك، ويمكن المره الجاية تيجي في مقتل.


تحرك من أمامه ذاهبا صوب منزلها وظلت أنظار حسن معلقه عليه حتى اختفي من أمامه وما تعجب له هو هجوم سكان الحارة عليه ليشتروا منه الأسماك التي جاءت لتوها ولا تزال حية تقفز من الطاولات الخشبية فارتبك وبدأ ينتبه لحركة البيع التي عادت لسابق عدها والجميع يهتفون بطلباتهم المختلفة

❈-❈-❈


خرجت من المرحاض بعد أن مكثت وقت لا بأس به تحاول إخراج تلك الطاقة السلبية التي استحوذت عليها، دلفت غرفتها وفتحت خزانتها تنظر أمامها لشيئ مناسب حتى ترتديه ولكنها تفاجئت بوالدتها تدلف بعصبية وتقف أمام خزانتها وتخرج لها زي عبارة عن فستان قصير قليلاً به جيوب عند الخصر ومزين ببتلات الزهور فتعجبت ملك وسألتها:

-ايه يا ماما الفستان ده أنا ملبستوش من الإعدادية.


هزت كتفيها ترد بغل:

-ألبسيه بقولك.


حاولت الأعتراض عليها ولكنها وجدت الإصرار بحدقتيها فتنهدت وهي لا تفهم سبب إصرار والدتها على ارتداء زي طفولي بهذا الشكل، وفور أن انتهت أجلستها أمامها وبدأت بتصفيف شعرها لضفيرتين كل واحدة على جانب ففهمت فوراً سبب فعلتها وهتفت رافضة:

-ايه لازمة اللي بتعمليه ده؟ يا ماما بلاش نخليه...


قاطعتها صارخة بغضب:

-بس يا بت، هو فاكر عشان ما بطلتي تعملي الضفاير بقيتي عروسه وعينه منك! أنا لازم افكره أنتي مين.


أكلمت تصفيف شعرها ووضعت بنهاية كل ضفيرة شريطا من الساتان الأحمر تعقده بفيونكة فضحكت ملك وهي تعلم أن لا شيئا مما تفعله سيعطيها النتيجة المرجوة، ولكنها صمتت وتركتها تنهي ما تفعله وهي تتمتم:

-الفستان ده هو اللي شاريه ليكي وكان جايب زيه لورد، كنتو يادوب عيال 13 سنه.


زفرت بيأس أن تقنعها أن ما تفعله بلا طائل حتى قرع جرس الباب فعلمت أنه وصل وهمت بالخروج ولكن والدتها رفضت:

-خليكي ومتطلعيش إلا ما أندهلك.


خرجت وفتحت ترحب به ترحبا زائفا:

-اهلا يا ابو محمد.


ابتسم وهو يدلف للداخل:

-ياااه يا ام يوسف، من زمان محدش قالي الاسم ده.


رمقته بنظرة متفحصة لما يرتديه وضحكت ضحكة ساخرة:

-الله يرحمه لو كان عاش كان زمانه عنده 30 ولا 31 سنه مش كده؟


أومأ وقد فهم ما ترمي إليه فجاراها مبتسما وهي تضيف:

-كان هيتربى وسط العيال ويبقى أخوهم الكبير، ده حتى كان هيبقى أكبر واحد فيهم وأكبر من حسن كمان.


هز رأسه وانتظرها أن نتهي تلك المسرحية الهزلية التي تؤديها:

-يمكن كان هو اللي ربى ملك بدل ما حسن رايح جاي يقول إن هو اللي مربيها وهو يادوب عنده 27 سنه مش 30 زي الله يرحمه محمد.


رد مبتسما:

-وهو حسن اللي رباها فعلا! أومال أنا كنت فين؟


ضحك عاليا وهو يستطرد:

-خلصتي الفيلم الهندي بتاعك؟ 


ضغطت على أسنانها واختفت شفتيها داخل فمها من الغيظ:

-روحي ناديلي ملك الله يكرمك يا حماتي.


زفرت بقوة ودلفت تستدعيها متذمرة بصوت عالي:

-حماته ايه؟ ده أنا أصغر منه ب10 سنين.


وقفت ملك التي تابعت حوارهما من خلف الباب وهمست ترجوها:

-بطلي بقى يا ماما عشان خاطري.


خرجت تستقبله فضحك فور أن وقعت عينيه عليها ولم يتمالك نفسه من الضحك وهي تقترب أكثر وأكثر وعقب عليها:

-لايق عليكي اوي دور سعاد حسني في صغيرة على الحب.


ابتلعت ريقها وهمست:

-أمي هي...


قاطعها يومئ:

-عارف يا روحي.


خرجت والدتها بنفس اللحظة تقدم له مشورب غازي ووضعته أمامه تتسائل:

-بتشرب الحاجه الساقعة ولا صحيح أنت عندك السكر وممنوعه عنك.


مسح وجهه مرورا بلحيته المنمقة وهتف:

-تسلم ايدك يا حماتي، كله منك حلو بس أنا جعان والحاجه الساقعة هتسد نفسي، خليها بعد الغدا.


دبت الأرض من برود أعصابه وتوجهت للمطبخ فالتفت ينظر لملك الجالسة بجواره مطرقة رأسها بخجل فمد راحته يرفع ذقنها بسبابته وابتسم يسألها:

-مضايقه اني جيت أزورك انهاردة؟


نفت بحركة رأسها فتابع هو:

-مشكلة حسن اتحلت وواقف ف المحل مش ملاحق ع الطلبات، مبسوطه مني كده؟


ابتسمت وهزت رأسها برضا فأكمل:

-وفلوس يوسف حولتها لحسابه انهارده، النص مليون كلهم يعني تمن البضاعة بمكسبهم، وخليه يعتبر خاتم الخطوبه هديه مني، ها مبسوطه؟


ردت بخفوت:

-أوي، ربنا يخليك.


علق عليها فورا:

-لمين؟


رفعت وجهها ترمقه بعدم فهم فتابع:

-ربنا يخليني لمين؟


ضحكت ضحكة رقيقة وهمست:

-ربنا يخليك ليا.


أغلق عينيه يتنفس عاليا باستمتاع ومسك راحتها مقبلا إياها فقاطعه قرع جرس الباب فابتسم على الفور وغمز لها:

-افتحي.


ذهبت وفتحت الباب لتجد عامل التوصيل يحمل بوكية الحلويات بمنظره الخاطف للأنفاس فحملته ودلفت تسأله ببسمة واسعة:

-الله، ده ليا؟


ضحك ووقف أمامها يشاكسها:

-ﻷ، لحماتي العزيزة.


ضحكت وقد استطاع حقا أن يذيب الجليد بينهما بتلك اللافتة الرقيقة فسلط أنظاره على وجهها وشرد بعينيها اللتان تجعدتا من الجانب بفعل ابتسامتها فمد راحته يبعد الخلصة الرفيعة الساقطة على عينها وأمسك إحدى ضفيرتيها يهمس متغزلا:

-أمك فاكره إن الضفاير دي هتخليني أغير رأيي، متعرفش إني حبيتك من وأنتي بالضفاير وكنت مستني تكبري عشان اقدر اقرب منك واحسسك بيا، كنت هستنى تخلصي الثانوي وابدأ أقرب منك على أمل تحسي بيا وتبادليني نفس اللي حاسه ناحيتك، بس جه يوسف وعمل عملته وبوظ كل حاجه.


أمسك راحتها مقبلا إياها:

-كان نفسي نقرب من بعض بس مش غصب.


رفع وجهه ينظر لها متغزلا بها:

-ينفع نحاول نقرب من بعض من غير ما احس إنك مغصوبه عليا، ولا تفضلي تعامليني أني أبو صاحبتك.


تنفست عميقا وأومأت:

-انا بحاول والله.


ابتسم وهز رأسه:

-عارف، وعشان نقدر نقرب من بعض اكتر من غير ما حد يحاول يفرقنا فأنا قررت نكتب الكتاب الجمعة الجايه وهنفضل زي ما احنا لحد ما تخلصي امتحانات وبعدها نتكلم في الجواز، ها إيه رأيك؟


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة