-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب لخديجة السيد - الفصل 1 - 2 - الجمعة 6/9/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب  

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

2

تم النشر يوم الجمعة

6/9/2024

في منزل بسيط في أحد الحواري الشعبيه،كان يعمل بالتلفاز حفله نانسي والاعلام والصحافه كانوا يتحدثون عن نجاحها الباهر.. ثم ارتفع صوت بخشونة مرددًا 


= يلا يا أمي انا حضرتلك الاكل، عايزك تخلصي كل الاكل ده وتاخدي العلاج وبعد كده تخشي تنامي وانا هنزل اشوف شغلي عشان اتفقت على ورديه تانيه 


اقتربت منه وهي تتحرك بكرسيها العجل، وقد 

طفح الذنب وتأنيب الضمير على ملامح أمه  وهي تناظر أبنها الذي بدا كأنه أكبر من عمره بعشر سنوات من تحمل المسؤوليه بمفرده، ثم قالت بصوت حزين 


=يا ابني ليه كده انت بتتعب من الورديه الواحده بطل تضغط على نفسك عشاني و عشان العلاج اللي خلاك بطلت تستنى تعيين من اي شركه بعد ما اتخرجت واشتغلت حته آمن في فلل ولا عارفه بيسموها ايه دي .  


أبتسم أحمد بهدوء وهو يرد ببساطة


=اسمها كومباود يا ماما وبعدين مين قال لك ان متضايق اصلا اني اشتغلت الشغلانه دي المرتب الحمد لله كويس ونافعنا، ثم ان خلينا صراحه مع بعض هستنى ايه اكتر من كده عشان اتعين ولا في حد في الزمن ده بيشتغل بشهادته! 


ثم وضع الطعام أمامها و أضاف بيأس وإحباط 


= يلا معلش بقى يا ريتك ما علمتيني ولا دفعتي الفلوس دي كلها في تعليمي اللي ما جاش بفايده في الآخر.. الايام دي اللي يشتغل في شركه كبيره لازم يكون معاه واسطه 


فتطلعت بعينيها وقالت بإحساس قاتل بالذنب  


= هقول بس ايه؟ ربنا يوفقك انت واللي زيك 

عارف انا متاكده ان شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك وهيراضيك وهتبقى حاجه كبيره اوي! وبكره تقول امي قالت 


لوي شفته بسخرية وهو يقول باستخفاف 


= اه لسه حكايه الحلم إياه اللي كل يوم تحلميه وتحكيلي عليه انك بتشوفيني عمال الم فلوس كتير ما لهاش نهايه، انتٍ بس لو تسمعي كلامي وتتغطي كويس وانتٍ نايمه هتبقي كويسه والله .  


ردت بتضرع واثق في قدرة المولى على تدبير شئون خلقه


=بتتريق على امك يا احمد؟ طب ايه رايك أن كلامي صح ومن دعواتي ليك ليل ونهار ربنا مش هيردني وهيعوضك عشان انت استحملت عشاني كتير،كفايه يا حبيبي فسخت خطوبتك عشان تعالجني بفلوس الجواز بعد ما اتفقت على كل حاجه ولحد دلوقتي ما اتجوزتش وكل ما افتح معاك الموضوع ما ترضاش وتقولي هسيبك لمين؟ ولا هامن عليكي مع اللي هتجوزها دي .


قبل يدها بحنان وقال برضا واضح من صوته و ملامحه 


= انا مش بعمل جمايل انا برد اللي انتٍ عملتيه معايا زمان يا امي! ابويا لما مات انتٍ اشتغلتي كل حاجه لدرجه بقيتي تخدمي في البيوت عشان توفري ليا احتياجاتي وده كان السبب في تعبك كمان! وبعدين عاوزاني اعمل ايه لما الدكتور قالي ان انتٍ محتاجه عمليه في اسرع وقت افكر ساعتها في جوازي ولا فيكي 


تطلعت لوجه أبنها أحمد المشرق وتمتمت له بحزن ويأس


= وايه الفايده يا حبيبي ما انت عملتلي العمليه من هنا وتعبت تاني وطلعت محتاجه عمليه تاني للقلب! واديك عمال تصرف علاج قد ايه ومن ناحيه تانيه بتحاول تستلف وتعمل جمعيات عشان توفر تمن العمليه.. و العمر جري بيك واديك عديت ال ٣٠ ولسه ما اتجوزتش.. ده حتى خطيبتك القديمه لما بطلع من البلكونه بشوفها وهي بتزور امها وبقى معاها عيلين وبتحسر عليك كنت بقول زمان دول احفادي لولا انك سبتها وهي ما رضيتش تستنى معاك .


تنهد بضيق مكتوم مِمَّا جعله يقول بدفاعية  وهو يشيح بنظره عن نظرات أمه المتهمة


= ماما ده اسمه نصيب وبعدين ما تلومهاش هي معاها حق برده! زي اي بنت نفسها في حاجات كتير تتجوز وتتستر واهلها نفس الكلام فهتعمل ايه لما فجاه خطيبها يقول لها استني معايا ثلاث سنين تاني ولا اكثر ولا مش عارف قد ايه هو نفسه عشان يجمع فلوس تانيه للجواز؟ كان لازم تسيبني طبعا.. وكويس ان ده حصل ما اديكي قلتيها بنفسك انا لسه بجمع فلوس العمليه تاني يبقى كنت هتجوز ازاي ولا اصرف على العيال اللي هجيبها دي منين.


ارتسم الحزن والضيق عليها فحضنها من كتفها واجتذبها لصدره هامسا بحنو 


= ما تفكريش في حاجه يا ست الكل انا والله ما زعلان و راضي، وعارف قد ايه نفسك تشوفي احفادي بس يا ريتني كنت اقدر اعمل كده ولا عاوزين بقى اظلم معايا واحده وما اقدرش اصرف عليها و ادين اكتر انتٍ اولى عندي دلوقتي.. وبعدين اللي معهوش ما يلزموش! وانتٍ عودتيني على كده انا مش ظالم عشان اجيب واحده مش قادره اصرف عليها ولا اخليها تخدمك وانا اللي المفروض ابرك واولى بيكي .


رمته أمه بنظرات حنان و ابتسمت له بامتنان قبل أن تتحدث بأمل


=ما عشان طيبه قلبك دي انا متاكده ان الحلم حقيقي وهيحصل في يوم وربنا هيجبرك و الفلوس اللي انا بشوفك بتعدها في الحلم دي هتبقى حقيقه! وهتبقى حاجه كبيره زي الناس اللي بنشوفهم في التلفزيون دول 


رفع حاجبيه بملل ليقول بخشونة


= انا بقول احسن تاكلي وتاخدي العلاج عشان انا خلاص فاضلي ربع ساعه بالظبط وانزل 


هزت رأسها بقله حيله ولم تعترض مجدداً لكن عندما نظرت الى ما في التلفاز تساءلت بتعجب


=هو ايه يا ابني اللي انت بتتفرج عليه وجايبه ده؟ انا مش اول مره اشوفك بتتفرج على حاجات زي كده مين دي وايه الحفله دي! 


اضطربت ملامح أحمد وكأنها انتشله من خلوته هاتف بتوتر مبالغ 


=هاه، عادي اصل الست اللي بتاخد الجائزة دي معانا في الكومباوند بشوفها على الحقيقه  قدامي، فمش عارف ليه بحس بانبهار كل ما اشوفها زي يعني بتوع السيما كده والمذيعين 

فانا بحاول بالصدفه شفتها فما صدقتش نفسي مع انها مش اول جائزه تاخدها اصلها ما شاء الله شاطره أوي وبتحب شغلها وما فيش مره  مسابقه بتدخلها الا لما تنجح فيها.


نظرت للتلفاز ثم ناظرت أبنها بطرف عينها وهي تردف بنبرة ماكرة


= ايه يا احمد عينك منها ولا ايه؟ اول مره اشوفك مهتم بحد كده.. بس تعرف هي حلوه اوي صحيح، بس يا ابني شكلها غنيه أوي ومش من مقامنا  


لف الإحباط احمد وقال لأمه بقلة حيلة


=انتٍ بالك راح لايه يا ماما انا بقول لك مبهور عشان بشوفها في التلفزيون وبشوفها بعد كده في الحقيقه قدامي مش اكتر، وبعدين حتى لو فيه فكرك يعني اللي زي دول بيبصلنا؟ ده انا شغال عندهم.. وبعدين هي مش شايفاني خالص اصلا فين وفين لما بتسلم عليا حتي 


انخفضت عينا احمد ولفمها نحو التلفاز بشرود قائلا بصوتٍ أجش 


= بس لما سألت ليه اسلوبها كده استغربت من كلام الناس قالوا وقت ما يكون عندها شغل مهم بتحضره مش بتبقى حاسه بالناس اللي حواليها و بتستخسر الشوايه اللي هتقف تتكلم معاك فيهم وتقول احسن توفرهم في شغلها.. مش بقول لك بتحب شغلها أوي بس ست غريبه .


أطلقت عينا الأم سهام الازدراء والاستخفاف من تصرفات تلك الفتاه وترجمتها بانها متكبره 


= بلاها احسن من كلامك عليها حسيتها  متكبره ومش شايفه غير نفسها! حتى السلام مستخسره ده ايه ده؟ اللي عطاها يعطينا يا سيدي ما كلنا في الآخر بني ادمين زي بعض.. 


أعترض أحمد بروح تواقة وبصوت منخفض وبالكاد يخرج مفهوما 


=لا يا ماما بالعكس مش متكبره ولا مغروره خالص دي ممكن تكون احسن واحده في الكومباوند كمان، اصلها وقت ما تكون مش عندها ضغط شغل كتير بتهتم بتسلم على اللي حواليها ولو عرفت في مشكله تحلها وتقف جنبك بس في نفس الوقت بتحب تبقى لوحدها وبعيد عن الناس كانها ليها عالم لوحدها، مش بقول لك شخصيه غريبه . 


احتدت الدماء في وجنتيها غضبا من اهتمامه ولمعت عين أبنها وهو يتحدث عنها وتراقص اللهب في مقلتيها الداكنتين باسي عليه فلا تريد أن يتألم من التعلق والحب، وقالت بدعاء 

داخلها


= يا رب لو في قلبه طلعها، انا عمري ما شفته بيتكلم على واحده كده وعينيه بتلمع حتى خطيبته القديمه، يا خوفي لا تكون بتحب يا احمد وما لقيتش الا اللي اعلى منك هتتعب يا ابني وانت فيك إللي مكفيك .


❈-❈-❈


عادت نانسي الى منزلها بداخل الكومباوند، بينما اسرعت إليها الخادمة مرددة


=حمد لله على سلامتك يا ست نانسي انا جهزتلك كل حاجه طلبتيها مني في البيت وهمشي بقى محتاجه حاجه تاني مني!. 


نظرت نانسي إليها بضيق شديد وكأنها كانت تعتقد ستجد احد يبارك لها نجاحها اليوم! فلم تجد اي شخص يخبرها بذلك او تحتفل معه وتخبره كم كانت تعاني الفترات السابقه حتى تصل الى ذلك النجاح والمجهود الذي بذلته، صحيح لم يكن النجاح الأول لها؟ لكن ملت من  فكره نجاحها الصامت ذلك، فهي من عودت نفسها على ذلك.


فجميع الموظفين رحلوا يحتفلون مع اصدقائهم وعائلتهم واحبابهم! لكن هي لم تجد احد تشاركه ذلك النجاح، رغم أنهم أحياناً كانوا يحاولون الاحتفال بالشركه سويا لكنها كانت ترفض وتفضل العزله! فلما الان فقط بدات تشعر أن حياتها ممله وهي وحيده بروتينها المعتاد.. ربما لان لم يكن النجاح الاول وليس نجاح سهل! وبدات تشعر حقا بانها تحتاج الى شخص في حياتها، حتى لو مؤخراً لكن تشارك أبسط الأشياء لديها.


افاقت على صوت العامله وهي تكرر باستغراب 


= يا ست نانسي هو حضرتك مش سامعاني؟!. 


هزت رأسها برفض بغمّ ثم قالت بصوتٍ منهك وهي ما زالت تمسك الجائزه بيديها 


=لا يا خيرية متشكره تقدري تمشي انتٍ خلاص.


بعد رحيلها من المنزل، انهارت ملامح نانسي وتراخت جالسه على اقرب كرسي ونظرت حولها عندما وجدت نفسها وحيدة ولا تعرف مع من تشارك نجاحها الكبير اليوم! ارتعشت شفتها السفلى وهي تهتف بوهن 


=يعني سايبه كل اللي حواليكي وجايه في حته الخدامه اللي على قدها مركزه في شغلها عشان عيالها ومش فاضيه تتابع تلفزيون و حتى لو تابعت هتابع اخبار عن الازياء و الموضة وتشوف حاجه زي كده وتباركلك ؟!. 


بعد مرور ربع ساعة، تمددت نانسي على فراشها فاتحة عينيها وبدت في أضعف حالاتها منذ تلك اللحظة التي وجدت نفسها وحيده ولا احد تشاركه نجحها الباهر وهي تعيش كالأموات وأنها خسرت كل شيء في حياتها السابقة.. اصدقائها.. خطيبها السابق.. فرصة لتكوين عائلة.. 


وكل ذلك لأجل العمل والنجاح والشهرة! هل كان يستحق الأمر أن تخسر كل شيء من أجلهم؟ هل تلوم والدها بأنه جعلها تعيش بتلك الطريقه لا تثق في احد وعملها هو امانها الوحيد وسندها وليس الناس !!.  


همست لنفسها بنبرة حزينة بملامح شاردة


=خلاص يعني هستسلمي للواقع و ما فيش حد تحكيله عن نجاحك وشعورك اليوم عامل ازاي؟ ولا عن نجاحك اللي فضلتي تسعي فيه سنين.


اعتدلت فجاه و تهالكت على حافة فراشها مائلة للأمام فغطى شعرها ملامحها ثم تراخت يدها الممسكة بالجائزة حتى أوقعتها أرضا..

و سرعان ما نهضت وهي تردد بصوت مخنوق 


= لا أنا مش قادره اقعد اكتر من كده لوحدي ولا استحمل الوضع ده انا هروح اعمل اي حاجه بره ان شاء الله اروح ازور بابا في المقابر دلوقتي واتكلم معاه زي ما بعمل.


الصفحة التالية