رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب لخديجة السيد - الفصل 1 - 3 - الجمعة 6/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأول
3
تم النشر يوم الجمعة
6/9/2024
استغرب غفير المقابر حضور نانسي بذلك الوقت لكن لم يتحدث وفتح لها البوابه ورحل،
زمّت شفتيها بقهر لترك أبيها الحياه مبكرا إذ لا تشعر أنها شبعت منه أبدًا، لكنها طالعت القبر وقالت بصوت حزين
= ازيك يا بابا وحشتني اكيد طبعا مستغرب ان انا جايه بوقت زي ده؟ بس للاسف مش جاي احكيلك عن نجاحي زي كل مره واقول لك كويس انك علمتني اهتم بشغلي واخليه اهم من اي حاجه في حياتي انا جايه اعاتبك لاول مره .
ازدردت تلك الغصة المسننة في حلقها ثم أضافت بصوتٍ ثقيل
=انا عامله نجاح كبير أوي النهارده والكل بيتكلم عنه! و الكل بيتمنى يكون مكاني دلوقت وبيحسدني على اللي انا فيه لكن مش عارفين ان لما اقفل الباب عليا بعمل ايه و احساسي!. انا لأول مره احس بالوحده يمكن عشان طول الوقت مرميه في شغلي..
هزت رأسها بضيق وهي ترمق القبر بنظرات الخيبة الممزوجة بالغضب.. هاتفة بحسرة
= بس لما استلمت الجايزه اللي ما بقتش عارفه عددها من كتر نجاحي واتكتب اسمي ضمن أشهر ازياء العالم وشركتي اتصنفت رقم واحد في عالم الموضه والاكثر مبيعات! لقيت نفسي بلف حواليا وبجري عاوزه اشارك حد نجاحي واحكيله قد ايه تعبت عشان اوصل للي انا فيه بمجهودي واني فرحت في اللحظه دي أوي! بس فجاه كل ده انطفى اول ما لقيتش حد معايا مش عارفه اتصل بمين احكيله؟ مش لاقيه صحاب؟ولا حبيب؟ ولا زميل شغل؟ ولا في حد قريب مني اشاركه النجاح ده .
التقطت أنفاسها ثم هتفت بصوتٍ متحشرج قهرًا على حالها ووضعها الآن
=العيب مش فيهم على فكره الدنيا وحشه آه بس مش كلهم يعني أكيد، انا اللي سمعت بنصيحتك وعملت زي ما كنت بتعمل وزياده كمان، قفلت على نفسي أوي بعدت عن الصحاب و أني اكون صديقات حتى في عملي
او اعمل عيله! ركزت على الشهره والنجاح بس لدرجه حسيت انها هتاذيني، انا قسيت علي نفسي بالفعل، ممكن لو حد سمعني يستغرب كلامي بس لو مكاني هيفهمني الحاجه لما بتزيد عن حدها بتقلب ضدي!.
سرعان ما انهارت وهي تغمر وجهها بين كفيها تبكي بقوة، لقد خسرت أن تسعي لفعل أسره أو اصدقاء للضروره حولها؟ وكل ما كانت تملكه من أجل سعادة مؤقتة تتمثل بيومين أو ثلاثة كانت تقضيهم في منزلها وحدها أيضا في الماضي.. والآن رغم أن نجاحها الكبيرة علمت بحقيقه غير متوقعة.. حقيقة أنها ستموت وتعيش وحيده فقد خسرت كل شيء..
أضاعت كل شيء بيدها بالحياة المقبولة التي كانت تعيشها.. فكانت تعيش بالماضي مع اصدقاء و الكثير من الناس حولها وهي من ابتعدت عنهم متعمده! بعد وفاء والدها و تحملها للمسؤوليه بمفردها.. تمنت لو يعود بها الزمن فلا تفعل ما كانت تفعله عندما قطعت كل الصله بالناس وتفرغت للعمل فقط .
ارتفع صوت نحيبها بمرارة وهي تردد
= تفتكر في امل ممكن اصلح حاجه؟ ولا خلاص حياتي كلها ضاعت و هتقف لحد هنا.. طب ايه اللي يمنعني؟ ان احاول ارجع اصدقائي واشوف حد كويس يشاركني حياتي
مسحت علي قبر والدها بوداع و باختلاج فؤادها المحروقة ونزيف قلبها المنهمر بغزارة راجياً من الله أن يعوضها فلا تتحمل تلك الحياة بعد اليوم.. رغم انها كانت بختيارها!.
❈-❈-❈
بالمساء، كانت الالام التي تشعر بها نانسي هذه المره لا تحتمل ابدأ، حتى انها ساقت السياره بصعوبه حتى وصلت وقبل ان تصعد الى الكومباوند الخاص بها وقفت لحظات تاخذ أنفاسها بألم حاد في الحديقه، وهي تضغط على بطنها بقوة شديدة من الالام..
في ذلك الأثناء لمح أحمد نانسي عادت، فوقف مكانه لدقيقة محتار ومتردد يفكر هل يقترب منها ويهنئها أم يتراجع؟ ربما لم يتقابلون الا قليلاً جداً فمن الممكن لا تعرفه، او بالتاكيد لا تراه من الاساس فأخذ نفسا قبل أن يقترب ويقول بصوتٍ خفيض متلعثم وهو بالكاد يخرج
= ازيك يا استاذة نانسي، مبروك!.
رغم ألم معدتها لكن مالت زاوية فمها بابتسامة وهي ترد بدهشة
=نعم مبروك على ايه؟
ازدرد أحمد ريقه وأجاب بحذر
= على الجائزه اللي خدتيها انا شفت حضرتك في التلفزيون وشفت الحفله وقد ايه شغلك كان جميل وتستحقي النجاح فعلا
تطلعت نانسي به بنظرة متأثرة وعينين بارقتين ولفَّت الصدمة ملامحها وهي تقول
=انت بجد تابعت الحفل وشفتني قصدي يعني ما توقعتش حد هنا ممكن يكون مهتم بحاجه زي كده.. او حتى راجل يكون مهتم بالموضه والازياء .
بدأ العبث والشقاوة يتلاعبان بملامحه الحلوة فتسارعت دقات قلبه لتضخ الدم الى وجهه مباشرة وهو يقول بحرج
=اه ما انا زيهم ما ليش فيها بصراحه بس بالصدفه وانا بقلب شفتك، حتى والدتي استغربت اهتمامي بحاجه زي كده وقعدت اقول لها ان انا بشوف نفسي الشخصيه دي حقيقي قدامي في شغلي، عشان كده مهتم حاسس يعني كاني بتكلم مع ممثله ولا مذيعه اصل اول مره اشوف حد في التلفزيون على الحقيقه قدامي.
منحته نانسي نظرة ممتعضة قبل أن تقول له
= اه فهمت ماشي شكراً وابقى سلملي على والدتك كمان.. اتفضل دي حاجه بسيطه اعتبرها حلاوه نجاحي النهارده.
زحفت الحمرة لوجهه بإحراج قبل أن يعترض بصدمة
= انا مش بقول لك كده عشان عاوز فلوس والله لا ما لوش داعي متشكر وبعدين مفروض انا إللي اجيبلك حتى هديه مش حضرتك.. و..
لم ترد عليه فكانت منهكة من بين أنفاسها اللاهثة من الوجع، و وحدتها البادرة بلا رحمة، فجسدها لم يتحمل أكثر من ذلك وانهارت نانسي أرضا ودموعها تتابع السيلان بصمت قاتل..
ابتلع ريقه وبدت علامات الصدمة متجلية عليه وهو يصيح بخوف
= أستاذه نانسي.. مالك أستاذه نانسي! يا نهار ابيض دي مش بترد خالص اعمل ايه كلهم مشيوا كان لازم يعني اقف معاها اباركلها دي ماتت دي ولا ايه .
❈-❈-❈
ذهب أحمد بنانسي الى اقرب مستشفى بسرعه
فأجرت لها بعض الفحوصات الاعتيادية قبل أن يطلبون عده فحوصات لازمه آخري، وبعض المسكنات لتستيقظ.
بهُت وجه نانسي وتمتمت لها بعصبية منفعله
=في ايه يا ياسمين بقيلك اكتر من نص ساعه عماله تزعقيلي وتعاتبيني عشان من اول ما تعبت ما جيتش كشفت هكون مالي يعني شويه تعب وقلت هيروح لحاله هو انا اول مره اتعب يعني
قطبت ياسمين حاجبيها بغيظ من صديقتها التي كانت مقربه لها قبل ان تنفصل على الجميع بسبب عملها، ثم قالت بشيء من الحزم
= شويه تعب انا مش عارفه بجد دماغك دي فيها ايه؟ ولولا اني عارفاكي كويس وانك مختاره الوحده بمزاجك ومش بتحبي تختلطي بالناس كنت زعلت منك لما قطعتي نفسك من شلتنا فجاه عشان تتفرغي لشغلك وبس! لكن مش لدرجه تكوني بتشتكي من حاجه وتكبري دماغك هم ايه للدرجه دي الشهره والشغل جننونك
ملت رأسها منها ورفعت وجهها بشموخ وقالت
بعدم مبالاة
= انا دماغي مصدعة ومش ناقصه، عارفه انك بتعملي كل ده عشان مش بسال عليكي لكن انا ما كنتش مش فاضيه فعلا.. و بعدين هيكون مالي يعني في ايه شويه تعب هاخد له علاج وهيروح.
احتقنت الدماء في وجنتي ياسمين وتذرعت معترضة دون تفكير
=نانسي انت عندك ورم في الرحم ولازم تشيليه خلال سنتين! وخلال السنتين دول هيكون عندك امل أخير انك تخلفي وتشوفي راجل يناسبك عرفتي بعتابك علي إهمالك لنفسك ليه؟ شوفي بقى حل للمشكله اللي انتٍ حطيتي نفسك فيها .
وعند آخر جملة باحت بها الطبيبه شعرت نانسي بكل أوجاعها تصحو مهتاجة دفعة واحدة لتقسو عليها أكثر، فهذا ما كان ينقصها في تلك اللحظه التي بدات تراجع حساباتها لتكون عائله جاءتها المصيبه الكبرى! فغمغمت بعذاب وهي تمسك بطنها بيديها
=مستحيل!؟.