-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة لخديجة السيد - الفصل 1 - 2 - الأحد 1/9/2024

  


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 
قصة احتياج امرأة مطلقة

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

2

تم النشر يوم الأحد

1/9/2024


رفت زبيدة بجفنيها الحارقين ثم تململت بيأس ورفعت وجهها لامها هادرة بكبرياء نازف


=ولا عاوزه اغيظه ولا غيرانه في داهيه ولا يلزمني مش ده اللي ابكي عليه، بس انا عاوزه اشوف حياتي زيه.. ولا غلط ولا عيب و صدقيني محدش منهم هيهتم انا عارفاهم اكتر منكم.


أشاحت عواطف بوجهها بعيداً وقالت ببرود وقسوة


=وحياتك دي ان شاء الله هتشوفيها ازاي بالولدين اللي معاكي؟؟ انا مش عارفه مالك فجاه قلبتي وماسكه في الجواز كده ليه ده انا قلت هتلاقي نفسها اتسدت منه هو وامه عشان كده انا وابوكي إللي فكرني ان انتٍ اللي مش عاوزه 


ترددت زبيدة قبل أن تقول متوسلة وعيناها تغيمان بالألم


=يا ستي انا حره هو انتٍ مش واخده بالك ان انا عندي 25 سنه ليه عماله تتكلمي كاني مطلقه وعندي 40 سنه وخلاص قفلتي الحياه فوشي.. وبعدين مالهم عيالي انا مش هسيبهم واللي عاجبه ياخدني كده ياخدني بيهم! انا مش أنانية ولا ما عنديش رحمه زيهم عشان ارمي العيال 


أجابت والدتها بإبتسامة صفراً وهي تردد ساخرة 


=طب يا اختي لما يبقى يجي اللي يشيلك يبقى هيحلها ربنا من عنده، شفتي خبط على بابك واحنا اللي قلنا لا


خنقتها العبرة وهي تسألها مستنكرة بضعف أنثوي


=وهو هيخبط ولا يجي منين وانتٍ قايله للناس كلها ان انا لسه على ذمه الزباله اللي كنت متجوزاه ده! بعد كده اللي يسالك قوليله أن اتطلقت والباقي بقى ربنا يدبره من عنده 


ردَّت عليها أمها بتلقائية وبدونه رحمة


=بطلي خايبه يا بنت مفيش حد هيعرف انك اتطلقتي احنا مش ناقصين كلام الناس مش هيخلص و ابوكي هيحبسك في البيت ولا يخليكي تطلعي حتى من البلكونه انما دلوقتي سايبك تطلعي وتخرجي براحتك مع العيال عشان ما فيش حد هيعرف انك اتطلقتي.. سهله هي الحكايه اصلي، مش عارفه هتموتي علي الجواز على ايه 


هزَّت زبيدة وجهها برفض وقالت بيأس وإحباط 


= ثاني يا ستي ما ترحميني وتسمعي الكلام هو انا هفضل طول عمري عايشه في ظلم سواء اتجوزت ولا رجعت بيت اهلي! ما هو عملها ما فيش حاجه تعيبه ولا عشان هو راجل وانا ست.. في قاموس مين بقي ما ينفعش ده ربنا محللها بتقفوا قدام شرع ربنا وتمنعوا ليه 


رفعت عواطف راسُها للاعلي وعادت تنظر لها بنفاذ صبر و هدرت بزعيق وحذر جعلها ترتجف حزينة


=زبيده! شوفي اللي وراكي وطلبات عيالك عشان ده اللي باقيلك، بدل ما اقلب عليكي يلا امشي من قدامي انا صدعت من الكلام! و اياكي اعرف انك قلتي لحد انك اتطلقتي ابوكي مش هيسكت وانا نبهتك وانتٍ حره عشان لو حصل انسي اني اخذ صفك و هسيبه يعمل فيكي مبادله عشان بدأتي تخرفي على كبر!. 


❈-❈-❈


سندت زبيده ظهرها على الكنبة ثم اغمّضت عينيها فإنهمرت دمعاتها لتختلط مع الكحل لتردد مع نفسها بحزن شديد ممـا جـعـل دمعات حـارة تنساب أكثر بتأثر على وجنتيها


=بدأت اخرف عشان بطلب الحلال وعاوزه اتجوز على سنه الله ورسوله، بشرع مين بس ده يا رب ويرضي مين؟. طب افهمهم ازاي ولا اقول لهم ايه؟ 


لوت شفتاها باستخفاف مريرة وهي تكمل حديثها مع نفسها بإحباط ويأس


= ولا صحيح لو عرفتهم اللي فيها حاجه زي كده هيحسوا بيا؟ وقد ايه بعاني كل يوم من الموضوع ده! ده مش بعيد يموتوني عشان طلبت الحلال وحقي انما لو راجل هو اللي طلب عشان نفس السبب ويقول عشان احتياجاته عاوز اكتر من زوجه الكل هيقوله مش احسن ما تمشي في الحرام اعمل طبعا.


فتحت شفتيها لتقول بصوتٍ مثقل بالمشاعر المتناقضة و بنبرة مُرهقة


= هتعملي ايه يا زبيده هتفضلي كده عايشه في الذنب ده كنت فاكره جوازي هو الحل وان في يوم هيرجعني المعدول رغم القرف اللي شفته منه بس قلت احسن من الحرام! وحتى الجواز من غيره مش عارفه.. بس اديني ولا طايله ده ولا ده؟؟ 


مسحت بيدها وجهها بتعب شديد من إحساس الذنب يقتلها فـ غمغمت بألم وحسرة 


= طب ايه حريقه الدم دي ما قادرش يستحمل يقعد اربع شهور من غير ست وراح يتجوز وانا لا ليه؟. يا رب دبرها من عندك وحلها انت اللي عالم قد ايه بتعذب من الذنب ده ونفسي ابطله

بس ازاي والكل فاكرني متجوزه وعلى ذمته لسه واهلي ممانعين؟ ابعتلي معجزه يا رب تخلصني من اللي انا فيه.


كتمت زبيدة دمعاتها بسرعه عند دخول أطفالها الاثنين، وقال احدهم مرددًا 


= ماما تعالي العبي معانا شويه! 


رفعت وجهها قليلاً لأطفالها الاثنين بحنان ثم نهضت تقف على بُعد منهم و تأملتهم بحُزن قبل أن تقترب إليهما بقله حيله، فمهما حدث ليس لهم ذنب.


❈-❈-❈


واجهت زبيدة نفسها أمام المرآة الكبيرة في غرفتها وشعرت بالاشمئزاز من مظهرها و بالغثيان في حلقها وتأنيب الضمير في كل مرة تنتهي فيها من هذا الفعل. 


فلم تتمكن زبيدة من الوقوف أمام عائلتها لتغيير رأيهم في زواجها تحدثت معهم كثيرًا ولكن لا يفهم أحد ولا يمكنها أن تخبرهم الحقيقة خوفًا من رد فعلهم، كانت تشعر برغبة لا تنتهي في البكاء.


فكيف ستخبرهم رغبتها في الزواج لتلبية احتياجاتها؟ لماذا لا يفكرون في ذلك بأنفسهم؟ إنها امرأة مطلقة جميلة وصغيرة، بالتأكيد ستحتاج إلى شخص في حياتها يلبي رغباتها واحتياجاتها بغض النظر عنها. 


لماذا يجب عليها أن تضحي بنفسها لأنها مطلقة ولديها أطفال، في حين يتزوج طليقها ويعيش براحة بال ولا يمنعه أحد؟ بل على العكس تمامًا، إذا لم يتقدم لفكرة الزواج، فسيسعي الجميع له في ذلك ولكن هي لا؟ هل كل ذلك بسبب أنها امرأة وهو رجل؟


أليس كافيًا أنها تزوجت في سن السادسة عشرة ولم يخبرها أحد معنى الزواج؟ بدأت تنضج وتعرف حياتها الزوجية بمفردها دون أي معرفة سابقة. تزوجت وتحملت المسؤولية بمفردها وبدأت تتعرف على أشياء جديدة في حياتها وتعتاد عليها وأولها، العلاقة الزوجية التي كانت تحدث بينها وبين طليقها باستمرار، وهذا ما جعلها تعتاد على ذلك وتعرف منذ صغرها أن هناك أشياء مثل تلك تحدث بشكل طبيعي بين الزوجين. ولكنها لم تضع في الاعتبار أنها ستطلق بشكل مفاجئ وتحرم من تلك الأشياء وتبحث عن بديل بطرقة محرمة.


هي تشعر بالخوف من المواجهة في الحياة بالآخرة أمام الله وتخشى رفض الجميع مرة أخرى، فتظهر أفعالها واضحة في عينيها، مما يجعلها تشعر بالخجل كانت بشكل سيء عندما تفعل ذلك! عندما فشلت في تغيير رأي عائلتها، استسلمت وحاولت بكل قوتها وجهدها أن تتوقف عن تلك الأشياء.فهي تشعر بالذنب كل ليلة وهذا يؤلمها ذلك.


❈-❈-❈


مرت الأشهر وتطور الأمر بشكل سيئ للغاية مع زبيدة، حيث توقفت بالفعل عن العادة السرية ولكنها فوجئت بنفسها تبحث عن بدائل أخرى، مثل مشاهدة أفلام غير جيدة وسيئة للغاية صحيح أنها تجاوزت فعل العادة السرية، ولكن هذا ليس بديلًا جيدًا في النهاية، بل هو محرم وذنب كبير، مثل مشاهدة تلك الأفلام.


سجدت على سجادة الصلاة، فارتفع بكاءها وشهقاتها التي كانت تكتمها وكأنها إذا خرجت وسمعها أحد سيعلم ما بها. على الرغم من محاولاتها الشديدة للتوقف عن تلك العادات السيئة، إلا أنها أدركت أنها أصبحت أضعف من أي وقت مضى، ولن تمر أيامها حتى تلد سهلة عليها أبدًا.


فكل ذلك نتيجة لتأثير الإدمان، وجدت نفسها تمسك هاتفها وتبحث عن أفلام مشابهة و تشاهدها بسرور، في البداية وجدت تلك الأفلام بالصدفة أمامها، ولكن الفضول جعلها تدخل وتشاهدها، وتدريجياً بدأت تغوص فيها مثلما حدث سابقًا واعتادت على العادة السرية التي أيضًا وصلت إليها بالصدفة. 


وتدريجياً بدأت تدرك ما فعلته قبل قليل، بل وتغضب من نفسها، فقد غرقت في المحرمات حتى وصلت إلى قاع مجهول وضاعت ولا تعرف نهاية هذا الأمر. هي ليست سيئة و تحاول الانتظام في كل عبادات ربها ليغفر لها، ولكنها دائماً تفشل، أو ربما لا تستطيع التوقف بعد أن علمت أن عائلتها تمنعها من الزواج وستكمل حياتها هكذا.


صحيح أن روحها متعطشة للعاطفة، مما جعلها تشعر بالضعف والصدمة ومع ذلك، لم تكن أنوثتها مرتاحة بالفعل ولم تستطع تحقيق كل احتياجاتها فهي لم تكن راضية، وبالتأكيد ترغب في وجود رجل في حياتها يشعرها بتلك الأحاسيس والمشاعر التي فقدتها. 


ولكن أين ستجد ذلك؟ والجميع يقف أمامها ويمنعها، كما لو أنها لا تطالب بحقوقها وما يستحقها ولها أن تشبع رغباتها مثلما يفعل الرجال ولكن من ستتحدث إليه ويفهم ذلك؟


رفعت وجهها من وضعية السجود وانهارت في البكاء وهي تدعو ربها بتواضع، على أمل أن يتدبّر الله أمور خلقه ويمنحها زوجًا صالحًا يعوضها عن كل تلك الظلمات، وأن تحصل على موافقة عائلتها أيضًا.


الصفحة التالية