-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 44 - 1 - الثلاثاء 3/9/2024

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع والأربعون

1

تم النشر الثلاثاء

3/9/2024


"مررنا بالصعاب والآلام وقد طبقت جاء موعد الراحة والاطمئنان"


أستيقظ بنوم ما أن أستمع إلى أنين طفلته التى لم تبلغ من العمر سوى يومين. 

التفت إلى زوجته وجدها تغط فى ثبات عميق ويظهر علي وجهها علامات الإجهاد. 

قبل جبينها بحب ونهض بحذر واتجه الي فراش صغيرته وحملها برفق وما أن شعرت بأنها حملت حتى هدئت واستكانت فى أحضانه. 

داعبها أسر بحب:

-أه يا لولو يا مكارة أنتى عايزانى  أشيلك ؟

استشعر شئ لازج على يده ورائحة كريهة ضيق عينيه وهو ينظر إلى يده وسرعان ما أتسعت عيناه بصدمة :

-البامبرز سرب تانى يا بنتى أنا جايب ليكي أغلى نوع أعمل أيه تانى؟! 

تحرك بها الي المرحاض وبدأ فى تغير ملابسها بحرص شديد كما رأى زوجته وزوجة أخيه يفعلون وفور أن إنتهى قام بتنظيف المكان وغسل يده جيداً وبعدها حملها وعاد الى الغرفة وجد تقى قد استيقظت. 

تسأل بحنان :

-صحيتى ليه يا قلبى أيه إلى حصل؟

ردت بوهن:

-قلقت صحيت ولا لقيتك ولا لقيت الهانم شوفت نور الحمام مفتوح عرفت إنكم جوه. 

وضع الصغيرة فى أحضانها برفق وجلس جوارها وأسترسل بإيضاح:

-صحيت على صوت الهانم بتزن وتعيط ولقيتها مروقة نفسها والسرير. 

رمقته بعتاب وقالت :

-طيب ليه مصحتنيش أنا. 

أبتسم بهدوء وعقب :

-أولا أنتي تعبانة وكفاية بتهتمي بيها بالنهار ماما وتمارا ظروفهم متسمحش يعملوا ليها حاجة فأقل حاجة على الأقل وأنا موجود أساعدك. 

بكت الصغيرة من جديد تسآل بحيرة:

-أيه مالها بتعيط ليه تانى؟

ردت مبتسمة :

-كده بقى جاعت. 

فتحت أزرار منامتها وأخرجت إحدى نهديها ووضعت مقدمته فى فم الصغيرة التى بدأت تمتصه بنهم وجوع شديد .

ابتسم أسر بحب وهو يقبل يدها الصغيرة:

-هى ليه كل شوية ترضع وتنام ؟

ردت بتوضيح :

-هى لسه وكمان مش بترضع كتير ممكن آخرها سرنجة 3سم أنت متخيل معدتها أد أيه ؟ 

ردد ضاحكا :

-يعني ساعة كاملة كل إلى بترضعه فيه 3سم ؟!

أومأت بتأكيد :

-أيوة لما تكبر بقي شوية وتبدأ تجوع هدخل ليها لبن صناعى عشان تشبع. 

تنهد براحة وقال :

-تمام هقوم أغير مفرش السرير بتاعها. 

إبتسمت بامتنان :

-ربنا يخليك لينا يا حبيبي. 

رد بحب :

-ويخليكم ليا. 

❈-❈-❈

نهض من جوارها وقام بتغيير مفرش الفراش الخاص بالصغيرة وجمع ملابسها المتسخة ووضعهم جميعاً فى الغسالة وعاد إلى زوجته وتسأل بهمس:

-نامت ؟

ردت بهمس مماثل :

-يعنى.

تسأل بهمس:

-طيب هنزل أجيب ليكى ساندوتش وكوباية مغات ماشى ؟

رمقته بحيرة وردت :

-دلوقتى أنا كنت هنام. 

ابتسم بحب وقال :

-حبيبي أنتى لسه والدة ولازم تتغذى كويس عشان خاطر اللبن ينزل للولو وهى كمان تتغذى. 

ردت مازحة :

-بس كده هتخن يا حبيبي هنعمل أيه بقى ؟! ومش هتقدر تشلنى .

غمز بخفة وعقب:

-يا باشا متقلقش جوزك ركبه حديد.

وقف أمامها يستعرض عضلاته بفخر ولم ينتبه إلى طرف السجادة خلفه فانزلقت قدماه وأرتمى على ظهره وهو يأن بالم:

-أه يا كسفتك يا أسر. 

أما عند تقى انفجرت ضاحكة وحتى أن الصغيرة الغافية قد إستسقظت فزعة على صوتهم وأنفطرت فى نوبة من البكاء الحار. 

نهض أسر بآلم مما جعل تقى تسأل بقلق :

-مالك يا أسر أيه إلى حصل يا حبيبي مالك ؟

جلش على طرف الفراش ورد بآلم:

-مفيش يا قلبى الوقعة كانت شديدة شوية سكتى أنتى لولو وأنا هنزل أجيب الحاجة. 

حركت رأسها بلا وتحدثت بلطف :

- لا يا حبيبي أرتاح أنا أصلاً مش جعانة. 

أومأ بهدوء وتمدد جوارها وهو يرقبها وهى تهدأ الصغيرة من نوبة البكاء التي أصابتها حتى غفت وسقطت فى ثبات عميق. 

نهضت بحرص شديد حتى لا تستيقظ من غفوتها ووضعتها فى فراشها ودثرتها جيداً، وعادت إلى الفراش مرة آخرى وتسألت بقلق:

-أيه أخبارك دلوقتي يا حبيبي أحسن ؟

ابتسم بهدوء وقال :

-أطمني يا حبيبتي أحسن والله الحمد لله .

تنهدت براحة وعقبت مازحة:

-وعمال تقولى أنا ركبي حديد والأهلى حديد وفى الآخر أتقلبت زى الجردل. 

رمقها شذراً وقال:

-أتريقى أتريقى يا حبيبتي جت ليكى علي الطبطاب.

أومأت ضاحكة:

-الصراحة أه. 

هتف بتوعد:

-نامى يا تقي عشان عشر دقايق ولولو تصحي شوفى مين بقى إلى هيشلها ليكى يا قطتى. 

ردت بدلال أذاب قلب الآخر عشقاً :

-حبيب قلبي طبعاً. 

❈-❈-❈

فى صباح يوم جديد كان يقف أمام زوجته بتذمر فى محاولة منها ربط الكرافت الخاص به دون فائدة. 

زفر بنفاذ صبر وهو يردد بهدوء مصطنع :

-سيلا قلبى أنتى تاعبة نفسك على الفاضي يا قلبي أنت مش بتعرفى تربطيها أصلا ؟!

ردت بضيق وهى تحاول ربطها كالعادة وكل مرة تبوء بالفشل:

-لأ يا حبيبي المرة دى هنجح فيها أنا أتفجرت علي الفيديو خمسين مرة أكيد هعرف. 

كبت ضحكته بصعوبة حتى لا تنزعج وتحدث بجدية مصطنعة :

-يا روحى أنتى الفرجة حاجة والخبرة العملية حاجة تانية .

تطلع لها بحيرة وتسأل :

-مالك يا سيلا لسه مضايقة كده أكيد طبعاً السبب مش الكرافت؟

تركت ما تفعله وجلست علي الفراش بضيق تحرك خلفها وجبس جوارها بقلق وتسأل :

-مالك يا أسيل فى أيه ؟

هتفت بحزن :

-أحمد أنا حابة نمشى من هنا. 

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل :

-نمشى من هنا نروح فين ؟

ردت بخجل :

-يبقى لينا بيت مستقل. 

ضيق عينيه وتسأل بحذر :

-ليه كده ؟ أيه إلي ةد فى حاجة حصلت أنا معرفهاش ؟

تهربت من سؤاله ونظرت إلى الجهة الآخرى. 

أدار وجهها بكفه وهتف بنبرة لا تقبل النقاش :

-قولت أيه إلى حصل يبقى تردى مش تبصى الناحية التانية يا مدام. 

ردت بصوت منزعج :

-أنا تعبت بجد يا أحمد أنا عارفة أنى أتأخرت فترة فى الحمل وده كان مضايق مامتك أوى ولما المشكلة أتحلت بقى وبقيت حامل كل ما تشوفني تقول عايزين ولد كفاية أختك جابت لينا بنت هو بمزاجى يا أحمد ؟ وبعدين مالهم البنات وبعدين من وقت ما تقى جابت بنت مستملة بقى سماها على إسم مامته يبقى حفيدتى كان أولى تتسمى بأسمى أنا وكلام ملوش لازمة أنا تعبت بجد أسما بتسمع الكلام وتكتم نفسها وتسكت لكن أنا مش هقدر أستحمل ده أتصرف بقي لأنى تعبت يا أما تشوف مكان تانى نعيش فيه يا أما هسيب البيت وأروح أبعد عند ماما وبابا. 

نهض أحمد ووقف أمامها واضعاً يديه بجيب بنطاله وتحدث ببرود:

-مممممممممم أعتبر ده تهديد ؟

❈-❈-❈

رمقته بضيق وقالت :

-هو أيه إلى تهديد يعنى سبت كل الكلام ومسكت فى دى يا أحمد. 

رد متهكماً:

-تعرفى يا أسيل هى مش أسما أختك الصغيرة بس هى أعقل منك مليون مرة عادى ماما تقول إلى تقوله وربنا يكرم والي يرزقنا به رضا من ربنا هى مهما تقول هتكره حفيدها ؟ أو حفيدتها ؟ إذا كان هى روحها فى عليا أصلًا ماما أه بتتكلم بس طيبة أنتى تحاولى تكسبيها يا عاقلة وياريت تتعلمى من أختك الصغيرة إلي أنا واثق أنها مش هتقول حرف واحد لقاسم من الأساس أنتي متعرفيش كانت علاقتهم أزاى يا أسيل ومع ذلك كانت بتحترمها وتحاول معاها عشان تكسبها ومحاولتش تقول لقاسم حاجة من الأساس يا أسيل ياريت تتقبلى كلامها وأعتربيها زى مامتك لو أفترضنا مثلا مامتك إلى قالت ليكى الكلام ده كنتى هتزعلى ؟

حركت رأسها بلا.

الصفحة التالية