رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 48 - 1 - الجمعة 27/9/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثامن والأربعون
1
تم النشر الجمعة
27/9/2024
"بداية الغيث قطرة، ويليها أمطار شديدة، هذا هو الواقع يشتد الضيق، وفجأة تنفرج العقده وكأنها لم تكن"
كان حفل السبوع الخاص بالحفيدة الغالية "عاليا" حفل بهيج علي أعلي مستوي أسر ظل يحمل طفلته طوال الحفل كي يمنع عمر من الإقتراب منها، لكن هذا الصغير الماكر يتجه بالشكوي إلي جدته والتي بدورها تأخذها عنوة وتضعها علي قدمها لكي يلاطفها الصغير الآخر.
كان يقف أحمد وسراج في أحد الجوانب وتحدث أحمد بعتاب بعد أن تأكد أن لا يراهم أحد:
-أنا زعلان منك يا عمي.
ألتفت له سراج بهدوء وقال:
-زعلان ليه يا أحمد؟
عاتبه بضيق:
-حضرتك أزاي تمد ايديك علي أسيل ؟
-تهكم الآخر ساخراً:
-والله ما اعتقدش أن حضرتك ليها لأزمة خالص يا أحمد ؟
عض الآخير علي شفتيه بحرج ورد:
-أسف يا عمي مش قصدي بس أسيل متضربش أظن بردوا دي مراتي وأنا مش حابب حد يمد إيده عليها.
تجهم وجه سراج وتسأل بريبة:
-وأنا أبقي حد يا أحمد ؟ أنا ابوها يا أحمد وليا فيها أكتر ما ليك فيها أنا فرضاً لو مدت أيدي عليها فده كان غصب مني بنتي مكنتش في وعيها من الأساس كانت محتاجة حد يفوقها قبل ما تضيع كل حاجة وقبل ما تحاسب علي رد الفعل أعرف كويس الفعل كان أسه بس الوضع بقي غير يا أحمد لو أنت فكرت تمد أيدك علي بنتك وقتها متلوميش غير نفسك ده أنا أدبحك فيها.
تهكم ساخراً وعقب:
-بجد هو بصرف النظر أني إستحالة أصلا من الأساس أفكر امد ايدي علي أسيل بس ما حضرتك مدت ايديك عليها واحد غيري كان هيقولك كده ؟
تبسم الآخر وقال:
-أيوة واحد غيرك كان هيقول كده بس مش أنت يا أحمد أنا عارف كويس أني مجوز بناتي لرجالة وبعدين يا خفيف إلي يمد ايده علي مراته يبقي مش راجل من الأساس إلي يستقوي علي واحدة ست يبقي يشيل لقب رجل من البطاقة أحسن وعايزة أوضح ليك حاجة مهمة أوي لو عندي شك أن رجوع أسيل هيقل منها مكنتش رجعتها ليك يا أحمد والحمد لله ظنها طلع في محله وعايزك متزعلش من سيلا الفترة الجاية لأنها مس في وعيها أصلا من الأساس وزود عليها أن هرمونات الحمل عالية معاها وبتتحول لنكد.
❈-❈-❈
أتسعت عين الآخر وتدارك متسائلاً:
-قصدك أن كل إلي في سيلا ده هرمونات حمل؟
حرك رأسه بإيجاب وعقب:
-أيوة.
جعد حاجبيه بحيرة وتسأل:
-طيب وحضرتك عرفت منين ؟
نظر أحمد حوله واقترب منه هامساً في أذنه:
-عشان حماتك كانت كده يا خفيف.
تبسم أحمد ببلاهة:
-نعم طنط عليا العاقلة الراسية كانت زي سيلا وهي حامل؟
أومأ بإيجاب ورد بإستفاضة:
-أيوة طول فترة الحمل أصلا مكنتش بتقول غير طلقني طلقني عارف لو مقلتش طلقني في يوم كنت أقول دي أكيد تعبانة يا قلبي.
انفجر ضاحكاً وعقب:
-للدرجة دي؟
أضاف مؤكدا:
-للدرجة دي وأكتر كمان والحالة كانت بتزيد عندها وهي حامل في البنات يعني في أسيل وأسما كانت نوعاً ما هادية شوية لكن في الرجالة أجارك الله.
تفهم أحمد مغزي حديثه وتحدث بنبرة ذات معني:
-كل يجيبه ربنا كويس يا عمي سوا ولد او بنت أنا راضيه بيه أهم حاجة أن يكون سليم البنية والعقل غير كده رضا أوي .
تنهد بارتياح ورد:
-ربنا يبارك ليك ويقومها بالسلامة.
أمن علي دعائها وقال:
-اللهم أمين يارب العالمين.
❈-❈-❈
علي الطرف الآخر كان تقف تتهامس مع زوجها:
-صدقت كلامي يا نور الدين ؟ أهو طلع كلامي صح وكانوا زعلانين من بعض وفيه مشكلة جامدة كمان.
تنهد بضجر ورد:
-ليه بس بتقولي كده؟
أشارت له بعينها وقالت:
-علي أساس مش شايف إبنك إلي واقف مع حماه من آول الحفلة؟
رفع كتفيه باللامبالاة:
-وأحنا مالنا؟
تجهم وجهها وتسألت:
-هو أيه إلي أحنا مالنا يا حبيبي مش ده أبني لو فيه مشكلة يجي يقولي وأنا هحلها بينهم مش يبقي سر عني.
همس بخفوت:
-قصدك هتعقديها يا حبيبتي.
ضيقت عيناها وتسألت:
-أنت بتقول أيه يا حبيبي مش سامعة ؟
أجاب بصوت مرتفع قليلاً حتي تسمعه:
-بقول هما خلاص أتصالحوا والمشكلة انحلت خلاص نريح نفسنا أحنا ونطلع بره الموضوع يعني سواء أهلها هما الي تدخلوا في الموضوع وحلوه أو لا ملناش دعوة والافضل كمان نخلينا بعيد ولادك كبروا خلاص وبقوا رجالة قادرين يعرفوا صح من الغلط وأزاي يمشوا بيتهم.
ردت بضيق:
-بس بردوا أنا أمهم ولازم أبقي عارفة كل حاجة أشمعني أبوها ؟
تنهد بنفاذ صبر وتسأل:
-بجد ؟ ومين العبقري الفذ إلي قال ليكي الموضوع ده ؟
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-موضوع أيه مش فاهمة ؟
استطرد بإبانة:
-قصدي أن والدها أو والدتها يعرفوا حاجة من الأساس ممكن تدخلوا حلو المشكلة من بعيد لبعيد وهما ميعرفوش حاجة أصلا زيك زيهم.
مطت شفتيها بحيرة وتسألت:
-مش عارفة بس كلامك منطقي يلا أحنا مالنا مش أتصالحوا خلاص.
تنهد بإرتياح وقال:
-الحمد لله يا قلبي خلينا أحنا في حالنا.
❈-❈-❈
اتجه إلي شقيقه الذي يقف مع زوج شقيقته الآخر وتحدث بإستياء:
-أفهم بقي الواد إبنك لازق في بنتي ليه؟
رد أدهم مبتسماً:
-بيحبها يا أسر يا حبيبي.
صاح مستنكراً:
-حبك برص يا حبيبي أنت وهو ما عنده عليا بنت عمته أشمعني بنتي ؟
رد قاسم ضاحكاً:
-طيب وبنتي أنا مالها بس؟
تدخل أدهم في الحوار ساخراً:
-يا حبيبي القلب وما يريد هو بقي بيحب بنتك وعايز يتجوزها.
رمقه أسر شذراً وقال:
-أنسي يا حبيبي بنتي مش هجوزها ليك أو لغيرك بنوتي حبيبة أبوها هتبقي ليا لوحدي وبس.
رمقه ساخراً وعقب:
-نعم يا أخويا ؟ أهو كلام ابن عم حديث سيب الواد يحب يا أخويا هي جت عليه ده حتي طلع بجح زيك.
انفجر قاسم ضاحكاً ، بينما اشتاظ أسر غضباً وقال:
-يا سلام كنت عملت أيه هو ده طفل لا يا حبيبي ده راجل مصغوط.
تهكم أدهم قائلاً:
-لأ يا حبيبي ده طالع ليك بالظبط كمان ناسي وتقي صغيره كنت تعمل أيه ؟ كنت لازق ليها بردوا لأ وكنت تشيلها دايما أجي أشيلها تقول لأ تصدق أنت ينطبق عليك المثل إلي بيقول ده ذنب ناس بتخلصه ناس أبدان بتخلص حق أبدان.
تحدث أسر بغيظ:
-تصدق إنك بارد أنت كمان أنا ماشي.
غادر أسر وانفجر أدهم وقاسم في الضحك.
❈-❈-❈
كانت تجلس جوار والدتها من جهة والصغير عمر يجلس علي الجهة الآخري يلاطف الصغيرة بحنان، ربتت علي ظهرها بحنان وقالت:
-أخبارك يا بنتي طمنيني عنك كل حاجة تمام ؟
أومأت بإيجاب وقالت:
-أيوة الحمد لله يا ماما.
تنهدت بإرتياح وقالت:
-طيب الحمد لله يا حبيبتي ربنا يريح بالك دايما ويصلح حالك يا رب العالمين.
أمنت علي دعائها وهتفت معتذرة:
-أنا أسفة يا ماما.
جعدت جبينها بحيرة وتسألت:
-أسفة علي أيه يا بنتي مش فاهمة؟
ردت بخجل:
-يعني عشان مكنتش برد علي حضرتك الفترة إلي فاتت وكده.
أومأت بتفهم وقالت:
-أنا عمري ما أزعل منك يا سيلا أو أزعل من أخواتك من الأساسي أنتوا الحاجة الحلوة إلي أخدتها من الدنيا يا قلبي بكره تولدى ووقتها هتعرفي يعني ايه ضنا مهما تعملوا فينا هتفضلوا ولادنا وأغلي ما نملك المهم بقي أتأكدتي أن جوزك بيحبك ؟ واظن كان واضح هو كان هيتجنن عليك أزاي؟
عضت علي شفتيها بإحراج وقالت:
-أيوة .
تنهدت بإرتياح وعقبت:
-الحمد لله يا حبيبتي بعد كده خدي كل حاجة بالراحة وببساطة يا بنتي الشدة والعصبية ولا هتقدم ولا هتحل بالعكس هتبعد وكتر البعد يزود الجفا فهمتي يا بنتي ؟
أومأت بإيجاب:
-فهمت يا أمي واتعلمت.
أنتهي الحفل وغادر المدعوين وذهب كل منهم يستريح بغرفته.