-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 48 - 2 - الجمعة 27/9/2024

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والأربعون

2

تم النشر الجمعة

27/9/2024

عاد من عمله وجد المنزل فارغاً اتجه إلي غرفته وجد زوجته تقف في الشرفة الخلفية التي تطل على الحديقة من الخلف، ووتأملها وبين يدها الرضيعة، لا يعلم لما أرتعشت أوصاله وانبقض قلبه تحرك تجاهها وهو يناديها:

-تقي واقفة كده ليه ؟ الجو برده يا حبيبتي علي عليها؟ وبعدين فين بابا وماما وأدهم وعليا مش لاقي حد ليه؟

"بس أنا مش تقي"

أتسعت عيناها بصدمة وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً بعدم تصديق وتسأل بحذر:

-نيفين أنت لسه عايشة؟ إزاي ؟ 

أرتعب قلبه رعباً علي صغيرته التي بين يدها حاول الاقتراب لآخذها، لكن توقف بفزعا ما أن التفتت له وسرعان ما اشمئز وجهه من مظهرها وجهها مسود ومحترق بالكامل همس بخفوت داخله:

-اللهم عافينا.

اقترب منها بحذر:

-هاتي بنتي أنتي إزاي عائشة وفين تقي وأهلي؟

تراجعت إلي الخلف وهتفت بحزم:

-خليك مكانك بدل ما أرمي البنت من البلكونة سامع ولا لأ ؟

استوقفته كلامتها ووقف رعباً علي طفلته وتحدث بنبرة حادة:

-وقفت خلاص سبيي البنت وردي عليا أهلي فين؟

❈-❈-❈

ابتسمت بشر وقالت:

-عايز تعرف أهلك فين؟

رد بضيق:

-أيوة.

أتسعت ابتسامتها وأسودت عيناها وهي تشير له إلي الأسفل:

-هما تحت هنا.

تنحت سريعاً جانباً بينما ركض هو ينظر إلي الأسفل وسرعان ما جحظت عيناه وتراجع إلي الخلف وتهاوي علي ركبتيه من فرط الصدمة فما راها هو جثث عائلته بالكامل بما فيه زوجته.

اقتربت منه وهمست في أذنه بشر:

-أيه مصدوم يا أسر ؟ هو أنت لسه شوفت حاجة مش دول أهلك إلي كنت بتحبهم وتتباهي بيهم خلاص ماتوا بح ومراتك حبيبة القلب كمان ماتت هو أنت كنت فاكر مكنتش بسمع صوتك وأنت نايم وأنت بتنازع بإسمها؟ بس خلاص كله راح حتي بنتك كمان هتروح وراهم قالتها وهي تتجه إلي سور الشرفة وتلقي الصغير في الأسفل وهي تضحك بشر وصتها مرتفع يضم الآذن وسط صدمته وصراخه بوهلة بإسم طفلته -عليااااااااااا.

كان يتمدد علي الفراش وجسده يتصبب عرقاً دلالة علي أنه يعاني من كابوس شديد ورأسه يتحرك يمنياً ويساراً برفض حتي صرخ بصوت مرتفع:

-عليااااااااااا.

انتفض من نومها بفزع وكذلك فزعت الصغيرة وبدأت في الصراخ، نظرت إلي زوجها بلهفة وهي تري هذيانه وانتفاضة جسده وبدأت تهزه برفق كي يفيق من جهة والجهة الآخري تحرك فراش الصغيرة كي تهدأ هي الآخري:

-أسر أسر فوق يا حبيبي فوق ده كابوس .

فتح عيناه بعد لحظات وجسده بالكامل ينتفض وينظر حوله يتدارك ما به:

-أسر أسر أنت كويس رد عليا.

ظل ينظر إليها حتي فاق من صدمته علي بكاء صغيرته انتفض من فوق الفراش واتجه إلي مهدها وحملها برفق وهو يقبل كل إنش في وجهها ويضمها بلهفة واشتياق، حملها واتجه إلي زوجته يضمها بلهفة هي الاخري ولا تستوعب شئ من حالته، ظل علي وضعهم هذا كثيراً حتي هدأت وأستكانت عليا وغفت في أحضان والدها.

تحدثت تقي بصوت هامس:

-أسر البنت نامت خلينا نحطها في سريرها بدل ما ضهرها يتمزق.

"لأ هتفضل في حضني"

نطقها بحزم مما جعلها تتسأل بقلق:

-في أيه يا أسر مالك هو في حاجة حصلت ؟

❈-❈-❈

نظر لها قليلاً بتردد وأجاب بضعف:

-نيڤين عايشة.

أتسعت عين الآخري بصدمة وتسألت بغيرة:

-نيفين مين يا حبيبي أسر نيڤين ماتت وشبعت موت من سنة وأكتر ولا نسيت ؟ ولا تكون وحشتك وبتحلم بيها كمان؟

صاح موبخاً وهو يحاول قدر الإمكان عدم إفزاع صغيرته مرة آخري:

-تقي بلاش جنان أنا فيا إلي مكفيني يا حبيبتي هتسمعي بهدوء ولا نفضها سيرة واسكت أنا بجد علي أخري.

زفرت أنفاسها بضيق واستطردت بهدوء:

-أتكلم يا أسر.

نظر لها بتردد وسرد لها كل ما رآها في كابوسه، انتهت حتي أنتهي من سرده وهتفت بغيرة:

-ده كابوس يا أسر نيڤين اه ماتت وشبعت موت بس من الواضح كده أنها لسه عايشة في عقلك الباطل عشان كده شوفتها.

❈-❈-❈

رمقها بذهول وهتف بعدم إستيعاب:

-نعم يا أختي ؟ تقي أنتي هبلة ولا بتستهبلي ولا مجنونة أفهم بس يا بنت الناس هو أنا كنت بحكي لجنابك أيه معلش؟ يكنش أنا كنت بتفسح معاها في الساحل يا بنت الناس؟ بقولك قتلتكوا كلكم ورمت عليا من البلكونة .

زفرت بضيق وعقبت بتبرير:

-أسر أنا مش بتكلم عن الكابوس يا حبيبي أنا بتكلم عن السبب إلي خلاه تيجي ليك في الكابوس ده معناه أنها لسه عايشة في عقلك الباطن وأنك بتفكر فيها مش كحبيبة يعني وإلا كنت رميتك أنت من البلكونة يا حبيبي.

أخذت نفس عميق وتحدث بهدوء:

-أسر أنا عارفة كويس أوي إنك صعب تنسي إلي حصل منها وانك لسه لغاية دلوقتى بتعاتب نفسك علي إلي عملته بسببها كل ده عدا وخلص وكله نسي  من الأساس وبدأنا صفحة جديدة أنت كمان لازم تنسي يا أسر هي بثت ماضي والماضي كده كده بيعدي المهم نتعلم منه فهمت يا حبيبي ؟

تنهد بشرود وقال:

-عندك حق.

هتفت بإصرار:

-وأولي خطوات النسيان المصنع إلي حتي مش بتفكر تسافر تشوفه ومخلي مسؤوليته لأدهم تسافر أنت لو لمره واحدة وبس.

لاح علي عقلها فكرة ماكرة وتدراكت قائلة:

-طيب عندي اقتراح حلو أوي أيه رأيك آول ما أنا ولو نشد حيلنا نروج المصنع يوم معاك.

نظر لها بتردد ولكن أعجبه الاقتراح كي يستطيع نسيان الماضي عليه أن ينسج حاضر جديد:

-موافق .

تبسمت بفرحة وقالت:

-تمام أوي.

قطعهم صوت آذان الفجر فأردفت باقتراح:

-ايه رأيك تروح تصلي الفجر في المسجد ؟

أومأ بإيجاب:

-تمام هروح فعلاً أصلي وأتمشي شوية محتاجة حاجة ؟

إبتسمت بإتساع وهتفت بدلال:

-الصراحة.

ضيق عينيه متسائلاً:

-خير يا حبيبي ؟

ردت مبتسمة:

-عايز سندوتشات فول وفلافل وبطاطس بانيه.

تبسم بحب قبل أن يشير على عينينه تباعاً:

-من عيوني يا قلب أسر برنسس تقي تأمر وأنا أنفذ.

أعطاها الصغيرة بحنان وقال:

-شيلي لولو خليها تنام في حضنك ماشي؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-حاضر يا حبيبي اطمئن.

قبل جبهة الصغيرة وجبهت زوجته وتحدث بحنان:

-تصبحي علي خير يا قلبي.

تبسمت بحب:

-وأنت من أهل الخير.

اتجه إلي المرحاض وتوضأ، وخرج بعدها وبدل ملابسه وغادر الغرفة.

❈-❈-❈

وتزامناً مع خروجه كان يخرج أدهم هو الآخر من غرفته تبسم الأخوين إلي بعضهم وتحدث ادهم مبتسماً:

-كويس إنك صحيت نروح نصلي سوا.

تبسم الآخر:

-النصيب أنا محتاج أتكلم معاك أصلا.

تسأل بقلق:

-خير في حاجة ؟

حرك أسر رأسه نافياً وعقب:

-لأ لأ أطمئن مفيش حاجة بس خلينا نروح نلحق الفجر في المسجد وبعد الصلاة نروح نتمشي شوية.

أومأ أدهم بإيجاب:

-ماشي يا حبيبي تمام.


ذهبوا إلي المسجد وبعد أن قضوا صلاة الفجر تمشوا سوياً وأشتري أدهم لتقي ما طلبتها واتجهوا إلي المنزل وكل هذا وأسر صامت، تسأل ادهم بقلق:

-يا أبني أحنا خلاص وصلنا البيت هتفضل ساكت كده طمني في أيه ؟

تنهد بحزن وقال:

-حلمت حلم وحش أوي.

تسأل أدهم بقلق:

-خير في أيه ؟

سرد له أسر الحلم، ولكن تحدث أدهم بتعقل:

-أطمئن يا أسر ده كابوس مش أكتر دي أضغاث أحلام يلا يلا ندخل تكمل نوم يا حبيبي ومتشغلش بالك.

أومأ بقلة حيلة وقال:

-تمام.

وصلوا إلى المنزل وما أن دخلوا حتي إستمعوا إلي صوت صراخ مدوي….




يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة