-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 11 - 2 الأحد 29/9/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الحادي عشر

2


تم النشر يوم الأحد

29/9/2024


ظلت شاردة أمامها ووالدتها تتحدث معه بخوف:

-انا قولتلك من الأول بلاش بس أنت...


قاطعها صارا على أسنانه بغل:

-الله، كنت أعمل ايه وأجيب منين؟


ضربت فخذيها بقلة حيلة:

-طيب هنعملو ايه دلوقت؟ طالما حسن جاب سيرة الشبكة أكتر من مرة وكمان أمه اتكلمت ودخلت في الموضوع فممكن جدا يسألها عنها.


لم يهتم بحديثها:

-لو عمل كده تقلب الترابيزه عليه وهو هيخاف ويرجع لورا زي ما حصل دلوقتي، أنا لما حطيته قدام الأمر الواقع وأنا عارف أن معهوش يشيل الليلة خاف ورجع في كلامه.


علقت سهر بصوت مرتعش:

-حسن لو عرف إنك راهن شبكتي ممكن يهد الدنيا وأنا عماله اتوه في الموضوع بس كده أكيد هيسألني عنها يا بابا، أنا ذنبي ايه ترهن شبكتي عشان تسد فلوس جوازة أختي.


وقف قبالتها وصاح بها بعصبية:

-مش كنت بستر أختك عشان تعرفي تتجوزي انتي كمان، أهو على ما السنه دي تخلص هكون فكيت الرهنية من عند جورج وهترجعلك ياختي شبكتك صاغ سليم.


جلست على الأريكة متذمرة:

-سنه بحالها! سنه مش هلبسها؟ ولو سألني عنها مش لبساها ليه أقوله ايه بس؟


ردت والدتها:

-قوليله بخاف تضييع ولا اي حاجه مش هتغلبي يا سهر يعني، وربنا يقدر أبوكي ويفك رهنيتها بسرعة أهو شغله مع حمزة هيدخله قرشين زياده يفك بيهم زنقته، ربنا يسترنا وميفصحناش.


❈-❈-❈

خرجت من غرفتها فوجدت والدتها تجهز الغداء فابتسمت لها تلك الصغيرة بسمة أنارت حياتها:

-صباح الخير يا ماما.


ضحكت والدتها من قلبها وهي التي لم تذق طعم الفرحة منذ ذلك اليوم المشئوم:

-صباح الخير العصر يا ملك، نموسيتك كحلي يا بنتي ده أنا كل شويه ادخل اشقر عليكي ألاقيكي في سابع نومه.


تناولت قطعة بطاطس من أمامها وأكلتها وهي تداعب والدتها وتشاكسها:

-كنت سهرانه بذاكر يا حبيبتي ونمت متأخر أوي.


تناولت قطعة أخرى فضربتها والدتها على كفها:

-بطلي الخصلة دي يا بت، هتخلصي البطاطس وروحي كلمي أخوكي شوفيه فين عشان يتغدا معانا هو كمان ولا مش هييجي زي عوايده.


هزت رأسها واختطفت قطعة ثالثة وهرعت من أمامها وهي تضحك بعمق فنظرت والدتها خلفها حزينة على حالها:

-ربنا يسعدك يا بنتي وبيعد عنك الحزن والشر وولاد الحرام.


دلفت ملك غرفتها وأمسكت جوالها وهاتفت أخيها فأجاب الأخير:

-ايوه يا ملك، مش جاي انا ع الغدا لو متصله عشان كده.


أكدت بهمهمة بسيطة:

-ايوه امي مستنياك و...


قاطعها متسرعا:

-مش فاضي والله يا لوكا، كلو انتو بس شيلولي نايبي.


وافقته وقبل أن تغلق معه استمعت لصوته الذي تمقته وهو يحدث أخاها:

-دي ملك؟


أومأ فمد راحته تجاهه:

-اديهالي.


ناوله الجوال وابتعد قليلا بعد أن رمقه بنظرته الحادة وابتعد عن عماله ليتختلي بنفسه قليلا وهمس لها:

-حبيبي، عامله ايه؟


ردت بصوتها الرقيق:

-الحمد لله، أنت عامل ايه؟


اجاب وبسمته تتسع ﻷذنيه:

-زي الفل الحمد لله، بتذاكري كويس؟


أكدت له بهمهمة طفيفة فاستكمل حديثه معها:

-مش عايز أعطلك بس كنت عايز اخدك اشتريلك الفستان اللي هتلبسيه في كتب الكتاب.


ردت بهدوءها الذي يقتله ويجعله يقع أسيرها:

-اشتريه أنت على ذوقك، أنت طول عمرك بتشتريلي الفساتين على ذوقك.


لم ير نفسه وهو يبتسم ببلاهة ولكن رأه يوسف الذي صر على أسنانه بغل:

-لا يا حبيبي المرة دي مختلفه، أنا عايز نخرجو سوا وتختاريه انتي على ذوقك عشان انتي عارفه مش هنعملو فرح في الدخله فيبقى ده الفستان بتاع كتب الكتاب.


ردت عليه تحاول ابتلاع غصتها لتخرج صوتها متحشرج فيظن السامع أنه تحشرج من الخجل لا الإمتعاض:

-أنا بس مش ملاحقة أخلص مذاكره وواثقه في ذوقك.


أغلقت معه بعد أن وافق على طلبها:

-باي يا حبيبي.


ألقت بالجوال من يدها ووقفت تنظر للمرأة ممتعضة وهي تتذكر حديثها الذي دار بينها وبين اخيها عندما قرأت ما بداخل هذا الملف:

-مين زينهم ده؟


رد يوسف وهي تسمع لصرير أسنانه وحشرجة أنفاسه النارية:

-ده اللي قتل ابويا قدام عنيا.


عادت تنظر للملف وتقرأ ما به وتشاهد تلك الصور الفوتغرافية والتي تجمعه برشوان بحفلات تبدو أنها مقامة للطبقة المخملية لهذا البلد:

-اللي فهمته من الورق ده انه شغال مع الناس الكبار دول زي المعلم رشوان؟


أومأ لها موضحا:

-أيوه، رشوان ماسك التهريب عن طريق البحر وزينهم ماسك التهريب البري.


هزت رأسه تتفهم ما يخبرها به:

-وقت ما قتل ابويا كان بيحاول يعلم على المعلم عند الناس اللي مشغلينهم وبابا اللي راح في الرجلين.


لم تعقب عليه وتركته يكمل شرحه:

-وقتها ابوكي حلفني مجبش سيرة زينهم عشان ده كان شرطه انه يسبني عايش بس أنا مسكتش وبلغت المعلم رشوان باسمه وهو ضحك عليا وقالي أنه دور عليه في كل حته وقلب البلد عشان يلاقيه وفص ملح وداب.


بكى رغما عنه:

-أبويا مات عشان استعراض القوى بينهم وهم كانو ومازالو شغالين مع بعض، ﻷ وبيحتفلو سوا كمان.


زاد بكائه وخرج عاليا:

-ضحك عليا وفهمني إنه مش عارف يلاقيه يا ملك وهو بيحط ايده في ايد اللي قتل ابويا، ابويا اللي كان زي اخوه ودراعه اليمين.


صمتها جعله ينظر لها بخوف:

-متمسكيش دموعك، انا عارف إنك كنتي صغيره لما بابا مات بس...


قاطعته وقد اختفى صوتها بحلقها:

-معنى كلامك إن بابا كان شغال مع رشوان في التهريب والممنوعات مش كده؟ بابا كان دراعه اليمين يعني مكانش زيك شغال في الدخان وبس مش كده؟


بكت فورا وهي تجد ملامحه تجيبها عن تساؤلها:

-يعني بابا مُهرب هو كمان و...


قاطعها محتضنا إياها: 

-مكنتش عايزك تعرفي المعلومة دي بس..


بكت منهارة:

-يبقى احنا ايه الفرق بينا وبين رشوان؟ ابونا كان دراعه اليمين و...


انقطعت أنفاسها من البكاء فربت عليها يواسيها ولكنها ابتعدت عن حضنه بعد أن استجمعت قواها ورمقته بنظرة حذرة وتكلمت بجدية مفرطة وكأنها فتاة بالثلاتين من عمرها:

-اسمعني يا يوسف عشان ده آخر كلام بيني وبينك في الموضوع ده، أنا هكمل مع المعلم رشوان وهتجوزه بس بشرط إنك تبعد خالص عن الشغل ده، كفايه واحد فينا حياته ومستقبله يضيعو، منبقوش احنا الاتنين ضيعنا.


حاول الرفض ولكنها أصرت عليه:

-مش هسمع منك اعتراض، طالما بلاغك منفعش والأمن العام معرفش يساعدنا يبقى تبعد خالص عن أي احتمال يوقعك مع رشوان أو حتى يجرجر رجليك في اي مشكلة، أنا هحط شرط جوازي منه انه يبعدك خالص عن المشاكل دي ويفتحلك اي مشروع بعيد عنه.


سألها بايجاز:

-والظابط اللي...


قاطعته موضحة:

-أنا اللي هتعامل معاه من هنا ورايح، هم عايزين معلومات عن شغله وأنا اللي هديهم كل اللي اقدر عليه بس أنت تبعد خالص وده شرطي الوحيد يا يوسف.


عادت من شرودها على صوت والدتها:

-ملك، كلمتي أخوكي؟


أجابت بصوت مرتفع وهي تمسح عبراتها وقد قررت بداخل نفسها أنها من اليوم ستكون فتاة قوية تفعل كل ما تريده وتجعل كل من حولها يفعل ما تقودهم إليه:

-مش جاي يا ماما، حطيلنا ناكلو بقى احسن واقعه من الجوع.

الصفحة التالية