-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 7 - 3 الجمعة 13/9/2024

   قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل السابع

3


تم النشر يوم الجمعة

13/9/2024

رفضت بنفس حركة كتفيها وقبل أن يضيف أي شيئ استمع لصوت والدها من خلفهما:

-مش قولنا بلاش الوقفه الزفت دي قدم أهل الحارة.


تضايق منه فتركها ووقف قبالته مستفسرا بضيق:

-وقفتي مع مراتي زفت وبالنسبة للراجل اللي طلع البيت وهيبات معاها في مكان واحد ده ايه؟


رد بعدم اهتمام لضيقه:

-ابن اختي وجه من ايطاليا بالبحر فالمفروض اخليه ينام في الشارع يعني ولا اسفره ع الصعيد طوالي من غير ما يرتاحله يوم حتى!


رد عليه والغضب والغيرة تجليا بملامحه:

-والمفروض أقبل أنا بالكلام ده؟ لا يا عمي مش هينفع.


لمعت عيني أنور ولكن حسن لم يمهله الفرصة وتابع:

-يجي يبات عندي وأنا هخلي امي تروح لحبيبه تقعد عندها لحد ما يسافر، انما يبات في مكان واحد مع مراتي، ﻷ وألف ﻷ.


ربت أنور على كتفه بعيدا عن إصابته:

-حلوه الفكره، أنا كنت محتار برده وكنت هخليها تبات عند اختها بس قولت برده ما جوز اختها هناك وميصحش.


تنفس حسن بحدة وأنور يضيف:

-يرتاح شويه وياكل لقمه وبعدها هبقى أكلمك تيجي تاخده عندك.


تركه وصعد منزله ليرحب بأبن اخته العائد من سفرته الطويلة فجلس بجواره مربتا على قدمه:

-حمدالله ع السلامه يا بني، إسكندرية كلها نورت.


ربت على صدره:

-منوره بناسها يا خالي، ومبروك لسالي وسهر مع إنها جت متأخره بس أنت عارف الظروف بقى.


خرجت سهر بتلك اللحظة تقدم له المشروب فتناوله منها مبتسما:

-تسلم ايدك.


سأله أنور بحيرة:

-بس أنت بقالك كام سنه مسافر من بعد ما سبت كلية الشرطة، ايه اللي رجعك؟


أجابه بعد أن ارتشف رشفة من كوب الشاي:

-عملت شوية فلوس حلوه وقولت آجي استقر في مصر وأعمل مشروع واتجوز عشان أكمل نص ديني.


استحسن حديثه وتسائل بفضول:

-في مشروع معين في دماغك؟


أومأ مجيبا:

-ايوه طبعا، هفتح شركة استيراد وتصدير.


على الفور لمعت عينيه متعجبا:

-شركة مره واحده؟ أنت مفكر الموضوع سهل؟ ده البلد هنا بقت غاليه خالص وهتحتاج ملايين عشان تفتح مكتب مش شركة.


هز رأسه مؤكدا:

-عارف وعامل حسابي، أنا بلعب في المليون يا خالي.


استهزأ به:

-مليون جني يعملو ايه يا بني؟ ده يادوب تشتري المكان ومتعرفش حتى تجهزه.


ابتسم حمزة معقبا:

-مليون يورو يا عمي مش جنيه.


اتسعت حدقتيه طمعا واستمع له يضيف:

-وعايزك معايا تديرلي الشركه ﻷني ناوي أعملها هنا في اسكندرية عشان استلم الشحنات من المينا بسهوله.


هز رأسه موافقا ومرحبا:

-طبعا طبعا.


تكلم الآخر من جديد:

-ومهمتك بقى تشوفيلي عروسه بما إن بنات خالي مباقوش متاحين خلاص.


صر أنور على أسنانه بتذمر:

-النصيب يا بني هنقولو ايه.


ضحك الآخر على لهجته:

-بقيت بتتكلم زي الاسكندارنيه وبتجمع في الكلام زيهم.


مازحه مربتا على كتفه:

-من عاشر القوم 40 يوم ما بالك انا عايش هنا من سنين.


انتهى من تناول الطعام وأخبره أنور بضرورة مبيته بمنزل حسن كمراعاة للأصول والأعراف وبالطبع لم يمانع الأخير وانتظر حسن ليأت ويستضيفه بمنزله.

❈-❈-❈

وقف ينظر للأسماك المتبقية يتنهد بحزن واقترب من شقيقه الجالس على المقعد الخشبي سارحا بعالمه فهتف يسترعي انتباهه:

-حسن.


نظر له وانتظره أن يتحدث:

-الوضع لو استمر على كده مش هنعرفو نجيبو بضاعه تانيه، بضاعه الاسبوع كله جت بالدين والآجل ومش هنعرفو نسدوها.


أطرق حسن رأسه متنهدا:

-ربنا هيحلها إن شاء الله.


سأله حسين بفضول أكل داخله:

-ونعم بالله بس إزاي؟ عرفني يا أخويا بدل ما بيتنا بيتخرب كده.


هز رأسه بجهل:

-والله ما أنا عارف بس ثقتي في ربنا كبيره، المهم..


نظر للأسماك المتراصة أمامه وقال:

-اعمل زي كل يوم وابعتهم ﻷي دار أيتام ولا دار مسنين ولا وزعهم حتى ع الغلابه في الشارع بس أعمل حساب بيت يوسف في أكله محترمه كده عشان ابعتهالهم.


وافقه ووقف لينفذ طلباته فعاد حسن لشروده الطويل بحالة وملامحها التي لم يستطع حذفها من مخيلته وهو متعجبا من نفسه ويتحدث بداخل عقله:

-أزاي الواحد يبقى بيحب اتنين في نفس الوقت؟ أنا كنت فاكر إن الحب التاني ده بييجي لما الحب الأول بيقل بس أنا بحبهم هم الاتنين بجد.


أغلق عينيه وتابع حديث عقله:

-لا قادر ابعد عن سهر بعد ما خونتها بمشاعري ناحية ملك، ولا قادر انسى ملك واشيلها من قلبي.


شدد من إغلاقه لعينيه متألما من صداع رأسه المتزايد ومعه ألم كتفه الذي لم يتوقف منذ أن عاد للعمل:

-بُعدها عن عنيا الكام يوم دول خلاني اتأكدت اني مستحيل اسيبها وإلا هتعذب من بعدها.


وقف يحث أخاه ويحثه بلهفة ظاهرة:

-خلص يا حسين خليني اودي الأكل لخاتلي أم يوسف.


لاحظ أخيه حالته فترك العامل يكمل تجهيز الطعام ووقف بجواره يهمس حتى لا يستمع أحدا لحوارهما:

-ما ترسى على حال يا ابن الناس، متبقاش طماع وعايز كل حاجه، يا تختار اللي عقلك عاوزها ومعاشرها ومرتبط بيها بقالك سنين يا تختار اللي قلبك ملهوف عليها ومخليك تتصرف بتهور هيودينا كلنا في داهيه.


سحبه بعيدا عن العمال قليلا وجلسا بجوار المحل وتحدث معه بمنطقية:

-تقدر تقولي في امكانك تعمل ايه لملك بعد اللي حصل؟ هتقدر تحميها من المعلم رشوان؟ ولو التاني اتجن وقتل أخوها وقتلك النهاية هتكون ايه؟


لم يعقب عليه وتركه يكمل:

-ولو فرضنا إنك مخطط لحاجه مستحيلة في دماغك وعرفت تنفذها ونجحت فعلا، تقدر تقولي هتعمل ايه في سهر؟ هتسيبها بعد العذاب اللي شوفته من ابوها عشان تتجوزها؟ هترميها بعد سنين الحب اللي بينكم دي حتى لو كنت مفسر مشاعرك ناحيتها غلط واكتشفت ده متأخر!


صمته جعله يكمل حديثه:

-ملك مش ليك يا حسن حتى لو متجوزتش المعلم رشوان، فمتعمليش فيها فدائي وتضيع نفسك وسيبها لنصيبها اللي ربنه كاتبه ليها.


صمت عندما اقترب أحد العمال يحمل حقائب الطعام بيديه:

-الأكل جاهز يا معلم حسن.


وقف مستندا على أخيه وأخذ منه الأطعمة والتفت يحدث أخيه:

-ادعيلي يا حسين ربنا يروء بالي ويشيل حيرتي.


هز الآخر رأسه:

-ربنا قادر على كل شيئ يا حسن، روح ومتتاخرش عشان نشوفو هنعملو ايه في نقلة بكره.


تحرك لمنزلها بلهفة وقرع جرس الباب ففتحت له والدتها التي ابتسمت فور أن رأته:

-حسن، الف حمدالله على سلامتك يا بني، أنت خلاص قدرت تقوم من السرير؟


أومأ مبتسما لها بدوره:

-ونزلت الشغل انهارده كمان.


مد راحته يناولها الطعام فتعجبت وسألته:

-ايه ده يا حسن؟


رد بعد تنهيدة طويلة:

-أكلة سمك تستاهل بوقك.


ابتعدت لتتيح له فرصة الدخول تدعو له:

-ربنا يخليك ويباركلك يا رب ويبعد عنك ولاد الحرام.


دلف وعيناه معلقة بباب غرفتها يمني حاله برؤيتها بعد أن أضناه الشوق وآلمه الفراق:

-بس كلفت نفسك ليه يا بني بس؟


رد ساخرا:

-مفيش تكلفه ولا حاجه يا خالتي، أنتي عارفه اللي حاصل والسمك كل يوم بيفضل منه أكتر من نصه.


جلست بجواره تربت عليه:

-ربنا يحلها من عنده.


ابتلع ريقه واستجمع شجاعته ليسألها:

-أومال ملك فين؟ بقالي كتير مشوفتهاش ولا سمعت صوتها حتى.


كسى الحزن وجهها على الفور وذبلت نبرتها وهي تخبره:

-من اليوم إياه وهي يا حبيبتي لا بتخرج ولا بتتكلم.


بدأت تقص عليه ما حدث يومها وغصتها ملئت حلقها:

-أخدنا يعزمنا في مطعم اللي بعد المكس ده بتاع السمك، وراح أخدها وقعدو لوحدهم شويه والبت كانت طبيعية ومفيهاش حاجه بس لما رجعت تقعد معانا كان حالها اتبدل ووشها دبل وعنيها كلها عياط.


بكت حال صغيرتها:

-ولا راضيه تقولي قالها ايه خلى حالها كده ولا عايزه تسمع من أخوها انه هيخلصها من تحت ايد اللي ما يتسمى.


زفر زفرة قويه قبل أن يقول:

-طيب ناديها يا خالتي خليني اتكلم معاها شويه.


الصفحة التالية