-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 10 - 1 - الخميس 19/9/2024

  قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل العاشر

1


تم النشر يوم الخميس

19/9/2024 


 يجلسون في منزلهم والحيرة تسيطر على وجوههم فمنذ اختفاء عائلة ليلى وهم يشعرون بالخوف والدهشة 

هتفت ندى متسائلة: تفتكروا راحوا فين يعني هجوا!

 والغريبة ان ما حدش من العمارة يعرف عنهم حاجة ولا حتى حد شافهم وهم ماشيين. 


هتف والدها بعقلانية: هي حاجة غريبة فعلا بس مش ممكن يكونوا راحوا يزوروا حد قريبهم ما تنسيش ان جدتها قالت لك ان ليلى كمان راحت عند خوالها ما عكيش رقم خوالها يا ندى أو حد من قرايب مامتها؟


 هزت ندى رأسها نفيا

 فتشدقت والدتها بحزن: منهم لله ربنا ينتقم منك يا مختار انت والحـ يزبونة امك.


 بلاش تدعي على حد يا امي.


تلك الكلمات المقتضبة قالها فضل الذي كان الحزن يكسو ملامحه بالكامل. 

غمغم الحاج ربيع مؤيدا حديث ابنه فضل: عنده حق يا ام فضل ما تدعيش على حد.


 برمت شفـ تيها بعدم رضا ثم تشدقت بحدة: طب وهنعمل ايه في خطوبة بنتك اللي رفضت انها تعملها طول ما ليلى مش موجودة والعقـ ربة حماتها عمالة تزن علينا امبارح بتقول لي احنا جبنا الشبكة مستنيين ايه بقى؟


 صاحت ندى بحدة: انا قلت مش هعمل خطوبة طول ما اختي مش موجودة مش هقدر افرح وانا معرفش عنها حاجة كده.


 تحدث والدها بعقلانية كعادته: افهميني يا ندى يا بنتي الأمر ما يخصكيش لوحدك كمان يخص خطيبك وعيلته خلينا نعمل حاجة على الضيق كده وان شاء الله في فرحك اختك تكون موجودة قلتي ايه؟


 اطرقت رأسها أرضا ولم تعقب 

فهتفت والدتها باستحسان: ابوك عنده حق يا ندى خلينا نخلص من الموضوع ده بقى وانا من بكرة هحاول اسأل في الحارة يمكن حد يكون عنده معلومة ولا حاجة.


❈-❈-❈

###


وبعدها لك بقى يا رائف هتفضل كده لحد امتى؟


 أدار الكأس الذي كان في يده ثم ارتشفه دفعة واحدة ثم هتف ببرود: وبعدين انت يا رحيم مش هتبطل بقى اسطوانتك المشروخة دي يا سيدي انا مبسوط كده.


 تطلع إليه رحيم بحدة ثم هتف بفظاظة: اختك لو تعرف اني باجي معاك الأماكن دي هتولـ ع فيا وفيك ومش بعيد ترمي لي الدبلة في خلقتي ولو حلفت لها على المية تجمد اني ما بروحش معاك الشقة إياها مش هتصدقني.


 تحدث بلا مبالاة وهو يسكب الخمر من الزجاجة في الكأس: ما تخافش هاقول لها انك ما بتروحش معايا. 


رمقه رحيم بغيظ ولم يعقب

 فتابع رائف وهو يضع الثلج في الكأس: يبني بطل جبن بقى وبعدين خدت ايه من الاستقامة يعني ما انا كنت مستقيم ومحترم ومؤدب والآخر اخدت فوق دماغي. 


قال كلمته الأخيرة بسخرية ممزوجة بالمرارة مما جعل رحيم يشعر بالحزن الشديد عليه فتح فمه ليتحدث إلا أنه بتر حديثه عندما هتف رائف وهو يشير على إحدى الفتيات: شفت البنت الشقرا اللي هناك دي عينها ما نزلتش من عليا من أول ما قعدت قوم جهز العربية على ما اروح اعلقها واجي.


 ارتشف ما بكأسه دفعة واحدة ثم استقام واقفا متجها إلى حيث تجلس تاركا صديقه يضرب كفا بالآخر وهو يهتف بنفاذ صبر: ربنا يستر هتودينا في داهية يا ابن نصار


❈-❈-❈


عودة إلى فيلا نصار بعد أن سقطت نهال مغشية عليها انحنى زوجها يهتف بصراخ: مية حد يجيب مية.


 انصاعت الخادمة وهرولت باتجاه المطبخ تنفذ طلب سيدها.

 بينما هيام جلست فوق الأرض ووضعت رأس ابنة عمها على فخـ ذها وهي تربط فوق وجنتها بخفة: نهال اصحي يا حبيبتي فوقي نهال سمعاني.


 هتفت رانيا بصراخ: حد يكلم الدكتور انا موبايلي في اوضتي.


 تبادل كل من حسن وسيلا النظرات وكأنه أخبرها بعينيها عما ستفعله

 وبالفعل تحركت سيلا بخطوات واسعة وانحنت جالسة على عقبيها بجوار والدتها تهتف: مامي اصحي يا مامي انا جيت انا جنبك هنا فوقي. 


امسكت بيد والدتها وطبعت قبـ لة عليها مما جعل نهال تشعر بها 

فتحت عينيها بصعوبة ثم جذبتها تحتضـ نها بقوة وصوت بكائها يملأ الأرجاء 


تابع الجميع ذلك المشهد المؤثر فمنهم من دمعت عينيه ومنهم من تنهد براحة. 

وبعد وقت ليس بالقليل ابتعدت سيلا عن والداتها ومن ثم مدت لها يدها كي توقفها على قدميها وبعد أن اطمأنت على والدتها استدارت كي تبحث عن والدها

 وبالفعل لم تشعر إلا والسيد ماجد يجذبها إلى صـ دره يعانـ قها بقوة حتى كادت ضلوعها أن تتحطم 

راح السيد ماجد يمطرها بوابل من القبـ لات وسيلا تشعر بالحرج الشديد

 لاحظ  السيد حسن ما يحدث لسيلا فقرر التدخل فورا وأبعدها عن حضـ ن شقيقه هاتفا بمزاح: مش كده يا ماجد براحة على البنت شوية هتمـ وتها في ايدك.


 ضحك الجميع فتقدمت كل من رانيا وهيام لمعانقة سيلا 

ومن جديد عم الفرح على عائلة نصار بأسرها


❈-❈-❈


فتح باب الشقة بالمفتاح وولج تتبعه والدته ثم بحث عن مفتاح الإنارة أشعل الضوء وراح يتأمل الشقة بانبهار شديد 

كانت شقة فاخرة تحتوي على خمسة غرف واثنين من المرحاض ومطبخ واسع وصالة كبيرة 


فتحت والدته فمها بانبهار هاتفة بسعادة: الشقة دي كلها بتاعتنا يا مختار!


 اومآ لها بالموافقة 

فاستطردت: لأ ده انت تقعد تفهمني بقى كل حاجة من طقطق لسلامو عليكو بقالي كم اسبوع باسألك وانت بتتهرب مني بس دلوقتي لازم اعرف فيه ايه بالظبط والمزغودة بتك راحت فين؟

 اوعى تكون طفشت مع واحد وانت مخبي عليا اه ما هي فاجـ رة زي امها.


 صمت مختار يفكر في تلك الورطة فماذا لو أخبرها وعلم حسن بالطبع سيقضي عليه لكن هو يعلم والدته علم اليقين ومدى كرهها لليلى فقرر ان يخبرها بالحقيقة ويخيفها بتهديدات حسن نصار كي لا تتحدث وتفتح فاهها بكلمة.

 لذا جلس فوق أقرب اريكة ثم أشار إليها كي تجلس بجواره هاتفا بجدية: هحكي لك يا اما بس الكلام ده يفضل سر ما بينا عشان ما اروحش في داهية.


 تطلعت إليه والدته بفضول 

فراح يقص عليها من بداية معرفته بذلك الرجل وحتى ذهاب ليلى معه

والأخرى تستمع إليه بانصات شديد.


 وبعد أن انتهى هتفت بذهول: وفعلا شبه بتهم؟


 أجابها بهدوء: مش عارف ما شفتهاش بس هو بيقول انها نسخة طبق الأصل منها ما يهمناش يا اما المهم ان انا خلصت من ليلى وطلعت من وراها بهبرة حلوة.


 اتسعت ابتسامة والدته وهتفت بجشع: طب وفين المليون جنيه دول؟


 أجابها بخفوت: شايلهم ما انا ما ينفعش اروح احطهم في البنك عشان ما اتسألش من اين لك هذا واروح في داهية فهماني طبعا.


 اومأت له بالموافقة


 قومي بقى خدي لك دش في الحمام النضيف ده وغيري هدومك وانا هنزل اشتري لنا شوية كباب وكفتة نتعشى بيهم.


❈-❈-❈


يدخن إحدى سجائره المحشوة وهو مضجعا فوق الأريكة وصديقه يجلس فوق أحد المقاعد بجواره يحتسي كأسا من النبيذ الفاخر والصمت يسود المكان حتى قطعه صديقه: هتفك الجبس ده امتى يا وليد عايزين نخرج بقى؟


 أجابه وهو ينفس دخان سجارته: هانت اسبوعين كده وهفكه المهم ما فيش اخبار عن بنت نصار؟


 هز صديقه رأسه نفيا ثم تحدث: والله بقى لي فترة ما اعرفش عنها حاجة بس سمعت طراطيش كلام كده انها عملت حادثة.


 ماتت؟


 تلك الكلمة هتف بها وليد.


 عايشة بس عيلة نصار مكتمة عالخبر خالص. 


ابتسم بخبث ثم تحدث مخاطبا صديقه بأمر: باقول لك ايه يا ميزو شف لي الموضوع ده بالتفاصيل عايزين نشوف شغلنا بقى يا جدع عايز اخد حقي من الكلب رائف وارد له الضربة بتاعة القسم.


 اومآ له صديقه بالإيجاب.

 فأراح وليد رأسه على الأريكة واغمض عينيه لتأتي في ذاكرته ذكرى أليمة.



  كان في الصف الثالث الإعدادي ولجا إلى قصر والده مطرقا رأسه أرضا فاستقبله والده وهو يهتف بصرامة: عملت ايه يا وليد سقطت مش كده؟


 هز رأسه إيجابا.

 فدنا منه والده وصـ فعه عدة صفعات متتالية وهو يهتف بغضب: طول عمرك فاشل ما بتبصش ابن حسن نصار بيطلع الأول كل سنة وابوه برضه مدلعه وموفر له كل حاجة انا عملت ايه عشان ربنا يبتليني بواحد زيك يلا غور على اوضتك ما تطلعش منها لمدة اسبوع ولو شفتك براها هكـ سر لك عضمك فهمني؟


 اومآ له موافقة وصعد الدرج متجها إلى غرفته وبداخله حقد شديد على المدعو رائف الذي كلما فعل شيئا يقارنه والده به.



 استفاق من شروده وفتح عينيه على مصراعيها هاتفا بغل: مش هسيبك يا رائف وزي ما خدت منك سيلا هاخد منك كل حاجة بتحبها وده وعد مني.


❈-❈-❈


بين احضـ ان والدتها تجلس فوق إحدى الأرائك تتابع الحديث الدائر بين العائلة باهتمام شعرت  بالراحة بين أحضـ ان تلك المرأة الحنون التي ذكرتها بوالدتها الراحلة والتي افتقدتها كثيرا بعد رحيلها فلم تشعر بنفسها إلا وهي تتشبث بأحضـ ان السيدة نهال.

 فلاحظت هيام ارتجاف جـ سد سيلا فسألتها بحنو: مالك يا حبيبتي بتترعشي كده ليه؟


 رفعت عينيها الدامعتين إليها وهتفت بهدوء: اصلي افتكرت الحادثة وكده يعني. 


ضمتها والدتها إلى قلبها مرة ثانية وراحت تمسد فوق خصلاتها بهدوء 

 فغمغمت هيام: ما تخافيش يا حبيبتي حاولي تنسي الحمد لله انك بقيتي معانا وفي حضـ ن مامتك مرة تانية.


 اوعي بقى سيبيها لي شوية يا نونة سيلا برضو بنتي زي ما هي بنتك.


 قال تلك الكلمة ثم جذب سيلا واحتضـ نها بقوة هو الآخر.


 لم تنكر سيلا بأنها اشتاقت إلى ذلك العنـ اق الذي افتقدته مع والدها فهذا العنـ اق الدافئ الذي خصها به ماجد نصار جعلها تشعر بالراحة والسكينة ولأول مرة تعرف حنان الأب مما جعلها تبكي بقوة وانهيار.


 هب حسن نصار واقفا يهتف بهدوء: كفاية كده يا جماعة النهاردة وسيبوا سيلا ترتاح اللي مرت بيه برضه مش سهل مش كده يا سيلا؟


 اومأت له وهي تمسح دموعها المنهمرة.

 فهتف مخاطبا ابنته بأمر: رانيا خدي سيلا وديها اوضتها خليها ترتاح ويا ريت تنامي جنبها النهاردة.


 اومأت له رانيا وبالفعل أسندت سيلا برفق  إلى الدرج وهي تربط فوق ظهرها بمؤازرة. 


شعرت الأخرى بالخوف الشديد فيبدو أن مهمتها ليست سهلة على الإطلاق.


 أما في الأسفل هتفت بجدية: الظاهر إن سيلا نفسيتها تعبانة شوية يا جماعة.


 أيد حسن حديث شقيقته: ايوة طبعا اللي مرت بيه مش شوية عايزين كلنا نفضل جمبها ونخرجها من اللي هي فيه ودي مهمتك يا نهال انت وماجد

 ودلوقتي بقى خلونا نطلع نرتاح شوية عشان اليوم بصراحة كان طويل اوي وعندي اجتماع مهم الصبح. 


تذكر شيئا فهتف بصرامة: هو رائف برضو لسه ما جاش لحد دلوقتي؟


 هزت هيام رأسها نفيا.

 فهتف بقلة حيلة: والله انا زهقت كلام مع الولد ده مش عارف اعمل ايه معاه احواله اتشقلبت خالص بس الصبح ليا كلام معاه اما نشوف اخرتها ايه يلا تصبحوا على خير.



الصفحة التالية