رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 11 - 1 - الخميس 26/9/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر يوم الخميس
26/9/2024
استيقظ من نومه وهو يشعر بسعادة لا مثيل له فهو يعيش حياة الأثرياء الآن والفضل يعود لابنته التي لطالما بغضها وكرهها
تمطع بذراعيه ثم دلف للخارج بعد أن ارتدى خفه المنزلي وهو ينادي على والدته التي كانت تجلس في ردهة المنزل
منحته ابتسامة واسعة هاتفة بسعادة هي الأخرى: صباح الفل يا مختار يا حبيبي تعالا.
دنا منها جالسا بجوارها ثم رد عليها الصباح مستطردا: ارتحت في الشقة الجديدة يا حاجة؟
مطت شفـ تيها هاتفة مجيبة اياه: يعني كنت اطول اعيش في بيت زي ده إلهي ربنا يبارك لك يا مختار يا ابني بس احنا ناقصنا حاجة واحدة بس.
تطلع إليها باستفهام؟
فتابعت: حد ييجي يخدمنا ما انا مش هاقدر على الشقة الواسعة دي لوحدي عايزين حد يطبخ وينضف وكده يعني.
اومأ لها بتفهم مردفا بحماس: عيوني يا اما هنزل كده اشوف الدنيا فيها ايه حد من الجيران لو يعرف بت امينة كده وتكون كويسة بدل ما تسرق حاجة الشقة فيها عفش غالي.
اومأت له بتفهم ثم هبت واقفة متجهة إلى المطبخ: اما اسخن الكفتة بتاعة امبارح عشان نفطر الأول وبعدين نشوفو اللي انت قلت لي عليه
❈-❈-❈
دموع كثيفة تشكلت في مقلتيها وهي تراه يصـ فعها بكل هذا العداء لكن سرعان ما اطلقت صـ رخة مدوية أتى على اثرها سكان الفيلا عندما دفعها لتسقط أرضا
ثواني معدودة وشهق الجميع في صدمة وهم يرون سيلا تفترش الأرض ودموعها تغطي وجنتيها بالكامل.
دنت منها السيدة نهال بخطوات واسعة جالسة على عقبيها تحتضـ نها بقوة وهي ترمق رائف بغضب شديد حاولت التحدث إلا أن الحديث أبى أن يخرج من فيها فأدمعت عينيها تأثرا على حالها.
اقترب ماجد من زوجته وابنته هاتفا بحدة مخاطبا ابن شقيقه: انت اتجننت يا رائف بتمد ايدك على بنتي طب اسمع بقى من هنا ورايح ما لكش دعوة بيها تبقى بنت عمك وبس وموضوع الخطوبة ده انساه خالص مفهوم
تدخلت رانيا في الحديث محاولة تهدئة عمها: اهدا بس يا عمو مش ممكن…
قاطعها ماجد بحزم: انا قلت اللي عندي سيلا ورائف خلاص ما فيش ما بينهم أي ارتباط من دلوقتي كفاية اللي حصل لها وبعدين ده ما هنش عليه حتى يروح يزورها في المستشفى أو يسافر لها امريكا.
خرج حسن عن صمته مخاطبا الجميع بأمر: تعالوا نتكلم تحت على ما يجهزوا الفطار وحقك عليا يا ماجد وانا هتصرف مع رائف بس…
قاطعه ماجد بإشارة من يده ولأول مرة يتحدث بتلك الطريقة الفظة مع شقيقه: حسن ما تزعلش مني انا الكلام ده مش هرجع فيه بنتي ما لهاش نصيب مع ابنك.
ألقى كلماته دفعة واحدة ثم انحنى يمد كفه لزوجته والأخرى لإبنته ثم توسطهما هابطا الدرج وهو يهدئهما بكلمات مطمئنة تاركا الأجواء مشتعلة.
استدار حسن يرمق ابنه بتوعد مخاطبا إياه بجدية: حصلني على اوضة المكتب وانتم انزلوا تحت خلينا نتجمع على الفطار.
هتف رحيم الذي جاء للتو: هو ايه الدوشة دي يا جماعة عالصبح؟
جذبته رانيا من يده: تعالى وانا هحكي لك اكيد انت عندك تفسير لكل المصايب دي.
تطلع رحيم لصديقه عله يفهم ما يدور إلا أن رائف اشاح بناظريه بعيدا عنهما
فهتف بقلة حيله: امري لله اما اشوف المحقق كرومبو ده هيوصل لإيه وربنا يستر وما اعترفش من اول قلم.
لكزته رانيا في ذراعه هاتفة بصرامة: بتقول حاجة يا رحيم؟
هز رأسه نفيا وهو يتمتم: هو انا اقدر اقول حاجة بعديكي برضو يا حبيبتي يلا استعنا على الشقى بالله
❈-❈-❈
بريبة شديدة تتطلع إلى الهاتف فلأول مرة يهاتفها وليد منذ مدة طويلة ترى ما الذي يريده هل علم شيئا عن سيلا او ليلى زفرت بقوة ثم حسمت أمرها وضغطت زر الإيجاب
استمعت إلى صوته على الطرف الآخر يقول بسخرية: اهلا اهلا بالناس اللي ما بتسألش.
عايز ايه يا وليد؟
قالت تلك الكلمات باقتضاب شديد.
التقطها الذي يستمع إليها على الطرف الآخر فغمغم بنفس السخرية: سلامتك يا روحي وسلامة صاحبتك ألا قولي لي هي عاملة ايه دلوقتي اقصد بعد الحادثة يعني.
ازدردت ريقها بخوف ثم أجابت بثبات مزيف: بقت كويسة اكيد اللي وصلوا لك الاخبار قالوا لك انها رجعت احسن من الأول ولا ايه يا وليد ويا ريت تبعد عن طريقها بقى كفاية اللي انت عملته والفضـ يحة اللي سببتها لها.
تؤتؤ وليد ما بياخدش أوامر من حريم يا حلوة وانا اللي اقول ابعد ولا لأ وبصراحة بقى صاحبتك صـ اروخ ارض جو وانا لسه مشبعتش منها وبما انها بقى بقت كويسة خليها تكلمني احسن لها بقى لي كتير برن على تليفونها وبلاقيه مقفول يلا باي يا حلوة.
أغلق في وجهها الهاتف مما جعلها تسبه بسبة نابية وهي تفكر في تلك المعضلة فليلى لن ولم تفعل أفعال سيلا المشينة.
ألقت بجـ سدها فوق الفـ راش وهي تفكر ماذا ستفعل هل تخبر حسن نصار وتكشف سر صديقتها ام تحاول التحدث مع ليلى واقناعها بأن تهاتفه وتنهي تلك العلاقة بنفسها.
استحسنت هذه الفكرة وهبت واقفة عازمة على تبديل ملابس النوم والذهاب إلى صديقتها وإخبارها بما حدث معها.
❈-❈-❈
اقدر افهم ايه الجنان اللي انت بتعمله ده؟
تلك الكلمات هتف بها حسن نصار الذي يجلس فوق الأريكة المتواجدة في مكتبه.
جلس رائف بجواره مجيبا إياه باختصار: ولا حاجة يا بابا باربيها اصلي اكتشفت إن عمي ما عرفش يربي بنته كويس.
زجره والده بحدة: احترم نفسك يا رائف واتكلم عن عمك وبنته كويس مش دي سيلا حبيبة القلب ايه اللي حصل واصلا هي عملت ايه عشان تربيها؟
اتكلم بدل الهمجية اللي انت بتتصرف بيها معاها دي.
أغلق عينيه بألم عندما تذكر المشاهد الفاضـ حة التي رأى فيها ابنة عمه برفقة ذلك الحقـ ير وغيره لكنه قرر ألا يخبر والده بأي شيء كان فهتفا وهو يستقيم واقفا: عمي قال اللي عنده يا بابا وسيلا خلاص ما بقتش تهمني في حاجة وان كان على الهمـ جية اللي حضرتك بتتكلم عنها فمش هتتكرر تاني بالإذن.
انا لسه ما خلصتش كلامي يا ولد الظاهر اني غلطت لما اعتبرتك راجل وباعاملك على اساس واحد صاحبي وفهمني.
تطلع إلى والده مطولا ثم هتف بخفوت: انا اسف يا بابا.
وقف حسن قبالته يتطلع إلى عيني ابنه المتألمة: فهمني طيب ايه اللي بيحصل معاك وليه حالك اتبدل كده سهر وشرب ومـ سخرة من امتى وانت كده يا رائف انا ما ربتكش على كده.
أجاب والده بجدية: والله انا مسؤول واعمل اللي انا عايزه وعارف الصح من الغلط وان كان على الشرب والمـ سخرة اوعدك اني هحاول ابطلهم بس خليك فاكر اني قلت هحاول.
ألقى كلماته دفعة واحدة وانطلق للخارج يطوي الأرض تحت قدميه من شدة الغضب تاركا والده يتطلع إليه بعدم تصديق فابنه الوحيد تبدل حاله مائة وثمانون درجة والأدهى من ذلك انه يخفي عليه سبب تغيره
زفر بقوة ثم دلف للخارج عازما على مرادات شقيقه وإصلاح ما أفسده إبنه.
❈-❈-❈
استقبلتها هيام بترحاب شديد ثم أفسحت لها الطريق لتلج
اصطحبتها إلى غرفة المعيشة التي كان بها نهال وابنتها سيلا عرفتهما على ليان ومن ثم جلسن يتبادلن أطراف الحديث بعد أن تمنت لسيلا الصحة والعافية وهنأتها بعودتها سالمة.
سعدت سيلا بليان فهي تقربها في العمر فطلبت منها ليان أن تكون صديقة لها وبالفعل رحبت سيلا بهذا
فليان لم تكن صديقة لسيلا لذا هي ستكون على طبيعتها معها
اتسعت ابتسامة سيلا حتى بانت غمازتها فتأملتها والدتها بسعادة وأشارت لها كي تقترب منها ضمتها إلى صـ درها بقوة مما جعل ليان تشعر بالانزعاج قليلا فهي افتقدت والداتها منذ مدة لكنها سرعان ما أخفت هذا الانزعاج وراحت تتحدث بأريحية معهن مما جعل الجميع يشعر بالألفة تجاهها
وبعد وقت ليس بالقصير قضته ليان معهن استأذنت بالذهاب فطلبت منها هيام أن تكرر تلك الزيارة فهي احبتها كثيرا
شعرت ليان بالغبطة من هذا الحديث فهي كانت تريد تلك الكلمات كي تتردد عليهم كثيرا وتبدأ خطتها الشنـ عاء
❈-❈-❈
نظرت في عينيه بتمعن ثم تحدثت بجدية: كلي أذان صاغية يا حبيبي يلا بقى قل لي انت واخويا مخبيين عليا ايه وما تقولش ما اعرفش لأني عارفة انك صاحب رائف المقرب وبئر اسراره هتقول ولاا.
قاطعها بهدوء: صدقيني يا رانيا ما ينفعش اقول لك على الحاجة اللي بيني وبين رائف ده مش بعيد رائف يقطع علاقته بيا وانا ما عنديش استعداد اخسر صاحبي الوحيد
رائف يبقى اخوكي ولو عايزة تعرفي عنه حاجة يبقى من الأفضل انك تعرفيها منه مش مني انا.
صاحت بقوة: يعني ايه ما انت عارف ان رائف كلامه قليل وكمان…
قاطعها بصرامة: وطي صوتك احنا في مكان عام وبعدين المفروض تحترمي خصوصية اخوكي زي ما هو كمان بيحترم خصوصيتك ولنفرض إن هو فيه حاجة مخبيها وهو مش عايز حد يعرفها يبقى تحترمي رغبته ولا ايه يا رانيا؟
صمتت قليلا ثم غمغمت بهدوء نوعا ما: بس يا رحيم رائف بيدمر نفسه من غير ما يحس شرب وستات وسهر من امتى وهو كده اكيد في حاجة كبيرة حصلت معاه انا عايزة اعرفها عشان اساعده مش مجرد فضول وكلام فارغ.
يبقى تروحي تسأليه ومش بجنان زي عادتك لا بهدوء وبالراحة وما تخليهوش يحس انك بتحاسبيه لأ خليه يفهم انك فعلا خايفة عليه ويا ريت بقى نقفل الكلام في الموضوع ده وخلينا نفكر فينا احنا الاتنين
هتناقشي رسالة الماجستير بتاعتك امتى عشان نحدد الفرح أول ما تنزلي على طول.
تنهدت بقوة ثم استندت بوجنتها على يدها: مش عارفة والله يا رحيم مش عايزة اسافر والدنيا ملخبطة كده عايزة اطمن عليهم الاول وبعد كده اسافر
يلا خلينا نستغل اليوم ونتفسح عشان مصر وحشتني اوي.