-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 18 - 1 - الأربعاء 25/9/2024

  


قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الثامن عشر

1

تم النشر الأربعاء

25/9/2024



توقفت السيارة أسفل البناية، لم ينظر لها، ولم يتفوه بكلمة حتى مُنذ أن خرجوا، جذبها وأدخلها للسيارة عنوة تحت تذمرها ورفضها، كان غاضبًا،أنها المرة الأولي التي ترآه غاضبًا هكذا مِثل اليوم، أنه تحولَ..... 


والي الآن لم يوجه لها أي حديث، فقط صامت يركز في القيادة محافظًا علي ملامح وجهه الباردة في محاولة منه لأخفاء غضبهِ، لكنه لا يدري أنه مهما حاول، هو ظاهر لها فعليًا أستشعرته ورأتهُ أمامها الآن..... مضي دقيقة علي توقف السيارة، وأيضًا لم يتحدث فقط صامت ينتظرها أن تهبط كي ينطلق..... 


تنهدت بنفاذ صبر، رجعت خصلاتها القصيرة لخلفِ أذنيها، ودنت منهُ تنادي بإسمهِ بهدوء: 


_" طارق"


سمعتهُ يزفر بصوتٍ عالي، وكأنه يحاول جاهدًا كبح جماح غضبهِ وإلا أنفعلَ عليها، من ثم لفَ بوجههِ لها، ينظر لها بهدوء فيما معناه تحدثي أسمعك،وزعت نظراتها عليهِ أولاً من ثم قالت: 


_"أنتَ كويس؟ ". 


_" أيوه... أتفضلي وصلنا، عايز أمشي محتاج أنام عندي شغل الصبح بدري ". 


صفة جديدة أنضمت للقائمة، أنه عنيد، لأبعد حد، لذا يجب أن تتعامل معهُ بلينٍ،ولا تقابل العِند بالعِند، فهتفت بهدوء نسبي: 


_" منخيرك بتنزف علي فكرة ". 


_" عارف، اتفضلي يا رانيا الله يرضي عنك ". 


قالَ كلماتهِ وأبعد وجههِ عنها، يركز علي القيادة وقد أمسكَ بعجلة القيادة بأشارة منه بأن تنزل، لكي يرحل، وجدت أنه لا جدوي هو لن يتحدث، أمسكت بحقيبتها وفتحت الباب من ثم نزلت، وأغلقته خلفها ولم تنظر لهُ، لم تخطو سوي خطوتين حتى سمعتهُ يقول بنبرة آمرة بها بعض التحذير: 


_" الفُستان ده مُش هيتلبس تاني يا رانيا فاهمه، أنا مش حِمل أضرب لي واحد كل شويه ". 


تصنمت بمكانها ولم تلتفت، كلماته الجمتها حقًا، لم تستوعب، شهقت بخفة مع توسع عينيها، سمعت أنطلاق السيارة بسرعة كبيرة، التفتت تنظر لأثرهِ، وقد رُسمت أبتسامة علي وجهها تلقائيًا، ووجدت نفسها تعضُ علي شفتيها بخجل، وللحظة شعرت بأن هُناكَ دغدغة بمعدتها...... أيعقل أن الفراشات تتطاير الآن......


❈-❈-❈


فتحت باب الشقة وعلي وجهها نفس الأبتسامة لم تُمحي بعد،رمت الحقيبة علي أول مقعد قابلتهُ شاردة،عقلها مازال مُتصنم عند جُملتهُ،من الممكن أن تكون جملة عادية،وليست عادية بنفس الوقت،تشعر أن هناكَ خطبٍ ما،لاحظت تواجد"إسراء" تفترشُ الأريكة بالصالة تُشاهد التلفاز، وقد كانت مُلتفة بعدة أغطية نظرًا لأنها مصابة بدور برد.......


كانت ستتخطاها وتكمل سيرها للداخل هي تود النوم، لكن صوت الأخري أوقفها تناديها قائله:


_"الف حمدالله على السلامة....داخلة رايقة لي كده إللي يشوفك كده ميقولش إن كان في مصيبة حصلت بسببك". 


زفرت الهواء بغيظ، مُقتربة تجلسُ بجوارها قائلة وقد فهمت أنها علمت بما حدث:. 


_"أنتِ مين قالك؟. "


_"سلمي لسه قافلة معايا من شويه، قال أي بتشتكيكِ ليا، وبتقولي أبعدي صحبتك عنا..... وحكتلي علي اللي حصل كله ". 


_" دي بت منفسنة أصلاً ومعندهاش واحد في المية ثقة في نفسها، أنا مالي أصلاً وبعدين هو أنا اللي كُنت قولت لطارق قوم أضربه؟!. ".


جذبتها من معصمها تقول: 


_" تعالي هنا، أنتِ أي حكايتك مع طارق، ها أنطقي أحسنلك الأنكار مش هيفيدك بحاجة، أنا كنت شاكة أصلاً بس بعد اللي حصل النهارده اتأكدت". 


عندما أتت بذكرهِ أبتسمت تلقائيًا بعد أن تذكرت جُملتهِ التي قالها لها قبل قليل، لكنها عادت لتعبيراتها الجادة قائلة تنفي التهمة عنها: 


_" ولا حكاية ولا رواية، كل الموضوع أن مازن قل أدبه جامد وهو علشان شهم مقدرش يسكت له..... بس كده ويلا تصبحي على خير، نعسانة جدا ". 


قالت كلماتها ثم فرت هاربة سريعًا من براثن الوحش المُسمي صديقتها، فهي تعلم أنها أن لن تتركها حتى تجعلها تعترف بكل شيء...... 


❈-❈-❈ 


في كثيرةٍ من الأحين كانت تسمعُ وتري علي مواقع التواصل أو بالواقع، أنا هناكَ من لم يستطع النوم من شدة الفرح، كانت تتسأل هل فعلاً السعادة البالغة بأمكانها أن تجعل جفوننّا ترفض الخضوع للنوم، وتود أن تكون يقظة مُنتبهة جدًا، خوفًا من أن يكون حُلمًا وينتهي؟..... 


الآن فقط بالواحدة فجرًا، وبمُنتصفُ سريرها التي جلست عليه في محاولة لأستحضار النوم، تُقر وتؤيد صحة ما رأت وما سمعت، لِمَ لا وهي الآن أصبحت تُجرب الشعور ذاتهُ...... غدًا، ساعات قليلة فقط تفصلها عن تحقيق أول وأكبر أمنية تمنتها مُنذ أن خُلقت، غدًا حفل زفافها...... وعلي من؟، علي" مُراد"، حُلمها الأول والأخير، أمنيتها الأبديّة، إلي الآن هي غير مُصدقة لحقيقة أنه غدًا ستتزوج بهِ، سيُقترن أسمها بأسمهِ، وستسعي بكل جهدها لأبدية ذاكَ الأقتران المُحبب لروحها.......... 


رفضَ النوم زيارتها الليلة، أو هي من أرادت أن تبقي مُستيقظة منتظرة علي أحر من الجمر أنقضاء الساعات، بمجرد فقط أن يمر طيفيهِ برأسها، يُصيباها السرور دفعة واحدة، يدفعها عنوةً للوقوع بهِ كل دقيقة وكل ثانية..... 


تقفُ وتسأل نفسها هل هذَا عدلاً، أن يحتلها بهذهِ الطريقة، يُسيطر علي نبضاتها، ويجعل ذاكَ العرق المتصل بالقلب، لا يغريه النبض سوى عند رؤيتهِ هو وكأنه أمتكلهُ لهُ وأصبح‌ تحت طوعهِ هو فقط، عقل منشغل لا يخلو منه، وتفكير يأبي أن يميل لغيرهِ، وقلبٍ قد جعلهُ ساكنهُ الوحيد...... ماذا ينوي أن يفهل بها بعد. 


كل خمسة دقائق تنظر للساعة، حتى باتت تشعرُ أن العقارب أُصيبت بشللٍ، كم تمنت أن تُصاب العقارب بشللٍ حينما يكون برفقتها، هل تحققت أمنيتها الآن بالوقت الخطأ والمكان الخطأ، تبًا....تشعر انها منذ سنة بالساعة الواحدة فجرًا فقط....... 


أبتسامتها لا تُفارق وجهها الذي كان مُضيئًا، سعادتها البالغة أنعكست علي وجهها لنُزيدهُ جمالاً...وصلت الآن لأقصي مراحل سعادتها، تشعر أنها بحُلم..... أجمل حُلم رأتهُ بحياتها، وستكون راضية تمامًا أن أنتهت الأحلام عدا من ذاكَ الحلم...... غدًا أمامها يومٍ طويل، يجب أن تنام، لكن لا فائدة النوم لا يأتي........ حماسها وسعادتها جعلوها مستيقظة.......


الصفحة التالية