-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 17 - 1 - الثلاثاء 24/9/2024

  

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السابع عشر

1

تم النشر الثلاثاء

24/9/2024



"تامر" الأبن الأكبر والمُدلل عند والداتها، لهُ حرية الأختيار التام فأختيار أي شيء بحياتهِ حتى أختيار أنواع طعامه، أنما هي لا..... كل شئ يقال لها لا، لا، لا، تُقسمُ أنها أن لم يكن والداها بحياتها يعوضها عن والداتها التي تُهمشها تمامًا لـ كانت الآن امرأة أخري تمامًا، امرأة تُقطر القسوة من كل خلية بها........ 


الحاجز الذي نمي بينها وبين والداتها، الآن وصلَ عنان السماء، بُكائها مازال مُستمر، كُلمّا تتذكر أن ما حدث، قد حدثَ علي مرئ ومسمع "طارق" تزداد حدة بُكائها، لم تقل"مازن"أو "سلمي" فقط هو من فكرت بمنظرها أمامه، كيف سيراها بعد الأن، أنها تمت أهانتها أمامهُ ومِنْ مَنْ، والداتها وأيضًا والداتها ألقت كلمات سامة موجهَ لهُ قبل رحيلهم وبلتأكيد قد تضايق.......رُغمًا عنها وهي بحالتها تلك فرقَ معها شكلها أمامه، هو دونًا عنهم جميعًا لا تعلم لِمَا...... 


شعرت بأقتراب خطوات إلي باب غُرفتها المُحكم الأغلاق، والتي قد أوصدتهُ فور أن جائت حتى لا تتحدث إلي أحد، طرق خفيف علي الباب، تبعه صوت والدها الحزين يهتف بحُزن: 


_"رانيا يا بنتي؟ ". 


نهضت من مضجعها، تجففُ دموعها وقد أضائت الأنوار، أقتربت من الباب تقول بضعف وقد خرجت نبرتها مُتحشرجة مُختنقة: 


_" علشان خاطري، علشان خاطري يابابا سيبني لوحدي دلوقتي، أبوس أيديكم كفايّة كده وسبوني لوحدي". 


إنهارت تجثو علي ركبتيها بضعف ووهن، وقد خارت جميع قواها، سمعت أصوات أبتعاد والدها عن محيط الغرفة، تعرف أنه قلقُ ويكاد يموت خوفًا عليها، لكنها لا تريدهُ أنّ يرآها بهذهِ الحالة هذا سيُتعبهُ، يكفي ما نشب بينه وبين والداتها من شجار للتو أنتهي بالصمت فجأة ولا تعلم ماذا حدث بعدها، فقط سمعت أصواتهم، ووالداها يوبخ والداتها وقد وصلَ غصبه إلي آخره لأول مرة ترآه هكذا..... فبعد أن عادو دخلت هي إلي الغرفة مباشرةً، وعلي ما يبدو أن والداها كان ينتظرهم وأيضًا علي دارية بما فعلته زوجتهُ لقد تهادى إلي مسامعها أن "إسراء" أتصلت بهِ تُخبرهُ خوفًا من أن تكون زوجته تنوي فعل شئ بها............ 


لا تعلم كم من الوقت بقيّت بمكانها بعد أن أختفت شهقاتها، فقط دموع تأخذ مجراها علي طولِ خديها بصمتٍ، لكنها تشعر  وكأنما حرارة العالم أصبحت عالقة في عينيها تحرقهم كُلمَا هطلت دمعة...... صاحبَ هذا شعورها بثقلِ قلبها عليها، ثقيل جدًا مُمتلئ بأشياء لا تُحبها، مُملتئ حد الأنفجار و...... وشعرت بالحزن والخوف 


نهضت بثقلُ ووهن، تجرُ أقدامها ببطء، تود الوصول لسريرها، وبينما هي في طريقها، تقابلت عينيها مع أنعكاس صورة بالمرآه...أنعكاس امرأة باهتة شاحبة بعيون متورمة حمراء وكذالك وجهها حالتها رثَة تثير التعاطف والشفقة في نفوس من يرآها.... وكانت هي تلك المرأة الباهتة، كُحل عينيها أصبحَ يلون خديها بعدما كان يُزينُ عينيها بتفاخر بالصباح...... شعرها مشعث، وجه شبه مُتورم.....


تنهدت، تنهيدة طويلة مختنقة، تتطلب رئة ثالثة، أو رابعة لإستيعابها من كثرة ما كانت تقيلة علي قلبها، قطعَ وهنها صوت هاتفها، يدق ويهتز بمكانٍ ما أسفل فراشها، ظنتها "إسراء" فأتهجت للبحث عنه، وبالرغم من أن حالتها لا تسمح ألاَ أنها أرادت أنّ تُطمئنها عليها بالطبع هي الآن قلقة جدًا عليها..... فقط ستُطمئنها ثم تعود لقوقعتها السوداء....... 


وجدت الهاتف، فأنتشلته من بين كومة ملابسها المبعثرة علي السرير بأهمال، ولم تنتبهُ لكونِ الرقم غَير مُسجل، فأجابت سريعًا تقول بصوتٍ واهن ضعيف: 


_"أيوه". 


_"رانيا! ". 


دقَ قلبها بعُنف بين أضلعها، دقة لم يسبق لهُ وفعلها من قبل، ما أن تهادي صوتهِ ببحتهِ المُميزة إلي مسامعها، جعلها تنتبهُ فجأة وتنتصبُ مُركزة، ثم أبعدت الهاتف سريعًا عن أذنيها تتفقد هويّة المُتصل خوفًا من أنّ تكون فقط تتخيل، لكنه بالفعل رقم غير مسجل أذًا هو...... 


أرتعشت شفتيها قبل أن تُخرج حروفها المُبعثرة: 


_" مين طارق؟ ". 


جائها صوتهِ الدافء، يسألها عن حالتها وقد لمحت في نبرتهُ طيفًا من القلق: 


_" أنتِ كويسة يا رانيا؟ ". 


لم ترد عليهِ بالكلمات بل ردت بشهقات مُتتالية تبعها بُكائها بصوتٍ مرتفع جدًا، أيمكن لأنها تشعر أن هناك من يسمعها الآن ويسمع بُكائها، فقط بمجرد أن ذّكرها بحالها بكت، بكت دون أن تحسب حسابً لأي شئ..... وقد كان حنونًا لدرجة كبيرة، أستطاع أحتواها بوقت وجيز، وجعلها تتوقف عن البُكاء، وأرغمها علي شرح له كل شعور تشعر به الآن، أدق وأصغر شعور، وقد فعلت...... ونتيجة ذالك أنها شعرت بالراحة قليلاً كونها تحدثت وأخرجت كل شوائبها، لكن هل من المُمكن أن تكون أخرجتهم للشخص الخطأ؟؟ أم لأصح شيء سيحدث بحياتها المريرة تلك؟؟ 


❈-❈-❈

أصوات ضجيج، لا بل دق علي شيئًا ما، أصوات بعقلها، ثواني وفتحت عينيها تستوعب أنها بغُرفتها وقد حلَ الصباح، وهناك من يدقُ علي بابُ غُرفتها، فنهضت بتكاسل وإلي الآن عقلها لم يستعد كامل أنتباههُ، أيّ أن عقلها لم يُرسل لها صورًا مما حدث ليلة أمس..... 


أقتربت من باب الغُرفة تتمأط بكسل قائلاً: 


_" أيوه! ". 


أتاها صوتهِ الحنون يقول: 


_" أنا بابا يا حبيبتي أفتحي". 


ثواني وقد ظهرت أمامهُ، بنفس ملابس أمس لم تُغيرها حتى، شعرها مشعث بأهمال، وجهها مازال شاحب ومتعب، أبتسمَ لها أبتسامة يتخللها الحُزن قائلاً: 


_"أنتِ كويسة يا نور عيني ". 


ومع سؤالهِ ذاك، عقلها تلقي كامل أنتباههُ، وتذكرت ما حدث اليلة الماضية، تنهدت بتعبٍ تقول بنبرة يغلب عليها الأرهاق: 


_" أنا كويسة يا حبيبي متقلقش عليّ ". 


_" طيب يلا جهزي شطنة هدومك ". 


عقدت حاجبيها بإستغراب تسأله: 


_" ليه؟". 


تنهد يقول: 


_"إسراء صحبتك لسة قافلة معايا وأتفقت معاها أنك تروحي عندهم تقعدي كام يوم تغيري جو، أنتِ بتحبيهم وهُما كمان وبتبقي مبسوطة ومرتاحة وسطهم هُما إللي هيطلعوكِ من إللي أنتِ فيه، وإللي أنا مش هقدر أعمله". 


أقتربت منه تحتضنهُ، بأمتنان حقيقي لتواجدهُ بحياتها: 


_"ربنا يخليك ليا، بس أنا مش عايزة أروّح في حتة ". 


شدّد من أحتضانها بحنان بالغ: 


_" أنتِ محتاجة تغيري جو عالاقل تبقي وسط ناس بتبقي مبسوطة معاهم، جهزي شنطتك هي نُص ساعة وهتيجي". 


هزت رأسها أيجابيًا، بهدوء، من ثم دخلت للغرفة مرة أخري، متنهدة متجهة ناحيّة المرحاض......



الصفحة التالية