-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 17 - 2 - الثلاثاء 24/9/2024

  

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السابع عشر

2

تم النشر الثلاثاء

24/9/2024



أغلقت باب سيارة الأجرة التي كانت تنتظرها بالأسفل بصُحبة "إسراء"، بعد أن وضعت حقيبتها المتوسطة الحجم بحقيبة السيارة من الخلفِ بمُساعدة السائق، أنطلق إلي وجهتهم، ظلت هي صامتة لم تنطق بكلمة واحدة، بل أنها لم تنظرلـ" إسراء"حتى، صامتة يكفي ما عانتهُ أمس، لا تود خوض أي نقاش حول ما حدث الآن...... 


وزعت الأخري نظراتها الحزينة عليها، قلبها يؤلمها علي صديقتها، التي تحولت يين ليلة وضُحاها إلي امرأة أخري غير التي كانت معاها صباحًا، باهتة شاحبة عينيها قد أنطفئ وهجهم..... 


_"رانيا؟". 


نطقت بها" إسراء"، بعد صمت دامَ كثيرًا، تزامنًا مع حديثها مدت كفها، لتحتض كف الأخري، تُرسل لها بطريقة ما أنها بجانبها، لفت رأسها لها، مُتنهدة بحُزن ثُم أجابتها بنبرة بطيئة: 


_"علشان خاطري يا إسراء مُش عايزة أقول أي كلمة في موضوع أمبارح علشان خاطري مُمكن". 


ربتت علي يدها بقوةٍ، تبتسم لها بعد أن اومأت لها بتفهُم، قائلة: 


_"مُمكن حاضر، ماما مبسوطة جدًا أنك هتقعدي معانا فترة، دي صاحيّة من بدري جدًا علشان ترتب لك أوضتك، وعملتلك الرز بلبن إللي بتحبيه ". 


رُسمت أبتسامة حزينة باهتة علي محياها، ترجع برأسها للخلف قائلة: 


_" متحرمش منكُم، مش عايزة أكون بتقّل عليكم". 


نهرتها قائلة: 


_"إي إللي بتقوليه ده يا رانيا؟ متقوليش كده تاني؟ ده أنتِ هتملي علينا البيت،أحنا أهل". 


لمعت عينيها ببريق مُمتن لتواجدهم بحياتها، اللذي جاء، كـ المُنقذ........ 


❈-❈-❈

تململت في نومها بأنزعاج من صوتِ الهاتف المُزعج الذي أفسدَ نومتها، مدت يدها بجانبها تلتقتهُ بعيونٍ نصفِ مُغلقة وكادت تُغلقهُ، لكنها فتحت عينيها بأنتباه، من أن لمحت اسمهُ يُزين شاشة هاتفها، أعدلت بجلستها فأصبحت جالسة نصفِ جلسة، مُتنهدة بحرارة ودون سببٍ هكذَا شعرت بأنتشاء وفرحة غريبة عليها..... 


أنقطعَ الأتصال بينما كانت هي مُنشغلة في الأبتسام ببلاهة هكذا بأرادة مسلوبة، نظرت للهاتف بعدما أُغلقت أضائته بأحباطٍ، لكن أبتسامتها أتسعت أكثر حينما أضائت الشاشة مرة أخري مُعلنة عن مكالمة واردة منه، فتحت الخط فورًا، ووضعت الهاتف علي أُذنيها، لـ يأتِها صوتهِ الحاني يُحمحم ثم يقول: 


_"صباح النور أتمني مكونش صحيتك من النوم؟ ". 


جائتهُ أجابتها سريعًا تقول بأندفاع، بينما كانت تحكُ مؤخرة عُنقها بتوتر طفيف: 


_" لا لا أنا صاحية، مصحتنيش ولا حاجة. ". 


_" عاملة أي دلوقتي؟ "


عضت علي شفتيها، من ثُم أجابته بهدوء عكس أندفاعها السابق: 


_"كويسة الحمدلله ". 


كانت تود أن تُخبرهُ أنهُ هو صاحب الفضل في تغيير حالتها وتحسين مزاجها، مُكلماتهُ لها ليلة أمسِ جائت كالمُنقذُ لها بعد أن كانت وصلت لمرحلة أوشكت فيها علي الأنتحار، كانت تشعر بالأختناق للحد الذي جعلها وكأنما هناك حبلٌ غليظ وُضِعَ حولَ رقبتها يضيقُ عليها كل ثانية كلما فكرت بكلمات والداتها وما حدث، وقد ظهرَ هو فجأة من العدم، وقد كان لهُ قُدرة رهيبة وغريبة علي تهدئتها وأمتصاص كل ذرة غضب أو حُنقٍ بداخلها، لدرجة أنها شعرت أن كلماتهُ الحانية قد أبعدت ذالكَ الحبلٌ عن رقبتها وبدلتها بطوقٍ أخر من الوردِ مثلاً، لعذوبية ما شعرت بهِ حينها............ 


برعَ في جعلها تُخرج كل شوائبها بسلاسة وأطمئنان ولأول مرة تحدث هكذا بمثل تلكَ الأرياحية لأحدٍ غير" أسراء"وخصوصًا راجلً، كانَ يُنصت لها يُشعرها بأنه منتبه لكل حرف يخرج منها حتى أنه عندما بكت فهمَ حروفها المتقطة والمُتعلثمة، هُناكَ دفءٍ كبير في أنَ أحدهم يَستمعُ إليكَ بكل تركيز دون ملل وكأنه لديهِ كل الوقت ووهبهُ لكَ تشعر أن حديثك يُصان في قلبهِ 


هي نفسها الآن مُستغربة للغاية علامات أستفهام في كل رُكن أمامها كيف تحول حالها منَ النقيد للنقيدِ هكذَا، كيف تحسنَ مزاجها، من يرآها بحالتها ليلة أمس ويرآها الآن وهي تبتسمُ ببلاهة يُقسمُ أنها مجنونة أو مُصابة بإنفصام...... أو علي مشارفِ الوقوع في مأزق، وعلي ما يبدو أنه سيكون أجمل مأزق بحياتها وهي لا تدري! 


دامت مُحادثتهم لساعة إلا دقائق قليلة، مرت سريعًا دون أن تنتبه حتى للوقت، كان بارعَ في سحب الكلمات منها دونَ جُهدٍ، بسلاسة......شعرت حينها أنها كانت لا تُلقي بالاً أبدًا لِمَا تقول، كان الحديثُ معهُ مُريحٌ، وسلسًا دون‌ أدني جُهدٍ، كما التنفسُ تمامًا، حينَ أغلقت معه، للحظة شعرت أن هناكَ دغدغة لطيفة في معدتها، تُشبهُ وكأنما الفراشات بداخلها أُطلقَ سراحها للتو دُفعة واحدة...... 


مُبتسمة ببلاهة تنظر أمامها بشرودٍ، تتنهد كل دقيقة والأخري بحالمية، وكأنها نسيت تمامًا أي شيء سئ قد حدثَ، حتى أنها تتخيل سُعاد حُسني تُغني أمامها الدُنيا ربيعٌ...... 


لم تنتبهُ البتة للأخري التي تقفُ أمامها تضعُ يديها بخصرها تُضيقُ عينيها عليها بنوعٍ من الأستغراب، حتى أنها لم تنتبه للطرق علي الباب من قِبَلِ "أسراء"، ولا حتي لدخولها بعد أن فقدت الأمل في فتحها للباب فدخلت هي، صاحت بها" إسراء" غفلةً: 


_"الله الله، أي ياختي أطرشيتي فجأة كده، بقالي ساعة بتزفت أخبط علي الباب وأنتِ ولا هنا؟ ". 


أمتعضت ملامح الأخري بفزعٍ من دخولها المفجئ ذاك، فأعدلت في جلستها حيثُ كانت مُستلقية علي السرير بإرياحية، تقول بأمتعاض: 


_" في أي بس حرام عليكِ قطعتيلي الخلف يا إسراء يا حبيبتي". 


رفعت حاجبها تنظر لها بشكٍ من حالتها الغريبة تلك قائلة: 


_"أنتِ إللي في أي؟ مالك مُبتسمة كده وفاتحة بوقك زي الهبلة، وعيونك بتطلع قلوب، وأنا إللي قولت هدخل الاقيكِ يحبة عيني مموتة نفسك من العياط أتاريكِ سارحة زي الهبلة في ملكوت الله". 


زفرت بحنقٍ تنهضُ من مكانها تبتعد عنها قليلاً : 


_"يوه بقا يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب ". 


ختمت جُملتها تزامنًا مع وصولها صوبَ المرآه، تنظر لأنعكاسها بإبتسامة، ثم جذبت الفُرشاة المُخصصة للشعر، تُمشطُ خصلاتها الشقراء صناعيًا، تُمشطهم ببطءٍ، والأبتسامة لا تُفارق وجهها، مما جعلَ الأخري، تتيقنُ أنها قد أُصيبت بحالة نفسية، وأن ما حدث ليلة أمس قد جلبَ لها حالة غريبة...... 


_" سُبحان مُغير الأحوال، أكيد مُش هنكره لك الخير، بس عرفيني أي سر الأبتسامة الغريبة دي، أي حصل؟ ". 


كادت تُجيبها لكن قاطعتها دخول السيدة" إنعام"قائلة: 


_"أي يا بنات أنتو قاعدين ترغوا هنا وسايبين صحبتكم قاعدة بره من بدري، أنا قدمت لها عصير ". 


نظرت" رانيا "لـ" إسراء "بتساؤل، فأجابتها الأخري قائلة بعد أن كانت قد نست لماذا جائت لها من البداية: 


_" صح نسيت أقولك سلمي بره، جاية تطمن عليكِ وتُقعد معانا شويه! ". 


_" سلمي؟ وهي عرفت منين إني هنا؟ ". 


_" أتصلت بيا تقولي أننا نجيلك أنا وهي قولتلها أنك هنا عندي فـ جات هي بس! ". 


هزت رأسها بهدوء، وبداخلها غير مُرتاحة بتاتًا لتلك الزيارة، التي تعلم جيدًا أنها ليست لذاكَ السبب، وأن هناك سبب آخر جائت من أجلهِ..... 


❈-❈-❈


كانت" سلمي"تجلسُ في الصالون وقد جلست معها "أميرة" كي لا تتركها بمفردها لحين يأتون، وعندما خرجوا لها، نهضت هي وذهبت لغُرفتها، نهضت "سلمي" هي الأخري عندما راتهم مُتقدمين نحوها سلمت عليهم وعلي "رانيا" تحديدًا، قائلة: 


_"عاملة أي دلوقتي يا رانيا؟ ". 


القت سؤالها بنبرة ذات مغذي، لا تعلم لكنها لمحت لمعة الشماتة بعينيها عندما فشلت الأخري في أخفائها عبر كلماتها تلك، فأبتسمت لها أبتسامة صفراء تُجيبها ببرودٍ: 


_" هو أنا كُنت عاملة حدثة بعد الشر يعني ولا كنت بعمل عملية.... أنا أكيد كويسه ولا أنتِ شايفة أي؟ ". 


حمحمت بأحراج قائلة ببسمة صفراء مماثلة: 


_" آه أكيد، دايمًا كويسة يارب... ". 


ثم أكملت تُخبرهم عن سبب مجيئها: 


_" أنا قولت أنكم مش هتعرفوا تنزلوا نخرج النهارده، فـ قولت أجي أنا نقضي شويه وقت مع بعض، لو ده مُش هيضايقكم طبعًا". 


كادت"رانيا"أن تُجيبها بكلمات باردة لاذعة لأنها هي وحدها من تعلم بـ نيتها نحوها، وتعلم تمام العلم أنها لا تُحبها هي أستشعرت ذالكَ وشعورها لا يكذبُ، لكن تحدثت "إسراء"، بدلاً عنها عندما فهمت أن صديقتها ستتحدث بكلمات تعلمها جيدًا: 


_" أكيد لا طبعًا يا سلمي أنتِ تيجي فأي وقت يا حبيبتي، أنا هدخل أوصي ماما تعملنا أكلة كده مُحترمة ونتغدا مع بعض، ريري خُدي سلمي وأخدلوا البلكونة ماما عاملة هناك جو هيعجبكم أوي".



الصفحة التالية