رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 19 - 1 - الخميس 26/9/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل التاسع عشر
1
تم النشر الخميس
26/9/2024
تبعتهُ بخطواتٍ بطيئة بسبب حجم فُستانها الثقيل عليها، جسدها النحيل لا يقدر علي تحملهُ باتَ يُضايقها، كونهُ مُرصع بفصوص من اللولي جعلتهُ ثقيلاً زيادةً عن ثقلهِ الأساسي....، كان يسيرُ هو أمامها في طريقهم للغرفة المُخصصة لهم بالفُندق، كان يسبقها بخطواتهِ كونهم بمفردهم، فلا داعي لتقمص دور العريس بالفعل، وليسَ مُجبر علي تمثيل دور السعيد كما كان يفعل بالأسفل قبل دقائق.....
فقد ظهرَ بالفعل كـ عريس حقيقي، سعيد، لا بل يكادُ يطيرُ من فرطِ السعادة، مثلَ بإتقان، كي لا يُلاحظ أحد أي شئ ويجرحها، مثلَ أنهم عروسين طبيعيين، من يرآهم يظنُ أنهم عُشاق، قد أجتمعوا أخيرًا بعد معركة دامية خاضوها للدفاع عن أستمرارية حُبهم، والبعضُ الأخر ينظر لهم بعيون دامعة علي هذا المشهد الغاية فس الرُومانسية، لا وبل تحسدها علي كونها حظيت برجلٍ مثلهُ يُحبها هكذَا، هي معهم مُمتنة وسعيدة لكونها حظيت براجلٌ مثلهُ لكن حُبهُ أمنية أخري أصعب من الأمنية الأولي..... لا تظنُ أنها ستنالهُ قريبًا، فـ أحتماليه أنتهاء زواجهم حتمًا تُعتبر محددة من الآن إلي عدة أشهر فقط ليسَ إلا!.
هناكَ لافتة كبيرة تلوحُ أمامها كُلما نسيت نفسها ونسيت موقفهم تُذكرها عنوةً، لكنهَ لا تود أن تتذكر أبدًا، تود أن تعيش اللحظة حتى وأن كانت مؤقتة، تود أن تحمل بداخلها ولو بعض الذكريات الصغيرة التي تجمعهم لتعيش عليها بعد أنفصالهم مدي الحياة، لأنها لا تظنُ أن هناك رجلاً خُلقَ علي وجهِ البشرية بأستطعاتهُ أن يعادل حُبه بقلبها.... وليست مُبالغة، أنه أمرٍ مُتيقنة منه مئة بالمئة......
وصلت إلي باب الغُرفة، وقد دخلَ هو قبلها، تبعتهُ هي، بعد أن أضاءَ نُور الغُرفة، ليتضحُ لها رؤية الغُرفة بوضوحٍ، كانت مُزينة علي أكملِ وجهٍ، الورود الحمراء مُتناثرة علي السرير مُشكلة قلبًا صغيرًا بداخله ورود أخري بيضاء، من الجوري، كل شئ مثاليًا، ومُناسب جدًا لليلة ماجنة حالمة بينَ أثنين جمعهم حُب قوى، لتكن زكري هذا اليوم هي أجمل زكري ستمرُ عليهم بحياتهم القادمة مهما حيوُ.....
رفعت زاوية فمها بسُخرية من المنظر، من ثمَ رأتهُ يُخرجُ ملابسهُ علي عجلةٍ من أمرهم ويتخطاها يدلف للمرحاض مُغلقًا أياهُ خلفهِ دون أن يتفوه بأي شئ، حتى دون أن يعرض المساعدة لنزع هذا الحِمل عنها.....
أحترمت كونهُ يتعامل بشكل طبيعي، هذه هي طبيعة علاقتهم، ستكون طماعة أن طلبت أكثر من ذالكَ، ألاَ يكفيها أن أسمها الآن مُقترن بإسمهِ وشهدَ الجميع بأنه أصبحَ زوجها علانيًا......
أقتربت هي بنفسها تحملُ فساتنها، وقد نزعت حذائها ذو الكعب العالي أولاً، من ثمُ توجهت إلي غُرفة تبديل الملابس، وقد فهمت أنه دخلَ للمرحاض لكي يُعطي لها المساحة الكافية لتغيير ملابسها علي راحتها تمامًا.....
لم يكن نزعهُ صعبًا بل بثواني وقد سقطَ أسفل قدميها، وتخلصت منهُ، متنفسة براحة، رفعت يدها تنزع ما بشعرها حتى حررتهُ وأصبحَ خاليًا من أي مشابك للشعر....
شهقت بخجلٍ ما أن وقعت عينيها علي روبٍ مُعلق أمامها مباشرةً، قد أشترتهُ لها والداتها لهذهِ الليلة، مع عدة أشياء من نفس النوم، أشترتهم هي لأنها رفضت أن تختار أي شئ، كانت خجلة جدًا.... توسعت عينيها تبتسمُ بخجل، لقد رآهُ، ماذَا سيقولُ عليها الآن....
جذبتهُ سريعًا، وفتحت الرفٍ لتصتدم بعدة قُمصان من مُختلف الألوان والأشكال، علي ما يبدو أن والداتها تظنُ أنها لن تخرج من المنزل، لذَا كل ما شرتهُ هو تلك الملابس الفاضحة..... جمعتهم جميعًا بعد أن نزعتهم من شمّعاتهن ووضعت بالحقيبة ثُم أغلقتهم، تنهدت بإرتياح هكذا أفضل!، أتظن والداتها أن ستغير كل دقيقة وترتدي واحدًا، لماذا كل هؤلاء أنها ليلة واحدة لهم هنا وغدًا سيعودون للمنزل، أمّ هو أحراجًا فقط؟
خرجت من الغُرفة بعد أن أرتدت بيجامتها الزهرية، لم تكن بيچامة جديدة من الأشياء التي جلبتها لها والداتها، كُلهن فاضحين لن تقدر علي أرتداهم والتحرك بحرية هكذا أمامه ماذا يظنها فاعلة أذًا.....
لذَا هي قد أخذت أحتياطتها، ووضعت بعض البيچامات البيتية القديمة خاصتها بين الملابس، أغلقت الغرفة خلفها، تزامنًا مع خروجهِ، بعد أن بدلَ ملابسهِ إلي أخري بيتيه مكونة من بنطال أسود مع تي شرت أبيض بيتي، وكان يحملُ البذلة بين يديهِ بعد أن نزعها، ثم وضعها علي كُرسي المرآه......
كادت تتخطاه وتدخل للمرحاض كي تُزيل مستحضرات التجميل، لكن صوتهِ أوقفها يقول:
_"رضوي الأكل موجود علي الطربيزة هناك أهو، كُلي ونامي علشان بكره عندنا طيارة".
رفعت حاجبيها تسألهُ:
_"طيارة أي؟!".
جائها ردهُ تزامنًا مع أبتعادهُ يقتربُ من الأريكة ويرتب الوسادات بها أستعدادًا للنوم:
_"هنسافر بكره فرنسا لأن عندي شُغل هناك، وهنطول شويه، أهو نتجنب أي كلام من العيلة بخصوص الجواز والحاجات إللي أنتِ عرفاها دي مش عايز حد يضغط عليكِ ".
اومأت بيماءة بسيطة، وبداخلها تحمد ربها، كونها كانت قلقةً جدًا حول هذَا الأمر، لن تقدر علي التمثيل دور العروس الجديدة هذا كثيرًا، حتمًا ستقعُ بخطأٍ ما، هكذا تفادت أي مشاكل متعلقة بذاك الأمرِ، وهو أيضًا هي لا تود أن تُجبرهُ علي تقمص دور لا يُريدهُ.... فقط من أجلها، يكفي أنانية.....
دخلت للمرحاض، بينما نظرَ هو بأثرها متنهدًا بثُقلٍ، يرتمي بظهرهِ علي الأريكة، يُجبر نفسه علي النوم عنوةً، لأنه أن لم يحدث ذالك، هناك شيطان لعين يجلسُ علي أُذنيهِ ويُغريهِ لفعل أمور وحدهُ من سيتحمل عواقبها.... مُنذ متى والشيطان يضع يدهُ بموقف كهذَا، أنها زوجتهُ حلالهُ أصلاً، كيف يوسوس له علي أشياء هي عادية لأي زوجين، أتركَ أعمالهُ فالفساد وأتجهَ للعمل كـ مُصلح أجتماعي، تبًا لتفكيرهِ، إلي أينَ سينجرفُ بهِ، عليه أن ينام..... نعم ينام وسيهدأ كل شئ علهُ يُطفء شُعلة قد زادت وتيرة أشتعالها بتلك الوسواسات اللعينة، أينَ" مُراد"الرزين العاقل؟ ماذا حدثَ لهُ؟ من أخذهُ
❈-❈-❈
باتت الآن مُؤمنة بأن عُمر الأنسان لا يُقاس بالسنون ولا بالأيام التي عاشها، بل يُقاس باليالي الأكثر سعادة، بالأيام التي مكانها الوحيد هو ضمن لائحة الأيام الأكثر جمالاً..... وكونها أستيقظت الآن وشعرت بعبقِ رائحتهُ معها بنفس الغرفة، علي بعد عدة أمتار صغيرة منها تفصلهم بالمسافة بينَ السريرِ الذي تركها تنام عليه أمس، وبين الأريكة التي فضلَ هو النوم عليها كي يتركها علي رأحتها......
لأول مرة تستيقظُ وتشعرُ بأنها مُتصالحة مع الحياة، وباتت تُحب كل شئ حولهاوتُحب كل البشر وحتي أنها شعرت بأنها متصالحة مع "نانسي" غريمتها، لا لا...... "نانسي" لا، للآن لم تنسي نظراتها ليلة أمسٍ، وهي تُطالعها بنظرات من نارٍ، تنظرُ لها بحقدٍ أستشعرتهُ هي، وكأنها تقول لها لن أترككِ تتهني بشيئًا، أنا التي كان من المفترض أن آخذهُ......
رمت بتلك الأفكار من رأسها، لا تُريد تعكير صفو مزاجها هي الآن بحالة مزاجية جيدة، نهضت من الفراشِ، بعد ليلة نامت بها بعمقٍ شديد، كونها كانت متعبة منذ أيام من الترتيبات، وأيضًا كونها للمرة الأولي شعرت بأنها بمنطقتها الآمنة لا داعي للقلقِ، أحينًا تشعر بأنها تود أن تشكر"نادر"علي ما فعلهُ بها نعم حطمها، لكن كان سببًا في كونها أخيرًا شَبتّ وأمسكت حُلم بعيد المدي، أخذتهُ من بينَ النجوم...... من رحمِ المعضلة، يأتي لكَ الله بفرحة تعوضها، بالرغم من أن وجعها لا يُمحي لقد قتلَ شيئًا بداخلها ألاَ أنها الآن سعيدة وحسبت ما مضي سراب.... تود شُكرهُ حقًا كونه الآن سببًا في تكوين زكرايات تعيشُ عليها فيما بعد، بعد أن كانت لا تملك سوى مشاعر بائسة لم تتخطي حدود غُرفتها.........
سارت ببطءٍ علي أطرافُ قدميها كي لا تُوقظهُ، وجثت برُكبتيها حيثُ موقعهِ، لا تفصلُ بينهم سوى عدة سنتبمترات، تُدققُ النظر لهُ عن قُربٍ، تدفعٌ عُمرها فقط من أحل أن تستفيقُ كل يوم ويكون هو أول شخص ترآه، وأخر شخص ترآه قبل نومها...... شعور الأطمئنان يروادها، مُرتاحة، لا تعي همًا لكل الكوارث التي تُلاحقها، تشعرُ بجوارهِ أنها مُحصنة من جميع الجهات بيدٍ تمنع أي أذي أن يلحقُ بها، تشعر بأنها تستندُ إلي صخرة قوية جدًا، تحتضنها في بحرٍ مليئ بأشياء تُثير قلقها وتُفزع روحها.....
تتأملهُ ببطئٍ، خوفًا من أن تفوتها تفصلية، قسمة واحدة من قسمات وجههِ، تود أن تُحتفظُ بملامحهُ بداخل ثنايا قلبها أحتياطًا، لا تضمن تكرار تلك الفرص،وكلما لمست وجههِ بالنظرات تنهدت أصابعها شغفًا ولهفةً،وقد لبت الطلب،فرفعت، أناملها تلمسٕ وجههِ تسيرُ علي طولِ وجههِ ببطءٌ، من ثم نهضت من أن شعرت به يتململ بنومتهِ.....
وما أن أبتعدت عنهُ حتى تغلغلَ لماسمعها صوتهِ ببحتهِ المُميزة والتي عند أستياظهُ الآن تحولت إلي بحة حنونة، تُخدرُ حواسها الخمس، قائلاً:
_"صباح النُور".
لفت نفسها مرة أخري تبتسمُ بهدوءٍ، تُجيبهُ بينما عينيها مُستقرة علي مظهرهِ المُبعثر بطريقة عشوائية أثر نومهِ، بطريقة مُحببة لقلبها:
_"صباح النور.... هطلب الفطار حالاً".
جلسَ نصفِ جلسة، يفركُ عينيه يُمحي أثر النُعاس، من ثُمَ قالَ:
_"هي الساعة كام؟ ".
نظرت لساعة الحائط أمامها قائلة:
_" عشرة ونُص".
هبَّ واقفًا يقول:
_"أي ده أنا نمت كل ده!، الوقت اتأخر جدًا، الطيارة الساعة حداشر ونُص، يعني فأقل من عشر دقايق لازم نتحرك...... نبقي نفطر فالطيارة مفيش وقت، الشُنط جاهزة هدخل البس وأجيبهم".
منحتهُ أيمائة بسيطة، وتابعتهُ وهو يدخل المرحاض ويختفي بداخله، تبعهُ صوت المياه......