-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 1 - 1 - الثلاثاء 17/9/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة الثائرة على المجتمع 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

1

تم النشر يوم الثلاثاء

17/9/2024


في قرية صغيرة بمحافظة امبابة، داخل إحدي البيوت القديمة فوق السطوح كانوا يلهو الفتيات التوأم ويلعبون بمرح وضحكتهم البريئه تتعالي وهم لا يحملون هم اي شيء بهذا العالم، لتصيح أمينة بصوت مرتفع وسط ضحكتها 


=خلاويص.. اجيب البوليس.. همسكك يا أميره وهتكوني انتٍ اللي فيها.. انا هفتح عيني خلاص .


وعندما لم تجيب اختها فتحت عينيها لتبحث عنها بحماس حتى وجدتها في زاوية خلف سور قديم، كانت تختبئ أميرة توأمها ابتسمت ابتسامة سعيدة وقبل ان تكشف عنها هاتفه


= قفشتـ..


كانت جدتها زاهية صعدت و علي مقربة تنادي على احفادها وجذبتها من يدها الصغيرة و وبختها قائلة 


= تعالي هنا عماله ادور عليكي انتٍ واختك نادي على اميره يلا بسرعه وانزلي ورايا، عاوزاكم في حاجه مهمه .


كادت الصغيرة أميرة تنهض لتلبي نداء جدتها لكن أوقفها صوت سيدة يعرفوها جيد التوأم وقد راوها قبل سابقاً، ظهرت إمرأة ذات جلباب أسود مخيفة الملامح، كانت تهتف باستعجال من الأسفل


=يا حاجه زاهيه خلصي انا مستعجله وعاوزه اروح البلد! جوزي لو عرف ان رجعت للشغل ده تاني هيطلقني انا بس بعمله من باب المحبه عشان انتٍ غاليه عليا و فضلتي تزني عليا انك مش بتثقي في حد غيري وخايفه البنات يحصل لهم حاجه في ايد حد ثاني.. لكن اكتر من نص ساعه مش هقدر .


وهذا المشهد كانت تراقبه أمينة أيضاً بخوف شديد، ثم أجابت الجده بلوم و عتاب حاد


= يا ام ابراهيم بالراحه في ايه حاضر بجيب البنات ونازله استني! ما تيلا يا بنت يا امينه بسرعه روحي انديها أميره هي فين كل ده.


انتبهت الصغيرة أمينة إلي السيدة التي تنتظرها في الأسفل، أرتعدت فرائصها من ملامحها المخيفة و زاد خوفها لذا رفضت أن تكشف عن مكان اختها التوأم رغم انها تعلم، لكن حذرتها بعيونها أن لا تظهر كأنها تخبرها  بأن هناك كارثة سوف تحدث لهم، فسألت بعفوية و براءة


=هي الست دي مش اللي جت المره اللي فاتت وعورت علا جارتنا، هي من ساعتها كل ما تشوفها في الشارع بتجري وتخاف منها هي والبنات، هي بتعمل لهم ايه  


وكادت أمينة أن تهرب من جدتها لمنزلهم لكن وجدت زاهية تقف تصد الطريقة عليها وكأنها في إنتظارهما، وعلي وجهها إمارات الغضب وقالت بهدوء زائف 


=مش بتعمل لهم حاجه يا حبيبتي وحشه دي بتخليهم بنات كبار وحلوين عشان يتجوزوا ويبقى عرايس! مش انتٍ نفسك تكوني عروسه وعندك ولاد هي بقى هتعمل لك كده 


رمقتها الطفلة ببراءة و قالت بتوجس


= انتٍ بتضحكي عليا علا قالتلي كل حاجه وانها ست وحشه وبتعورها.. والبنات بتفضل تعيط وتصوت منها هي ست وحشه، وانا مش عاوزه ابقى عروسه ابعدي عني .


حدقتها جدتها زاهية بإمتعاض وجذبت حفيدتها من يدها بعنف


= وبعدين بقى يا امينه اسمعي الكلام بلاش عند الست قدامها نص ساعه ولازم تمشي، هتنزلي معايا غصب عنك وفين اختك مختفيه فين التانيه.. عشان الست تعمل لكم انتم الاثنين .


كادت أن تظهر أميره بالفعل من مكانها لكن هزت أمينة رأسها بفزع وصاحت بكدب


=ما اعرفش اميره فين كنا بنلعب خلاويص واستخبت في البيوت اللي تحت ومش هتلاقيها .


لم ينتظر زاهية أن تبحث عن الاخرى بسبب استعجال السيده فأسرعت تجذب الصغيره أمينة ونظرات عيناها تنضح بالشر والتوعيد 


=كده ماشي حسابها معايا بعدين، اتفضلي بقى انتٍ اللي هتنزلي قدامي.. خلصيني الوليه لازم تمشي وتعمل لواحده فيكم !. 


❈-❈-❈


في الأسفل كان الهدوء يعم المنزل و بعد قليل دوت صرخات أمينة بين كل جدران المنزل، تستغيث و تنادي أحد يأتي ينفذها من براثن تلك الوحوش الآدمية.. وخلال وقت كان انتهى كل شيء و رحلت تلك السيده عندما يأست زاهيه من العثور على حفيدتها الآخري.


بعد ساعات جاءت أميرة إلي منزل جدتها و كانت تقف أمامها فازدردت ريقها وبدت من هيئتها كطفلة مذنبة.. اقتربت زاهية منها وهي توبخها بازدراء


= أهلا يا هانم لسه فاكره ترجعي انا مش قلتلك ما تلعبيش غير فوق السطوح وبس وما تنزليش تحت عشان ما اقعدش ادور عليكي لما اعوزك، اتفضلي اقعدي جنب اختك وما تتعبهاش عشان هي تعبانه 


حدقت فيها بحسرة وهي تضيف بعتاب حاد


=اه يا ناري منك كان نفسي اعمل لكم انتم الاثنين واخلص! بس حظك الست خلاص مش هتيجي تاني ومش هطمن لوحدي غيرها حبكه اللعب دلوقتي.


حدقتها أميرة بذنب ثم ذهبت لتطمئن علي أختها فوجدتها تغفو و علامات التعب بادية علي ملامحها وضعت يدها تلامس خدها بحنان وتساءلت بحذر 


= أمينة.. حاسه بوجع! 


أغمضت عينيها بتعب بمعني نعم، بينما صعدت جانبها باستغراب وتساءلت بزعل عليها 


=ليه ما قلتلهاش على مكاني؟ كنت قلتلها على مكاني وطلعتي جريتي كانت هتمسكني انا.


رفعت أمينة رأسها عن الوسادة لتقول بملامح باكية يملؤها الشجن 


= عشان ما تتعوريش انتٍ كمان زيي.. وبعدين انا فاهمه الست دي بتعمل ايه علا قالتلي كل حاجه بتعملها وقالتلي حاولي تهربي منها عشان هتيجي لكم انتم كمان! بس انا ما كنتش مصدقاها.. 


عقدت الصغيرة ما بين حاجبيها و نظرت إليها بحب صادق، أطلقت أمينة زفرة بعدما رأت تلك النظرة في عينين توأمها وبدأت تمسد علي خصلاتها الناعمة وتابعت أمينة حديثها


= تيته كانت لازم تعمل لواحده فينا ومش مهم أهي اخذتني انا عشان انتٍ ما تعمليش.. الست مش هتيجي تاني وانا سمعتها وهي بتقول لها كده.. كان لازم واحده فينا تضحي! انا مش بحب أشوفك وانتٍ بتتوجعي 


عانقتها أميرة و قلبها يعتصر ألماً، لتربت عليها و تمسد ظهرها مرددة بحب 


= انا بحبك أوي يا أمينة.. وما تخافيش انا كمان لما تجيلي فرصه هنقذك وهضحي بدل منك، عشان انا كمان مش بحب اشوفك بتتوجعي.


قامت بتقبيل وجنتيها وعانقتها هي الأخري بحب فقالت أمينه 


=وانا كمان بحبك يا اميرة.


❈-❈-❈


في شوارع امبابه أنتهي الولد الصغير الذي يدير اللعبة من تكرار التعليمات لينتظم كل طفل أو فريق في مكانه للعب الكره، وعلى الجانب الآخر كانت تلعب أمينة بمفردها بالكوره أيضاً وركوب العجل فهذه هي الألعاب المفضله إليها.


بينما هبطت الجدة زاهية لتبحث عن أمينة وعندما وجدتها رمقتها بغضب عارم


= يا امينه انتٍ يا زفت ارحميني شويه وسيبي الكوره دي قلت لك دي لعبه للصبيان مالك انتٍ ومال الكلام ده! وكمان طلعتي العجله تلعبي بيها.. يا بنتي انتٍ بنت العبي لعب بنات ما لكيش دعوه بلعب الصبيان 


زمت أمينة شفتيها بضيق وهي ترد بعناد


=يوووه هو يعني اللي اخترع اللعبه دي كتب عليها للصبيان بس، ده ظلم اللعب كلها لكل الناس مش الصبيان بس.. وبعدين ما هم كانوا ساعات بيلعبوا لعبنا اشمعنا هم . 


نظرت إليها الأخري بامتعاض و قالت برفض


=غلباويه ما باخدش منك غير طوله اللسان وبس جاهزه كده لكل رد، اسمعي الكلام يا حبيبتي عشان محدش يضايقك في الشارع لو شافوكي بتلعبي اللعبه دي هيجي يضايقوكي ولا يلعبوا معاكي

الصفحة التالية