رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 3 - 2 - الأثنين 23/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث
2
تم النشر يوم الأثنين
23/9/2024
تغضنت ملامح أمينة وانعقد حاجبيها لتهتف بغضب
= زعلانه علي ابنك ومحموقه أوي عشان اختي فكرت ترد عليه مره واحده امال هي تعمل ايه بقيلها اكتر من خمس سنين عايشه في القرف ده ايه هو عنده كرامه وهي ما عندهاش! انتٍ ما بتفهميش ومفكره انك كده مربيه راجل ده حتى ذكر البط لي عنده فايده، تعرفي انتٍ و تيته اللي خاربين عقول الرجاله مش الستات بتوع اليومين دول! طبعا عايزين تمشيهم بطريقه زمان اجوازكوا يديكوا بالجزمه فوق دماغكم وبناتكم كمان يعملوا كده .
شهقت نعمة بصدمة كبيرة من اهانتها وصاحت بانفعال
= انا ما بفهمش لا انتٍ زودتيها أوي طب خليها جنبكم والله ما هبعد ابني عنها ويعمل اللي يعمله، وابقى شوفي مين اللي هيندم في الآخر.. خليكي ماشيه وراها يا اميره بس
ما ترجعيش تزعلي وانسي انك ليكي بنت كمان.. ولا هتاخدي جنيه واحد مننا
شعرت أمينة برغبة ملحة في قتلها وقتل أبنها.. لكنها تمالكت رغبتها المكتومة،و صرخت بها موبخها بتحدي منفعل أثر القلق علي توأمها
=مش بمزاجك ولا مزاجه بالقانون وبالعافيه هيدفع والبنت في حضنتها والتقرير اللي هعمله واللي عامله فيها ابنك هو اللي هيندم لما يبقى رد سجون! وبلاش جو الشحتفى و ان قلبك عليها عشان انا فهماكي كويس، انتٍ قاعده هنا عشان تطمني على ابنك ان احنا فعلا مش هنعمل حاجه مش عشان خايفه عليها .
شعرت نعمة بالقلق والتوتر، لذا هتفت بحده
= لو سمعتي كلامها يا اميره وابني اتسجن والله العظيم ما هسكت وهفضحك في الحته كلها، تبقي انتٍ اللي غلطانه وتقلي ادبك على الواد وتشتميه وكمان يتسجن ليه يا حبيبتي
يرضي مين ده يا عالم
تحدتها ببذرو التحدي والتهديد الذي لا تنطفئ بحدقتيها مجدداً هادرة بحسم
=وانتٍ كان عاجبك أوي لما كان بيضربها و يهينها دلوقتي افتكرتي في حاجه اسمها ظلم ورحمه! خليه كده هربان زي الكلب وانا هطلع عليه الجديد والقديم وكل حاجه عملها فيها هيدفع ثمنها اضعاف.. ويلا غوري من هنا بكلامك المستفز ده .
❈-❈-❈
في منزل زاهية، بعد عودتهم من المستشفى ومعهم أميرة، ارتفع صوت الجدة قاصفه وهي تزجرها
= الله يسامحك يا امينه ادعي عليكي بايه ليه كده يا بنتي حرام عليكي، انا عاوزه استركم واطمن عليكم قبل ما اقابل وجه كريم! وانتٍ بعد ما جوزت واحده بتخريبي على اختك ارتحتي دلوقتي لما عملتي اللي انتٍ عاوزاه عاجبك قعدتها جوه كده
زفرت أنفاسها ثم قالت بجفاء وهي ترفع ذقنها
= اه عاجبني مش قاعده وكرامتها متصنه هيعجبني أوي كمان لما نرفع القضيه ان شاء الله والتقرير معانا الحمد لله يعني احنا اللي معانا الحق، صدقيني بكره هتلاقيهم جايين يبوسوا الأيادي عشان نتنازل بس ما تدخليش وتضيعي حقها زي كل مره بس.
لوت زاهية فاهها ثم قالت معترضة
= وبعد ما يتسجن يا فالحه ولا يفضل كده هربان مين هيصرف عليها ولا على البنت فكرتي في كل ده ولا انتٍ بس ما تفكريش غير في مصلحتك و انك عاوزه تخربي بيتها و خلاص.. ما لو ما كانتش سمعت كلامك ما كانش كل ده حصل
أدارت أمينة وجهها قليلاً تنظر إلى عينيها القريبتين، ثم رسمت ابتسامة عريضة متشنجة وهدرت من بين أسنانها
= صح هو ده كل اللي همك هنصرف منين عليها؟ فانتٍ عشان مش عارفه تصرفي عليها منين ولا مش عاوزه فمش فارقه معاكي انها تموت ولا جوزي يهينها.. ما تخافيش لما نطلب منك جنيه ابقي اتكلمي انا هتكفل بيها.. لكن حق اختي مش هتنازل عنه .
رفعت حاجبيها تقول بغير رضا ساخط
= هو انتٍ يا بنت خلاص لما جربتي دخول القسم مرة عجبك أوي الشحططه فيه؟ مش كفايه لحد دلوقتي ساكته على عملتك السوداء والقضيه اللي رافعاها لا كمان عاوزه اختك ترفع قضيه على جوزها؟ يعني بتخرب على نفسها وعليها.. ده لسه لما تتعرف ساعتها احنا اللي هنروح نبوس ايديهم عشان اختك ترجع هو انتٍ مفكره لما يعرفوا انك رافعه قضية تحرش حد هيبص في خلقتنا ابقي قابليني .
كتفت أمينة ذراعيها قبل أن تردف بحنق بالغ وبصوت متحشرج
= انا مش عامله حاجه اتكسف منها ولا اداريها ما اللي يعرف يعرف حد لي حاجه عندي، ما تبطلي تتكلمي في الموضوع ده بالذات بالطريقه دي كأني انا اللي غلطانه! انتٍ عارفه في كام كلب زي ده في البلد بيتحرش ببنات الناس وهو واثق ان محدش فيهم هتقدر تفتح بقها؟ ولا كام بنت يومياً بيتحرش بيها سواء لفظيا ولا بالايد والمعاناه اللي بتعانيها بسبب القرف ده كل يوم؟ عشان خايفه مع اني المفروض هو اللي يخاف!
أخذت أنفاسها لتسرع من نظرات جدتها التعقيب بمرارة متهكمة
= عارفه بقى لو الوضع العكس وما فيش حد في المجتمع المقرف ده لما يعرف أن في بنت رافعه قضيه زي كده يقولها برافو وشاطره و خلي البلد تنضف من الاشكال دي وتتعلم الادب ما كانوش اتجراوا وعملوا كده من الاول ونفس الوضع على اختي واي واحده بنسمع انها بتتعنف من جوزها؟ شايفه هي بقت عامله ازاي بس لما فكرت ترد على جوزها كرامتهم وجعتهم أوي وما استحملوش على ابنهم حاجه زي كده عشان هو الراجل؟ لكن لو كنتي اتعاملتي زي ما هم اتعملوا من اول ليله ضربها كانوا عملوا ليها حساب! لكن للاسف اللي زيك جزء كبير من اللي بيحصل في البلد .
صدر من زاهية صوت ساخر قبل أن تصرخ بها موبخها بحده
= رجعنا تاني لنفس الكلام إللي بيقدم ولا بياخر، بلا خيبه الكلام ده ما بياكلش عيش دلوقتي و انتٍ مش هتعرفي تعملي حاجه غير أنك هتخربيها اكتر وهتضيعي نفسك واختك حتى القضيه اللي انتٍ رافعاها صدقيني هتخسري كثير قصادها..
اتسعت عيناها ببريق رافض وأردفت ثائرة
=عملتي اللي بتعمليه ده كله فيا انا واختي عشان في الاخر لما تقابلي ابويا وامي تقوليلهم انك حافظتي علي الامانه اللي سابوها لك؟ مش كده! لكن ما شلتيش هم ان انا كمان لما اقابلهم هقول لهم ان انتٍ ما عرفتش تحافظي على امانتهم وقصرتي معانا كثير.. و ان شاء الله ربنا لما ياخذني ويريحني منك هقول لهم كده انتٍ عمرك ما كنتي قد امانتنا وبالعكس اذيتينا مع اللي اذونه واكتر كمان .
ما إن انتهت أمينة من كلامها حتى كانت الصرامة تنحسر عن ملامح زاهية ويظهر فيها الصدمة والضيق فلم تستطع أن تحدد إن كان الضيق من جرأة حفيدتها عليها أو من حقيقة كلامها الذي لا تعترف بأنه أمر صريح! وهي تخطئ ولم تحافظ على الامانه التي تركها لها أبنها من زمن!؟.
❈-❈-❈
بعد مرور أيام عادت أمينة من العمل مكبرة حتى تبدأ في إجراء استرجاع حق أختها، قابلت جدتها بوجهها وتنهدت الأخري هاتفه بهدوء محاوله أزاحت المشاحنات بينهما
= سلام عليكم ازيك يا تيته ولا بلاش مش هرمي السلام عارفه انك مش هتردي من ساعه ما اميره رجعت معانا المستشفى، وانتٍ مخاصماني
لكن تفاجأت بالآخري تجيب عليها بهدوء
= وعليكم السلام.
اقتربت منها وهي تنظر لها متغضنة الجبين بلا تصديق لأنها أجابت عليها! ثم ازدردت ريقها تهتف وبعينين لامعتين تخاطب عواطفها
=ده انتٍ رديتي؟ أهو طب كويس بس ايه سر التغيير ده معقول ربنا هداكي واتاكدتي اني كلامي صح! يا تيته والله انا عاوزه مصلحه اختي مش عاجبني وانا شايفاها كده.. وفاهمه ان انتٍ بتعملي كده عشان خايفه علينا بس احنا مش ضعفاء وفي قانون يحمينا .
رفعت ذقنها رغم توترها الداخلي ثم قالت ببرود وبملامح هادئة
=طب كويس ان انتٍ كمان عارفه اني بعمل كل ده عشان خايفه عليكم واننا لوحدنا في الحياه وما لناش اللي يحمينا ولا يسال علينا، يا بنتي بعد ما ابوكي وامك سابوكي ليا انتٍ واختك وانا بقيت عايشه عشان حاجه واحده بس في الدنيا أني اطمن عليكم واسيبكم مع حد يصونكم .
حاولت مجدداً الإعتراض بقهر بالكاد خرج صوتها بخيبة أمل
=طب اديكي قلتي بنفسك واحد يحمينا و يصنا بس هو ما كانش امين على اختي! نسيبها لي بقى يموتها ونقول انها مش فارقه معانا ويعمل ما بداله فيها ولا نحميها منه عشان هي مننا، يا تيته احنا ما لناش غير بعض المفروض لما نلاقي واحده بتتاذي فينا نقف كلنا ونمنع ده! أنا نفسي بقى تشيلي الافكار اللي في دماغك دي.
أجابت الأخري وقالت متهكمة بشيء من الغضب
= وانا كمان نفسي ربنا يهديكي وتلاقي اللي يصونك وتشيلي الافكار اللي في دماغي دي اللي ولا هتفيدك بحاجه.. ربنا يكملك بعقلك وتتنزلي عن القضيه اللي قرفاني بيها و هتفضل زي الاتب في ظهرك وموقفه حالك
رفعت إحدى حاجبيها تقول بصرامة وحزم
= انا بعمل كل ده عشان حاجه واحده اجيب حقي وحق كل بنت عمل فيها كده الكلب ده، وقبل ما تقوليلي انتٍ مش مصلحه اجتماعيه وما لكيش دعوه بغيرك فلا اعتبري حصل فيكي كده ولا بنتك بلاش حفيدتك زي ما انا بصيت للموضوع كده اللي يقرب لبنتي هاكله باسناني! الأشكال اللي زي دي بتعمل اي حاجه ومع الوقت بيتمادوا اكثر وبيوصلوا انهم بيغتصبوا ويقلوا ادبهم على غيرهم عادي جدآ، ما المجتمع اداهم الرخصه خلاص..
أطلقت انفاسها بصعوبة ثم ردت أمينة بلا مبالاة متشحة بالمرارة والقهر
= انا لما برفع قضيه على واحد زي كده صدقيني هو جوه بيخاف حتى لو ما كسبتش هيقعد يفكر مع نفسه مع كل واحده يقرب منها ما هي ممكن تعمل زيي و يبقيلها صوت و تتكلم ويا ريت فعلا كل واحده تعمل كده.. قصر الكلام انا هقوم اشوف اميره وكمان عشان نشوف القضيه اللي هنرفعها وحقها ارجعهلها ازاي
صمتت زاهية للحظات تزم شفتيها بقلق بالغ قبل أن تقول بصراحة
= ريحي نفسك اختك مش جوه! وهي بنفسها اللي مشيت وعملت الصح
تجمدت مكانها للحظات بعدم تصديق وغضب والتفتت تصرخ فيها بغل الدنيا كلها
=نعم رجعتيها تاني برده وبتقوليلي مزاجها؟قصدك انتٍ اللي من زنك عليها خليتيها تستسلم كالعاده، انا مش عارفه انتٍ بتفكري ازاي قلبك ده حجر ما بتصعبش عليكي وهي منظرها كده.. عماله ترمي كلام على البنت اللي معاهم وانك مش هتقدري تصرفي عليها مع اني ما طلبتش منك حاجه وقلت لك انا اللي هتكلف بيها وبرده ما سبتهاش في حالها .
ازدادت تقطيب زاهية وهي تقول بصوت عابسا
= انا ما قلتش ان انا مش هصرف عليها انا قلت اللي على القد قد اللي رايح! وانا مش بكذب يا بنت ابني يا محترمه هي فعلا اللي خدت القرار بمزاجها ومشيت، وبلاش فرده الصدر دي انتٍ ولا هتقدري تصرفي عليها ولا نيله وهي فاهمه كده كويس عشان كده جابتها من قصيرها وريحت نفسها وسيبيها بقى ما تخربيش عليها .
ردت أمامها بعينيها الكحيلتين اللتان تفيضان بالغل والإحساس العارم بالظلم
= حرام عليكي بتعملي كده ليه، كانت خلاص قريبه من حقها بتضيعوا كالعاده وكله بسببك بطلي افكارك اللي جايبانه وراء دي وارحمينا وارحميها، انا عمري في حياتي ما هسامحك على اللي بتعملي فينا ده وبطلي تقولي انك عاوزه مصلحتنا والكلام اللي قلتهلي في الاول انا فهمت ليه اول ما دخلت خدتني بالناعم! بس انا لسه عند قراري، انتٍ ما صنتيش امانه ابنك وهو لو كان موجود ما كانش وافق على اللي بتعمليه ده ابدا.
❈-❈-❈
في قسم الشرطة، أردف الضابط قائلاً بجدية
= للاسف يا انسه امينه القضيه هتتقفل لان ما فيش دليل واحد على كلامك، وانه فعلا اتحرش بيكي.. حتى الشهده الوحيده اللي قالت لمحيتك وهي خارجه من الحمام انه فعلا قرب منك رجعت في كلامها وخافت.
التفت ذلك الشخص الذي تحرش بها و قال ببرود بينما يرمقها بتشفي وارتواء
= ما قلتلك يا بيه انا والله ما قربت ليها ولا نيله هي اللي حبت تعمل شغل على قفايا و تاخد قرشين! ترندات بقى وشهره زي اللي بنسمعهم الايام دي حتى لو هيشوها سمعتهم
تعالي صوت الضابط بتحذير حازم
=بس يلا خد يلا حاجتك وامشي بدل ما احطك جوه في الزنزانه.. اسبق انت واخرج يلا اتحرك.
نظر بطرف عينيه لأمينة التي كانت تقف مكانها وقد لاحت على شفتيه ابتسامة تشفي
=تسلم يا باشا صحيح الحكومه في خدمه الشعب ودايما المظلوم منتصر في الدنيا دي! سلام عليكم .
رحل ذلك الحقير من أمامها وهي تشعر بالظلم و الغضب و ترى ابتسامة الانتصار على وجهه، افاقت على صوت الضابط مرددا بجدية أكبر
= انا كنت عاوزه اساعدك والله يا آنسه امينة وانا حاسس فعلا انك مظلومه، بس انا هنا بمشي بالادله مش بالاحاسيس، وطالما حتى الشهده الوحيده ابتدت تخاف وتتراجع يبقى احتسبي اللي عمل فيكي عند ربنا وهو مش هيضيع .
نهضت أمينة بالفعل لترحل ولحق بها مصطفي وهو يركض خلفها وتقدم خطوه أمامها لتقف واسرع يهتف بأسف واعتذر
= انسه امينه انا والله اسف علي إللي حصل جوه انا ما اعرفش ايه اللي خلاها تغير رايها بس تقريبا جوزها هو اللي ضغط عليها انا اصلا بالعافيه عقبال ما خليتها وافقت، لما قعدت ارجع الموقف بيني وبين نفسي افتكرت ان العميله دي كانت معايا وسالتني على الحمام وطلعت وفي الوقت ده كانت واقفه ووشها
جايب الوان و حاولت اجيب نمرتها واتصل بيها هي في الاول رفضت وانا حاولت اقصر عليها و اقولها اعتبري نفسك مكانها، و قالتلي جوزها ما بيحبش يدخل في حاجه زي كده ودائما في حاله .
جاءه صوت أمينة الساخط واضحا من ضجة
الجميع حولها بالقسم
= حصل خير خلاص انت عملت اللي عليك و زياده شكرا، وانا اصلا كنت متوقعه النتيجه بس لما قلتلي على الشهده حاولت اجدد الامل جوايا بس يلا اهو نصيبي.. الظاهر كده ما فيش حاجه بكملها للاخر وتنجح ولا عارفه ارجع حقي ولا حق غيري .
وضع مصطفي يديه في جيبي بنطاله يهمهم بتفكير ثم تنحنح قبل أن يقول مقترحا
= طب تحبي اوصلك معايا بعربيتي .