-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 26 - 3 - الأربعاء 25/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس والعشرون

3

تم النشر يوم الأربعاء

25/9/2024 


تقبلت نقده بصدر رحب، لتجيبه؟

- هو مش قابل، انا اللي مُصرة، لأني بحبها، بحبها اوي، بالظبط زي عائشة كدة اللي متعلقة بيها .


زفر بتعب سائلًا لها:

- طب وبعدين؟ اخرتها ايه يا بهجة؟ الوضع ده لا يمكن يستمر على كدة.

- ما هو مش هيستمر اصلاً


كادت ان تبوح بها امامه ولكن امسكت لسانها لتجيد الرد عليه بالتهرب وبابتسامة تتصنعها:

- يا سيدي سيبها على الله، محدش عارف بكرة كاتب ايه؟ المهم خلينا في موضوعك انت؟ هي مراتك عاملة ايه الاول؟


تبسم معجبًا بمراوغتها:

- وبقيتي تعرفي تحوري كمان يا بهجة، ع العموم ماشي يا ستي مش هزنق عليكي، ولو ع الموضوع اللي عايزك فيه، فهو مرتبط بسؤالك عن مراتي .


- مالها مراتك؟

اعتلى تعابيره اضطراب واضح ليحسم بقوله:

- عايزة اكلمك عن حاجة حساسة يا بهجة، يمكن الاقي عندك حل، بس قبل ما انطق بحرف طالب السرية منك. 


رددت على الفور بقلق انتقل اليها:

- سرك في بير طبعا يا بن عمتي، اتكلم وانا اكيد هفهمك ان شاء الله. 


❈-❈-❈


- انا جيت يا عم الشيخ 

صدح صوتها في داخل الغرفة التي تمتليء برائحة البخور الكثيفة،  بعدما لبت دعوته وأتت بالفعل في ذلك اليوم الذي كانت تظنه إجازة، ولكنها اكتشفت غير ذلك ،  حينما رأت عدد قليل جدا من الزبائن، يبدو ان لهم وضع خاص مع الرجل ليستثنيهم في هذا اليوم مثلها.


حتى انها انتظرت دورها لتدخل اليه الاَن وتلقي التحية،  فيلتف اليه برزانته المعهودة يشير الى المقعد المقابل له كي تجلس عليه دون صوت، 


أذعنت بطاعة تجلس مكان ما اشار اليها، بلهفة اعتلت ملامحها، تطالبه على الفور بعدم الصبر الذي يميزها به:

- هاا يا شيخ، حضرتلي المطلوب، انا مش عايزة اعوق عشان بقوا يزنقو عليها .

تبسم يمسح بأصابعه على اللحية الطويلة مرددًا:

- يا سلام عليكي يا سامية، مفيش فايدة فيكي، الاستعجال عندك حاجة غريبة 


ابتلعت ريقها بيأس مرددة:

- خلاص يا سيدنا مش هستعجل، هسكت واستنى اهو .

عاد لابتسامته الغريبة لينهض مسمتعًا بطاعتها، فيغير جلسته، منتقلا الى الكرسي الاقرب اليها، ثم فتح كفه يده نحوها يأمرها:


- هاتي ايدك كدة يا سامية.

اذعنت بتردد تعطيها كفها ليقبض عليها داخل يده ثم رفع الأخرى ممسكًا بقلم ليدون بها على ظهر كفها عدد من العلامات التي لم تفهمها لتسأل بعدم فهم :


- اي ده يا سيدنا؟

رفع رأسه اليها قائلًا:

- مش انتي نفذتي كل اللي المكتوب في الورقة اللي عطيتهالك مبروكة المرة اللي فاتت ولا نقصتي منها حاجة؟


اجابت على الفور:

- كل والله يا سيدنا، ما نقصت ولا حاجة منهم.

بابتسامة جانبية ردد خلفها :

- خلاص يا سامية، يبقى الدور عليا انا دلوقتي، سيبني اكمل، ولا انتي عايزة توقفي؟


ورغم تعجبها الشديد لهذه العلامات الغير مفهومة،  إلا ان الإجابة صدرت منها بالموافقة وبدون ان تشعر:

- كمل يا سيدنا. 


❈-❈-❈


- يا نهار اسود عمل.

تمتمت بها بجزع وبصوت واضح خرج على غير ارداتها، ليسارع هو الى تنبيهها:

- وطي صوتك يا بهجة، انا كنت منبه عليكي من الاول بإيه بس؟

ابتعلت تتذكر تحذيره، لتخفض صوتها في التعبير عن صدمتها:

- متأخذنيش يا شادي، بس انا اتخضيت والله. 


ردد بسخرية من خلفها:

- انتي اتخضيتي من مجرد السمع، امال انا ومراتي نعمل ايه؟ دا احنا شوفنا الويل يا بهجة، من اول ما العمل الشيطاني اشتغل علينا، ولحد ما لقيناه بالصدفة،  اقسم بالله مسكته في ايدي ومكنتش مصدق، ولا مستوعب ان حاجة زي دي تحصل معايا انا واهل بيتي ، انا راجل ماشي في حالي اذيت مين عشان يردلي كدة؟ حسبي الله ونعم الوكيل. 


ردد بها بحرقة شعرت بها لتسأله بفضول:

- طب وعرفتو تتصرفو ازاي بعد ما اكتشفتوه؟

- جيبنا شيخ ازهر يا بهجة، راجل مشهور عنه السمعة الكويسة والقوة، هو اللي ادانا التعليمات نتصرف ازاي معاه وساهم في علاج مراتي بالقرآن.


- طب وصبا عاملة ايه دلوقتي؟

- لو هنقارنيها بحالتها من اسبوع ، يبقى فرق السما من الارض، الحمد لله على كل حال، بس انا مش هسكت يا بهجة عن اللي عمل معايا كدة، ولازم اكشفه واخليه عبرة، المهم اعرفه، وعشان كدة شددت على الجماعة محدش فيهم ينطق بحرف؛


- طب انت شاكك في حد؟

ظهرت الإجابة بوضوح تعتلي ملامحه، في الرد عليها:

- بصراحة اه، اصلها واحدة بس اللي كانت بتدخل في غيابي انا ومراتي عن البيت غير اختي رحمة،  ودي طبعًا بعيدة عن الشك.


- مين؟

- سامية بنت عمك.

توقع المفاجأة، توقع اعتراض منها، توقع دفاع عنها، اي شيء غير هذا البرود في تلقيها الشك منه في اقرب الناس اليها بصلة الدم، مما زاد من شكه:


- بهجة هو انتي كنتي عارفة ان البنت دي ماشية في الكلام ده؟

رغم عدم رغبتها في البوح، إلا ان اضطرت للإجابة تفصح عن السر الذي تحفظه بقلبها،  علًه يأخذ احتياطه كما فعلت.


- انا معرفش سامية تعمل كدة ولا لأ يا شادي، لكني مستبعدتش عشان والدتها هي السبب الرئيسيي لتطفيشنا من البيت، بعد ما اتأكدت، وشوفت بنفسي الدليل، زي اللي انت مسكته في ايدك. 


سمع منها ليردد بحرقة:

- يا ولاد ال........ استغفر الله العظيم يارب، هي الناس دي متتعرفش ربنا، وانتي ازاي متقوليليش؟


- ويعني لو كنت قولتلك كنت هتعمل ايه يا شادي؟ المهم خليك انت في نفسك دلوقتي، والله انا لو بإيدي لاحبس مرات عمي وشيح الشوم اللي بينفذلها، قادر ربنا ينتقم منه. 


- هو انتي تعرفيه؟

سألها بتحفز وانتباه شديد، ليجدها تجيبه ببساطة كادت ان تتسب له بأزمة قلبية:

- ما هو مفيش غيره يا شادي،  الزفت اللي ساكن في الشارع اللي ورانا، دا راجل مربي سمعته ع النصب والدجل ولاقي من امثال مرات عمي كتيرر.


ظل لمدة من الوقت يطالعها بصمت وفقط، يكبح لسانه ع الانفعال عليها، لا يصدق الهدوء الذي تتحدث به في امر كهذا، شيء بمثل تلك الإهمية لا يقبل ابدا التهاون به، ليعود لعقله مقررًا بداخله التصرف بعمليه، ممسكا بهاتفه:

- قوليلي اسمه بالكامل يا بهجة بدل ما اتشل منك 


طالعته يأتي بأحد الارقام يتصل عليها، لتسأله بعدم تركيز:

- طب وانت مالك بإسمه، وبتتصل بمين اساسا؟

لوح بقبضته امامها يضغط عليها بشدة، ثم يخبرها حتى تكف عن الجدال:

- هتصل بواحد معرفة في الداخلية، يخلص تاري بالقبض ع الراجل النصاب دا وفورًا، اما عن مرات خالي وبنتها فدول ملهمش دخلة عندي تاني، اللي يمشي في الكلام ده، حتى الكلام معايا متحرم عليه .


❈-❈-❈


مسطحة على الارض امامه، مستسلمة استسلام تام اليه، وهو يتابع بكتابة الأحرف الشيطانية على بشرتها ، والتي غيبتها عن الواقع واصبحت في عالم اخر لا تعلمه

كان قد انتهى من ذراعيها والجزء الاعلى من جيدها، يواصل على ساقها بتركيز تام، رغم تشتيته احيانا من أفعالها،  


وقد اشتعلت بها الرغبة تمسح بكفيها وتناظره باستجداء، ليتبسم لها بتسلية:

- حاضر يا سامية هريحك خالص، بس نخلص بقى عشان منبوظش الشغل، ويبقى ارتباطنا للأبد .


وهذا ما كان برأسه ان تصبح ملك طاعته، حتى لو نفذ اليها رغبتها، يساعده جهلها على ذلك، هي وغيرها، هو لم يذهب اليهم، هم من أتو اليه، إذن فعليهم بدفع الثمن ، بوعيهم او بدون، في كل الحالات واحد، الم يعرفون من البداية هو مع من يتعامل؟!


وصل لأسماعه فجأة بعض الاصوات الغريبة من خارج الغرفة، وقبل ان ينهض ليستكشف الامر وجد الباب يدفع بعنف للداخل، ويدلف عدد من رجال الامن، فصدر التعليق باستغراب من اولهم:


- انت بتهبب ايه يا بني أدم انت؟


❈-❈-❈


مساءً

وحينما وضعت رأسها على الوسادة من اجل النوم، نظرت بهاتفها الذي اهملته عن عمد منذ عودتها من هناك، حتى لا تشغل بالها، او يحركها احساس الذنب كما حدث الاَن وقد رق قلبها لسماع صوته عبر الهاتف،  تبًا.


اصبحت تعرف بنوبة غضبه ساعة التجاهل، ولكنها ايضًا لم تغفر له حتى الاَن موقف الصباح، إهدار كرامتها من قبل هذه المرأة المتعجرقة واهانتها امامه.


تعرف انها لا تملك الحق في عتابه بفضل هذا الاتفاق اللعين ولكنها ايضًا لا تستطيع التجاهل او التغاضي، نفسها العزيزة والتي كانت سبب بلاءها في الماضي،  حينما وقفت امام عمها والمدعو زوجها على الورق، للقبول بربع حقها من ميراث والدها .


هي ايضًا ما تمنعها الاَن من الرد عليه، او ادعاء شيء من المصالحة لا تستطيع الشعور به، أذن فليحدث ما يحدث. 

عند خاطرها الاخيرة، ابعدت الهاتف الصامت منذ ساعات، لتضعه على الكمود في الناحية البعيدة عن نومها، تغطي عليه بإحدى الوسادات الصغيرة حتى لا يزعجها اضاءة الهاتف بورود المكالمات التي لا تتوقف.


فتعتدل بجانبها بعيدًا عن جهته وتشد الغطاء حتى  رأسها، ولتنعم بنوم هانئ قريرة العينين



الصفحة التالية