-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 26 - 2 - الأربعاء 25/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء

25/9/2024 


صمت برهة يحدق بالملامح المغضنة بشيء غير مفهوم، ان كان غضب شديد او حزن، ليسترسل بعاطفة الاشتياق الشديد لها:

- مغلبكيش الحنين تحضنيها يا ماما؟ تسمعي لكلامها اللي بقالنا سنين محرومين منه؟


لا تنكر في قرارة نفسها انها بالفعل تاقت لكل ذلك وبشدة، ولكن شيئا ما منعها، ذلك الشيء الذي يجعلها دائمة التحفز امامها، فيسيطر على انفعالاتها معها، ولكنها ايضًا تشعر بالغيرة في كل يتفوه به ابنها الاَن.


- خلاص يا مصطفى، اديك عرفت ان والدتك قلبها قاسي حتى على اختها الوحيدة، استريحت دلوقتى. 

قالتها تشيح بوجهها عنه الى الجهة الأخرى، وبكبرياء لا تتخلى عنه، 


فنهض عن مقعده يردد بأسف من خلفها:

- مش مهم انا، المهم انتي يا ماما اللي تستريحي.

قالها وتحرك متابعًا طريقه، ليذهب من امامها، ويتركها في تلك الحالة التي ترفضها من داخلها ولكنها لا تستطيع السيطرة عليها، الحزن!


❈-❈-❈


في قسم الشرطة وداخل غرفة رئيسه، كان يتلقى الاَن التوبيخ منه بعد الخطأ الذي اوقع نفسه به:

- دي عملة تعملها يا عصام،  كان لازم تنبهني من البداية وابقى على علم، بتنفذ وتخطط مع نفسك، فاكرني نايم على وداني ومش عارف بعيونك هناك، طب اهو بتسرعك دا كان سبب لهروبه، استريحت كدة بقى؟


غلبه الحماس يردد بتصميم ووعيد:

- لا طبعا مستريحتش ولا هستريح غير لما اجيبه واحطه في الحجز بإيدي، دا عهد عليا يا فندم ولا يمكن هتخلى عن تنفيذه. 


عض امين على نواجزه، يكتنفه الغضب الشديد من أفعال تلميذه، رغم تقديره للحالة التي يمر بها ، ولكنه لا يستطيع التهاون مع شيء قد يضره ، ولن يسمح، ليصمت برهة يدور حول مكتبه حتى جلس على المقعد، يضع  قدما فوق الاخرى يأمره:


- طب وان قولتلك شيل ايدك وسلم القضية لظابط تاني غيرك.

رد بالرفض سريعًا:

- اسف يا فندم مش هقدر ، القضية قضيتي وحقي وحق مراتي مش هتنازل عنه، حتى لو اضطريت اخلع البدلة الميري والبس مدني.


بانفعال شديد وقد اخرجه عن طوره المتماسك، ضرب على سطح المكتب بهدر به:

- وتضيع مستقبلك يا غبي، انت بتفكر ازاي يا بني آدم انت؟


تنهد بعنف يُقر غير ابهًا بأي شيء:

- تقدر تعتبرني كدة بالفعل يا فندم، غبي... لكن برضو مش هتخلى عن طريقة تفكيري اللي مش عجباك، وع العموم القرار في إيدك تقدر تعاقبني باللي سيادتك تشوفه صح، وانا مش هعترض. 


لقد حسمها ولا سبيل لإقناعه، يُقدر ان معه الحق، ولكنه ايضًا يخشى اندفاعه، وصفة الانتقام التي تغلغلت به، لن يستطيع السيطرة عليها بعد ما حدث، سوى بالنيل من هذا الفاسد. ليعض على شفته السفلى بغيظ شديد يأمره.

- امشي غور من وشي يا عصام، امشي ياللا .

بابتسامة مسترة قام الاخير بتأدية التحية يجيبه بطاعة:

- تمام يا فندم.

قالها وتحرك ذاهبًا على الفور من امامه، يتركه في تخبطه والبحث في خطة بديلة للقبض على الفاسد الاخر الان .


❈-❈-❈


بداخل المنزل الصفيحي، صار يضرب بقدميه كل ما تقع عليه عيناه

- ابن الكلب كان قاعد مستنيني ومتربصلي ، وديني ما هحله من دماغي، دا انا ابقي مرا لو سيبته، بقى انا، انا ابراهيم ابن الورداني انط من ع الحيطة زي الحرامية،  ولولا كوم الرمل كانت رجلي راحت فيها، وكل ده بسبب مين؟ بسبب الواد الطري ده


توجه بالاخيرة نحو هذا المدعو عزوز والذي كان متكئًا على الجدار بهدوء منقطع النظير ، يمسح بأظافره على سترته الجلدية المهترئة، ليرد بشيء من السخرية:


- طب براحة يا عم الجامد، حتتين العفش اللي عمال تكسر فيهم دول معنديش غيرهم، انا ابويا مش عطار كبير زي جنابك، انا ابويا معرفش طريقه اصلا. 


كز على اسنانه ليهجم عليه بقبضتيه ممسكًا بياقتي سترته، وبفحيح ووعيد يعبر عما طرأ برأسه:

- ما هو انا لازم احط غلبي في حد دلوقتي، ومقدميش غيرك،  ليه بقى؟ عشان حركة النهاردة تثبت ان الظابط ده عنده عيون هنا، في محمية الزفت بتاعتكم، الخيانة عند مين يا عزوز؟


صاح الاخير يدفع ذراعيه عنه، يظهر وجهه الحازم امامه:

- لا يا حبيي اصحي وفوق لنفسك، مش عاجبك العيشة هنا ولا شاكك في حد فينا، يبقى مع السلامة وطريقك أخضر،  ما انا مش هتحمل تهزيقك ولا عنطزتك دي واسكتلك،  دا انا ادب صباعي في عينك،  انت مش كاسر عيني بحاجة، لا عنيا دا العكس، هنا مش امك اللي مدلعاك ولا ابوك اللي رمى طوبتك.


بذهول شديد ردد بعنجهية يسبه:

- انتي بتعلي صوتك عليا يا ابن الكلب. 

- كلب ياكل مصارينك. 

صاح بها عزوز ليتجه نحو الباب يفتح على مصراعيه يطرده بطول ذراعه:

- والباب اهو يفوت جمل، ياللا غور كدة ووريني عرض قفاك. 


شرع ابراهيم بالتحرك والخروج بالفعل، ولكن الاخر استرسل يذكره:

- بس خليك فاكر،  اللي بيخرج من هنا ملهوش راجعة،  والمعلم الكبير معندوش ياما ارحميني في اللي يخرج عن طوعه بعد ما خلاص عرف سره. 


ابتلع ريقه بخوف حتى برزت تفاحة ادم بحلقه، ليردد بدفاعية:

- بس انا مش هتكلم ولا اطلع سره، ولا انت ناوي تقلبه عليا يا عزوز ، ما انا عارفك واطي. 


ضحك المذكور باستخفاف:

- ماشي انا واطي يا بن الأصول وسيبتلك انت التربية العالية، ع العموم الباب اهو مفتوح قدامك لو عايز تمشي، وانا جيبتلك الناهية،  اما بقى لو هتعقل وتشغل عقلك كله برضو لمصلحتك،  انا ماشي بقى عشان خلتني حرقت معاك كتير، عن اذنك بقى يا بن الورداني. 


سحب نفسه وخرج على الفور،  بعدما القى بالتهديد الذي يكبله ويقيده عن الاعتراض، وقد غرزت اقدامه في منطقة ألا رجوع .


❈-❈-❈


دلفت المحل الذي اصبح مزدحمًا بعدد الرواد مما اثبت لديها نجاح الفكرة ، بروح الحماس التي صارت تجدها من اشقائها في ممارسة العمل المحبب به، لتطفو السعادة على ملامحها وهي تتابع حركتهم بنشاط في مخاطبة الزبائن او الاشراف على العاملين معهم، لتلوح بكفها نحو شقيقتها جنات والتي كانت تدون طلبات احدى الطاولات، ثم واصلت نحو شقيقها الذي كان مندمجًا مع احد اصدقائه في مناقشة امر ما، لتقترب وتجلس بالقرب منه، حتى اذا انتهى التف اليها يعطيها انتباهه:


- اهلا بالبرنسيس، اتأخرتي يعني يا بيبة، هي نجوان هانم لسة تعبانة؟ 

أومأت بهز رأسها:

- لا الحمد لله اتحسنت طبعًا، بدليل ان الدكتور كتبلها على تصريح خروج، بس طبعا عايزة متابعة لان الانفعال مش كويس عشانها، وهي النهاردة اتعصبت اوي .


- ليه حصل ايه؟

سألها باستفسار فجاء ردها بإرهاق:

- يا عم سيبك بقى، اللي حصل حصل، حمد لله ربنا سترها وان شاء الله ياخد بإيدها، المهم دلوقتي البت  عائشة فين؟ مش شايفاها يعني معاكم؟


تبسم يلتف بجذعه للخلف، ليشير بذقنه الى أحد الزاويا البعيدة يجيبها:

- اهي قاعدة هناك مع ابن عمتك شادي .

- شادي. 

انتبهت بالفعل لوجود المذكور، لتستقيم بجسدها عن المقعد الذي كانت تجلس عليه في استعداد للتحرك نحوه:

- ودا من امتى هنا؟

- من يجي نص ساعة، سأل عليكي ولما عرف انك مش موجودة اضطر يستناكي. 


- يا نهار ابيض طب مش تقول من الصبح .

قالتها بحرج لتتوجه نحوه مباشرة، والذي ما ان انتبه اليه نهض يستقبل مصافحتها:

- شادي باشا مشرفنا، المحل نور بحضورك. يا عم.

تبسم يتلقى مجاملتها بمودة:

- المحل نور بأصحابه، ربنا يجعلها عتبة خير ، انا شايف ان البداية مبشرة.


- بجد عجبك؟

سألته بلهفة، ليسارع بطمأنتها وعيناه تدور في الأجواء:

- بسم الله ماشاء الله، حاجة تفرح، وانا مش بقول كدة مجاملة على فكرة. 


- ربنا يطمن قلبك 

تمتمت بها بارتياح، لتنضم للجلوس معه ومع عائشة التي سارعت بسؤالها 

- طمنيني على نوجة، عاملة ايه دلوقتى؟ انا كان نفسي اجي المستشفى، بس محدش فيهم رضي يوصلني من اخواتك.


قالتها بحنق طفولي اثار ابتسامة بثغر شقيقتها، وانتباه شادي الذي ضاقت عيناه بتساؤول:

- نوجة دي.....  الهانم اللى حضرت الافتتاح، صح ولا انا غلطان؟

اومأت رأسها بموافقة ليتابع باستدراك:

- ووالدة.....!

توقف بمغزى فهمت عليه، لتتوجه نحو شقيقتها تخاطبها:

- نجوان هانم روحت بيتها وهي زي الفل دلوقتي،  استني بس على ما تصحى من نومها وليكي عليا اتصلك بيها تكلميها بنفسك، مبسوطة يا ستي؟


- مبسوطة اوي.

تلقفت عائشة ردها بحماس،  لتصرفها شقيقتها بعد ذلك وتختلي هي بالجلوس مع ابن عمتها، حتى يتمكن من الحديث معها براحة. 


- انا قومت عائشة عشان عارفاك،  وحاسة ان عندك كلام عايز تقوله.

تنهد بضيق يستجيب لمصارحتها:

- صح يا بهجة مع اني كنت جايلك في موضوع تاني يخصني بس بصراحة في حاجات تجبر الواحد انه يعترض، انا مش فاهم انتي ازاي قابلة تشتغلي عند والدته جليسة وفي نفس الوقت تبقي مراته، هو قابلها ، انتي راضية ازاي؟



الصفحة التالية