-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 38 - 2 - الإثنبن 2/9/2024


  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثامن والثلاثون 

2

تم النشر يوم الإثنين

2/9/2024


كانت جالسة فى الظلام الدامس، ونور القمر يضئ الزنزانة، كانت فى حالة لا يرثى لها، كانت خائفة، حزينة، قلبها يؤلمها بشدة، تفكر فى ذكرياتها مع صديقة عمرها التى قد فارقت الحياة، فـ «ملك» لم تأذى اي احد، فهى كانت فتاة هشة، قوية، طيبة، ابتسامتها لا تغادر من شفتيها ابداً، وبالأخير قد فارقت الحياة بهذه الطريقة القاسية، فـ مازال عقلها يعيد مشهد وهى غارقة بدمها، تتألم وهي تراها بهذه الحاله، لا تتوقع ابداً هذا الحادث، اغمضت عينيها بألم وهى تشعر أن عقلها مازال يعيد في هذا المشهد، حتى صرخت وبقوة، محاولاً أن يغادر المشهد من رأسها، ولكن لم يكن هناك نفعاً ابداً.. 


حتى السيدات اقتربت منها تحاول أن تواسيها ولكن لم ترد عليهم، بلا عقلها ليس هنا، بلا هناك مكان موت «ملك» صديقتها  . 


حتى اقتربت منها سيدة فى العمر الاربعون وهى تعانـ ـقها وتضع كتفيها بوهن وهي تهتف بقلق عليها  :  


ـ اهدى يا بنتى استهدى بالله، كل حاجه هتتحل، اهدي بس. 



ظلت تربت على كتفيها بوهن وظلت مدة كبيرة السيدات يتحدثون معها بوهن مُقدرين حالتها تلك، حتى وبالأخير نامت في اعنـ ـاق تلك السيدة التي كانت في العمر الاربعون، ظلت تربت على كتفها وظهرها حتى نامت من التعب الذى تشعر به، ولكن الالم ليس في جـ ـسدها، بلا في روحها المتألمة، فى قلبها… 




❈-❈-❈


كان ينظر لها متمتعاً فى النظر اليها وهي نائمة، نظر لها بابتسامة معشوقة، اقترب منها وقبـ ـلها قبـ ـلة فوق رأسها، فهو الأن اسعد راجل فى العالم بأكمله، الآن «فريدة» نائمة في احضـ ـانه، ماذا يتمنىٰ شئ بعد، فهي كل ما يتمنى قلبه، و يتمنى أن تظل فى احـ ـضانه هكذا  . 


حاول أن يسحب نفسه من احـ ـضانها، وبعد دقائق نجح بالفعل وتركها بدون أن تستيقظ، واخذ جاكته وكاد أن يذهب ولكن توقف والتفت له ونظر لها نظرة عشق لا تليق الا بـ «مالك الأميري»  . 


فهو إذا لم لم يُكن مشغولاً، لكان الأن في احضـ ـانها، ذهب على الفور وخرج من الغرفة، وكاد أن يتجه الى الدرج حتي يتجه الى الأسفل، ولكن سمع صوت صراخ عمة «بيجاد»، اتجه سريعاً لمصدر الصوت وجد عمة «بيجاد» تعـ ـانق إبنتها، وهى شبه واعيه وجـ ـسدها ملئ بالكدمات الزرقاء والحمراء وشعرها فوضوي، وثيابها كانت شبه عارية، لان الفستان الذى كانت ترتديه كان مشقوق الى نصفين، اللعنة فهو اتفق مع تلك السيدات على أن يضربها ضرباً ليس مبرحاً، ولكن الذي لم يفهمه، ثيابها، ثيابها واضحاً الذى كان أمر واضحاً، أن فى احد اعتدى عليها، لا لا مهلاً مهلاً يا «مالك» فـ هذا الأمر لا يبدوا صحيحاً ابداً، تراجع الى الخلف وهو يتصل الى تلك السيدة التى اتفق معها هو و «بيجاد» حتى ثوانى وردت على الفور وهى تبتسم بتشفي  :  


ـ ها يا باشا ايه رأيك، ضربتها بس مش اوى زى ما بلغتني، يارب يكون شغلي عاجبك  . 


صاح بها بحده وهو يدخل الى احد الغرف حتى لا أحد يسمعه ويكشف امره   :  


ـ انتِ ايه اللي هببتي ده، انتِ ازاي تتجرئي، وتقطعي ليها الفستان بشكل ده، ده انا هدفنكم واحد واحد  . 


أجابته السيدة بعدم فهم وهي لم تفهم ما الذى يتحدث عنه  :  


ـ بتقول ايه يا بيه، محدش جاه جنب الفستان اصلا، احنا ضربناها وفي الاخر شلناها زي ما هي ورامنها قدام القصر زي ما حضرتك قولت، وقبل ما نرميها كانت زي ما هي والفستان بتاعها زي ما هو  . 


عقد حاجبيه بحيرة ومازال لا يفهم شئ ابداً، سألها بشك ومازال الشك يروض عقله  :  


ـ انتِ نزلتيها قدام القصر كانت الساعة كام؟؟؟  . 


اجابته تلك السيدة بثقه ومازالت لم تفهم ابداً عن ما الذي يتحدث عنه  :  


ـ نزلتها من العربيه قدام القصر كانت الساعه 8،ليه يا باشا خير فى حاجه؟؟  . 


اغلق الهاتف بعد ما تحدث معها، الآن قد تأكدت كل توقعاته، اللعنة فـ الأن الساعة عاشرة، أين هي في كل هذا الوقت؟؟، يبدو أن الأمر قد خرج عن السيطرة، اتصل مرة اخرى ولكن بـ ليس تلك السيدة بل على «بيجاد» ولكن لم يرد على اتصالاته مما لعن هذا الحظ السيئ ولعن خطة «بيجاد»  . 


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالى.. 


خرجت «سلا» من السجن في تمام الساعة واحدة ظهراً، خرجت من قسم الشرطة بعد ما أحدهم قدم دليلاً على براءتها ولكن لم تفهم ما هو الدليل، فهى عاشت أسوء ليلة في حياتها قد تمر على المرء، عانت كثيراً هذه الليلة، قلبها مازال يؤلمها، وعقلها أيضاً، عقلها اللعين يعيد في ذلك المشهد.. 


خرجت وهى لم تستطيع أن تخطو خطوة واحدة الى الامام، قدميها لم تساعدها علي المشي ابداً، كأنها عاجزه، ولكن عينيها كانت تبحث عن شخص واحداً، وما هو الا حبيب قلبها وفؤادها، هديتها الجميلة من الله، كانت تبحث عنه في كل مكان ولكن لم تجده و… 


قطع افكاره وهو واقفاً امام السيارة ينتظر خروجها، ولكن لم يرها ابداً لأنها كانت في مكان بعيداً عن عينيه، كانت تنظر له بشوق، اشتياق، حُب، حنان، فهو أمانها الوحيد، والتي تشعر بـ أحضـ ـانه انها على ما يرام، خطت خطوة إلى الأمام وهي مازالت تنظر له، كل ثانية ينظر الى ساعته الكلاسيكية التي كانت على يـ ـده، هتفت بنبرتها المشتاقة له  :  


ـ بيجاد  . 


توقف عن الحركة وعينيه تنظر الى مصدر الصوت بلهفة، وجدها تنظر له باشتياق، ينظر الي ملامحها المُتعبة التي ألمت قلبه بقوة، فهو لم ينام ولم يتحرك من أمام الشرطة، وبالأخير وجد حل يخرجها من هذه المشكلة، فـ كانت بالأمس ليلة مشؤمة بنسبة له. 


اقترب منها بلهفة وهى حينما رأت اقترابه، اقتربت منه حتى بالأخير وصلت الى احضـ ـانه، احضـ ـانه الدافئة، والأمان بنسبه لها، شخص واحد الذي يطمنها ويطمن قلبها، وهذا الشخص هو «بيجاد»، نفس الشخص الذي جعلت خفقان قلبها تزداد وتزداد، ونفس الشخص الذي لا تستطيع أن تعيش بدونة  . 


ظل في احـ ـضانها مده لا يعلم بها، ولكن قلبه وجـ ـسده وعقله الآن بخير بوجودها، فـ وجودها كل افكار عقله تصمت على الفور، ياليت الليلة التى كانت بالأمس لم تتكرر ابداً، فـ الأمس قد جعلوه الشيطان الذي بداخله يستيقظ، والأن لا أحد يجب أن يلومه بما فعلوه بيهم.. 


خرجت من احـ ـضانه وهي تنظر له بعين مُتعبة  :  


ـ بيجاد أنا عايزه أروح البيت، أنا بجد تعبانة  . 


فهى مُتعبة نفسياً وجـ ـسديا، وعقلها مازال يؤلمها عندما تتذكر نفس المشهد و «ملك» غارقة بدمائها، تلك الموقف والمشهد لم يذهبان من عقلها ابداً  . 


عانـ ـق وجهها في راحة يـ ـده وهو ينظر لها بقلق وحنان  :  


ـ هنروح يا حبيبتي، كل حاجه هتبقي كويسة، متقلقيش  . 


ختم حديثه وقبـ ـلها فوق فروة رأسها وعانـ ـق يـ ـدها نحو يـ ـده واتجه بها الى السيارة، فتح لها باب السيارة وجلست بجانب مقعد السيارة، واغمضت عينيها وهي تحاول أن تبعد هذا المشهد من عقلها و الى الابد.. 


جلس بجانبها واخذ يقود السيارة، وكل حين من الوقت ينظر لها متمتعاً بالنظر إليها، وبعد نصف ساعه وصلوا الى البيت، نظر لها وجدها مازالت غامضه عينيها، ظن انها نامت، وبالفعل خرج من السيارة واتجه إليها وفتح باب السيارة حتى يحملها و اقترب منها، وامسك يـ ـدها وكاد أن يحملها، ولكن توقف حينما هتفت بنبرتها المُتعبة ومازالت تغمض عينيها  :  


ـ أنا صاحيه يا بيجاد  . 


نظر إلى ملامحها المُتعبة وابتعد عنها حتى تخرج من السيارة ولكن مازال يمسك يـ ـدها، وبالفعل خرجت من السيارة ومازالت تمسك يـ ـده، واتجهوا الى القصر، وحين دخلوا الى القصر هى و «بيجاد»، وجدوا «فريدة»  و «مالك»  والدتها وشقيقها بانتظارها، وعندما «فريدة» رأتها، حتى ركضت اليها وهى تعـ ـانقها، وتبكى بكاء مُفرط، فهى ادركت أن صديقتها قد قتلت على يـ ـد مجهول، واتهموها فـ «سلا»، ولكنها لم تصدق الأمر أن «سلا» فعلت ذلك، فهى منذ الأمس تبكى على موت صديقتها الُمحبة لها و الى «سلا»، بعد ثوانى بدلتها «سلا» العنـ ـاق، وهى تربت على ظهرها، ولكن لم تبكى.. 


مما شعر «بيجاد» بالحيرة والقلق، فهى بعد كل هذا لم تبكى، يبدو أنها فى حالة صدمة، ولكنه أرسل لها ثلاث فتيات الى السجن، حتى يرقبوها ويحميها ايضاً، فهو كان قلقاً عليها من فتيات السجن بداخل لذلك ارسل لها ثلاث فتيات، حتى وإذا تعرضت للاهانه او شئ أخر، تلك الفتيات يتعاملوا مع الأمر، ولكن على حسب كلامهم فهي بكت في الزنزانة، وبعد ذلك نامت على الفور، يشعر بالحيرة عند خروجها من قسم الشرطة، لم تبكي ابداً.. 


ابتعدت عنها «سلا»، وهى تزيل دموع «فريدة» بدون أن تتحدث معاها، وبعد ما انتهت ذهبت خطوة واحدة وكادت أن تذهب عده خطوات ولكن توقفت، حين والدتها عـ ـانقتها وهى تهتف بوهن  :  


ـ حمد الله على سلامتك يا بنتى، متزعليش، ربنا يرحمها  . 


لم تبدلها العـ ـانق، ولم تبعدها أيضاً، ظلت هكذا في اعـ ـانقها بدون فعل اي شئ، مما شعرت والدتها بالحيرة، خرجت من اعـ ـانقها ونظرت لها وجدت وجهها خالى من المشاعر اتجاها، وكأنها في عالم أخر لم تشعر بشئ ابداً، وحينما والدتها خرجت من اعـ ـانقها وجدت شقيقها يعـ ـانقها بحُب ولهفة  :  


ـ  حمد الله على سلامتك يا حبيبتى، كويس انك بخير، دى بالدنيا كلها عندى  . 


ربتت على ظهره وفى ثوانى ابتعدت عنه، نظرت الى «بيجاد» الذى مازال ينظر لها بقلق من تصرفاتها المُريبة، اقترب منها  ووضع يـ ـده على كتفها، واتجهوا الى الدرج، حتى يذهبوا الى غرفتهم، وبعد ثوانى وصلوا الى غرفتهم التى كانت فى الطابق الأول  . 


وحين دخلت إلى غرفتهم، ذهبت باتجاه المرحاض، حتى تنعم بحمام دافئ يريح جـ ـسدها، أما «بيجاد» أغلق الباب خلفه وظل ينتظرها وبعد دقائق، خرجت من المرحاض، وهي ترتدي قميص لونه أسود، وشعرها التي يتساقط منه قطرات الماء، اتجهت الى التسريحه وكادت أن تمسك المشط حتى تمشط شعرها، ولكن «بيجاد» أوقفها وهي يمسك المشط يمشط شعرها، تركته وهى تنظر بشرود من أحداث اليوم التى مرت عليها، والتى لم تصدق أن صديقتها قد فارقت الحياة، لا تصدق ابداً أن رأت أسوأ مشهد في حياتها هو موت صديقتها، فهى حتى لم تحلم بذلك المشهد ابداً، مازال دماءها وهى نائمه كجثة هامدة لم تفارق تفكيرها واللعنة، فـ الذي فعل هذا بصديقتها لم يوجد بقلبه رحمة ابداً، فهى لم تسامحه ابدا، فهو قد سرق قلبها و روحها و صديقتها المُحبة لقلبها، الأن قد تركتها، تركتها وحدها، فهى لا كان لا يهمها ابداً أن تخرج من السجن اما لا، الذي كان يهمها هو فراق صديقتها بهذه الطريقة، فهم اتخذوا كل الوعود سوياً بأن يظلوا سوياً حتى مماتهم، كيف تركتها بهذه الطريقة؟؟؟، هى تريد أن تعرف لما؟؟، لما فعل هذا بصديقتها؟؟، لما؟؟، فـ صديقتها بريئة لم تؤذى أحد ابداً، يشهد الله أن قلبها كان صافى، فهي ليس لديها أعداء، في حياتها كيف فعل هذا بها؟؟؟  …. 


قطع دوامة افكارها صوت «بيجاد»، مما جعلها تنظر نحوه عبر المرآه، وجدته فعل لها كعكة فوضوية جميلة الشكل، وبعض الخصلات سقطوا على عنقها، ابتسمت ابتسامة لم تصل الى عينيها، فهى حقاً ممتنة لـ «بيجاد» انه لم يتركها ابداً، اقترب منها و وضع يـ ـده نحو اكتـ ـافها، وهو ينظر لها عبر المرآة ومازالت تجلس على كرسي التسريحة الخاصة بها  :  


ـ كنت بقولك تعالى نأكل يا حبيبتي، وبعد كده ننام  . 


هزت رأسها بلا وهي تغمض عينيها ومازال ذلك المشهد اللعين لما يذهب من عقلها  :  


ـ لا يا حبيبي انا مش جعانه، ومش جايلي نفس أكل  . 


جعلها تقف من الكرسي التى كانت تجلس عليه، وجعلها تلتفت له، نظر نحو عينيها وهو يهتف بحنان ولين  :  


ـ عشان خاطري أنا يا قلب حبيبك، وبعدان انا كمان مكلتش زي زيك، ومش هاكل غير لما تأكلى، ها  . 



جلست على الفراش وهي تنتظره أن يبدوا الطعام فهى تعرف «بيجاد» جيداً لا يتوقف عن العناد ابداً، وأنه إذا وضع شئ في رأسه، فـ سوف ينفذه إذا بلغ الأمر، لذلك نفذت حديثه، فهى ليس لديها طاقة حتى تتناقش معه ابداً، لذلك استسلمت وسمعت حديثه على الفور، ابتسم على طاعتها التى كانت جديدة عليها، فهي عنيدة ومراوغة،  وشرسة ايضاً، لذلك من النادر ان تنفذ حديثه ابدا.. 

الصفحة التالية