-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب لخديجة السيد - الفصل 2 - 1 - الإثنين 9/9/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب  

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني

1

تم النشر يوم الإثنين

9/9/2024



كان أحمد منهمكا في تنظيف الأرض.. ساخطا على نفسه فهو يفترض أنه فرد آمن هنا لكن أحيانا يكلفوه بالتنظيف مجبر، ولا يستطيع الاعتراض لانه بحاجه للمال بسبب علاج والدته حتى للانهماك في هذا العمل المُذل أمام هؤلاء الساكن الحمقى.. ورغم أنه فعلا يحاول الحفاظ على ضبط النفس مهما أغضبته تصرفات الساكن حتى لا يحدث خطأه ويضطر الى الرحيل لكن هذا لا يمنع أن بعض تصرفاتهم تغضبه وتشعره أحيانا بالإهانة..


تنهد ببؤس وهو يستقيم في وقفته عندما اقترب زميل آخر له وهو يقول بحقد 


= يا اخي الواحد نفسه ربنا يديله عشان يذل الناس دي شايفين نفسهم اوي؟ طب نمسح وننظف ليه حاجه اتسبب فيها واحد من اللي ساكنين في الكومباوند مش عندهم خدامين يعني ولا احنا اللي خدامين عندهم 


رغم غضب الآخر لكن أجاب مرددًا بهدوء


= خلاص بقى يا ذكي امسح وانت ساكت بدل ما حد يسمعنا ويخصملنا، هو ما فيش غير الراجل اللي ساكن الجديد ده شايف نفسه أوي فعلا هو وعياله 


هز رأسه باعتراض ساخط هادرا بصوتٍ متذبذ باحتقن


= لا كلهم، هم اللي ذي دول تعبانين في حاجه طالعين واكلين يسرقوا في البلد ويذلوا في اللي زينا، بذمتك مش ساعات تبقى نفسك تسكن في مكان زي ده.. مش بتتحسر على حالك وهم طالعين داخلين بالعربيات واحنا بنلاقي اللقمه بالعافيه


أبتسم احمد وهو يربت علي كتفه بكفه واردف برضا 


= الحمد لله يا ذكي احسن من غيرنا، ارضى عشان ربنا يكرمك لكن مش كل واحد طالع ولا نازل هتقعد تتحسر وبعدين مين قال لك ان هم ما تعبوش زينا ولا كانوا في بدايتهم كده وان كلهم حراميه والفلوس جات لهم من غير ما يتعبوا فيها انت مش عارف اللي ورا البيبان ممكن يكون حالك احسن منهم ما تاخدش بالمظاهر 


لوي شفته بسخرية وهو يقول بصوت حقود


= نعم يا اخويا حالي احسن منهم ليه ده انا لو معايا الفلوس اللي معاهم ولا هحتاج حاجه في الدنيا.. ربنا بس يعطيني وانت هتشوف هعمل ايه .


انتبه أحمد لحضور نانسي من بعيد وهي تهتف بصوت مرتفع 


= أحمد ممكن لحظه!. 


سارع أحمد يرحب بها و سألها بابتسامة عريضة


=خير يا استاذه نانسي محتاجه حاجه.


كان ذكي يراقبهم من بعيد بفضول كبير، بينما رفعت وجهها تنظر إليه بنظرة صافية وهي تقول بتردد 


= ممكن بعد ما تخلص شغلك نخرج انا وانت نتكلم شويه، وما تسالنيش ايه هو السبب لما نخرج هقول لك على الموضوع اللي انا عاوزك فيه.. بس عشان خاطري ما تقولش لحد من صحابك هنا ان انت هتخرج معايا ممكن.


عقد حاجيبة باستغراب كبير لكنه أردف قائلاً بجدية


=اه تمام فهمت حاضر مش هقول لحد.


❈-❈-❈


بـعـد مـرور عـدة سـاعـات.


عند وصول أحمد إلي المكان التي اخبرته به نانسي، اول شيء سألته عن ماذا يأخذ من مشروبات لكنه رفض بشدة، بدأت تتصاعد الدماء أكثر إلى رأسها ومع ذلك تحلت بشيء من رزانتها المعهودة قائلة 


= ما تقول قهوتك ايه، بيعملوا هنا كل انواع القهوه اطلب اللي انت عاوزه 


هز رأسه برفض وهتف قائلاً بإصرار 


= لا متشكر صدقني مش عاوز اشرب حاجه اطلبي انتٍ براحتك 


تنهدت بقوه واردفت بنفاذ صبر وتعجب


= مالك ليه مش عاوز تطلب هي كوبايه الشاي ولا القهوه اللي هتطلبها مش هتقدر تشربها.. ما هو ما ينفعش انا اشرب قدامك وانت تقعد كده تتفرج عليا 


برر لها بابتسامة محرجه لم تنحسر 


=ما هو بصراحه المكان هنا شكله غالي وانا ما بحبش اشرب ولا اكل حاجه مش هدفع حقها، ولو جيتي كمان من ناحيته الاصول المفروض انا كمان ادفع اللي انتٍ هتشربيه انا متعود و متربي على كده لكن عشان اكون صريح معاكي برده مش هقدر اعمل كده عشان كده مش عاوز حاجه وعشان خاطري ما تجبرنيش و لو طلبتي برده مش هشربها .


اتسعت دائرة حدقتيها بصدمة من حديثه لكنها هزت رأسها بتفهم وقالت باختصار 


= تمام براحتك، معلش هنطلب كمان شويه .


بعد رحيل النادل، سألته بصوت مقلق 


=هو انت قلت لحد على موضوع مرضي ويوم ما وديتني المستشفى


رفع وجهه لها بدهشة وقال بنفي


=وهقول حاجه زي كده ليه انا مالي دي حاجه ما تخصنيش ما تخافيش مش هقول لحد أكيد، هو حضرتك جايباني هنا عشان تساليني عن كده، كنتي سالتيني هناك وانا كنت هقول لك 


ازدردت ريقها وقالت بصوتٍ مبحوح تتجنب النظر في عينيه


= اكيد لا جايبك عشان موضوع تاني، انت حكيتلي ان والدتك كانت مريضة زيي بنفس المرض والحمد لله خفت.. وقلتلي كمان تقريبا انك كنت خاطب بس ما حصلش نصيب عشان فلوس الفرح دفعتها تمن عمليه والدتك 


هز رأسه بالايجاب وهو يقول بتفهم


= آه فهمت حضرتك جايباني يعني هنا عشان تساليني على حاله والدتي وقت المرض و كانت ظروفها ايه؟ الموضوع بسيط لو اتفقتي مع دكتور شاطر يعني طالما الفلوس حاضري المواضيع دي بتخلص على طول.. كان نفسي التحليل يطلع غلط صدقني فتره وهتعدي حاولي بس ما تفكريش فيها كثير 


ازدادت ابتسامة نانسي الناعمة وهي ترد بصوتها الهادئ 


= هو انت ما خطبتش تاني او مرتبط حاليا 


تعجب من سؤالها لكنه رد بصوت حزين بخيبة 


= والدتي نفسها تشوفي احفاد مني بس منين يعني؟ هي عماله تزن عليا بس انا لو مش قد الحاجه يبقى بلاش اعملها عشان ما اظلمش حد معايا.. مصاريف العلاج مكلفه جدا 

تقريبا بتاخد نصف المرتب فيعني هصرف عليها منين وعلى العيال اللي هجيبهم لما هتجوزها دي .


كانت تصغي لكلامه باهتمام تام وبمجرد أن انتهي لم تجد إلا أن تقول له بنبرة حزينه 


=عارف يا احمد انت فيك حاجه نادره طالما ما معكش ما يلزمكش يعني واحد غيرك كان قال انا راجل وعاوز اشوف حياتي برده، وكان اتجوزها من غير ما يفهمها اللي فيها وقال لها ده اللي موجود لو كان عاجبك.. او ممكن كنت سبت والدتك نفسها وما سالتش فيها طالما مش قادر تعمل اي حاجه في حياتك بسبب مرضها 


عقب احمد بملامح متسامحة


=هي كمان على فكره بتطلب مني كتير الطلب ده اني اسيبها وبتقولي خلاص ده اخري هنا وانت عملت كتير واديك شايف كل ما نعالج حاجه اتعب منها، بس اكيد عمري ما هسيبها وهي تعبت عشان كتير برده. 


تنهيدة مثقلة خرجت منها قبل ان تعقب على قوله


=شكلك بتحبها أوي، انا والدتي ماتت وهي بتولدني وبابا انشغل في الشغل بس هو كان كل حياتي لدرجه انه علمني حاجات كثير منه زي ان الشغل رقم واحد بحياتك وما تثقيش في اي حد وهو اللي هيكون سندك في الدنيا عشان كده اقفلي على نفسك وشغل وبس و انا سمعت كلامه 30 سنه بعمل اللي هو عاوزه لحد ما اكتشفت مؤخره ان انا كنت غلط.. حافظ على والدتك يا احمد فعلا محدش بيعرف قيمه الحاجات لما تروح منه! و انا لما سألت عنك عرفت ان انت مهتم بيها جدا والمنطقه عندك كلها تشهد بكده 


رمش بعينه برهبة متسائلاً بحيرة وقلق 


= سالتي عني؟ هو انا حاسس من كلامك بتلمحيلي لحاجه عاوزاني اعملها لك وانا والله ما عندي مانع طالما هقدر بس مش فاهم عاوزه مني ايه بالظبط وايه سالتي عني دي وليه؟!. 


ردت نانسي عليه بتلقائية


= عشان عاوزه اتجوزك .


انتفض احمد واقفا من مكانه فجأة من الصدمة

لدرجه كسر الطفايه والفاظه الموضوعه فوق المنضده قائلاً بحرج شديد 


=انا اسف والله ما اعرفش وقعت ازاي 


ازداد عبوسها وهي تقول بإصرار عجيب


= خلاص.. خلاص سيبها مكانها في ناس هنا هتنظف، خلينا نرجع لكلامنا 


رفرف أحمد بعينيه مستنكرا إصرارها فقال بصوت مرتبك بخجل 


= طب هم مش هيجوا ينظفوها، ممكن حد يدوس عليها يتعور بسببي انا بقول المها انا 


هزت رأسها له عندما وجدته يتهرب منها وهي بصعوبه اخبرته بذلك من الاساس ثُمّ أغمضت عيناها لتقاوم تلك الرجفة التي احتلت جسدها بعدما عاد ما حدث وأخبرته مجدداً باصرار أكبر 


=احمد انا مش هعرف افوت الفرصه بعد ما قلتها خلاص بالعافيه وانت سمعتني صح، انا بطلب ايدك للجواز وعاوزه ردك ؟!. 


كررت طلبها بشدة وبإصرار جعله يترك حقيقه الأمر وانها كانت تقصد ما تقوله، تكرر في ذهنه عدة مرات طلبها، يبرز الامر داخل عقله؟ كيف لفتاه مثلها تطلب الزواج من شاب مثله فقير 

ليس لدي اي ميزه؟ الا اذا كانت لها رغبات أخرى لا يعرفها الان حتى تعرض عليه ذلك العرض؟ 


فمن المستحيل تحبة ليست تكن مثله تلك المشاعر التي كانت تنشده ويحاول اخفائها، لكن يا ترى هل بالفعل هو هكذا؟ ام انه ينكر احساسًا داخله، يصله في كل همسة منها وكل كلمة وكل نظرة منها، قلبه الصادق لا يخطيء ابدا، لكن ما الفائدة وهو في كلتا الحالتين هي بعيده عنه كل البعد.. لكن طلبها الحالي جعله يغير كل حساباته وتوقعاته القادمة.


لكن ما رده بالوقت الحالي فدائما يسمع الرجل هو من يتقدم للفتاه والفتاه تخبره ان يعطيها مهله وينتظر ردها فهل طالما حدث العكس يخبرها كذلك؟!. 


الصفحة التالية