-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 5 - 1 - الأحد 29/9/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة الثائرة على المجتمع 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس

1

تم النشر يوم الأحد

29/9/2024


في ذلك المنزل تقلبت علي الفراش ثم فتحت عينها بدهشة وعدم تذكير تحاول تتذكر اين هي وما ذلك المنزل؟ وسرعان ما حركت فمها مفتوح وعينيها متسعة بصدمة عندما تذكرت ما حدث ليله أمس وحديث مصطفى في تلك الليلة عندما أجبرها على الرحيل معه، انتفضت بهلع و قلبها يخفق بقوة وسارت للخارج تبحث عنه لتجده كان يقف بجانب الطاوله يضع الطعام بكل هدوء وكأنه لم يفعل شيء.


اقتربت منه ودفعته بكل قوتها تصرخ بوجه بانفعال، وتصيح بصوت غاضباً 


=يا ابن الكلـ.ـب والله ما هسيبك بقى انا تعمل 

فيا كده وتستغل اللي انا سكرانه وتاخدني غصب وعامل نفسك راجل كده وعمال تكلمني على المواعظ والحكم وان انا اتغيرت وانت طلعت ازبل خلق الله 


ضغط بطرف إبهامه علي يدها لتهدا، و بدأ الأخر يتحدث ببرود و كأن الأمر غير هام


=عارفه لولا إللي انا متربي فعلا كنت عملت اللي جي في دماغك دلوقتي وحسبتك على كلامك ده، لكن انا عشان عارف نيتك الزباله بسبب المجتمع اللي انحرفتي فيه لما بعدتي هعديها لك .


بمجرد أن قال هذا، أطلقت صرخة دوي صداها بين جدران منزله بجنون وسبته متذمرة وهي تضم تلابيب مأزرها بقوة 


= وانت كده مش من المجتمع فرقت عنهم إيه ده انت احقر منهم كمان لسه عمال تقول مواعظ وحكم وانت خدتني امبارح من و سطهم بالغصب واستغليت ان كله مش فايق  يا ابنـ...


لم تجد نفعاً من الحديث معه، فهو يتظاهر بالغباء وعدم فهم الحقيقة المريرة التي حدثت بينهما أمس وأنه جعلها تخسر اخر شيء كانت تحتفظ بيه بحياتها.. فصحيح قد تجاوزت بعض الحدود في حريتها الزائده لكن الا هذا الشيء وهو ببساطه جاء وجعلها تفقده، وقبل ان تتلافظ بالفاظ شنيعه وتتطاول عليه اكثر  تحدث و أجاب علي الفور


= بس بقى اهمدي شويه عشان افهمك اللي حصل ما تبصي على نفسك ما انتٍ لسه بهدومك اهو كنت جيت جنبك ولا عملتلك حاجه؟ انا سبتك امبارح نايمه جوه وفضلت بره على الكنبه اصلا وما قربتلكيش .


هزت رأسها باعتراض وهي تقول بعدم اقتناع وشك


= ما انت ممكن تكون عملت حاجه وبعد كده لبستني هدومي تاني هو انت اللي زيك اثق فيه، ما أنت جنسك راجل في النهايه زيهم طبعك الغدر و واخد على كده عشان المجتمع بيحلل الحاجات دي ليك ومش هيحاسبك انت 


لم يفهم مصطفى هل هي غيبة أم الصدمة جعلت التفكير لديها قد توقف! ليؤكد مرددًا بجمود وإصرار


= قلت لك ما عملتلكيش حاجه عايزه تصدقي ما تصدقيش انتٍ حره وبعدين مالك خفتي و قلقانه ليه ما انتٍ سهرانه في ديسكو وكنتي  بتشربي مع شباب منحله يبقى جت على دي وزعلانه؟ ولا ما فكرتيش ان ممكن فعلا حد كان خدك بدل مني وعمل فيكي حاجه فعلا.. وجو الانتقام بتاعك بقى ده و التمرد هو اللي هينفعك ساعتها لما تخسري حتى اخر حاجه بقيالك 


رمشت بعينيها بشك وازدردت لعابها بصعوبة ليزداد شحوبها اكثر واكثر بطريقة جعلت قلبه يرق شفقة عليها فلا يفهم اذا كانت حقا ما زالت تحاول الحفاظ على نفسها فلما ترمي حالها بالظلام وبعدها تعود وتشتكي، لكنه ظل على وجوم وجهه لا يتراجع فهو أراد يلقنها درس جيد لتفهم بان هذا الطريق سيجعلها تخسر اذا استمرت عليه، ليعود قائلا مصرآ

بتوضيح جاد 


= والله العظيم ما جيت جنبك يا أمينه وما عملتلكيش حاجه ما تخافيش انا حبيت بس اوصل لك ان انتٍ ماشيه في طريق غلط والدليل اللي حصل امبارح كنت بكل سهوله اقدر اعمل اللي انا عاوزه سوا انا ولا غيري ما كنتيش هتقدري تمنعيه فيا ريت بقى تفوقي..    

بدات تشعر بالصدق قليلاً وهي تنظر الى نفسها 

ثم تنهدت براحة وهي تضع كفها على صدرها.

بينما سحب المقعد وجلس وبدأ في تناول قطعة بيده يأكلها بإستمتاع و لذة، وهو ينظر إليها ويتحدث بهدوء 


=تعالي اقعدي انا حضرتلك الفطار.. مالك بتبصلي كده ليه اكيد يعني مش مستنيكي تصحي عشان احطلك مثلا حاجه في الاكل واعمل اللي انا عاوزه ما انتٍ كنتي قدامي طول الليل و مش دريانه بحاجه.. اقعدي وما تخافيش وانا هاكل معاكي عشان تتأكدي أني مش عاوزه ااذيكي .


ضاقت عيناها عليها بإرتياب وهي تردد بفقدان صبر 


=هو انت عاوز مني ايه بالظبط؟ وبلاش الهبل بتاع امبارح عشان الجو ده ما دخلش عليا وحتى لو فعلا انت بتحبني مش هينفع وانا مش هقبل ولا عاوزه الحب ده.. وهكمل في اللي انا فيه انا حره بقى ملكش دعوه بيا.. شوفلك واحده تناسبك 


تجمد فى مكانه يضيق نظراته فوقها وهو يسألها بأقتضاب


=يعني انتٍ عارفه ان اللي انتٍ بتعمليه مش مناسب لاي راجل يبقى ليه بتعمليه من الاساس ما هو مش مناسبك انتٍ كمان؟ يا امينه الانتقام مش بيضر الا صاحبه وانا خايفه عليكي تتضري اكتر من كده انتٍ ماشيه في طريق اللي بيروح ما بيرجعش  


لحظات مرت وهي مكانها لتلاحظ وجود علبه سجائر فاستدارت لتنظر إليه بقوة مصطنعة تخفي وراءها ما كانت تشعر به من كمد و غضب، وابتسمت تتسائل بنعومة مريرة 


= السجائر دي بتاعتك طب ما انت بتشرب اهو امال بس عامل فيها ما بيطلعش منك العيبه ومحترم وعمال تنصحني، ولا آه ما انت ماشي بنفس المبدا اشربي من ورا الناس انما قدامهم عيب وغلط 


هز رأسه بالايجاب وهو يهتف بصدق مبتسماً


=لا هي فعلا غلط واعتقد كمان حرام يمكن مش كل الشيوخ بتحرمها بس اكيد ربنا مش هيرضى بحاجه احنا بنستخدمها وعارفين أنها بتضر صحتنا، ايه رايك احنا الاتنين نبطلها سوا هي عاده وحشه فعلا والله يسامحه اللي بيعلمها لنا .


ضغطت على أسنانها بحده بسبب طريقته في التعامل معها فهو يتحدث وكأنه ضامنها بحياته ويأمرها وذلك يجعلها تشعر بالغيظ والغضب لترد باستياء


=بطلها لوحدك انا عن نفسي مبسوطه بيها! شكراً على الاستضافه اللي ما لهاش لازمه و شكراً كمان على الفطار رغم اني ما اكلتش منه انا همشي ويا ريت ما اشوفكش في طريقي تاني، عشان ما تضطرنيش اعمل حاجات انا مش عاوزاها.. زي مثلا اني ابلغ عليك في الشركه انك بتتعرضلي .


عقد ما بين حاجبيه بشدة وقد لمعت عينيه  وهو يسألها ببطء حذر


=امينه تتجوزيني؟. 


اتسعت عينا أمينة بذهول وصدمه وسرعان ما كتمت شهقتها لتعقب بثبات تدعيه


= مش بقول لك اهبل انت في دماغك حاجه صح؟ ولا تقريبا كنت بتشرب معانا واحنا مش واخدين بالنا.. انت فاهم انت قلت ايه من شويه؟ 


بدأ يتحدث بتأكيد وهو ينهض ويسير نحوها واضعاً يده في جيب بنطاله ووقف أمامها ينظر بعينين تتأملان ملامحها المتوترة


=اه فاهم وعارف انك ممكن تكوني فعلا كلامك صح وانتٍ مش مناسبة بس انا تعبت من كتر ما بستنى وتعبت من كتر ما انا بكتم مشاعري وانتٍ بتضيعي مني مش ممكن لو كنت قلتها قبل كده كانت حاجات كتير هتتغير 


عينيها كانت تائهتان هذا ما تأكد منه مصطفي عندما رفعت عساليتيها تريد أن تقول شيء ولكنها متردد، لكنها قالت بالنهاية فقد ما صدر منها الإنكار


= وانت يعني لما تتجوزني في حاجه هتتغير اوعى تكون فاكر هعمل زي الستات اللي بتمشي ورا طوع جوزها وهتغير غصب عني وهبطل اللي انا ماشيه فيه ده تبقى غلطان ولا جواز ولا دخول راجل في حياتي هيخليني ابطل اللي انا بعمله، اللي عاوز يقبلني كده يقبلني مش عاوز براحته انا مابتغيرش عشان حد.


هز رأسه بقوة ثم أمسك بيدها هامس بصوت ضائق وهو يشعر بكامل جسده يشتعل اثر لمسة واحدة منها فقط


= عارف كل ده بس مش قادر تكوني قدامي واضيعك من بين ايديا تاني، هو انتٍ ليه مش عايزه تفهمي ان بحبك بجد يا امينه انا استنيت سنين طويله تعبت بقى ونفسي نتجمع.


لتعض على شفتيها بارتباك شديد ظهر في حركة جسدها وهي تزيد من ضم اقدامها اليها، فترفض ببلاهة ومزيداً من التلعثم


= يمكن عشان عارفه انك بتحبني بجد بقول لك بلاش! هتتعب معايا أوي رحت ولا جيت أنت راجل شرقي ومش هتستحمل تصرفاتي واول حاجه هتطلبها مني ان اتغير وانا قلت لك مش هتغير.


كان ردها بارد هادئ لم يقتنع به مصطفي وان أتوه بملى هذا الكون أعذار لم يقنع بواحد منهم لا شيء يبرر رفضها والاستمرار بذلك، ليقول بصرامة حاده 


= انتٍ ما كنتيش كده من البدايه يعني انتٍ اللي اتغيرتي! ليه ما تفكريش تدي نفسك فرصه تانيه واللي حواليكي، مش لوحدك هتقدري على المجتمع كل واحد ولي افكاره واحنا لينا افكارنا برده وطالما مقتنعين بيها وانا في حاجات كتير متفق عليها معاكي..

انا مش ضدك.  


غلفت ملامحها تعبيراً بارداً وقناع من الجمود وضعته على وجهها وتمسكت به، وهي تتحرك 

هاتفه بتهرب


= انا اتاخرت وعاوزه أمشي.


منعها من الرحيل ثم زفر الهواء من رئتيه ثم حاولا معها بلين


= هو انتٍ ايه سبب رفضك ليا؟  

  

علقت أمينة بإحتقار وبرود


= مش عايزاك تقرب انا اتغيرت عن زمان.. ريحني بقى وشوف غيري 


أجاب بشوق في ظاهره حقيقي علي غرار باطنه


=تفتكري لو اقدر كنت هستنى خمس سنين و بعدين انتٍ دايما حلوه في عنيا انا... فمش فارق معايا راي غيري 


خفق قلبها يدق أثر كلماته الصريحة ومشاعره الواضحة فجعلتها تصمت، بينما رفع حاجيبة للاعلي باستنكار وهو يضيف بتحدي


= انا قبل سنتين لما قابلت جدتك قبل ما تسافري عرفت منها كل حاجه، وانك قد ايه كنتي بتعاني مع الكل وقد ايه اختك كانت بتتعذب وحاسه بالذنب رغم انك عملتي كل حاجه بايدك، ليه يا أمينة ليه تعملي حاجه قلبك مش راضي عنها.. لامتى هتفضلي تهربي من الحقيقه أن خلاص كل اللي بتعمليه ده مش هيرجعها تاني .


التفتت إليه برأسها وأجابت على سؤاله بسؤال مليء بالعتاب المبطن 


= وايه الفايده هاه؟.. ارجوك سيبني في حالى انا خلاص ما بقاش مني أمل .